عقود من إزالة الغابات حولت فيضانات آسيا إلى أحد أكثر الظواهر الجوية فتكا في ٢٠٢٥
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
مع تجدد هطول الأمطار وتهديده بمزيد من الدمار في أجزاء واسعة من آسيا، تتصاعد الدعوات إلى مكافحة **إزالة الغابات** ووضع حد لها.
تسببت عواصف استوائية متداخلة وأنظمة موسمية "مكثفة" في دمار واسع النطاق عبر آسيا، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تسابق الزمن للوصول إلى ناجين معزولين.
تسببت أيام من أمطار قياسية وعواصف عاتية في حدوث فيضانات كارثية وانهيارات أرضية في سريلانكا وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وفيتنام الأسبوع الماضي.
تجاوز عدد القتلى الآن 1.600، لكن المئات لا يزالون في عداد المفقودين عبر المنطقة. وبحسب الأمم المتحدة، تُعد هذه الكارثة من أكثر أنماط الطقس فتكاً في جنوب آسيا وجنوب شرقها منذ سنوات.
رغم أن تصادم ثلاثة أنظمة طقس استوائية، بما في ذلك إعصارا "ديتواه" و"سينيار"، كان على الأرجح مُغذّى بتغير المناخ، يحذر ناشطون بيئيون من أن إزالة الغابات "الجامحة" فاقمت المأساة.
هل إزالة الغابات مسؤولة عن الفيضانات القاتلة في آسيا؟من المتوقع هطول مزيد من الأمطار عبرإندونيسيا، وهي من المناطق الأكثر تضرراً، في الأيام المقبلة، ما يُرجح أن يؤثر على مناطق سومطرة الشمالية وسومطرة الغربية وآتشيه. هنا لا يزال السكان يترنحون تحت وطأة الفيضانات، ويتعاملون مع نقص حاد في الغذاء وصعوبة الوصول إلى مياه نظيفة.
تقول منظمة "WALHI"، أكبر وأقدم منظمة للدفاع البيئي في إندونيسيا، إن الكارثة ناجمة عن "تزايد الهشاشة البيئية" بسبب تغييرات في النظم البيئية المهمة، وقد تفاقمت بسبب أزمة المناخ.
"هذه الكارثة ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل كارثة بيئية ناتجة عن سياسات حكومية مهملة ومتساهلة"، يقول أحمد سويلهين من "WALHI" في آتشيه.
"هذه الفيضانات المتكررة هي نتيجة تراكمات إزالة الغابات، وتوسع صناعة زيت النخيلوالتعدين غير القانوني عن الذهب الذي تُرك ليتمادى".
إزالة الغابات في إندونيسيامن 2016 إلى 2025، تمت إزالة الغابات على نحو لافت في مساحة 1.4 مليون هكتار في آتشيه وسومطرة الشمالية وسومطرة الغربية، جراء أنشطة أكثر من 600 شركة.
هُدمت هذه الغابات لأسباب عدة، منها تصاريح التعدين ومزارع زيت النخيل، فضلاً عن تصاريح مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية والطاقة الكهرومائية الصغيرة.
في آتشيه، هناك 954 أحواض مائية (وهي منطقة أو حافة أرض تفصل المياه المتدفقة نحو أنهار أو أحواض أو بحار مختلفة). تقول "WALHI" إن 60 في المئة من هذه الأحواض تقع في مناطق غابية، وإن 20 منها في حالة حرجة.
ومع ذلك، فإن معظمها شهد إزالة كبيرة للغابات. فعلى سبيل المثال، يغطي حوض "كروينغ ترومون" المائي مساحة تزيد على 50.000 هكتار، لكن خلال السنوات الأخيرة شهد نحو نصفها (43 في المئة) فقداناً للغطاء الحرجي. ولم يتبقّ الآن سوى أقل من 31.000 هكتار.
كيف تساعد الغابات في حماية الدول من الفيضانات؟الغابات ضرورية لـ إدارة الفيضانات، فهي تعمل كالإسفنج العملاق الذي يبطئ تدفق المياه ويقلل حجم الجريان السطحي.
الأشجار قادرة على تبخير كميات من المياه تفوق أي نوع آخر من الغطاء النباتي، وتُعد من أفضل الدفاعات الطبيعية ضد الفيضانات. يقول باحثون من جامعة "بريتيش كولومبيا" إن قطع الغابات الجائر (حيث تُزال كل شجرة) لا يرفع مخاطر الفيضانات فحسب، بل يمكن أن "يفاقمها بشدة".
في دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام، وجد العلماء أنه في بعض الأحواض المائية أصبحت الفيضانات أكثر تكراراً بما يصل إلى 18 مرة وأكثر من ضعفي الحدة بعد القطع الجائر. ويمكن أن تستمر هذه التأثيرات لأكثر من أربعة عقود.
إندونيسيا تُحثّ على "إصلاح إدارة الغابات"أدت الفيضانات القاتلة في آسيا إلى تصاعد الدعوات للحكومة الإندونيسية للتصدي بحزم لـإزالة الغابات.
رَنْغا أديبوترا، مدرّس يبلغ من العمر 31 عاما، جُرف منزله في سومطرة الغربية، وكان يعيش على أطراف مدينة بادانغ. لقد كانت التلال فوق قريته مثخنة بجراح قطع الأخشاب غير القانوني.
"نحتاج إلى أن تحقق الحكومة وتُصلح إدارة الغابات"، قال أديبوترا لوكالة "أسوشيتد برس". "لا نريد أن تتكرر هذه الكارثة المكلفة مجدداً".
يقول الناشطون البيئيون إن مشهد جذوع الأشجار وهي تجرفها الأنهار "يعزز الشكوك" بأن ممارسات استغلال الغابات مستمرة.
Related نفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائر"من هذه الحقائق، يمكننا أن نرى بوضوح أن الكارثة البيئية الحالية سببها مسؤولو الدولة والشركات"، تقول أولي أرتا سياجيان من قسم الغابات والمزارع الوطنية في "WALHI".
"لذا تقع على عاتق مسؤولي الدولة مسؤولية تقييم جميع تصاريح الشركات في إندونيسيا، ولا سيما تلك المتعلقة بالنظم البيئية المهمة والحرجة. وإذا كان لا بد من إلغاء تصاريح، فيجب القيام بذلك".
تتعرض الدولة الآن لضغوط لمحاسبة المسؤولين عن هذه الإزالة للغابات، فيما يرى الناشطون البيئيون أن دافعي الضرائب لا ينبغي أن يتحملوا تكاليف استعادة الغابات في الأحواض المائية.
"لقد جَنوا أرباحاً هائلة من استغلال الطبيعة، وحان الوقت لتحميلهم مسؤولية استعادتها أيضاً"، تضيف سياجيان.
رفضت السلطات مزاعم قطع الأخشاب غير القانوني.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب تكنولوجيا حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب تكنولوجيا حزب الله إزالة الغابات إندونيسيا تغير المناخ آسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب تكنولوجيا حزب الله إسبانيا روسيا فلاديمير بوتين الهند لبنان سوريا إزالة الغابات
إقرأ أيضاً:
الأردن يعزّي إندونيسيا ويؤكد تضامنه مع ضحايا الفيضانات
صراحة نيوز- أعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين عن خالص تعازيها لحكومة وشعب جمهورية إندونيسيا الشقيقة إثر الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق وتسببت بوقوع مئات الضحايا والمفقودين.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير فؤاد المجالي، وقوف الأردن وتضامنه التام مع إندونيسيا في هذا المصاب الأليم، متوجهاً بأصدق مشاعر المواساة لأسر الضحايا، ومتمنياً العثور على المفقودين سالمين