هاجم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قرار الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن الغرامة المفروضة على "إكس" لا تتعلق فقط بإطار تنظيمي، بل تمسّ، بحسب وصفه "جوهر العلاقة بين الحكومات الأجنبية والشعب الأميركي".

فرض الاتحاد الأوروبي غرامة قدرها 120 مليون يورو على منصة "إكس" المملوكة لإيلون ماسك، بعد تحقيقات استمرت عامين ضمن إطار قانون الخدمات الرقمية "DSA"، الذي يُعدّ الركيزة الأساسية لتنظيم المحتوى وحماية المستخدمين داخل الكتلة الأوروبية.

وتقول المفوضية الأوروبية إن المنصة خرقت قواعد الشفافية في ثلاثة مجالات رئيسية، أبرزها آلية عرض العلامات الزرقاء، وقاعدة بيانات الإعلانات، وصعوبة إتاحة المعلومات للباحثين، معتبرة أن هذه الممارسات تُعرّض المستخدمين الأوروبيين للتضليل والاحتيال وتحدّ من القدرة على التدقيق في الحملات الدعائية.

ويمثّل القرار أول إجراء من نوعه بموجب القانون الجديد، في خطوة تُظهر رغبة بروكسل في فرض رقابة مشددة على المنصات الرقمية الكبرى ومعاقبة أي خرق تنظيمي قد يؤثر في المستخدمين.

عمال يقومون بتركيب إضاءة على لافتة "X" أعلى المقر الرئيسي للشركة في وسط مدينة سان فرانسيسكو، 28 يوليو 2023. Noah Berger/AP توتر متجدد بين واشنطن وبروكسل

أعادت الغرامة إشعال خلاف قديم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول حدود التنظيم الرقمي وحرية التعبير، في وقت يرى فيه مسؤولون أميركيون أن بروكسل تتجه نحو استهداف شركات التكنولوجيا الأميركية تحت شعار حماية المستخدمين.

وتأتي هذه المواجهة في ظل مناخ سياسي متوتر، خصوصًا بعدما عبّر البيت الأبيض والكونغرس في السنوات الماضية عن تحفظات واسعة تجاه السياسات الأوروبية المتعلقة بالرقابة والتنظيم الرقمي.

Related ميزة تحديد الموقع في "إكس" تكشف مواقع حسابات أوروبية يمينية متطرفة في آسيا وأستراليا"اليهود في ذروة البياض": منشور لماسك على "إكس" عن "انقراض البيض" يثير جدلًا واسعًامنصة "إكس" تفتح "الصندوق الأسود" للحسابات.. فماذا كشفت ميزة الموقع عن الهويات الحقيقية؟ روبيو: استهداف للأميركيين

هاجم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قرار الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن الغرامة المفروضة على "إكس" لا تتعلق فقط بإطار تنظيمي، بل تمسّ، بحسب وصفه "جوهر العلاقة بين الحكومات الأجنبية والشعب الأميركي".

ورأى روبيو، في تعليق نشره على المنصة نفسها، أن الإجراء الأوروبي يمثل محاولة للضغط على الشركات الأميركية وإضعاف قدرتها على إدارة محتواها بحرية، مشيرًا إلى أن زمن "التحكم الخارجي بما يراه الأميركيون" قد انتهى.

انتقادات من لجنة الاتصالات الفيدرالية

وفي موقف مماثل، انتقد رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية بريندان كار خطوة الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن بروكسل تتعامل مع النجاح الأميركي في قطاع التكنولوجيا باعتباره سببًا كافيًا لفرض العقوبات. وأشار كار إلى أن الغرامة جزء من سلسلة ضغوط أوروبية تستهدف الشركات الأميركية الكبرى تحت ستار "تنظيم المحتوى"، مؤكدًا أن فرض العقوبات على منصة "إكس" يعكس توجهًا متكررًا لمعاقبة المنصات الناجحة بدل تطوير آليات تعاون تنظيمي مشترك.

اتهامات أوروبية مضادة

في المقابل، نفت المفوضية الأوروبية أن تكون قراراتها موجّهة ضد الولايات المتحدة أو شركاتها، مؤكدة أن قانون الخدمات الرقمية يُطبَّق على جميع المنصات دون استثناء، وأن الغرامة نتاج "إجراء ديمقراطي يهدف لحماية المستخدمين الأوروبيين". وقالت بروكسل إن الهدف الأساسي هو مكافحة التضليل والمحتوى الضار، وإن التزام المنصات بالشفافية شرط غير قابل للتفاوض.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل سوريا تكنولوجيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل سوريا تكنولوجيا الولايات المتحدة الأمريكية أوروبا أخبار منصة إكس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل سوريا تكنولوجيا فلاديمير بوتين أوروبا الهند حزب الله ناريندرا مودي الصحة الاتحاد الأوروبی أن الغرامة

إقرأ أيضاً:

المفاوضات الأوكرانية الأميركية تدخل يومها الثالث

عبدالله أبو ضيف (موسكو، كييف، القاهرة)

أجرت أوكرانيا والولايات المتحدة، أمس محادثات في فلوريدا لليوم الثالث على التوالي، بشأن خطة واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن الطرفين اتفقا على أن التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل، موضحة أن المشاركين اتفقوا على إطار الترتيبات الأمنية وقدرات الردع الضرورية للحفاظ على سلام دائم في حال التوصل لاتفاق.
ويشارك في المفاوضات التي تجري قرب ميامي، ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجاريد كوشنر، عن الجانب الأميركي، وكبير المفاوضين رستم عمروف والجنرال أندريه هناتوف، عن الجانب الأوكراني.
وقال رئيس الوفد الأوكراني المفاوض رستم عميروف، أمس، إن اجتماعاتنا في فلوريدا ركزت على تحقيق سلام عادل، اتفقنا مع واشنطن على تفاهمات في مجال الأمن.
وأكد أن أولويتهم تسوية تضمن حماية بلادنا وسيادتها. وتابع: «بحثنا مع واشنطن وسائل الردع لضمان السلام».
ومنذ عرض الخطة الأميركية قبل نحو ثلاثة أسابيع، جرت جلسات محادثات عدة مع الأوكرانيين في جنيف وميامي، بهدف تعديل النص لمراعاة مصالح كييف. 
وأوضح محللون ومراقبون، أن المبادرة الأميركية المعدلة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية تشكل أول إطار تفاوضي جاد منذ سنوات، حيث يمكن البناء عليها خلال الفترة المقبلة. 
وقال المحلل السياسي الروسي، إيجور يوشكوف: إن النقاط الـ28 الواردة في خطة الرئيس الأميركي تمنح موسكو موقعاً تفاوضياً مريحاً، رغم أن الصورة النهائية للخطة لا تزال غير واضحة بعد المشاورات التي أجرتها واشنطن مع أوكرانيا وعدد من الدول الأوروبية.
وأضاف يوشكوف في تصريح لـ«الاتحاد»: أن هناك بنوداً أساسية تمثل أولوية لروسيا، من بينها الحصول على سيطرة كاملة على إقليمي لوجانسك ودونيتسك، مع إبداء استعداد لوقف العمليات عند خطوط التماس الحالية في زابوريجيا وخيرسون من دون المطالبة بالسيطرة الكاملة عليهما. كما تركز موسكو على انتزاع اعتراف أميركي مكتوب بسيادتها على القرم والمناطق التي تسيطر عليها بالشرق والجنوب، إلى جانب ضمانات واضحة بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
وأشار يوشكوف إلى أن روسيا ترغب أيضاً في تضمين قيود على حجم القوات المسلحة الأوكرانية، وتكريس وضع اللغة الروسية داخل أوكرانيا، باعتبار أن هذين البندين ضروريان للوفاء بالأهداف الداخلية للعملية العسكرية، التي أعلنتها موسكو في إطار نزع السلاح.
من جهته، قال المحلل السياسي الأوكراني، إيفان أس، إن المبادرة الأميركية المطروحة لا تزال مثيرة للجدل داخل كييف. 
وأضاف أس، في تصريح لـ«الاتحاد»: أن النسخة الأولى التي تضمنت 28 بنداً حملت مخالفات واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، إذ لا يمكن لأي دولة أن تعترف باحتلال أراضي دولة أخرى أو أن يُطلب من أوكرانيا القبول بتغيير حدودها بالقوة.
وأشار إلى أن كييف لم تتمكن من قبول هذه البنود، لكنها بعد تجاوز صدمة المقترح بدأت العمل عليه بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تقليص البنود إلى 19 نقطة، في حين تحدث الرئيس الأميركي لاحقاً عن 22 نقطة، بما يشير إلى استمرار النقاشات داخل الولايات المتحدة.
وأوضح أس، أن هناك شعوراً في أوكرانيا بأن صياغة المبادرة الأصلية أقرب إلى اللغة الروسية منها إلى الإنجليزية، مما يعزز الاعتقاد بأنها وُضعت أصلاً ليدفعها الأوكرانيون إلى الرفض، لكن كييف اختارت عدم رفض المقترح علناً لتفادي إثارة غضب ترامب، وقررت الدخول في نقاشات أملاً في الوصول إلى نسخة أكثر اتساقاً مع مصالحها.
وشكك المحلل السياسي الأوكراني في استعداد موسكو لوقف الحرب، لا سيما أنها لا تزال تراهن على الحسم العسكري رغم مرور نحو 4 سنوات على العملية التي كان مخططاً لها أن تُحسم خلال أشهر قليلة.

أخبار ذات صلة أسواق المال العالمية تترقب خفضاً جديداً لأسعار الفائدة الأميركية أميركا تعزز إنتاجها من الغاز الطبيعي المُسال

مقالات مشابهة

  • المفاوضات الأوكرانية الأميركية تدخل يومها الثالث
  • إيلون ماسك ردا على تغريم منصة إكس: يجب إلغاء الاتحاد الأوروبي
  • لمخالفة القوانين.. وزير الخارجية الفرنسي عن الغرامة المفروضة على منصة X: مجرد بداية
  • إنتاج المسلسل اللبناني الجديد "مش مهم الاسم".. لـ النجم معتصم النهار والممثلة أندريا طايع.. على منصة Shahid VIP وسيريس فيديو
  • أوربان يتهم مؤسسات الاتحاد الأوروبي بالفساد.. تحقيقات تطال شخصيات بارزة في بروكسل
  • الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة على منصة إكس بقيمة 120 مليون يورو
  • روبيو يعلّق على الغرامة الأوروبية على منصة إكس
  • ترقب في واشنطن لإعلان إلغاء قيصر وتراجع حاسم في النواب الأميركي
  • معارك حقول النفط تكشف تزايد النفوذ الأميركي في العراق