Replaced تعود من الرماد.. لعبة سايبربانك فنية مذهلة تحصل أخيرًا على موعد إصدار

بعد سنوات من الانتظار والضبابية والتأجيلات المتكررة، يعود مشروع لعبة Replaced ليخطف الأنظار مجددًا، مؤكّدًا أن الشغف والإصرار قادران على إعادة بناء الأحلام حتى لو مرّت بعواصف سياسية وحروب أثّرت على كل مراحل التطوير.

 أعلنت Sad Cat Studios، بالشراكة مع Thunderful Games، أنّ التحفة الفنية المستقلة Replaced ستصدر رسميًا في 12 مارس 2026، واضعة حدًا لرحلة امتدت أربع سنوات كاملة منذ الموعد الأصلي الذي كان مقررًا عام 2022.

منذ اللحظة الأولى التي ظهر فيها المشروع أمام الجمهور، تلقّى Replaced احتفاءً واسعًا بفضل بصمته الفنية الفريدة. فاللعبة ليست مجرد مغامرة منصات أو تجربة قتالية جديدة، بل تُعد نموذجًا بصريًا لما يمكن أن يقدمه فن البكسل حين يتحول إلى لوحة سينمائية متكاملة.

 عالم سايبربانك ديستوبي نابض بالأضواء والأسرار، يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والتدهور الصناعي، وبين جماليات الثمانينيات وروح المستقبل.

لكن هذا الجمال البصري لم يأتِ بسهولة. فقد واجه فريق Sad Cat Studios تحديًا وجوديًا حين اضطرّ إلى مغادرة بيلاروسيا بالكامل والانتقال إلى قبرص بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. هذا التغيير الإجباري لم يكن مجرد نقل مكاتب، بل كان انتقالًا كاملًا لحياة عشرات المطورين، الأمر الذي أدى إلى إبطاء العمل وتأجيله مرارًا. ومع ذلك، ظل الحلم قائمًا، وظلت الرؤية الإبداعية صامدة حتى ظهرت Replaced من جديد بروح أقوى من أي وقت مضى.

وتدور أحداث اللعبة في نسخة بديلة من الولايات المتحدة خلال ثمانينيات القرن الماضي، حيث تسبّب الشتاء النووي في تغيير وجه العالم. هذا الإطار السردي المظلم ينعكس مباشرة في أجواء اللعبة، حيث تتلألأ أضواء النيون فوق أرصفة مبللة بالمطر، محاطة ببقايا مدن متدهورة وصناعات منهارة وأسرار تتخفى في كل زقاق. تقدم اللعبة عالمًا يختلط فيه الخوف بالجمال، والانهيار بالتكنولوجيا المتقدمة، في لوحة فنية تفيض بالتفاصيل.

يلعب اللاعبون بشخصية R.E.A.C.H، وهو ذكاء اصطناعي يجد نفسه محاصرًا في جسد بشري رغماً عنه. هذا التضارب بين العقل الآلي والجسم العضوي يفتح الباب أمام رحلة سردية معقدة تتناول الهوية، والصراع الداخلي، وطبيعة الإنسانية في عالم فاقد للاتزان.

من الناحية الميكانيكية، تأتي Replaced بأسلوب لعب منصات وحركة سينمائية بتقنية الأبعاد الثنائية والنصف، تجمع بين الاستكشاف والسرد والقتال الديناميكي. تعتمد اللعبة على مزيج من الهجمات المتسلسلة بعيدة المدى وضربات دقيقة وسريعة مصممة لمنح اللاعبين شعورًا مُرضيًا بالإيقاع القتالي. ومع الحركة السلسة التي تتميز بها اللعبة، يتوقع أن تكون التجربة مزيجًا مثاليًا بين التحكم الدقيق والمعارك السريعة.

الإعلان الترويجي الجديد كشف الكثير من هذه التفاصيل، حيث أظهر لقطات فنية خلابة، ورسومًا متقنة لا تشبه أي لعبة بكسل تقليدية، وحركات سلسة تضاهي الإنتاجات الكبرى. وبمجرد مشاهدة العرض، يصبح واضحًا أن Replaced ليست مجرد لعبة مستقلة، بل عمل فني متكامل تم بناؤه بشغف وإتقان.

يمكن الآن إضافة اللعبة إلى قائمة الأمنيات على Steam وXbox، وهي خطوة تُعد مؤشرًا على اقتراب المرحلة النهائية من التطوير. ومع تحديد موعد الإصدار رسميًا، يبدو أن رحلة Replaced المؤلمة تقترب أخيرًا من نهايتها، وأن اللاعبين على موعد مع تجربة استثنائية تدمج الفن بالقصة وبأسلوب لعب مترابط ومدروس.

هذه اللعبة ليست مجرد مشروع استغرق سنوات من التطوير، بل هي شهادة على قوة الإرادة الإبداعية، وعلى قدرة الفن على الاستمرار رغم الظروف الصعبة. وفي مارس 2026، سيكون عشاق الألعاب المستقلة والتجارب السينمائية على موعد مع واحدة من أكثر ألعاب السايبربانك انتظارًا خلال العقد الأخير.

المصدر: بوابة الوفد