كشف رئيس الوزراء معين عبدالملك عن وصول عجز الموازنة إلى 50%، منتقداً الهجوم الذي تتعرض له الحكومة منذ أيام على خلفية موافقتها على اتفاقية إنشاء شركة الاتصالات مع شركة إماراتية.

معين وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم، في قصر المعاشيق بالعاصمة عدن، نفى المزاعم التي روجت حول سرية الصفق ، موضحاً: فريق التفاوض الحكومي بالاتفاقية قضى عاماً كاملاً، كما تم مناقشتها بنداً بنداً في اجتماعات لمجلس الوزراء وتم رفعها بكل وثائقها إلى مجلس القيادة الرئاسي، مؤكداً بأن كل ما يتعلق بها تم بحسب القانون اليمني والتشريعات ولا شيء غير ذلك.

مشيراً إلى أن اليمن يحتاج إلى استثمارات وبنية تحتية بـ3 مليارات دولار حتى نصل إلى مستوى دول القرن الإفريقي وليس دول المنطقة، حسب قوله، وأن الحكومة غير قادرة على ذلك من مواردها، لافتا إلى أن الحديث حول صفقة الاتصالات يجب أن يناقش في إطاره القانوني والاقتصادي ومصلحة اليمنيين بعيداً عن الاستقطاب السياسي.

موضحا أن الشركة الإماراتية ستقدم استثمارات بـ700 مليون دولار، وأن الحكومة تطمح لأن تصل إلى مليار ومليار ونص دولار، نافياً الحديث عن بيع الحكومة لقطاع الاتصالات، مؤكداً بأنها رخصة تشغيل باتفاقية شراكة بحصة 30% للحكومة.

رئيس الوزراء كشف في المؤتمر الصحفي عن قيام الحكومة بتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير العدل للرد على التقرير الذي أعدته اللجنة البرلمانية مؤخراً حول اتهامات بوجود فساد في ملفات الكهرباء والنفط والاتصالات.

معبراً عن انزعاجه للغة والخطاب الذي ورد في تقرير اللجنة وخطاب رئيس البرلمان إليه، ملمحا في حديثه إلى عدم دستورية اللجنة بإشارته إلى أنها تشكلت من دون وجود جلسة برلمانية. 

رئيس الوزراء تطرق في المؤتمر الصحفي إلى الأزمة المالية التي تعاني منها الحكومة بسبب وقف تصدير النفط الخام جراء هجمات مليشيات الحوثي، وفقدان الحكومة لنسبة من الموارد من الضرائب والجمارك بعد فتح ميناء الحديدة تنفيذا لاتفاق الهدنة.

موضحاً بأن ذلك جعل من عملية الحفاظ على دفع المرتبات والعملة وتقديم الخدمات بحدها الأدنى مهمة شبه مستحيلة، معتبراً بأن الدعم السعودي الأخير المقدر بـ1.2 مليار دولار كان بمثابة طوق نجاة للحكومة، لافتاً إلى أن عجز الموازنة خلال النصف الأول من العام الجاري تراوح ما بين 40 -50%، حيث بلغت النفقات نحو تريليون و100 مليار مقابل إيرادات بنحو 600 مليار فقط.

وفي ملف الكهرباء، طمأن رئيس الوزراء بأن الحكومة تمكنت من تأمين الوقود حتى أواخر شهر أكتوبر القادم، لافتاً إلى وجود حزمة من مشاريع الطاقة المتجددة تمولها الإمارات في عدد من المحافظات المحررة تصل إلى 350 ميجا ستدخل نصفها بحلول أواخر العام الجاري.

اللافت في المؤتمر الصحفي كان الهجوم العنيف الذي شنه معين ضد رجل الأعمال النافذ / أحمد العيسي دون أن يسميه، حيث يقف الرجل خلف الهجوم العنيف الذي تتعرض له الحكومة بسبب اتفاقية الاتصالات وتسببت تصريحاته في هذا الملف بدفع رئيس البرلمان لتشكيل لجنة التحقيق.

حيث سخر من الحديث عن بيع الحكومة لقطاع الاتصالات بالقول: بيع إيش؟، يعني الـ30% لو كانت لنافذين كان الامر مر بدون صداع؟ يمكن، مؤكداً بأن وجود متنفذين يعرقلون عمل الحكومة "أمر غير مقبول".

هجوم معين على العيسي بدا واضحاً من خلال حديثه عن أسباب إثارة قضية اتفاقية الاتصالات، بالإشارة إلى ملفات وقضايا فساد يتهم فيها العيسي، حيث تحدث معين عن ملف المشتقات النفطية التي كان يحتكر استيرادها العيسي، وقرار الحكومة عام 2019م بكسر هذا الاحتكار وتحصيل الرسوم عليها.

وقال معين بأن الضرائب والجمارك على المشتقات النفطية عام 2018م كانت "صفراً" وبقرار الحكومة ارتفع إلى 239 مليارا بالسنة، مشيراً إلى معاناة 3 وزراء نفط في تحصيل رسوم خزن المشتقات في مصافي عدن، مع احتكار خزنها، في إشارة إلى العيسي.

كما أثار رئيس الوزراء قصة حصول شركة "واي" التي يملكها العيسي على رخصة تشغيل الجيل الرابع مجاناً بأوامر خاصة من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، وقال إن الشركة أعطيت لها كل إمكانيات الدولة وكل التسهيلات ولا توجد أي وثائق لذلك لدى الحكومة أو وزارة الشئون القانونية.

وأضاف معين متحدثاً عن شركة واي: لم يدفعوا فلوسهم إلى الآن، الأغرب أنهم يطالبون الحكومة في خطاب رسمي أن تدفع لهم 149 مليون دولار قيمة الرخصة التي دفعت في صنعاء للحوثي في 2016م، وعلق ساخراً: لم يدفعوا شيئا ولم يعملوا شيئا.

رئيس الوزراء أثار أيضا قضية إنشاء ميناء قنا النفطي بين شركة تابعة لأحمد العيسي ومحافظ شبوة السابق الإخواني بن عديو، دون أن تمر على الحكومة، لافتاً إلى أن السلطة المحلية والمحافظ السابق قامت بإلغاء الموضوع بعد 6 أشهر بسبب عدم تنفيذ الشركة لأي أعمال.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: رئیس الوزراء إلى أن

إقرأ أيضاً:

رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين

بعد عام كامل على بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تعد تُسمع فيها أصوات الحياة، بل حلّ محلها دويّ الانفجارات وهدير الجرافات وهي تلتهم ما تبقّى من المنازل والذكريات، مغيرة بذلك ملامح المدينة بالكامل.

تُظهر مقاطع فيديو نشرها جنود الاحتلال ووسائل إعلام عبرية حجم الدمار الكارثي الذي حلّ بأحياء سكنية كاملة؛ مبانٍ سُوِّيت بالأرض، شوارع دُمّرت بالكامل، ومعالم اندثرت كما لو أنها لم تكن يوما موجودة.

كل شيء مدمر بشكل كامل.. مشاهد تظهر حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في #رفح جنوب قطاع #غزة pic.twitter.com/8MzYnOuU4o

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) May 12, 2025

أثار العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي صدمة وغضبا واسعين بين مغردين فلسطينيين وعرب، بعدما أظهرت حجم الدمار الواسع والكبير الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية في مدينة رفح.

ووصف المغردون ما يحدث بأنه جريمة موثقة بكاميرات الجنود، لا تُخفى، بل تُعرض على العالم بوقاحة على أنها "إنجازات عسكرية"، في مشهد يُقلب فيه الحق باطلا، وتُروَّج فيه الإبادة كنوع من الانتصار.

وتعليقا على هذه المقاطع، قال الناشط خالد صافي إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يوثق جريمته في مدينة رفح ويعرضها على العالم كأنها مجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، ويوثّقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوه تتشح بالزهو لا بالخزي.

ما زال المجرم يوثق جريمته..
ويعرضها على العالم كأنها مَجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان.
جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، يوثقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوهٍ تتشح بالزهو لا بالخزي.
فيديو نشره أحد الجنود يكشف ما لا يحتاج إلى… pic.twitter.com/sfF0ZgMRn5

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 12, 2025

إعلان

ورأى مغردون أن ما يحدث في رفح ليس مجرد احتلال أو اجتياح، بل "إزالة جغرافية كاملة" لإحدى محافظات القطاع الخمس، التي كانت تُشكّل بوابته الوحيدة نحو العالم، ونقطة اتصاله بالجغرافيا العربية.

كما أشاروا إلى أن هذا المسح لا يعني دمارا آنيا فقط، بل يُمثّل تعقيدا هائلا لأي محاولة مستقبلية لإعادة إعمارها، إن انتهت الحرب وسُمح بذلك أصلا.

وأكد آخرون أن رفح لم تُهدم فقط، بل أُعدِمت هويتها بالكامل، في ظل مواصلة الآليات الإسرائيلية تدمير أحيائها بشكل ممنهج وسريع، بعيدا عن الأضواء، وخارج نطاق التغطية الإعلامية.

شركات مدنية اسرائيلية تهدم ما تبقى في رفح pic.twitter.com/gJJ6Y73gQ9

— alam_mohaier83 (@alam_mohaier83) April 23, 2025

وأوضح عدد من المغردين أن رفح قد انتهت، ولم يبقَ من اسمها إلا "جنوب محور موراغ"، كما تسميها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وكأن رفح بتاريخها وأحيائها ومآذنها وأسواقها ومساجدها وذكريات أهلها لم تكن أبدا.

وعلّق أحد النشطاء قائلا: "مدينة كاملة مُسحت، بيوت سُوِّيت بالأرض، شوارع دُكّت، أرواح صعدت بلا وداع، ومعالم اندثرت في صمت عالمي مخزٍ".

أما آخرون، فقد وصفوا رفح بـ"المدينة المنسية على هامش الخريطة"، حيث صمت الشوارع أبلغ من كل صراخ، وحيث يُدفن الحلم قبل أن يولد. بين أنقاضها تنكسر الأرواح كما تنكسر الحجارة تحت أقدام العابرين.

واعتبر مدونون أن رفح اليوم ليست مجرد مدينة أُزيلت عن الخارطة، بل شاهد على جريمة إبادة، جريمة محو جغرافي وتطهير عرقي كامل.

وتساءل مدونون آخرون: "هل نسينا أن مدينة تُباد أمام أعيننا؟ هل فقد الإعلام العالمي حسّه الإنساني إلى هذا الحد؟".

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة اللبنانية يرحب بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا
  • رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع 4 تعاقدات مع مصنع شركة شين شينج لصالح مشروعات كُبرى
  • ولي العهد يعلن إطلاق شركة “هيوماين” كرائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي
  • رئيس الوزراء يتابع جهود تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى
  • بتوجيهات رئاسية.. الحكومة تُناقش إطلاق تقنية الجيل الخامس 5G
  • الحكومة: الاستعداد لتنفيذ قانون الرقم القومي العقاري بعد تصديق الرئيس عليه
  • عاجل- رئيس الوزراء يتابع ملفات الاتصالات.. ومبادرة "الرواد الرقميون" في صدارة المشهد
  • رئيس الوزراء يصل مقر محافظة طولكرم لعقد جلسة الحكومة
  • 100 مليون دولار من شركة واحدة .. عجز الشرعية بملف الاتصالات يُمّول حروب الحوثي