سبتمبر 5, 2023آخر تحديث: سبتمبر 5, 2023

المستقلة/- كشف مسؤول عسكري بارز في العاصمة بغداد لصحيفة “العربي الجديد” القطرية و تابعته المستقلة، عن استمرار وجود أسلحة هجومية أميركية ثقيلة ومتوسطة في قاعدة “عين الأسد”، الواقعة بمحافظة الأنبار غرب البلاد، وذلك على خلاف الاتفاق الموقع بين البلدين عام 2021، بتحوّل مهام القوات الأميركية في العراق من قتالية إلى استشارية.

وبيّن أن الزيارة الأخيرة لقادة عسكريين عراقيين إلى القاعدة “أظهرت وجود أسلحة هجومية، ومنها طائرات مروحية قتالية من طراز بلاك هوك، وأباتشي، مع استمرار وجود منظومة رادار متطورة ومعدات رصد أخرى”.

وفد عسكري عراقي زار قاعدة عين الأسد
وأجرى وفد عسكري عراقي رفيع المستوى، في 26 أغسطس/ آب الماضي، زيارة مفاجئة إلى قاعدة “عين الأسد”، التي تضم المئات من القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي. وأظهرت الصور التي نشرتها وزارة الدفاع العراقية، لقاءات متفرقة بين الوفد العراقي وقادة وجنرالات أميركيين.

وضمَّ الوفد العسكري كلاً من رئيس أركان الجيش الفريق عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي، وعدداً من القيادات الأمنية والعسكرية بوزارة الدفاع والداخلية، وفقاً لبيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) في 26 أغسطس الماضي.

ولم يكشف البيان تفاصيل الزيارة إلى القاعدة الأبرز في خريطة الوجود العسكري للقوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، لكن مصدراً عسكرياً بارزاً في بغداد، قال لصحيفة “العربي الجديد” القطرية و تابعته المستقلة، إن “الزيارة شملت الجزء العسكري العراقي من القاعدة فقط”.

وبحسب المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته فإن “زيارة الوفد العسكري الأخيرة لقاعدة عين الأسد، أوضحت وجود معدات وأسلحة هجومية، وهذا خلاف الاتفاق المبرم عام 2021، والذي سمح بوجود أسلحة دفاعية مع قوة المهام الاستشارية”.

مصدر عسكري: جزء غير قليل من القوات الأميركية هو عبارة عن قوات قتالية

ولفت إلى وجود “منظومة رادار متطورة، وأسلحة وعربات همفي وهامر، وطائرات قتالية مروحية مثل أباتشي وبلاك هوك، مع الاعتقاد أن منظومة صواريخ اعتراضية ما زالت موجودة داخل الجزء الشمالي الغربي من القاعدة”.

وقال المسؤول العسكري إن “جزءاً غير قليل من القوات الأميركية المستبدلة أخيراً هو عبارة عن قوات قتالية”.

وبحسب المسؤول العراقي، فإن “الحكومة العراقية تنوي مفاتحة الأميركيين في هذا الملف تحديداً، خصوصاً مع استمرار تصاعد مؤشرات وجود تحركات أميركية قريبة في الأراضي السورية المجاورة وإمكانية وجود خطط أميركية جديدة في المنطقة”، على حد قوله.

التقارير بشأن الأسلحة الأميركية في العراق غير جديدة
من جانبه، أشار عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب مهدي تقي، في حديث لصحيفة “العربي الجديد” تابعته المستقلة، إلى أن “اللجنة والتقارير الأمنية من الأجهزة الرسمية أكدت في أكثر من مرة أن القواعد العسكرية التي تستضيف القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي تحتوي على أسلحة هجومية”.

وأضاف أن الأمر نفسه ينطبق في السفارة الأميركية ببغداد، “لكن التقارير كانت تتعرض إلى الإهمال في زمن حكومة مصطفى الكاظمي”.

مهدي تقي: امتلاك القوات الأجنبية لهذه الأسلحة، خرق للاتفاقات الأمنية

وأوضح تقي أن “القوات الأجنبية في العراق تمتلك الأسلحة الحربية والطيران الحربي، ولا نعرف أسباب هذه الأسلحة ووجودها”.

ولفت إلى أن “اللجان الأمنية في البرلمان والحكومة تتابع نتائج زيارة الوفد الأمني إلى قاعدة عين الأسد، ومن المفترض تُطرح نتائجها عبر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، لمفاتحة السفارة الأميركية بشأن هذه الأسلحة”. وأوضح أن “امتلاك القوات الأجنبية لهذه الأسلحة يُعد خرقاً للاتفاقات الأمنية بشأن مهام تدريب وتطوير قدرات القوات العراقية والمهام الاستشارية فقط”.

بدوره، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي أحمد الأبيض، في حديث لصحيفة “العربي الجديد” القطرية و تابعته المستقلة، إن “الأسلحة المتقدمة الخاصة بالأميركيين في القواعد العراقية موجودة منذ فترة طويلة، وبعضها قديم وبعضها الآخر أُحضر مع القوات الأميركية التي تم استبدالها أخيراً في العراق”.

واعتبر أن ذلك “قد يكون بداية لأحداث كبيرة ستشهدها دول في المنطقة، ومنها العراق وسورية وإيران، وصولاً إلى أفريقيا”، لافتاً إلى أن التحركات الأميركية لا تقتصر على العراق فقط، بل تتخطاها إلى بلدان أخرى في المنطقة، بحسب قوله.

من جهته، اعتبر الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي، مع الأبيض، في حديث مع “العربي الجديد” أن “ما يحدث حالياً في القواعد التي تضم القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل عبارة عن إعادة انتشار وتموضع للقطعات الأجنبية”.

وأرجع ذلك إلى “أسباب منها أمنية وتعبوية وأخرى تكتيكية، لأن الشرق الأوسط تحوّل إلى منطقة حرب باردة جرّاء التمدد الإيراني”. وأوضح أن “واشنطن تريد أن تكون قاعدة عين الأسد أحد مقراتها الرئيسة في المنطقة ككل، حيث تقع في منطقة جغرافية مهمة لا يمكن تعويضها”.

وتقع قاعدة “عين الأسد” الجوية على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد، وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي، غرب محافظة الأنبار، وهي أضخم القواعد الأميركية في العراق.

وقد تحوّل اسمها من قاعدة “القادسية” الجوية، إلى قاعدة “عين الأسد” عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، متوسطةً المثلث الغربي مع الأردن والسعودية وسورية.

وتمثل القاعدة في الوقت الحالي مرتكزاً للمئات من الجنود والعسكريين الأميركيين. وتتشارك القاعدة إلى جانب القوات الأميركية الفرقة السابعة بالجيش العراقي، ضمن قيادة عمليات البادية والجزيرة، المسؤولة عن حدود العراق مع الأردن وسورية وأجزاء من الحدود مع السعودية.

وكان العراق قد بدأ فعلياً ببناء القاعدة نهاية السبعينيات من القرن الماضي بوصفها نقطة عمليات متقدمة في حال اندلاع أي حرب مع إسرائيل.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة قاعدة عین الأسد العربی الجدید فی المنطقة فی العراق إلى قاعدة

إقرأ أيضاً:

ترامب من قاعدة العديد: زيارتي للمنطقة تاريخية وجاهزون لمواجهة أي تهديد

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يعتزم رفع رواتب ضباط وأفراد القوات المسلحة، قائلا إنه تمكن من القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في أسبوعين فقط.

وقال ترامب – في كلمة ألقاها من قاعدة العديد بقطر اليوم الخميس- "نشكر شركاءنا في القوات المسلحة القطرية"، مشيدا بقاعدة العديد العسكرية التي وصفها بأنها واحدة من أفضل القواعد في العالم.

كما شكر الرئيس الأميركي القوات المسلحة القطرية، قائلا إنهم "جيش رائع"، كاشفا في السياق ذاته عن اتفاق بين الدوحة وواشنطن لتزويد القوات القطرية بطائرات ومعدات عسكرية متطورة.

وأشاد ترامب أيضا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقال إنه "صديق لي قبل أن أدخل عالم السياسة"، مضيفا أنه "قائد وزعيم رائع لشعبه".

"زيارة تاريخية"

ووصف الرئيس الأميركي زيارته الشرق أوسطية بـ"التاريخية"، مضيفا أنه أمضى أمس الأربعاء "يوما رائعا مع أمير دولة قطر"، قائلا "سأودع أمير قطر اليوم على أمل اللقاء به قريبا".

وأشاد ترامب بالقوات المسلحة لبلاده، معتبرا أنها هي من تجعل أميركا بلدا عظيمة مرة أخرى، وأضاف " نلوح بالقوة حتى لا يتمكن أحد من الاعتداء علينا".

وكشف أن حجم الإنفاق على القوات الأميركية سيبلغ 10 ترليونات دولار خلال السنوات العشر المقبلة، كما أعرب عن رغبته في بناء "قبة ذهبية" لحماية الأجواء الأميركية والتوجه لصناعة طائرة حربية من الجيل السادس.

إعلان

وفيما يخص الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، قال ترامب إن واشنطن قضت على الكثير من الإرهابيين أثناء ولايته، بمن فيهم القيادي الثاني في تنظيم الدولة، قائلا إنه قضى على التنظيم في أسبوعين فقط، وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية: القوات المسلحة اليمنية تفوقت على أقوى تحالف عسكري في العالم
  • موقع عسكري إسرائيلي: إعلانات القضاء على قدرات حماس دعاية وليست حقيقة
  • الإعلان عن إحباط هجوم لتنظيم الدولة على قاعدة أميركية بميشيغان
  • الإدارة الأميركية تعلن إلتزامها بتعطيل عمليات الحوثيين لتوليد الإيرادات غير المشروعة ومنع وصول الأسلحة إليهم
  • الدويري: كمين الشجاعية يكشف استخدام المقاومة لأسلحتها بشكل مثالي
  • إحباط هجوم لـ"داعش" على قاعدة عسكرية أميركية
  • ترامب من قاعدة العديد: زيارتي للمنطقة تاريخية وجاهزون لمواجهة أي تهديد
  • قطر.. ترامب يزور القوات الأمريكية في قاعدة العديد.. من ينتظره هناك؟
  • تسليح الخليج.. رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط وتجارة الأسلحة الأميركية
  • سقوط فعلي لنظام الأسد.. سوريون يحتفون بقرار رفع العقوبات الأميركية