الجزيرة:
2024-06-12@12:04:23 GMT

آخر ألغاز هروب اللص المحترف رضوان فايد من سجن بفرنسا

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

آخر ألغاز هروب اللص المحترف رضوان فايد من سجن بفرنسا

هرب اللص الشهير رضوان فايد، الذي بدأت محاكمته يوم الثلاثاء في باريس، من سجن ريو عام 2018، ليختفي مدة 95 يوما في هروب يذكر بأفلام العصابات التي فتنته منذ الطفولة، قبل أن يقبض عليه مرة أخرى ويقدم إلى جانب 11 من المتعاونين معه للمحاكمة، علما أن أحد شركائه الثلاثة لا يزال مطلوبا.

ووصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية هروب رضوان فايد بالتفصيل، مشيرة إلى أنه لم يتم الكشف عن أي خطر لهروب وشيك، مع أن نائب رئيس سجن ريو -الذي يقيم فيه المجرم- كان قد رصد تحليق مسيرات فوق المؤسسة منذ وصول رضوان فايد إليها، وأبلغ إدارته بذلك عبر البريد الإلكتروني في فبراير/شباط 2018، ونبه إلى عدم وجود خطوط مضادة للتسلل الجوي فوق الفناء الذي طار منه رضوان فايد بمروحية بعد 5 أشهر من ذلك الوقت.

وفي صباح الأحد الموافق الأول من يوليو/تموز 2018، غادر رضوان فايد (51 عاما) زنزانة الحبس الانفرادي رقم 207 لمقابلة شقيقه إبراهيم، الذي جاء لزيارته بعد أن طلب في اليوم السابق تقديم موعد الزيارة الذي كان مقررا بعد الظهر حتى لا تفوته مباراة إسبانيا وروسيا التي تبث عصرا.

وصل رضوان فايد إلى غرفة الزيارة في الساعة 9:15 صباحا، وبعد ذلك بنحو ساعتين اندفعت مروحية من طراز "ألويت 2" إلى الفناء الرئيسي للسجن وعلى متنها 3 رجال ملثمين مع طيار أخذوه رهينة من مطار على بعد 20 كيلومترا، نزل اثنان وبقي واحد من الرجال مع الطيار الذي طُلب منه أن يحوم على ارتفاع متر فوق سطح الأرض، وقف أحد النازلين حارسا بالفناء وبيده بندقية هجومية، في حين هاجم الثالث باب المبنى بمطحنة، وسط ضباب قنبلة دخان تعيق رؤية المشرفين والكاميرات.

اقتحم الرجل، ذو المطحنة، الباب ليصل بعد عبور بوابتين حديديتين إلى منطقة الصالونات التي خرج منها رضوان فايد، وعاد معه إلى الفناء، وصعدا إلى المروحية التي أقلتهما وتحركت مبتعدة وسط هتافات النزلاء الآخرين، في عملية استغرقت أقل من 10 دقائق ولم يتم فيها أي إطلاق نار، لتهبط المروحية في غونيس على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال، ويصعد ركابها إلى سيارة أولى ثم سيارة ثانية فُقد أثرها عند 12 ظهرا، ليختفي معها أحد المعتقلين الأكثر مراقبة في فرنسا.

وسبق أن فرّ فايد من السجن عام 2013 وأخذ معه 10 حراس رهائن قبل أن يستخدم الديناميت لتفجير طريق للخروج والفرار بسيارة كانت تنتظره، وبقي طليقا 6 أسابيع قبل أن تقبض عليه الشرطة في فندق مع أحد شركائه، أما في هذه المرة فلم يقبض عليه إلا بعد 95 يوما، حسب الصحيفة.

رضوان فايد كان معروفا جدا لدى الشرطة الفرنسية (الصحافة الفرنسية)

وقالت لوموند إن المجرمين الذين اهتموا بالتحضيرات للهروب لم يهتموا كثيرا بما بعده، مما ساعد متعقبي فايد، حيث اكتشف صياد بعد أسبوع من الأحداث بنادق هجومية وذخائر وسترات مضادة للرصاص وأجهزة اتصال لاسلكية، والقميص الذي كان يرتديه رضوان فايد يوم فراره، مخبأة بشكل سيئ تحت قماش في منطقة واز، حيث عثرت الشرطة على الحمض النووي لرشيد فايد الأخ الأكبر لرضوان وابن أخيهما إسحاق حريزي.

وبعد 3 أسابيع من الهروب، تم تصوير رضوان ورشيد فايد بواسطة كاميرات مراقبة بمركز تسوق في سارسيل بفال دواز، حيث مرا أثناء مطاردة من الشرطة التي ضيقت الخناق على المجموعة وعلى منطقة كريل، مسقط رأس اللص، حيث قبض عليه في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2018 على بعد كيلومتر واحد من الحي الذي نشأ فيه، في شقة أحد معارف ابن أخيه الذي كان يتحرك أحيانا مرتديا البرقع.

كأنه على فراش الموت

وأوضحت الصحيفة أن فايد سيظهر إلى جانبه 11 شخصا، من بينهم القائمون على الخدمات اللوجيستية كالمراقبة والسيارات والأسلحة والتمويل والسكن وغيرها، وضمنهم متهمان آخران غير متوقعين، أحدهما جاك مارياني الشخصية البارزة في المجتمع الكورسيكي وأحد مقربيه السابقين، حيث تيقن المحققون أن فايد اتصل بهما من أجل خطة للهروب من فريسنيس (فال دو مارن) عام 2017، ويشتبه في أن الروابط بينهم استمرت بعد نقله فايد إلى ريو.

وأما المحكمة -حسب الصحيفة- فأمامها 7 أسابيع لإصدار الحكم المتوقع يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول المقبل ومناقشة الألغاز النهائية للهروب، إلا أن هوية العضو الثالث في الكوماندوز المقنع، الذي لم يتم العثور عليه مطلقا، فلا تزال مجهولة، كما أنه لا يزال من المجهول كيف أصبح المجرمون على علم بالتكوين المعقد للمؤسسة، لأنه لم يثبت أي تواطؤ داخلي سواء مع الحراس أو النزلاء.

وأثناء التحقيق، ظل رضوان ورشيد فايد صامتين، إلا أن رشيد أوضح "يمكنني أن أخبرك بالأسباب التي جعلتني أقرر المشاركة في هروبه. إنه تراكم الأحكام، وكأنه على فراش الموت"، حيث كان رضوان فايد يقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب هروبه عام 2013، وحكما بالسجن لمدة 25 عاما بتهمة تنظيم عملية سطو ماتت خلالها ضابطة شرطة في عام 2010.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الرسالة الأخيرة للواء طلبة رضوان: احذروا «العمليات النفسية.. انتصرنا بالاصطفاف»

ظل اللواء أركان حرب طلبة رضوان (أحد أبطال حرب أكتوبر، صاحب الدور البارز في تحرير موقع تبة الشجرة/ مركز القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي فى سيناء، قبل حرب أكتوبر عام 1973) حتى وفاته، اليوم الثلاثاء، يحذر الرأي العام، من تداعيات الحرب النفسية الضارية، التي تتعرض لها مصر، مشددًا على أن «الأسباب المباشرة لانتصار أكتوبر عام 1973، أهمها التلاحم القوى بين الشعب والقوات المسلحة، وكل المؤسسات الوطنية، وهو ما بدى في الدعم والمساندة، ومن ثم كان الجندى قبل الضابط يتمنى لو كانت روحه هى ثمن الانتصار».

اللواء طلبة رضوان

ظل اللواء أركان حرب طلبة رضوان، يؤكد أن «العمليات النفسية التى تعرضت لها مصر، خلال الفترة من 5 يونيو عام 1967 حتى العبور العظيم في السادس من أكتوبر عام 1973، لم تنجح في تحطيم معنويات المقاتلين، أو الجبهة الداخلية، وهو ما يقوم به العدو، حاليا، ضد المؤسسات الوطنية».

وقال اللواء طلبة، في لقاءات سابقة لرحيله: «تخيل أن الشعب ربط الحزام على بطنه لمدة الـ6 سنوات التى سبقت المعركة، لأن ظروف البلد الاقتصادية كانت شديدة الصعوبة، حتى أن أى أسرة كانت تحصل على فرختين، شهريا، بالبطاقة، لكن لم يتذمر ولم يعترض أحد».

كان اللواء طلبة رضوان يقول: «حاول العدو استهداف الروح المعنوية للقوات، اعتقادا منه أن بمقدوره التأثير على الكفاءة القتالية لنا.. كانت قواته تنظم حفلات صاخبة يوم السبت من كل أسبوع، وخلال الحفلات كانت تتفنن المجندات وساقطات، يتم جلبهن للجبهة، أمام النقاط القوية التابعة لهم، وأمامنا مباشرة على مسافة 180 مترًا تقريبا، يعرضون كل مظاهر الرقص والابتذال، فضلا عن الأنواع الفاخرة من الأكل والشرب». يضيف اللواء طلبة رضوان: «كانوا يلجئون لليهود الشرقيين استغلالا للغة العربية التى يتقنها هؤلاء.. لكن كان يحمينا من هذه الإغراءات العادات والتقاليد والصبغة الدينية.. نحن شعب متدين بطبعه، والدين رادع، فضلا عن إيماننا القوى بأننا أصحاب قضية، وحق يواجه باطلا، لذلك كنا نرد عليهم بالأسلوب الذى يليق بهم فى مثل هذه المواقف، عبر عمليات نوعية، حتى نؤكد لهم أنهم مهما فعلوا فلن يؤثروا علينا».

اللواء طلبة رضوان

وتحدث اللواء طلبة رضوان عن «عامل آخر، تتكسر على صخرته أى دعاية نفسية سلبية سواء كانت شائعات أو تحريضا وتشويها يستهدف المؤسسة العسكرية المصرية، ممثلة فى العلاقة الخاصة التى تربط الجنود بالقادة.. القادة من كل الأعمار على دراية بأهمية وضرورة أن يضربوا المثل والقدوة لجنودهم، فى كل الظروف.. ورغم أن المستويات القيادية العسكرية فى العالم كله تتأخر عن الجنود بمسافات نسبية يحكمها المستوى والمكانة القيادية خلال المعارك».

وأضاف: «خلال معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر كنا نقاتل مع الجنود فى الخطوط الأمامية، ويستشهد كثير منا بينهم.. يكفى أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى، وقادة الكتائب عبروا خلال 15 دقيقة من بدء القتال، وقادة اللواءات خلال 45 دقيقة، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب عام 1973، لذلك كانت نسبة الخسائر بين الضباط والقادة عالية، كل هذا تم تفعيلا وتأكيدا على أن القائد قدوة فى المعارك وخارجها».

كان اللواء طلبة رضوان يؤكد باستمرار: «جنودنا أذكياء جدا.. يراقبون قائدهم طوال الوقت، ويدرسون طبائعه وسماته الشخصية، ويتعاملون معه طبقا لذلك.. ومما نحرص عليه فى القوات المسلحة سرعة التصدى لحل مشكلات جنودنا طبقا للإمكانات المتاحة.. نحن نعمل وفق مبدأ مهم فى هذا الشأن: اعط الجندى حقه قبل أن يطلبه، لأننا فى المقابل يجب أن نأخذ حق الجيش منه.. هناك حرص دائم على ضرورة أن يقترب الضابط من الجندى، حتى لا تكون لديه أى معوقات خلال القتال».

كان يقول: «خضنا معركة عظيمة.. كانت قناعتنا خلالها أن دم الجندى المصرى لا يقدر بثمن.. هم فى النهاية أولادنا، ومن ثم لم ندخل المعركة بصدورنا المفتوحة، ولم نفخخ عناصرنا بأحزمة ناسفة كما يفعل أعدائنا الآن، لكن استعداداتنا للمعركة اعتمدت على العلم والدراسة والتدريبات الشاقة لتأهيل المقاتلين على مواجهة العدو والانتصار عليه.. كانت الاستعدادات تعتمد فى الأساس على التخطيط والانضباط فى التنفيذ.. تبدى ذلك خلال المعركة حيث لم نتنازل ولم ننسحب من شبر استولينا عليه.. استخدمت إسرائيل المدفعية، والطيران لكننا لم نتخلى عن مواقعنا».

ظل اللواء طلبة رضوان على قناعة بأن «القوات المسلحة، هي المؤسسة الأهم التى تستلهم روح أكتوبر حتى الآن. هي منظومة الانضباط المتكاملة سلما، وحربا، والكتلة الصلبة فى المجتمع. الشعب المصرى على ثقة ويقين من أهمية الجهود التى تبذلها المؤسسة العسكرية. عنوان ثقة المصريين فى كل ما يقوم به الجيش ويعلن عنه تمثل فى الالتفاف الشعبى، الذي يعي جيدا دور المؤسسة فيما تم من إنجازات خلال السنوات الماضية، عبر جهود البناء ورفع الكفاءة التي تشتهدها كل القطاعات في مصر».

مقالات مشابهة

  • صدمة بصفوف اليمين بعد دعوة سيوتي للتحالف مع أقصى اليمين بفرنسا
  • المغرب يستعد لتسليم أخطر تجار المخدرات إلى فرنسا
  • الرسالة الأخيرة للواء طلبة رضوان: احذروا «العمليات النفسية.. انتصرنا بالاصطفاف»
  • شاهد بالفيديو.. مستشار قائد الدعم السريع يهرب من السؤال الصعب الذي طرحه عليه مذيع قناة الجزيرة (ما هي المرة الأخيرة التي تواصلت فيها مع حميدتي؟) وساخرون: (ما فيها حاجة قول انجغم عادي)
  • اللواء طلبة رضوان.. كيف استردت القوات المسلحة تبة الشجرة في 60 دقيقة؟
  • اللواء طلبة رضوان.. رحيل أحد أبطال حرب أكتوبر.. أسقط القيادة الوسطى الإسرائيلية
  • انتشال عدد من الشهداء أسفل الأنقاض في حي الشيخ رضوان بغزة
  • انتخابات تشريعية عاجلة بفرنسا.. هل يعود اليمين المتطرف للمشهد السياسي بعد غياب؟
  • حزب الله يُشيّع الشهيد رضوان عيسى في حومين التحتا
  • هروب سجين بعد التصويت في الانتخابات الأوروبية