مبعوثة الولايات المتحدة تزور تشاد لتسليط الضوء على فظائع الحرب في السودان
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
من المقرر أن تزور ليندا توماس جرينفيلد، وهي عضو في حكومة الرئيس جو بايدن، حدود تشاد مع دارفور في غرب السودان.
التغيير: وكالات
وصلت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إلى تشاد اليوم الأربعاء، للقاء اللاجئين السودانيين الذين فروا من العنف العرقي والجنسي في دارفور والذي وصفته بأنه ”يذكرنا“ بالفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما.
ومن المقرر أن تزور ليندا توماس جرينفيلد، وهي عضو في حكومة الرئيس جو بايدن، حدود تشاد مع دارفور في غرب السودان لتسليط الضوء على الصراع المتفاقم والأزمة الإنسانية المتزايدة.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل، بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.
واندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي شاركت في انقلاب عام 2021، في قتال حول خطة للانتقال إلى الحكم المدني.
وقالت توماس جرينفيلد قبل وصولها إلى تشاد: “لقد وصلنا بالتأكيد إلى مستوى من الفظائع الخطيرة التي يتم ارتكابها، وهذا يذكرنا بما رأيناه يحدث في عام 2004 والذي أدى إلى تحديد الإبادة الجماعية”.
وقالت: “نسمع من نساء يتعرضن للاغتصاب الجماعي بوحشية مرارا وتكرارا، ويتم مداهمة القرى، وهناك صور جوية تظهر مقابر جماعية. وهناك علامات هناك”.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص قتلوا في دارفور عندما ساعدت ميليشيات “الجنجويد” – التي تشكلت منها قوات الدعم السريع – الجيش في سحق تمرد قامت به مجموعات غير عربية بشكل رئيسي.
والقادة السودانيون مطلوبون من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية.
وقال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان “مرة أخرى، تنحدر دارفور إلى الهاوية دون رحمة أو أمل”.
وأضاف: “لقد حوصر المدنيون واستهدفوا واغتصبوا وقتلوا إنه أمر غير قانوني وشائن”.
وزارت توماس جرينفيلد حدود تشاد مع دارفور لأول مرة في عام 2004 عندما كانت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية – وهو نفس العام الذي وصفت فيه واشنطن العنف هناك بأنه إبادة جماعية.
وقالت: “لقد ذهبت قبل إعلان الإبادة الجماعية، لكنني رأيت كل الأدلة التي تشير إلى حدوث إبادة جماعية”.
وأضافت: “لقد شهدت ذلك من قبل، عندما ذهبت إلى مخيمات اللاجئين في جوما (جمهورية الكونغو الديمقراطية) بعد رواندا ورأيت نظرة التعذيب على وجوه الناس والرعب على وجوههم”.
وتقول الأمم المتحدة إنه منذ بداية الحرب في السودان في أبريل الماضي فر نحو 380 ألف لاجئ – معظمهم من النساء والأطفال – إلى تشاد. وفر مئات الآلاف الآخرين إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين الولايات المتحدة الأمريكية تشاد حرب الجيش والدعم السريع غرب دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين الولايات المتحدة الأمريكية تشاد حرب الجيش والدعم السريع غرب دارفور الحرب فی السودان
إقرأ أيضاً:
أنقذوا الفاشر حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعها
الفاشر- أطلق ناشطون سودانيون حملة إنسانية واسعة بعنوان "أنقذوا الفاشر.. أغيثوا الفاشر" تهدف إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان التي ترزح تحت حصار عسكري مشدد منذ أكثر من عامين.
وتأتي الحملة وسط تصاعد أزمة الجوع وانعدام الإمدادات، مما أدى إلى تفشي المجاعة وتحولها إلى سلاح حرب يستخدم ضد المدنيين، وفقا لشهادات محلية وصفها مراقبون بأنها "إبادة بطيئة".
وتخضع المدينة لحصار خانق من قوات الدعم السريع أدى إلى شلل في الحياة اليومية واختفاء شبه كامل للمواد الغذائية والسلع الأساسية، ووصف الناشطون الوضع بأنه "أسوأ موجة تجويع ممنهجة يشهدها السودان منذ عقود"، وسط تجاهل دولي لما يجري على الأرض.
تجويع مبرمجوعبر منصات التواصل الاجتماعي يسعى منظمو حملة "أنقذوا الفاشر" إلى إحداث ضغط شعبي وإعلامي من داخل وخارج السودان، وتحريك الرأي العام الدولي تجاه ما يحدث بهدف فتح ممرات إنسانية عاجلة، والسماح بإدخال الغذاء والدواء للمحاصرين قبل أن تقع كارثة أكبر.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال أحد منظمي الحملة الصحفي الدكتور محمد سليمان أتيم إن "ما يجري لا يقتصر على العزلة العسكرية، بل هو عملية تجويع مبرمجة تهدف إلى خنق حياة المدنيين".
وأضاف أن "السكان باتوا يقتاتون على الأمباز، وهو علف مخصص للحيوانات، وقد أوشك على النفاد، ولا أسواق ولا أغذية، ولا إمكانية لشراء شيء حتى لو توفر المال".
بدوره، أكد الناشط الحقوقي إدريس إسحاق للجزيرة نت أن الأطفال أصبحوا أكثر الفئات تضررا من الجوع، وانتشرت حالات سوء التغذية، وغابت التغذية العلاجية ومعظم الخدمات الصحية، وقال "طفولة الفاشر أُجهضت قبل أن تبدأ أجساد الأطفال تذبل أمام أعيننا".
وذكر إسحاق أن المستشفى الوحيد الذي يعمل في المدينة خلا من الأدوية، مما جعل الطواقم الطبية تلجأ إلى الوصفات التقليدية، مضيفا "نواجه أمراضا مزمنة كالسكري والضغط دون أدنى وسائل علاج، والوضع الصحي في المدينة ينذر بكارثة وشيكة".
وفي السياق، طالب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أمس الاثنين بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الأوضاع في الفاشر، منتقدا ما سماه "برود" الدولة في التعامل مع الأوضاع المأزومة هناك.
إعلانوقال مناوي في تصريح صحفي عقب اجتماع للكتلة الديمقراطية في بورتسودان إن الفاشر محاصرة لأكثر من عام، وشعبها وقف بصمود وكرامة حتى الآن "لكن هناك برود شديد في التعامل مع المدينة من كثير من الاتجاهات والمنظومات، وحتى من الدولة نفسها، خاصة بعد خروج الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة، بعد أن تكاتفت الأيادي وأخرجته من كل المناطق".
وأضاف "يجب أن تُنقذ الفاشر ودارفور، وأن ندفع بنفس الروح وذات القوى لتحرير كل شبر من الأرض".
وكشفت وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور عن وفاة أكثر من ألفي طفل بمرض الحصبة منذ اندلاع الحرب في الإقليم، في حين سُجلت 31 إصابة جديدة خلال الأسبوع الماضي في محليتي طويلة وأمبرو.
وذكرت الوزارة في تقرير نشر على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك أن الوضع الوبائي في الولاية يشهد تدهورا مقلقا، مشيرة إلى وفاة 17 شخصا بمرض الكوليرا خلال الأسبوع نفسه، إلى جانب تسجيل 801 إصابة جديدة، وسط نقص حاد في الأدوية والمعقمات وتراجع شبه كامل في خدمات الرعاية الصحية.
وتفاعل مغردون مع الأخبار المتزايدة التي تفيد بتفشي وباء الكوليرا وتمدده من مدينة طويلة الواقعة على بعد 68 كيلومترا غرب الفاشر وتخضع لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور نحو مناطق جبل مرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال للجزيرة نت إن الإحصائيات أظهرت انتشار المرض إلى مناطق أخرى مثل قولو في أعالي جبل مرة، ومخيمات السلام وعطاش بولاية جنوب دارفور.
وأوضح أن منطقة طويلة سجلت اليوم الثلاثاء 2145 إصابة بالكوليرا، بينها 40 وفاة، بالإضافة إلى 207 حالات في مراكز العزل.
وتراوح معدل الإصابات اليومية بين 100 و208 حالة، في حين سجلت منطقة قولو في جبل مرة 23 إصابة و7 وفيات.
وأشار رجال إلى أن المرض ينتشر الآن في مخيمات كلمة وعطاش والسلام، وسط تلوث مياه الشرب وانعدام الصرف الصحي، لافتا إلى أن النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررا.