في ظل استمرار الارتفاع الملحوظ لتكاليف المعيشة وزيادة معدلات التضخم الذي يضرب مناطق كثيرة من العالم يبحث معظم الناس عن طرق لتقليل الإنفاق وتوفير المال، خصوصا في ما يتعلق بالطعام الذي يشغل حيزا كبيرا من اهتمام الإنسان ويعد بندا أساسيا في نفقاته اليومية بعد أن أصبحت محلات المواد الغذائية أحد الأماكن الرئيسية الأكثر تكلفة في السنوات الأخيرة.

وهنا تأتي أهمية التركيز على المطبخ لوقف تحوله إلى ثقب أسود يبتلع النصيب الأكبر من إنفاق الأسرة بسبب أخطاء تؤدي إلى خسارة المال في مرحلة التسوق لشراء الاحتياجات، أو إهدار المزيد من المال في مرحلة التخزين والطهي والإكثار من التالف والبقايا.

وخبراء الطهي أفضل وجهة لمعرفة أهم الطرق العملية للسيطرة على المطبخ وضبط الإنفاق على بند الطعام لتوفير ولو القليل من المال، بدءا من التسوق الواعي، ووصولا إلى حسن إدارة المشتريات والتعامل مع النفايات من خلال هذه النصائح الخمس.

يجب إجراء مفاضلة واعية بين المشتريات الغذائية من حيث التكلفة (بيكسابي) فن المفاضلة بين أصناف الطعام وماركاته

عدم التشبث بالماركات الشهيرة والتخلي عن الولاء للأسماء التجارية الشهيرة من أهم التوصيات التي ذكرتها سوزان مولهولاند مؤلفة كتاب "الطبخ بميزانية محدودة" الأكثر مبيعا وفقا لتصنيف صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية.

وتضرب مولهولاند أمثلة على ذلك فتقول "لن تلاحظي فرقا في الدقيق العادي رغم أن سعره حوالي خُمس سعر الدقيق ذي العلامة التجارية".

وتتابع "أيضا، الأسماك المحلية غالبا متشابهة جدا ومتقاربة في فوائدها، لدرجة أنك قد لا تلاحظين الفرق بين تناول أنواعها المختلفة، فلماذا ندفع أكثر في صنف معين لمجرد شهرته ونترك الأرخص لأنه لا يحظى بشعبية كبيرة؟".

وهو ما أكدته مونيكا غواردان مؤلفة كتاب "تندوري الطبخ المنزلي"، بالإشارة إلى أهمية إجراء مفاضلة واعية بين المشتريات الغذائية من حيث التكلفة، حيث تقول "لإعداد وصفة دجاج على سبيل المثال يمكنك المفاضلة بين الأفخاذ والصدور، فقد تكون الأولى أرخص وأكثر نكهة".

حتى عند الخَبْز تنصح الخبيرة البريطانية كيم جوي "باستخدام المزيد من الزيت النباتي في الخبز بدلا من الزبدة التي أصبحت أغلى بكثير".

أهمية خطط الطهي وقوائم التسوق

ماكس لامانا طاه إنجليزي شاب معروف بالتقليل من النفايات، ومؤلف حائز على جوائز، يتابعه أكثر من 1.3 مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت مقاطع الفيديو الخاصة بوصفاته أكثر من مليار مشاهدة، وتم اختياره في عام 2022 ضمن "أفضل 30 طاهيا يغيرون مستقبل الطعام".

ويحذر لامانا من أن "معظم الناس يطبخون على نحو أعمى وبدون أي خطة، فهم يذهبون إلى السوبر ماركت ويشترون مكونات، ثم يقومون بجمع هذه المكونات معا وطهيها عشوائيا، مما يتسبب في كثير من الهدر".

لذا، فإن أهم نصيحة يقدمها لامانا هي "طهي الطعام الموجود بمطبخك أولا قبل الخروج لشراء المزيد"، ثم بعد ذلك "لا بد من وضع خطة تسوق ذكية تعتمد على قوائم تم إعدادها بدقة، وضمان الالتزام بها قبل الذهاب إلى السوق".

من يريد توفير المال في المطبخ فعلا عليه أن يتعلم الشراء بذكاء (بيكسلز) إطالة عمر المكونات

ويعتبر لامانا أنه "حتى التخلص من فضلات الطعام لا يخلو من هدر للمال"، لذلك يحث على "محاولة جعل المكونات تدوم لفترة أطول، فيمكنك إطالة العمر الافتراضي للأعشاب ومكونات السلطة على سبيل المثال بغسلها وتركها في الماء البارد حتى تتماسك وتصبح كأنها طازجة بدلا من التخلص منها"، ثم تجفف في منشفة لامتصاص الرطوبة، وتقسم في أكياس ورقية لاستخدامها على مدى 3 أو 4 أيام.

كما يمكن سلق تلك المكونات ثم عصرها، ووضع الكمية في الثلاجة "لاستثمارها على مدى أسبوع في عمل أصناف الحساء المختلفة"، كذلك بدلا من التخلص من الموز الذي نضج بسرعة يوصي لامانا بحفظه في الثلاجة "لاستخدامه في العصائر أو صنع الكيك".

من جانب آخر، وعند تقشير البصل يمكن استخدام القشور الخارجية الثخينة في صنع المرق، وهو ما يسري على أي شيء آخر مما اعتدنا التخلص منه دون اكتراث، مثل أطراف الجزر والكرفس، وبقايا المعكرونة والدجاج والأسماك، فتلك الأجزاء "تعلمنا الاستخدام الأمثل لكل جزء من المكونات للحصول على طبق رائع ووجبة مجانية ليوم تالٍ دون مجهود"، وفقا لكوكلين وان مؤلف كتاب "مقلاة واحدة.. وعاء واحد" الذي يقدم فيه وصفات سهلة ولذيذة باستخدام وعاء واحد فقط.

يمكن تقليل النفايات من خلال معرفة كيفية تخزين المشتريات بشكل صحيح (بيكسلز) تقليل النفايات

أيضا، بحسب لامانا "تأتي الكثير من النفايات عندما نضع ما اشتريناه جانبا ونهمله حتى يفسد" في الوقت الذي يمكن تقليل النفايات "من خلال معرفة كيفية تخزين المشتريات بشكل صحيح"، فعلى سبيل المثال "يجب حفظ البطاطس في مكان جاف ومظلم وبارد وجيد التهوية حتى لا تبدأ في التبرعم، ونفس الشيء مع البصل".

وبالإضافة إلى "عزل الأطعمة التي تطلق مواد كيميائية تسرّع عملية النضج عن باقي الأطعمة الأخرى"، مثل "الموز الذي قد يتلف الفواكه الأخرى بتأثير غاز الإيثين الذي يطلقه" كما يقول الدكتور دان بيبر أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة إكستر البريطانية.

الاستفادة من سحر التوابل

معظمنا يحرص على شراء مكونات لكل وصفة، مثل الأعشاب والتوابل المختلطة ومسحوق الثوم وحتى الدقيق العادي، ويستخدمها مرة واحدة فقط ثم ينساها حتى تفقد نكهتها أو تتلف "لكن من يريد توفير المال في المطبخ فعلا عليه أن يتعلم الشراء بذكاء، ويتأكد من أنه سوف يستخدم ما اشتراه بشكل فعال ومستمر" كما تقول ليديا فيرنون مؤلفة كتاب "وجبات خفيفة.. أكثر من 100 وصفة لأي مناسبة".

وينصح غورديب لويال الكاتب المتخصص في الطعام بـ"تجهيز المطبخ بـ4 أو 5 مكونات ذات نكهة رائعة، مثل بذور الشمر على سبيل المثال"، لما لها من قدرة على تحويل أي مكونات بسيطة إلى طعام مذهل "دون الحاجة إلى إنفاق المال على مكونات جديدة وغالية الثمن كل أسبوع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على سبیل المثال التخلص من المال فی

إقرأ أيضاً:

ما أسباب الرغبة الشديدة في تناول الطعام الحار؟

كشفت الدكتورة يفجيني بيلووسوف أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أسباب الرغبة الشديدة في تناول الطعام الحار.
وتابعت: “الإفراط في تناول الأطعمة الحارة يمكن أن يلحق الضرر بالجسم”.
وأشار: “من الناحية الفسيولوجية تفسر الرغبة في تناول الأطعمة الحارة، بفعل مادة الكابسيسين وهي المادة الفعالة في الفلفل، التي تهيج المستقبلات، ما يسبب إحساسا بالحرقان، ونتيجة لذلك ينتج الجسم الإندورفين هرمونات المتعة، وفقا لصحيفة “إزفيستيا” الروسية.
وهكذا تتشكل ردة فعل إيجابية ورغبة في تكرار هذه الأحاسيس. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأطعمة الحارة على تسريع عملية التمثيل الغذائي مؤقتا، ما يعتبره الشخص زيادة في الطاقة.
وأضافت: “لا تقل أهمية الأسباب النفسية، حيث ترتبط الأطعمة الحارة بالنسبة للكثيرين بذكريات ممتعة أو تقاليد ثقافية، كما يستخدم بعض الأشخاص الأطعمة الحارة كوسيلة للتعامل مع الإجهاد، حيث تساعدهم أحاسيس مذاقها على صرف انتباههم عن همومهم”.
وتعتبر التوابل والبهارات في بعض الثقافات جزءا لا يتجزأ من المطبخ، لذلك يصبح استخدامها عادة. يمكن أن يتطور أيضا نوع من الاعتماد على حدتها، حيث مع مرور الوقت تظهر الحاجة إلى تحفيز المستقبلات أكثر فأكثر.
وقد تكون الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحارة إشارة لاحتياجات الجسم. فمثلا تشير في بعض الحالات، إلى نقص مجموعة فيتامين В (وخاصة В6 وВ12) أو المعادن (مثل الزنك). هناك تفسير آخر محتمل وهو الحاجة إلى التحفيز الحسي عندما يبدو الطعام العادي بلا طعم.
ووفقا للطبيب، يساعد اتباع نظام غذائي متوازن والاحتفاظ بالعادات الغذائية على التحكم بهذه الرغبات بشكل أفضل ويجعل الخيارات الغذائية أكثر تنوعا وصحية لأن الإفراط في تناول الأطعمة الحارة قد يسبب مشكلات في الجهاز الهضمي.
ونصحت الدكتورة لتقليل الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحارة، بالتأكد من أن النظام الغذائي يحتوي على جميع العناصر الضرورية. كما يجب إضافة المزيد من الفواكه والخضروات والبروتينات والدهون الصحية. ومن الأفضل تقليل كمية التوابل في الطعام تدريجيا، واستبدال الأطباق الحارة بأطباق أخرى، ولكن باستخدام أنواع مختلفة من الأعشاب والتوابل. كما يجب تجنب استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع الإجهاد.

مصراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هيئة الغذاء والدواء تقدم 4 نصائح للوقاية من بكتيريا الليستيريا
  • ما أسباب الرغبة الشديدة في تناول الطعام الحار؟
  • خبير مروري يوضح غرامة مخالفة إلقاء النفايات على الطرق
  • مصدر إطاري:تنفيذ توجيهات خامنئي بشأن مشاركة مكونات الإطار في الانتخابات
  • زوجة تلاحق زوجها بدعوى طلاق للضرر لرفضه منحها مبلغ 250 ألف جنيه نفقات
  • كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟
  • منافسات في الطهي تجمع طباخين مغاربة وأجانب بأكادير (فيديو)
  • نائب:بتوجيه خامنئي مكونات الإطار ستدخل الانتخابات بعدة قوائم ثم العودة لخيمة الإطار
  • تعرف على سبب الرغبة بتناول الطعام الحار
  • نوايا .. مبادرة مصرية تحيي تراث الطهي من قلب الريف