دمار كبير خلفه الزلزال في عدد من القرى الجبلية.

أعلنت كل من قطر وإسبانيا وفرنسا اليوم الأحد (10 سبتمبر/ أيلول 2023)، إرسال فرق إغاثة لدعم  المغرب في عمليات انقاذ ضحايا الزلزال العالقين تحت الإنقاذ بعدما بلغت الحصيلة الراهنة  أزيد من ألفي قتيل ومئات المصابين.

وأرسلت إسبانيا حسب مصادر رسمية 56 مسعفا الى  المغرب، بينما أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد ستقدّم "مساعدة بقدر ما يحتاج إليه المغرب، بداية ما نعدّه هو فرق بحث وإنقاذ لأن محاولة العثور على أكبر عدد ممكن من الأحياء وانقاذهم هو أمر طارئ.

ومتى حان الوقت لإعادة الإعمار، ستكون المساعدة الإسبانية جاهزة أيضا".

من جهتها، أعلنت السلطات الفرنسية عن وصول فريقها إلى  المناطق المنكوبة  قرب مدينة مراكش للمشاركة في عمليات الإنقاذ. 

ويتألف الفريق من أربعة عناصر متخصصين في عمليات الانقاذ والدعم والبحث، وممرض ومدرب متخصص برفقة كلب بحث. وحملت البعثة الآتية من ليون (وسط) معها معدات يناهز وزنها 300 كلغ. في وقت جدد فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جاهزية بلاده لمساعدة المغرب، وفي تصريحاته في ختام قمة دول مجموعة العشرين في نيودلهي، قال ماكرون: "لقد حشدنا كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا".

كما وقع ماكرون في نيودلهي، إلى جانب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جزر القمر غزالي عثماني الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الإفريقي، إضافة الى مسؤولين في صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية، إعلانا مشتركا يتعهدون بموجبه "توفير كل مساعدة ضرورية للحاجات الطارئة على المدى القريب وجهود إعادة الإعمار".  وأكدوا أنه "لهذه الغاية، نحشد كل وسائلنا التقنية والمالية ومساعداتنا بطريقة منسّقة لمساعدة الشعب المغربي على تخطي هذه المأساة الرهيبة".

وأرسلت قطر بدورها فريقا إلى المناطق المنكوبة، مشددة على استعداد الدوحة تقديم الدعم اللازم للرباط لتجاوز المحنة.

ألمانيا تنتظر طلباً من المغرب

في المقابل، أعرب المتحدث باسم الوكالة الفيدرالية الألمانية للإغاثة الفنية (تي.إتش.دبليو) لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الأحد إن عمال الإغاثة من الوكالة مستعدون وينتظرون مساعدة الآلاف من ضحايا زلزال الحوز، لكن السلطات المغربية "لم" تتقدم بطلب رسمي لكي يتسنى لهم "اتخاذ أي إجراء". رغم ذلك احتشد نحو 50 من عمال الإغاثة من الوكالة، بالقرب من مطار كولونيا، بعد ظهر أمس السبت، مستعدون للإقلاع. وهناك العديد من الكلاب البوليسية على أهبة الاستعداد أيضا.

وأوضح المتحدث أنه في حالة وجود طلب، ربما تتوجه قوات الطوارئ جوّاً، في غضون ما بين ساعتين وثلاث تقريبا، بعد وصول الطائرة وتحميل الطائرة بالمعدات. وكلّما طال انتظارهم، ربما قلّت فرص نجاحهم، حيث أصبح إنقاذ الضحايا، المدفونين أحياء أقل احتمالاً مع مرور الوقت.

وأودى الزلزال العنيف الذي وقع ليل الجمعة السبت بحياة أكثر من ألفي شخص، وفق حصيلة رسمية من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث. وبلغت قوته 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية). وهو أقوى زلزال تمّ قياسه في المملكة على الإطلاق.

وأعلنت السلطات المغربية ظهر الأحد عن  وقوع هزّة جديدة في ضواحي مراكش بلغت درجتها 4,5 على سلم ريختر.

و.ب/ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

  

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: كوارث زلزال الحوز الزلازل دويتشه فيله كوارث زلزال الحوز الزلازل دويتشه فيله

إقرأ أيضاً:

غزة في مفترق طرق صعب: الأنظار تتجه نحو القيادة في قطر… ما مصير الناس؟

مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025

المستقلة/- أسامة الأطلسي/..”نريد أن نعيش بكرامة”. بهذه العبارة يختصر سكان قطاع غزة رسالتهم إلى العالم وإلى القيادة السياسية التي تتابع من بعيد. سنوات من الدماء والدمار والوعود المؤجلة دفعت الناس إلى حافة الإنهاك الكامل، وسط تساؤلات يومية: ما الذي يُفعل من أجل الناس؟ من أجل وقف الحرب؟ من أجل إعادة بناء ما دمره الاحتلال؟

في ظل هذا الواقع المعقد، تتجه الأنظار إلى القيادات السياسية المقيمة في الخارج، وتحديدًا إلى خليل الحية، أحد أبرز قادة حركة حماس.

خليل الحية: بين الدور السياسي وآلام الناس

يُعرف خليل الحية، القيادي البارز في حركة حماس، بدوره المحوري في المحادثات السياسية والوساطات الإقليمية، لا سيما تلك التي تُعقد في الدوحة، حيث يقيم منذ بداية الحرب الأخيرة. يشارك في مفاوضات رفيعة المستوى، ويتحدث باسم المقاومة، لكن في شوارع غزة، حيث تتراكم الأنقاض وتختلط رائحة الغبار بالدم، يتنامى شعور عميق بالفجوة بين القيادة والناس.

يقول أحد المواطنين من مدينة غزة: “نحترم كل من يعمل من أجل القضية، لكننا نريد من يسمع أنيننا قبل أن يفاوض باسمنا. نريد من يعيش بيننا، لا من يتحدث من خلف الزجاج العازل في الفنادق.”

في خان يونس، تقول أم لخمسة أطفال: “ليأتِ ويعيش يومًا هنا بين الأنقاض، ليرى كيف ننام، كيف نأكل، كيف نخاف على أولادنا كل لحظة. المقاومة لا تكون فقط بالشعارات، بل بحماية الحياة.”

معاناة يومية وصمت سياسي

الوضع الإنساني في القطاع يتدهور بشكل غير مسبوق. الجوع يطرق أبواب كل بيت، المساعدات لا تكفي، المشافي تئن، والمدارس لم تعد سوى ملاجئ. وفي مقابل هذه الصورة القاتمة، يتساءل السكان: أين القرارات الحاسمة؟ أين صوت القيادة الحقيقي الذي يتحدث بلسان الناس لا باسم تنظيم أو حسابات سياسية؟

العديد من الأصوات، حتى داخل صفوف مؤيدي حماس، بدأت تطالب بتغيير النهج السياسي، أو على الأقل بمراجعة الأولويات. “نريد وقفًا حقيقيًا لإطلاق النار، نريد حلاً سياسيًا لا يُؤجل، نريد أن نعيش كباقي البشر”، هكذا عبّر شاب عشريني من مخيم النصيرات.

قيادة بعيدة وشعب يدفع الثمن

يرى مراقبون أن المسافة الجغرافية بين القيادة في قطر والواقع الميداني في غزة باتت تمثل عائقًا حقيقيًا أمام فهم عمق المأساة. ويؤكد محللون سياسيون أن الاستمرار في إدارة الأزمة من الخارج، دون وجود فعلي داخل القطاع، يُفقد القيادة جزءًا من شرعيتها الأخلاقية والسياسية.

ففي الوقت الذي تتنقل فيه الوفود بين العواصم، يدفن الغزيون أبناءهم بأيديهم، ويقفون في طوابير طويلة من أجل ربطة خبز أو علبة دواء. وبينما تُدار الحسابات على طاولة المفاوضات، تُدار حياة الناس على حافة اليأس.

الحاجة إلى قرار شجاع

مع كل هذه الضغوط، تبقى الكرة في ملعب من بيده القرار. وتبقى غزة تنتظر من يسمع صرختها بصدق. فهل يُقدم خليل الحية والقيادة السياسية على اتخاذ خطوة حاسمة تُعيد الأولوية للناس؟ هل يكون هناك تحرك يُنهي النزيف، ويضع مستقبل غزة وسكانها فوق كل الاعتبارات الأخرى؟

التاريخ لا يرحم. والشعب لا ينسى من وقف معه، ومن أدار له ظهره في لحظة الخطر.

مقالات مشابهة

  • قلم حبر سليم يكشف لغز مأساة غواصة «تيتان» المنكوبة
  • لليوم الخامس على التوالي.. تواصل عمليات البحث عن الطفل "فيصل"  في تركيا
  • غزة في مفترق طرق صعب: الأنظار تتجه نحو القيادة في قطر… ما مصير الناس؟
  • أسعار النفط تتجه نحو تسجيل ثاني خسارة اسبوعية
  • أطباء المغرب يتظاهرون تضامنا مع غزة أمام البرلمان الأحد المقبل
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • إجلاء 17 ألفاً في وسط كندا جراء حرائق غابات
  • منح كندا حماية مجانية.. لا يمكن لترامب بناء القبة الذهبية بدون مساعدة كندا
  • تنصيب خمسة أعضاء جدد بأكاديمية المملكة المغربية
  • بعثة من الخارجية المغربية في دمشق لاستكمال إجراءات فتح السفارة وإحياء العلاقات بين البلدين