كلام فنون: قراءة في كتاب: خليج الأغاني «1» لبولس أنطون مطر
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
من وجهة نظري هذا الكتاب من بين ثلاثة كتب أعرفها لمؤلفين عرب في مقام أمهات الكتب في التوثيق المبكر لغناء أهل الخليج العربي. ومصطلح الخليج هنا بالمعنى الجغرافي تحديدا، وليس السياسي كما هو معروف اليوم حسب جغرافية دول مجلس التعاون الذي يشمل كل الجزيرة العربية تقريبا. وقد حدد الباحث موضوع كتابه ونطاقه الجغرافي والاجتماعي قائلا: «إن هذا الكتاب.
أهداني هذا الكتاب المهم الكاتب السعودي المحترم الدكتور أحمد الواصل الذي له عدد من المؤلفات في الأدب الموسيقي وتاريخها. وللواصل مقال جميل ومفيد منشور في مجلة الموسيقى العربية الإلكترونية بعنوان: «أوهام الجذور الموسيقية الخليجية: محاولة في النسب الثقافي» جاء فيه تفسير أعجبني عن معنى كلمة «نبط» أو الشعر النبطي، وأرجع المفردة إلى أصل نجدي حسب رواية جده الراوي إبراهيم المحمد الواصل. ويقول: «وذكر لي أن حضر نجد عندما يتحسسون مياها تحت التراب، يشرعون في حفر بئر ما يجعل الماء ينبر عليهم أو ينبط، ومن هنا جاءت المشابهة بينهما أي ما بين نبر الماء من الحفرة، ونبر الشعر بوصفه منطوقاً شفوياً، وهذا يدفع إلى أن مفردة «نبط» (كسر النون وفتح الباء) خاصة، باللهجة النجدية».
ومؤلف كتاب «خليج الأغاني» هو بولس أنطون مطر رجل دين لبناني أبدى اهتماما مبكرا بتوثيق التراث الموسيقي في بعض دول الخليج العربية، ومن الأهمية بهذه المناسبة تسجيل له التقدير في هذا المقال المتواضع على ما قام به من مبادرة أساسية في تدوين وتوثيق بالمعلومة والصورة لعدد من الممارسات الموسيقية في البلدان الخليجية المذكورة، نتج عن ذلك الجهد المشكور هذا الكتاب القيم الذي صدر في عام 1980 عن دار المثلث للتصميم والطباعة والنشر في بيروت وأقرأه هنا في عدد من المقالات.
اعتمد الباحث في عمله على الجمع الميداني ومقابلة العديد من الممارسين والرواة، وفي هذا السياق يقول الكاتب في المقدمة: تجولت عبر الخليج وبين يدي أجهزة التسجيل والتصوير ومضيت ساعيا وراء التظاهرات والاحتفالات الشعبية». ولكن الكاتب لم يتخطّ في تجواله دولة الإمارات، أي إنه لم يصل إلى سلطنة عُمان، كما إنه لم يأتِ على ذكر المملكة العربية السعودية وخاصة المنطقة الشرقية ونجد ذات الصلة المباشرة بالمجتمع والثقافة الخليجية. والكاتب يشرح هذا بقوله: «إن كتابي هذا ينحصر في ثلاثة بلدان زرتها وهي: الكويت والبحرين وقطر، مع أني زرت أيضا الإمارات العربية المتحدة وقد جمعت البعض من أغانيها الشعبية غير أني لاحظت بعد ذلك أن البلدان الثلاثة الأولى تمثل وحدة ثقافية، إذ نجد فيها التقاليد ذاتها والأغاني نفسها تقريباً. في حين أن الثقافة في الإمارات العربية المتحدة وهي أقرب إلى مضيق هرمز ومن ساحل عُمان قد تأثرت وتكيفت وفقاً لأسلوب مختلف»، والكاتب في هذه المسألة دقيق الملاحظة على الأقل بشأن الإمارات وسلطنة عُمان.
وفي الواقع الكتاب جميل في تصميمه وإخراجه ويحتوي على عدد كبير من الصور، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام باستثناء كشف المصادر والمراجع. وأتساءل أين أرشيف هذا العمل الميداني؟ وأرجو من المعنيين بثقافة المنطقة وخاصة الدول المذكورة البحث عن هذه التسجيلات والصور إن كانت لا تزال متوفرة واقتنائها، وتكريم هذا الباحث المتفرد.
لا أعلم إن كان قد سبق هذا الكتاب كتب أخرى لباحثين عرب اعتمدوا على البحث الميداني في جمع وتوثيق المعلومات، وأجد أن هذا البحث في هذه الحالة قد سبق الجميع ما لم يثبت أحد غير ذلك.
أتابع في المقال أو المقالات القادمة مناقشة أهم المسائل التي جاءت في هذا الكتاب بعد إن خصصت هذا المقال الأول للتعريف بأهمية هذا الإصدار وصاحبه.
مسلم الكثيري موسيقي وباحث
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذا الکتاب
إقرأ أيضاً:
ياسمين عبد العزيز: الشهرة تمنعني أخرج مع أي شخص خوفًا من كلام الناس
كشفت النجمة ياسمين عبد العزيز عن الضريبة القاسية التي دفعتها من حياتها الشخصية بسبب الشهرة، موضحة أنها حرمتها من أبسط تفاصيل الحياة الطبيعية، وعلى رأسها الخصوصية والحرية في التحرك والاختيار.
وخلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي، كشفت ياسمين أن الشهرة أصبحت عائقًا كبيرًا أمام أي علاقة عاطفية، قائلة:«لو اتعرفت على حد مقدرش أخرج معاه في مكان عام، لأن الناس هتشوفنا، ولو محصلش نصيب هيتقال ياسمين خرجت مع فلان وسابته».
وأضافت أنها لا تستطيع اتخاذ قرار الزواج دون فترة تعارف حقيقية، وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل الأضواء الدائمة.
حصار في الأماكن العامةكما كشفت النجمة عن معاناتها في الخروج مع أبنائها مثل أي أم، مؤكدة حرصها على حمايتهم من الكاميرات والتطفل، ما يجعل الخروج العائلي بالنسبة لها أمرًا محدودًا وصعبًا.
وأوضحت ياسمين عبد العزيز أنها تعيش دائمًا تحت ضغط المتابعة، حيث تضطر لمراجعة كل كلمة تقولها في اللقاءات الإعلامية خوفًا من سوء الفهم أو الجدل، إلى جانب الالتزام الدائم بالمظهر العام حتى في تحركاتها اليومية البسيطة.
واختتمت ياسمين حديثها مؤكدة أن حياتها باتت محصورة بين «الشغل والبيت»، مفضلة العودة مباشرة إلى منزلها بعد انتهاء التصوير، لتفادي القيود والمواقف المحرجة التي تفرضها الشهرة، مشيرة إلى أن دخولها عالم النجومية في سن مبكرة حرمها من عيش حياتها بتلقائية وحرية.