المغرب – قررت السعودية تسيير جسر جوي إلى المغرب، لمساعدته في مواجهة تداعيات الزلزال الذي ضربه الجمعة.

جاء ذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، في وقت متأخر من مساء الأحد، تزامنا مع إعلان وزارة الداخلية المغربية، أن الزلزال أودى بحياة 2122 شخصا وأصاب 2421، بالإضافة إلى دمار مادي كبير، وفق حصيلة غير نهائية.

ووجّه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (رسمي) بـ”تسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة، للتخفيف من آثار الزلزال على الشعب المغربي الشقيق”، وفق المصدر ذاته.

وأكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، عبد الله الربيعة أنه أيضا “سيجري إرسال فريق البحث والإنقاذ السعودي للمشاركة في الأعمال الإغاثية والإنسانية، وإنقاذ المحتجزين والمتضررين في حادثة الزلزال”.

في سياق متصل، أصدر سلطان عمان، هيثم بن طارق، مساء الأحد، أوامر بإرسال “فرق إنقاذ ومساعدات إغاثية وعلاجية عاجلة لدعم جهود المغرب في التعامل مع آثار الزلزال”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية.

وسبق أن قررت عدة دول عربية بينها الإمارات وقطر والبحرين، تسيير مساعدات عاجلة للمغرب لمساعدتها في مواجهة الزلزال.

وبلغت قوة زلزال الجمعة 7 درجات على مقياس ريختر ومركزه منطقة الحوز، تبعه هزات ارتدادية قوية، ضربت عدة مدن منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه “الأعنف منذ قرن”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

جهود لتحويل آثار بابل العراقية إلى وجهة سياحية

بين عراقة الماضي وتطلعات المستقبل، تقف بابل شامخة وسط رمال التاريخ الشاهدة على عظمة إمبراطوريتها، تستقبل زوارها بكنوزها الأثرية وتعدهم برحلة لا تُنسى عبر صفحات التاريخ، بينما تتواصل الجهود لاستعادة كامل ألقها وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية بامتياز.

وبينما يتجول الزوار بين الآثار الشامخة لبابل الواقعة على بعد 85 كلم جنوب بغداد، تتضافر جهود المسؤولين على المستوى المحلي والوطني لإعادة بابل إلى مكانتها اللائقة على خريطة السياحة العالمية، مدفوعة بخطط لتطوير بنيتها التحتية واستعادة بريقها الحضاري.

رحلة عبر الزمن

في قلب هذا المشهد التاريخي، يوضح محمد طاهر عباس، مسؤول وحدة الإرشاد الأثري في مدينة بابل مدى ثراء المعالم السياحية التي تنتظر الزائرين في بابل.

محمد طاهر عباس: يوجد في بابل بقايا قصر نبوخذ نصر وهو أول متحف في التاريخ القديم (الجزيرة)

ويقول عابس للجزيرة نت "تبدأ الرحلة الشيقة من المسرح البابلي العريق، مرورا بنصب بوابة عشتار الحديث، التي تستحضر عظمة الأصل المحفوظ في ألمانيا. ويتابع الزوار استكشافهم في متحف بابل الذي يضم بين جدرانه شواهد حية على تاريخ المدينة، وصولًا إلى شارع الموكب المهيب وبقايا القصر الشمالي لنبوخذ نصر، الذي يُعد أول متحف في التاريخ القديم".

وتابع مسؤول الإرشاد الأثري "لا تكتمل الجولة إلا بالتمعن في الأسوار الداخلية للمدينة والقصر الجنوبي الذي يحتضن قاعة العرش وبيت الأقبية الشهير".

جانب من العمارة التي تجسدها مدينة بابل القديمة (غيتي)

ويضيف عباس أن برج بابل يعد معلما سياحيا عالميا بامتياز، فالقصص والروايات التاريخية والدينية التي ارتبطت به تدفع الزائرين بشغف للبحث عن آثاره، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي تقوم به وحدة الإرشاد الأثري، والتي تضم نخبة من الكتاب وعلماء الآثار والمترجمين، في تقديم معلومات موثقة للزوار، مستندة إلى أدلة أعيد طبعها بالتعاون مع مؤلفين من بابل وأيضا من مهرجان بابل للثقافات.

إعلان

وتستمر مسيرة اكتشاف بابل عبر شارع الموكب شمالا لتصل إلى "أسد بابل" الشامخ، حيث تقدم الوحدة شروحات تفصيلية عن هذا التمثال الذي يمثل رمزا أصيلًا للمدينة وقوتها وشعارها الذي تبناه الملك نبوخذ نصر الثاني، والذي يعني "بابل تسحق الأعداء"، هذا التمثال الحجري الذي يصور أسدا يعلو شخصا يمثل العدو، يستقر حاليا على قاعدة حديثة لحماية قاعدته الأصلية المتضررة.

أسد بابل يمثل رمزا أصيلًا للمدينة التاريخية (غيتي) متحف بابل

ويشدد أحمد قتيبة، معاون مدير متحف بابل، على الأهمية الكبيرة للمتحف في استقطاب الوفود الرسمية والدبلوماسية والسياح من مختلف أنحاء العالم.

ويصف قتيبة خلال حديثه للجزيرة نت المتحف بأنه من أهم المواقع في المدينة الأثرية، حيث يستقبل الكادر المتخصص الزوار ويقدم لهم شروحات وافية عن المدينة، ومقتنيات المتحف التي تتوزع على أربع قاعات رئيسة، تعرض الأولى عصور الحكم المختلفة وأشهر الملوك، بينما تحتضن الثانية صورا لرسامين أوروبيين عن برج بابل وآثارا جبسية، وقطعتين أصليتين من جداريات شارع الموكب.

قتيبة: متحف بابل يقدم مقتنيات تتوزع على أربع قاعات رئيسية تعرف الزوار على جوانب الحياة في المدينة التاريخية (الجزيرة)

ويوضح قتيبة أن الشروحات المقدمة تتناول تاريخ حضارة العراق وحضارة بابل التي كانت مهيمنة على طرق التجارة العالمية لموقعها الاستراتيجي، ليحظى الزائر في نهاية جولته بصورة شاملة عن كنوز المتحف والمدينة الأثرية.

الإقامة والنقل

وعن خيارات الإقامة في بابل أو قربها، يقول المرشد السياحي أحمد الجنابي للجزيرة نت إنه "داخل المدينة الأثرية نفسها قد يجد الزائر بعض الدور الصغيرة التي تقدم تجربة معيشية بسيطة وقريبة من الأجواء المحلية، ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من الزوار يفضلون الإقامة في الفنادق المتوفرة في المدن القريبة، وعلى رأسها مدينة الحلة التي تبعد (عن بابل) حوالي عشرة كيلومترات فقط".

ويضيف المرشد السياحي العراقي "تتميز الحلة بخيارات فندقية متوسطة وجيدة المستوى، تقدم للزوار الراحة والخدمات الأساسية التي يحتاجونها خلال إقامتهم. كما يمكن للزوار الذين يخططون لزيارة مدن أخرى مثل كربلاء أو النجف، اختيار الإقامة في فنادق تلك المدن وتخصيص يوم لزيارة بابل".

وأما خيارات الطعام، فتتوفر بعض المطاعم والمقاهي البسيطة بالقرب من موقع بابل الأثري يضيف أحمد الجنابي، ولكن خيارات أكثر تنوعًا تنتظر الزوار في مدينة الحلة.

يمكن لقاصدي زيارة بابل أن يجدون خيارات مناسبة للسكن والطعام في مدينة الحلة المجاورة (الجزيرة)

وحسب المرشد السياحي فإن السيارة الخاصة أو استئجار سيارة أجرة يبقى الخيار الأكثر راحة ومرونة للوصول إلى مدينة بابل الأثرية من المدن العراقية المجاورة، كما تتوفر حافلات عامة تربط الحلة ببابل، ولكنها قد تكون أقل راحة وتستغرق وقتًا أطول.

وأوضح أحمد الجنابي أن خيار آخر متاح هو الانضمام إلى جولة سياحية منظمة، إذ تتضمن هذه الجولات عادة توفير وسيلة نقل مريحة ومرشد سياحي يقدم شروحات وافية داخل الموقع الأثري، وللتجول داخل مدينة بابل الأثرية نفسها يُفضل السير على الأقدام للاستمتاع بكل تفاصيل الموقع التاريخي.

ويفضل لزوار بابل -حسب الجنابي- ارتداء ملابس مريحة وأخذ الاحتياط من أشعة الشمس الحارة في المنطقة، مع شرب كميات كافية من الماء.

إعلان خطط للتطوير

يقول محافظ بابل عدنان فيحان في تصريح للجزيرة نت إن المحافظة تولي اهتماما بالغا لإجراء تحسينات شاملة على البيئة الأثرية في المدينة بهدف تحويلها إلى وجهة سياحية جاذبة، واستعادة مكانتها العالمية.

‎⁨محافظ بابل: نعمل مع جهات حكومية متعددة لتلبية متطلبات إدراج بابل ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي (الجزيرة)

ويشير فيحان إلى وجود تنسيق وتعاون كامل مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار والهيئة العامة للآثار والتراث لتطوير وتحسين البيئة الأثرية، وتلبية متطلبات إدراج بابل ضمن لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.

وكان اليونسكو قد قررت في العام 2019 إعادة إدراج بابل ضمن لائحة التراث العالمي ولكن شريطة إزالة التغيرات التي طرأت على المدينة الأثرية، وأبرزها أنبوب النفط وقصر صدام والزحف العمراني والمستنقعات المائية وزحف المساكن.

ويشدد المحافظ على أن حماية المدينة الأثرية من التعديات والتخريب تقع ضمن أولويات المحافظة، حيث تتولى اللجنة الأمنية العليا وضع وتنفيذ خطط أمنية خاصة للحفاظ على المدينة ومحتوياتها.

ويعرب فيحان عن أسفه لمعاناة المدينة الأثرية لسنوات طويلة من الإهمال ونقص التمويل، مشيرا إلى تخصيص مبلغ 250 مليون دولار في الموازنة الاتحادية لعام 2019 تحت عنوان "بابل عاصمة الحضارة العراقية"، والذي لم يتم صرفه حتى الآن.

وأشار محافظ بابل إلى مخاطبات جارية مع وزارتي التخطيط والمالية لإعادة تخصيص هذا المبلغ، مضيفا ان خطوات متقدمة تم اتخاذها لتأهيل أحد القصور داخل المدينة الأثرية وتحويله إلى متحف لعرض المقتنيات الأثرية المهمة الموجودة في المتحف العراقي والقطع الأثرية الخاصة ببابل الموجودة في متاحف عالمية أخرى، وذلك بالاتفاق مع هذه المتاحف على نقلها وعرضها في موقعها الأصلي.

وكشف المحافظ عن وجود مشاريع قيد الدراسة والتنفيذ تشمل فنادق وتطوير البنى التحتية في مدينة بابل وتطوير الطرق والشوارع المؤدية إلى المدينة.

السياح يشيدون

وعبّر عدد من السياح الأجانب عن انبهارهم ودهشتهم بزيارة آثار بابل، إذ يقول السائح الصيني فيكتور لو "إنه لشرف عظيم لي أن أقف اليوم في مدينة بابل، مهد الحضارة وبلاد ما بين النهرين التي طالما أسرت خيالي. إن رؤية التاريخ يتجسد أمامي بهذا الشكل الحي والمذهل يفوق كل تصوراتي".

ويضيف السائح الصيني "انطلاقًا من إيماننا المشترك بتاريخنا وثقافتنا العريقين، جئت إلى هنا بهدف التعمق في فهم الحضارة العراقية القديمة. إن ما شاهدته هنا في بابل يبعث على الدهشة حقا".

وأما السائح الكندي توني جونسون فيصف تجربته قائلا "الوجود في بابل أشبه بالعبور عبر الزمن. لم أكن أتصور عظمة هذا المكان إلا من خلال ما شاهدته في طفولتي. إنه لأمر رائع أن نشهد جهود العراق وحكومته في إحياء هذا الإرث العظيم".

في حين يقول السائح الإسباني خوسيه غارسيا إنه "بعد رحلة طويلة وصولا إلى العراق، أجدني اليوم أمام كنوز بابل التاريخية. أستطيع القول بكل ثقة إن هذه الزيارة تُعد من أجمل التجارب التي مررت بها في حياتي".

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يدشّن برنامج نور السعودية التطوعي لمكافحة العمى والأمراض المسببة له في مدينة سطات بالمغرب
  • «سلمان للإغاثة» يدشن برنامج نور السعودية التطوعي لمكافحة العمى والأمراض المسببة له في المغرب
  • جهود لتحويل آثار بابل العراقية إلى وجهة سياحية
  • لقجع: استضافة كأس الأمم الإفريقية فرصةً للمغرب لإحياء ثقافته وحضارته العريقة
  • الرجل الذي يريد أن يصبح ملكا.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة ابن سلمان
  • الرجل الذي يريد أن يصبح ملكاً.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة بن سلمان
  • الأزرق لايق عليك.. تفاعل على ظهور وشاح الهلال بلقاء محمد بن سلمان وطحنون بن زايد في السعودية
  • زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جزر فيجي في المحيط الهادئ
  • المملكة وإندونيسيا يعُربان عن قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة ويجددان تأكيدهما مواصلة تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي
  • زلزال جديد في تركيا.. أرضروم تهتز بعد زلازل مرمرة