أبوظبي في 11 سبتمبر/ وام / أعلنت أبوظبي البحرية، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي عن انخفاض بنسبة 62% في الحوادث البحرية في النصف الأول من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

وتمّ تأسيس أبوظبي البحرية عام 2020، بموجب اتفاقية بين مجموعة موانئ أبوظبي ودائرة البلديات والنقل، لتنظيم وتطوير القطاع البحري في إمارة أبوظبي، ولتكون الجهة المسؤولة عن المنظومة البحرية والممرات المائية، وتقديم الخدمات البحرية، وتعزيز مكانة الإمارة كعاصمة بحرية عالمية رائدة.

ويُعتبر ضمان الالتزام الصارم بمعايير السلامة الدولية وإجراءات التشغيل الآمن لاستخدام الممرات المائية من أهم المسؤوليات التي تقوم بها "أبوظبي البحرية".

ومن خلال التنسيق الوثيق والدائم مع دائرة البلديات والنقل وتلقي الدعم المستمر من السلطات المحلية، لعبت أبوظبي البحرية دوراً محورياً في نشر ومشاركة المعلومات والمعارف الأساسية لتوعية المجتمع البحري، وتطوير بنية تحتية ساحلية وبحرية متطورة.

وأدت هذه الجهود الدؤوبة لأبوظبي البحرية إلى زيادة الوعي والالتزام باللوائح والقوانين الخاصة بالقطاع البحري، بالإضافة إلى انخفاض كبير في الحوادث في مياه أبوظبي، الأمر الذي تؤكده أحدث الإحصاءات والأرقام التي تم تسجيلها خلال ذروة موسم الأنشطة البحرية.

وقال سعادة الدكتور سالم خلفان الكعبي، المدير العام لشؤون العمليات في دائرة البلديات والنقل " يأتي هذا الإنجاز الاستثنائي ليؤكد على التعاون الدائم والالتزام الراسخ والمشترك بين دائرة البلديات والنقل وأبوظبي البحرية، لتقديم أعلى معايير الخدمة للمجتمعات البحرية في إمارة أبوظبي. ومن خلال ما نوفره الآن من وصول سهل وسريع إلى المعلومات المهمة والرئيسية عبر حلولنا الرقمية المتكاملة، أصبح مستخدمو الممرات المائية أكثر وعياً بالبيئة البحرية والظروف المحيطة بهم، وأصبحوا على دراية تامة بمسؤوليتهم ودورهم في المساهمة في ضمان السلامة من خلال الاستخدام الآمن للممرات المائية في الإمارة".

وأضاف " نشجّع جميع مستخدمي الممرات المائية على الاستمرار باستخدام هذه الموارد والخدمات التي نوفرها، وندعوهم للانضمام إلينا والمساهمة معنا في نشر الوعي والحفاظ على مياهنا آمنة. فمعاً، وكمجتمعٍ واحد، يمكننا ضمان سلامة جميع مستخدمي الممرات المائية، والحفاظ على المنظومة البحرية والبيئية في إمارة أبوظبي".

من جانبه، أشاد الكابتن سيف المهيري، مدير عام أبوظبي البحرية بهذا الإنجاز وقال “ أثمن عالياً هذا الإنجاز وأتقدم بخالص الشكر والتقدير للمجتمع المحلي على جهوده المبذولة والتزامه التام باللوائح والقوانين وبإجراءات السلامة. لقد بذلت أبوظبي البحرية جهوداً دؤوبة لتوفير ممرات مائية آمنة في إمارة أبوظبي وضمان سلامة جميع مستخدمي هذه الممرات المائية، سواء لأغراض التجارة أو للترفيه والرياضة، وذلك من خلال حلولنا الرقمية المبتكرة، والتي لم تكن لثبتت كفاءتها وفاعليتها لولا التزام المجتمع المحلي بها ومساعدتنا على تطبيقها”.

وأضاف " لم نقف عند هذا الحد، بل طوّرنا خرائط السلامة التي توفر مصدراً شاملاً وغنياً بالمعلومات حول الاستخدام الآمن للمرات المائية، وقمنا بدمج هذه الخرائط عبر جميع منصاتنا الرقمية، مثل الموقع الإلكتروني لأبوظبي البحرية وتطبيق "النالية"، الذي يوفر وصولاً سهلاً وسريعاً إلى البيانات والمعلومات الأساسية التي يحتاجها جميع مستخدمي الممرات المائية".

وقال المهيري “ يتيح هذا التطبيق المبتكر لجميع مستخدمي الممرات المائية إمكانية التفاعل مع الخرائط البحرية بسرعة كبيرة، وإظهار موقعهم بدقة وتزويدهم بتحديثات فورية حول اللوائح والقوانين الناظمة للمنطقة التي يتواجدون فيها، كما يقوم بتنبيه وتحذير المستخدمين في حال قيامهم بأي نشاط ينتهك ويخالف اللوائح والقوانين أو عند دخولهم منطقة محظورة، الأمر الذي يضمن سلامتهم والتزامهم بإرشادات السلامة البحرية”.

وأضاف " أثمرت هذه الخدمات والحلول المبتكرة عن هذه النتائج الرائعة المُتمثلة بأحدث الإحصاءات حول الحوادث البحرية، والتي بدورها ستساهم في تحقيق هدفنا في الارتقاء بتصنيف ومكانة أبوظبي كعاصمة بحرية عالمية رائدة".

وتم تزويد خرائط السلامة بمجموعة من القواعد واللوائح، لتوفر معلومات وبيانات دقيقة حول مواقع الإرساء المناسبة، وقيود الدخول إلى مناطق مثل الممرات التجارية المهمة والمناطق الحساسة بيئياً، ومعلومات حول حدود السرعة القصوى داخل كل منطقة. كما تم تصميم هذه الخرائط لتلبية احتياجات مختلف المهن والأنشطة البحرية، وتّوضح بشكل دقيق مواقع الممرات المائية والمناطق المخصصة للأنشطة والرياضات البحرية مثل السباحة والرياضات الآلية وغير الآلية والمناطق المخصصة لاستخدام الدراجات المائية.

عبد الناصر منعم/ أحمد النعيمي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: البلدیات والنقل فی إمارة أبوظبی أبوظبی البحریة من خلال

إقرأ أيضاً:

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

بينما باتت الشاشات جزءًا رئيسيًّا من حياة الأطفال والكبار، يُطرح تساؤلٌ مهم: هل الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية ضارٌ بالعقل حقًّا، أم أننا نبالغ في ربطه بمشكلات الصحة العقلية؟ اعلان

التمرير المفرط لمحتوى سلبي على الإنترنت، أو الإدمان على منصات مثل إنستغرام، أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب دون وعي، كلها سلوكيات مُشتِّتة تثير تساؤلات حول تأثيرها على صحة الدماغ. لكن هل يمكن أن تؤدي فعليًا إلى تلفه؟

في العام الماضي، اختارت جامعة أكسفورد للنشر مصطلح "brain rot" (تعفن الدماغ) كعبارة للعام، وعرّفته بأنه "التدهور المفترض في الحالة العقلية أو الفكرية لشخص ما" الناتج عن الإفراط في استهلاك المواد السطحية أو غير المثيرة للتحدي على المنصات الرقمية.

وقالت الدكتورة أندريانا بينيتيز، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا الطبية: "هذا ما يحدث عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من محتوى رقمي منخفض الجودة، يُشبه من حيث التأثير السلبي الطعام السريع الضار بالصحة العقلية".

ومع ذلك، تظل الآلية التي قد يؤثر بها هذا الاستهلاك على الدماغ غير واضحة، وكذلك مدى خطورته فعليًا.

الوقت أمام الشاشات: تحليل للأرقام وتأثيراتها المحتملة

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، يقضي نصف المراهقين في أمريكا أربع ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات، بينما تشير التقديرات العالمية إلى أن البالغين قد يقضون في المتوسط أكثر من ست ساعات يوميًا متصلين بالإنترنت.

لا توجد إرشادات صحية اتحادية تحدد مقدار الوقت المناسب للبقاء أمام الشاشات يوميًا لدى المراهقين أو البالغين. إضافة إلى ذلك لا يمتلك الباحثون بيانات كافية لفهم كامل مفهوم "تعفن الدماغ" وعواقبه المحتملة.

وقالت الدكتورة بينيتيز: "في الحقيقة لا توجد دراسات علمية منسجمة حول هذا الموضوع".

إلا أن هناك بيانات صادرة عن CDC تشير إلى أن واحدًا من كل أربعة مراهقين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط يعانون من مشاعر القلق أو الاكتئاب.

وتشير بعض الدراسات إلى أن آثار الاستخدام المكثف للشاشات قد تظهر منذ سن مبكرة. فالمراهقون الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يكونون أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب العناد المعارض، إضافة إلى أعراض جسدية مرتبطة بها مثل الألم والدوخة والغثيان.

وذلك وفقًا لتحليل نُشر عام 2024 لبيانات مشروع "التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين"، أكبر دراسة طويلة الأمد حول تطور الدماغ لدى الأطفال في الولايات المتحدة.

وربطت دراسات أخرى محتملةً بين "تعفن الدماغ" وبين فقدان الإحساس العاطفي، والتعب المعرفي، وتراجع ثقة الشخص بنفسه، وضعف المهارات التنفيذية، ومنها الذاكرة والتخطيط واتخاذ القرارات.

Relatedتجربة لوصل الإنسان بالكمبيوتر.. شركة تابعة لإيلون ماسك ستبدأ اختبار غرساتها الدماغية على البشرمن الآن فصاعداً سيحتاج منتجو المحتوى الرقمي الحصول على تراخيص للبث في تركيادراسة علمية تكشف العلاقة بين تطور الدماغ واضطرابات الأكل لدى الشبابكيف ننقذ عقولنا من الفوضى الرقمية؟

ولا توجد أدلة تشير إلى أن قضاء ساعات يوميًا أمام الشاشات يُغير تركيب الدماغ البشري، لكن ما قد يكون ضارًا هو ما يُفوت خلال هذه الساعات من تجارب ضرورية، خاصة لدى الشباب الذين لا يزال دماغهم في طور النمو، وفقًا للدكتور كونستانتينو إيدوكولا، مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية في مركز ويِل كورنيل الطبي بمدينة نيويورك.

وقال إن زيادة الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الشاشات يعني تقليل الوقت المخصص للنشاط البدني أو للتفاعل المباشر مع الآخرين، وهو ما يمد الدماغ النامي بتجارب حسية وعاطفية معقدة ولها أهمية كبرى في النمو.

وأضاف: "يتطلب نمو الدماغ تنوعًا في الخبرات. فعندما تكون منشغلًا بهاتفك، لا تحصل على هذه التجارب الأخرى. نحن نحل التفاعلات الاصطناعية محل التفاعلات البشرية، والتي تفتقر إلى التعقيد الموجود في التجربة الإنسانية، مثل الردود اللفظية والحسية والعاطفية التي نختبرها عند التفاعل مع الآخرين".

اعلان

ولفتت الدكتورة بينيتيز إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بمدة التعرض للشاشات، بل أيضًا بمحتواها، وقالت: "استهلاك كميات كبيرة من محتوى الإنترنت منخفض الجودة قد يعرّضك لمعلومات تشوه إدراكك للواقع وتؤثر سلبًا على صحتك العقلية".

وأشارت إلى أن التنقل المستمر بين محتوى سلبي بكثافة يمكن أن يؤدي إلى إرهاق ذهني.

وقالت بينيتيز إن الحد الفاصل لما يُعد "كثيرًا جدًا" لم يُحدد بعد. وبالاستناد إلى تشبيهها السابق بالوجبات السريعة، شبّهت بينيتيز فترات الاستخدام القصيرة أمام الشاشة بتناول وجبة خفيفة غير صحية من حين لآخر.

وأضافت: "كيس واحد من رقائق البطاطس قد لا يكون بهذا السوء، لكن إذا كنت تأكل ثلاثة أكياس في كل مرة، فقد تصبح هذه مشكلة".

اعلانالوعي الرقمي: كيف نوجه الاستخدام بمسؤولية؟

قالت بينيتيز إن مساعدة الأطفال والبالغين على استهلاك محتوى إلكتروني أكثر صحة ليس سهلًا، لأن جزءًا كبيرًا من الحياة الحديثة – من الدراسة والتسوق إلى الترفيه والتواصل الاجتماعي – يعتمد على المنصات الرقمية.

وأضافت: "الشاشات جزء من حياة الأطفال، وهي الطريقة التي يحصلون بها على معظم المعلومات".

وأشارت إلى أنه من مسؤولية البالغين اختيار المحتوى بعناية، والتأكد من أن الأطفال يستهلكون محتوى نافعًا لهم، وبطريقة لا تسبب الإرهاق العقلي، ويجب التأكد من أنهم يمارسون التفكير النقدي أثناء استخدامهم الشاشات.

كما حذّرت من التمرير المستمر قبل النوم، وقالت: "استهلاك معلومات مُثيرة والانكشاف للضوء في وقت يجب أن يهدأ فيه الجسم قد يؤثر في جودة النوم".

اعلان

وأوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تعِد العائلات خططًا مشتركة لاستخدام الشاشات، وتشجيع استخدام يعزز الإبداع والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، كما شدّدت على أهمية الأنشطة بعيدة عن الشاشات مثل الرياضة والفن والموسيقى وغيرها.

وأشارت الأكاديمية إلى أن بعض استخدامات الشاشات يمكن أن تكون "صحية وإيجابية"، وهو رأي أيده كل من بينيتيز وإيدوكولا. وقالت بينيتيز: "يمكنك استهلاك محتوى مفيد. وهنا تكمن قيمة الاختيار".

وأوضح إيدوكولا أن يكون الاستخدام الإلكتروني "ملائمًا للغرض"، مضيفًا: "لا بأس باستخدام التكنولوجيا لأداء المهام الحالية، لكن المشكلة تظهر عندما يتحول الاستخدام إلى إدمان. فكل شيء له حدّه".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • «سياحة أبوظبي» توقّع 17 شراكة جديدة خلال معرض «آي تي بي الصين»
  • إطالة اليوم.. كيف يؤثر سد الممرات الثلاثة على دوران الأرض؟
  • تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟
  • المهندس البشير: قيمة الاستثمار 7 مليارات دولار سيسهم بتوليد 5 آلاف ميغا واط الأمر الذي يسهم في زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية وينعكس إيجاباً على جميع مناحي الحياة
  • الذهب يتراجع 2.4% مع انخفاض الطلب العالمي على الملاذ الآمن
  • «السلامة الغذائية» تغلق «بقالة» في أبوظبي
  • منطقة ألعاب متكاملة في «الفلاح» بأبوظبي
  • سامية سامي هناك طفرة ملحوظة هذا العام في مستوى الخدمات المقدمة للحجاج
  • هل من الآمن استخدام وسائل منع الحمل لوقف الدورة الشهرية لوقت طويل؟
  • ارتفاع أسعار الذهب مع الإقبال على الملاذ الآمن