هل الطحالب الخضراء بشاطئ بورسعيد سامة؟.. أستاذ علوم بحار يجيب
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أثارت ظاهرة الزبد الأخضر، أو تجمعات الطحالب الخضراء، التي شهدها شاطئ بورسعيد على مدار الأيام الماضية، قلق المصطافين من أهالي بورسعيد والزائرين من مختلف المحافظات الأخرى، أن تكون مياه شاطئ بورسعيد الخضراء حاليا تشكل ضرر على المصطافين خاصة الأطفال.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل حسن، رئيس قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة بورسعيد، عدم صحة الشائعات حول أضرار مياه البحر بشاطئ بورسعيد على الإنسان وخاصة الأطفال والكائنات الحية منها الأسماك التي اعتادت بورسعيد تناولها.
وأوضح أنه طاف طول شاطئ بورسعيد وحصل على عينات من الطحالب والمياه الخضراء في أماكن مختلفة على مدار اليوم بشاطئ بورسعيد، للتأكد من صحة هذه الظاهرة.
ويكمل: رصدت ما حدث على الشاطئ من أمام نادي الصيد شرقا وحتى نادي الشرطة غربا، وتبين تعرض المنطقة الشاطئية الشرقية لبورسعيد لظاهرة تجمع مفاجئ للطحالب الخضراء والتي تسمى علميا algal bloom.
واستعرض الدكتور إسماعيل سبب انتشار الطحالب الخضراء، مؤكدا أنه عادة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة المغذيات العضوية وشدة التيارات البحرية وغيرها، واجتماع هذه العوامل منذ الأيام الماضية أدى إلى وصول تلك التجمعات الخضراء من الطحالب إلي الشريط الساحلي بعرض بضعة أمتار من (5 إلى 20 مترا) وتفاوتت مساحة تلك التجمعات باختلاف شدة التيارات البحرية وحدة الأمواج وطبيعة وعمق المنطقة.
ويكمل أستاذ علوم البحار: بالرصد تبين أن أمواج البحر تقذف بتلك الطحالب على رمال الشاطئ، ومن ثم تتعرض للجفاف والموت تدريجيا وبالتالي مع الوقت ستختفي نظرا لعدم ملاءمة الظروف الشاطئية وزيادة حرارة المياه لمعيشة تلك الطحالب العالقة، التي يلفظها البحر بأمواجه نحو رمال الشاطئ متخلصا منها وليكن مصيرها التعرض للشمس مباشرة والجفاف ثم الموت.
وأكد الدكتور إسماعيل، أن هذه الظاهرة تعد آمنة جدا ولا تدل علي وجود أي ملوثات بالاختبارات والقياسات الحقلية.
وأوضح أنه بالتحاليل المعملية للعينات المأخوذة من مياه وما تحويه من طحالب عالقة من المنطقة الشاطئية.
ومن المحتمل أن تأخذ تلك الظاهرة بضعة أيام قليلة ثم تختفي بإذن الله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شاطئ بورسعيد أمواج البحر
إقرأ أيضاً:
عبري زَهَت بزيارة السيدة الجليلة
◄ لم تكن زيارةً عابرة، بل كانت لحظة عهد جديدة… بين القيادة والأرض، بين الإنسان والمكان، بين ذاكرةٍ مجيدة، ومستقبلٍ أكثر إشراقًا.
فايزة سويلم الكلبانية
في محافظة الظاهرة، بولاياتها التي تشبه دعاءً مفتوحًا على السماء، كانت اللحظة أكبر من زيارة، وأوسع من وصف. كان المشهد وطنًا كاملًا يفتح ذراعيه للفخر، حين حلّت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- عهد بنت عبدالله البوسعيدية بين أهلها، في أرضٍ تعلّمت أن تُكرم الضيف لأنها تنتمي لأصلٍ عريق، وتُجيد الاحتفاء لأنها تُجيد الوفاء.
كانت محافظة الظاهرة تلبس زينتها الوطنية، لكن عبري… كانت القصيدة الأجمل...
عبري التي سمّاها السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- "عبري الواعدة"، لم تكن يومًا مجرد اسم؛ بل وعدًا مفتوحًا على الغد، ونبضًا لا يشيخ... هنا، لا يُبنى المستقبل على الأمنيات؛ بل على الإرادة، وعلى رجالٍ ونساءٍ يؤمنون بأن الوطن فكرةٌ تسكن القلب قبل أن تسكن الجغرافيا.
في عبري، لم يكن الاستقبال طقسًا اعتياديًا، بل حالة وطنية خالصة...الطابعُ التقليدي بجذوره العميقة، والحصونُ الشامخة، والأسواقُ التي تحفظ رائحة التاريخ، كلها كانت تنبض بالحياة. نساء الظاهرة حضرن بهيبتهنّ، بثيابٍ مطرّزة بكرامة عُمانية، وبقلوبٍ تُشبه الوطن في صدقه وثباته.
أما الأطفال، فكانوا رايةً تمشي على قدمين؛ ضفائرهم تتمايل مع الأهازيج، وأصواتهم الصغيرة تحمل اسم عُمان بحجم السماء. وعلى امتداد الفرح، تألقت مواهب أبناء ذوي الإعاقة، لا كرمزٍ عاطفي، بل كقيمةٍ وطنية راسخة، ليؤكدوا أن الإرادة العُمانية لا تعترف بالمستحيل، وأن الضوء لا يطفئه اختلاف.
ومع حلول المساء، كانت السماء شاهدة. الألعاب النارية لم تكن مجرّد ألوانٍ تتفجّر في الفضاء؛ بل كانت رسائلَ نورٍ تقول: هنا عبري الواعدة، وهنا الظاهرة التي تُجيد صناعة الفرح حين يليقُ بعُمان... العروض الشعبية، ولوحات الفنون، والمشاهد المبهرة، رسمت على ملامح المدينة ابتسامةً بحجم وطن.
لم تكن زيارةً عابرة، بل كانت لحظة عهد جديدة… بين القيادة والأرض، بين الإنسان والمكان، بين ذاكرةٍ مجيدة، ومستقبلٍ أكثر إشراقًا.
هنا عبري الواعدة… وهنا عُمان التي كلما ابتسمت، أزهرت الأرض فخرًا...
فنزلت السيدة الجليلة أهلًا، وأحلّت سهلًا، وملأت القلوب بهاءً لا يُنسى...
رابط مختصر