جريدة الوطن:
2025-10-13@06:11:34 GMT

أضواء كاشفة : قمة مجموعة العشرين .. محلك سر

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

أضواء كاشفة : قمة مجموعة العشرين .. محلك سر

رغم أنَّ القمَّة الـ18 لمجموعة العشرين التي أنهت أعمالها مؤخرًا في الهند حملت شعار «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد» من أجْلِ تحقيق التنمية المستدامة والنُّمو الاقتصادي بشكلٍ أكثر توازنًا بَيْنَ البُلدان المتقَدِّمة والنامية.. إلَّا أنَّه في رأيي أنَّ هذه القمَّة يُمكِن أن نطلقَ عليها قمَّة «محلك سر» فهي لَمْ تخرج بجديد يحرِّك الركود العالَمي الذي يصيب العديد من القضايا الشائكة التي تحتاج إلى حلول جذريَّة وحاسمة لفكِّ أزمتها، إلى جانب أنَّها طغى عليها طابع «المجاملة» وأعني هنا الجانب الروسي الذي نجح في تجنُّب الضغط عَلَيْه في شأن العمليَّة العسكريَّة الروسيَّة الخاصَّة في على أوكرانيا.


إنَّ زعماء مجموعة العشرين لَمْ يتمكنوا من الاتِّفاق على رأي موَحَّد سواء لتحديد مستقبل محدَّد للنفط أو حلٍّ لمشكلة المناخ أو دعم التوجُّه للطَّاقة المتجدِّدة والنظيفة، وتعزيز التنمية الخضراء أو إلزام الدوَل الصناعيَّة بضرورة التخلص من الوقود الأحفوري لِمَا ينتج عَنْهُ من انبعاثات كربونيَّة تُهدِّد الكرة الأرضيَّة بأكملها أو توفير التمويل اللازم لبنوك التنمية المتعدِّدة الأطراف وغيرها من القضايا التي تؤرق بال شعوب العالَم أجمع.
عِنْدما قرأنا شعار القمَّة تفاءلنا خيرًا وكان يحدونا الأمل أن تسودَ الوحدة على قرارات القمَّة.. ونعني هنا وحدة الرأي وتحقيق الهدف التنموي تجاه التحدِّيات التي تواجه العالَم وليس وحدة الثقافات التي تصبُّ في خانة العولمة المذمومة.. ففي ظلِّ التقَدُّم التكنولوجي الرهيب أصبح العالَم قرية كونيَّة صغيرة يتواصل مع بعضه البعض بضغطة زر؛ وبالتَّالي فإنَّ وحدة «الأرض والعائلة والمستقبل» كما كانت تدعو القمَّة لو تحققت لحصلت الشعوب في كُلِّ مكان على التنمية المستدامة المنشودة.. ولكن زعماء القمَّة وضعوا أصابعهم على المشاكل وتهرَّبوا من الحلول.
كان الأجدر بزعماء العالَم الاستماع لصوت سلطنة عُمان الحكيم عِنْدما أعلن صاحب السُّمو السَّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثِّل الخاصُّ لجلالة السُّلطان الذي ترأَّس وفد السَّلطنة المشارك في القمَّة ممثلًا لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه اللهُ ورعاه ـ حيث أكَّد أنَّ العمل المشترك سيُحقِّق التقَدُّم والازدهار للبَشريَّة جمعاء وليس صون الأرض وحمايتها فقط، مشيرًا إلى أنَّ «السَّلطنة تؤمن بروح التعاون والمسؤوليَّة المشتركة، وتلتزم بهما سعيًا لتحقيق المنفعة العامَّة».. أي أنَّ الجميع هنا في مَركَب واحد ويجِبُ أن يقومَ كُلٌّ بِدَوْره حتَّى تنجوَ وتصلَ لبَرِّ الأمان وتتجاوز التحدِّيات بنجاح.
كنا نتطلع من زعماء دوَل تمتلك 59% من تعداد سكَّان العالَم و75% من حصَّة التجارة العالَميَّة أن ينقذوا البَشَريَّة.. فالكوارث الطبيعيَّة تفتك بالدوَل والأوبئة تنتشر بشراسة والأزمات الاقتصاديَّة الناتجة من الصراعات الزائلة تنذر بانهيار الحياة على الأرض وكان لا بُدُّ للمُجتمع الدولي أن يوقفَ هذا الانهيار والتفكير بمستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا وازدهارا.. فالتحدِّيات عابرة للحدود وتقع ضحيَّتها كافَّة الدوَل لا فَرق بَيْنَ الغنيَّة والفقيرة لذلك فإنَّ مواجهتها ضرورة تحتاج الاستناد لمبادئ العدالة والتعاون المشترك.
عمومًا نتمنَّى أن تنجحَ قمَّة مجموعة العشرين المقبلة في ريو دي جانيرو بالبرازيل في نوفمبر 2024 في تحقيق ما لَمْ تتوصل إليه قمَّة هذا العام ويفكِّر زعماء المجموعة في كيفيَّة التعاون من أجْلِ تحقيق التنمية المستدامة التي تعمُّ الجميع.
**********
بدأت أنظار العالَم تتجه مؤخرًا نَحْوَ الاهتمام بالبيئة وصارت حمايتها من القضايا التي تشغل بال المُجتمع الدولي، خصوصًا بعد تزايد الكوارث الطبيعيَّة التي تتعرض لها بعض الدوَل وتسبِّب الكثير من الخسائر البَشَريَّة والمادِّيَّة.. إلَّا أنَ عُماننا الحبيبة بقيادتها الحكيمة أدركت منذ فجر النهضة المباركة أهمِّية الحفاظ على البيئة والتنوُّع الأحيائي لها وصونها من التلوُّث، وتأمين الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعيَّة حتَّى يتمَّ وصولها للأجيال القادمة وهي نظيفة وسليمة، فانتهجت سياسة حماية المحيط البيئي من التلوُّث وتنمية مواردها وجعلتها ركنًا أساسيًّا من أركان التنمية التي تُحقِّق الرفاهية والتقَدُّم لأبنائها والضمان الحقيقي لاستمرار مَسيرة البناء والتطوُّر؛ لِمَا لذلك من تأثير إيجابي على صحَّة الإنسان والبلاد.
وفي هذا الإطار يأتي مؤتمر الرابطة الدوليَّة لإدارة النفايات (ISWA)، الذي سيعقَد في مسقط وتستضيفه هذا العام الشركة العُمانيَّة القابضة لخدمات البيئة «بيئة» في الفترة من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر المقبلَيْنِ كأوَّل تجربة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. حيث سيدعو المؤتمر لإدارة الموارد المستدامة والاقتصاد الدائري حتَّى نصلَ لمستقبل بدُونِ انبعاثات أو انبعاثات صفريَّة.. وسيتضمَّن المؤتمر مناقشات وحلقات لخبراء من مختلف القِطاعات لاكتشاف أفضل التقنيَّات المتطوِّرة لإدارة النفايات.
بالتأكيد هذا المؤتمر إلى جانب أنَّه يؤكِّد على قدرة سلطنة عُمان على تنظيم المؤتمرات الدوليَّة ومكانتها المرموقة في هذا المجال، فإنَّه يتناول قضيَّة غاية في الأهمِّية وهي إعادة إدارة النفايات التي تُشكِّل عاملًا أساسيًّا في تلويث البيئة الجوِّيَّة والبَرِّيَّة والبحريَّة.. فتحويل النفايات السَّامة والضارَّة بالبيئة لموارد مفيدة أو التخلُّص من النفايات بصورة آمنة سيُسهم في إنقاذ العالَم من خطر داهم.
إنَّ المؤتمر المزمع عقدُه سيناقش مواضيع مهمَّة للغاية على رأسها التخفيف من ظاهرة التغيُّر المناخي وزيادة كفاءة استخدام الموارد واعتماد التقنيَّات الجديدة، والتوجُّه نَحْوَ الاقتصاد الدائري وحماية صحَّة الإنسان وجودة البيئة.. وهي قضايا أصبحت حرجة وملحَّة لتحقيقها في ظلِّ ما يواجِه العالَم من تحدِّيات بسبب الانبعاثات الكربونيَّة التي تسبِّب الاحتباس الحراري الذي بِدَوْره يزيد من معدَّل الكوارث الطبيعيَّة التي تقضي على الأخضر واليابس.
لا شكَّ أنَّنا في حاجة ماسَّة لمِثل هذا المؤتمرات التي تُسهم في حُسن استخدام الموارد والعمل على تحقيق الاستدامة لها.. إلى جانب الوصول للانبعاثات الصفريَّة التي وضعتها السَّلطنة هدفًا رئيسًا من أهداف التنمية المستدامة.
حفظ الله بيئتنا الخلَّابة من التخريب والتلوُّث، وأدام على وطننا الحبيب نعمة الاستقرار والأمن والرخاء.. وكُلُّ التحيَّة لِمَن يشارك في الحفاظ على النعمة التي حبانا الله بها.

ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة العال م ة التی التی ت

إقرأ أيضاً:

مصر تشارك في الاجتماع الوزاري للتجارة والاستثمار لمجموعة العشرين G20

شاركت مصر في الاجتماع الوزاري للتجارة والاستثمار لمجموعة العشرين (G20)، الذي استضافته جمهورية جنوب أفريقيا بمدينة جوهانسبرغ خلال الفترة من 9 إلى 10 أكتوبر 202 وذلك في إطار حرص جمهورية مصر العربية على تعزيز حضورها الفاعل في المحافل الاقتصادية الدولية والمساهمة في صياغة التوجهات المستقبلية للتجارة والاستثمار العالميين.

وأكد  الوفد المصري خلال  مشاركته،  على موقف  مصر الثابت بدعم النظام التجاري متعدد الأطراف وتعزيز دوره كركيزة أساسية لضمان الانفتاح والاستقرار في الاقتصاد العالمي، مشددًا على مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتبني سياسات تجارية واستثمارية عادلة ومتوازنة تُسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وقد ترأس الوفد المصري المهندس محمد الجوسقي، مساعد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، نيابةً عن المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، بمشاركة وزراء التجارة والاستثمار وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، ومسؤولي الدول الأعضاء ومجموعة الدول المدعوة.

وتم خلال الجلسات الوزارية عقد مناقشات معمقة حول عدد من القضايا المحورية، شملت تعزيز التجارة والنمو الشامل والتعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية، إلى جانب وضع إطار للتجارة والاستثمار يدعم التصنيع الأخضر والتنمية المستدامة، وبحث آليات إصلاح منظمة التجارة العالمية بما يعزز البعد التنموي في النظام التجاري متعدد الأطراف.

وأكد الوفد المصري خلال مداخلاته أهمية الحفاظ على المعاملة المنصفة للدول النامية، ولا سيما الدول الأفريقية، باعتبارها ركيزة أساسية لضمان العدالة والتوازن في النظام التجاري الدولي، مشيدًا بالدور الذي قامت به الرئاسة الجنوب أفريقية لمجموعة العشرين في التعبير عن أولويات الدول النامية والدعوة إلى بدء عملية إصلاح شاملة للنظام التجاري العالمي.

كما شدد الوفد المصري على ضرورة تحفيز الاستثمارات في سلاسل الإمداد العالمية بما يعزز مرونتها وتنوعها، ودعم التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والتجارة المستدامة، مع التركيز على التحول الرقمي في الخدمات وتبني سياسات إنتاج تراعي البعد البيئي وتوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.

ورحب الوفد كذلك بالتركيز على محور تسهيل الاستثمار، مشيرًا إلى موافقة الحكومة المصرية مؤخرًا على الانضمام إلى اتفاق تسهيل الاستثمار من أجل التنمية في إطار منظمة التجارة العالمية، بما يعكس التزام مصر بإرساء مناخ استثماري جاذب يتميز بالشفافية والقدرة على التنبؤ، ويتسق مع رؤية مجموعة العشرين لتعزيز النمو المستدام والشامل.

وعلى هامش الاجتماعات الوزارية،  تم عقد  سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الوزراء والمسؤولين، شملت لقاءً مع باركس تاو، وزير التجارة والصناعة والمنافسة بجنوب أفريقيا، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التجارة البينية وتشجيع الاستثمارات المشتركة، دعمًا للتكامل الإقليمي داخل القارة الأفريقية.

كما تم عقد لقاء  بـ ليز لويد، وزيرة الاقتصاد الرقمي بالمملكة المتحدة، حيث تمت مناقشة أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين وآليات زيادة التجارة البينية في إطار اتفاقية الشراكة المصرية–البريطانية، إلى جانب التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الاستثمار المصري–البريطاني المقبل، مع التأكيد على أهمية مشاركة القطاع الخاص من الجانبين.

‏كما شملت اللقاءات عقد لقاء مع ياو-هان كوا، وزير التجارة الكوري الجنوبي، جرى بحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، وتوسيع حجم التبادل التجاري، وتشجيع الشركات الكورية على الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في مصر، مؤكدًا الدور الاستراتيجي لمصر كبوابة للأسواق الإقليمية في أفريقيا والشرق الأوسط.

كما تم عقد لقاء مع محمد العبد الجبار، محافظ الهيئة العامة للتجارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، حيث جرى التأكيد على عمق العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين وما تشهده من تنسيق متزايد في مجالات التجارة والاستثمار، بما يعكس نموذجًا ناجحًا للتعاون العربي القائم على المصالح المشتركة والتنمية المستدامة.
 

مقالات مشابهة

  • مجموعة "مدارس بن نهية التعليمية" تحصل على الاعتماد الدولي
  • ورشة تدريبية لدعم التنمية المستدامة بالبحر الأحمر
  • ورشة تدريبية بالغردقة حول «التنمية المستدامة» بالبحر الأحمر
  • جامعة السلطان قابوس تعزز حضورها الدولي في "إكسبو أوساكا"
  • فوز "صحار الدولي" بجائزة "نسبة المعاملات التجارية الأعلى في بطاقات الشركات"
  • ديوان المحاسبة يبحث مع مؤسسة النفط دورها بتحقيق التنمية
  • الجزائر تشارك في اجتماع مجموعة العشرين حول الحد من الكوارث
  • سلامة الغذاء: إضافة خطي إنتاج جديدين بمصنع إعادة التدوير لدعم خطة التنمية المستدامة
  • مصر تشارك في الاجتماع الوزاري للتجارة والاستثمار لمجموعة العشرين G20
  • عجلون: المواقع الطبيعية والأثرية تجذب الزوار وتعزز التنمية المستدامة