مع اقتراب موعد الانتخابات، فون دير لاين وعدت بصفقة خضراء "عادلة"
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
قبل تسعة أشهر من الانتخابات الأوروبية، تحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء في خطابها السنوي عن ميثاق أخضر "عادل ومنصف" في مجال الطاقة النظيفة، ودعت إلى التحضير لتوسيع الاتحاد الأوروبي دون انتظار تعديل المعاهدات.
وفي خطابها السنوي حول حال الاتحاد الذي ألقته أمام أعضاء البرلمان الأوروبي المجتمعين في ستراسبورغ، دافعت المسؤولة الألمانية عن إنجازاتها مؤكدة أنها حقّقت "أكثر من 90 %" من التوجهات المقدمة عند وصولها، لكنها لم تقدّم أي مؤشر حول مستقبلها السياسي.
لكن خلافاً للعام الماضي، لم تكن أوكرانيا الموضوع الرئيسي لخطابها.
وإذ رحبت ب"التقدم الكبير" الذي أحرزته كييف في مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أعادت تأكيد دعم الأوروبيين المستمر في مواجهة الهجوم الروسي، وركّزت بشكل أساسي على الميثاق الأخضر الطموح الذي يهدف إلى خفض انبعاثات الكربون في القارة.
وفي دليل على رغبتها في تقديم ضمانات لقطاع الصناعة في أوروبا، شددت على أن التحول الأخضر يجب أن يتم في إطار منافسة عادلة. وأعلنت فتح تحقيق في الدعم العام الصيني للسيارات الكهربائية للدفاع عن الصناعة الأوروبية في مواجهة "أسعار منخفضة بشكل مصطنع".
وتسبب التشريعات البيئية توتراً متزايداً بين دول أعضاء ونواب أوروبيين من معسكرها يدعون إلى "استراحة" تنظيمية ويستنكرون "العبء" الإداري الذي يتحمله المزارعون والشركات.
وبينما ما زال الميثاق الأخضر غير مكتمل إلى حد كبير مع بقاء 37 نصا قيد التفاوض (بما فيها نصوص تعنى بمسائل "استعادة الطبيعة" وتنظيم المبيدات الحشرية)، أعلنت فون دير لايين رغبتها في "الحفاظ على المسار" و"المحافظة على الطموحات" لكن مع "ضمان انتقال عادل ومنصف" مع "وعد رسمي بعدم ترك أحد خلف الركب"، متعهّدة إجراء "محادثات" مع الصناعيين و"خفض الاستقطاب" مع المزارعين.
الاتحاد الأوروبي يندد بانتخابات "غير قانونية" في مناطق أوكرانية ضمتها روسيا"رياح معاكسة" للاقتصاد
وفي ما يتعلق بتوسيع الاتحاد الأوروبي، كانت كلماتها مدروسة. فقد دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لدمج الأعضاء الجدد "بحلول العام 2030" وقال "إذا أردنا أن نكون جديرين بالثقة، علينا أن نتحدث عن جدول زمني".
وينبغي لبروكسل أن تقدم توصياتها في الخريف بشأن فتح المفاوضات حول عضوية أوكرانيا ومولدافيا. كذلك، هناك خمس دول في غرب البلقان مرشحة أيضاً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وبعضها يتفاوض مع الكتلة منذ عقد.
وأشارت فون دير لاين إلى أنه "لا يمكننا وليس علينا الانتظار لتعديل المعاهدات من أجل المضي قدما على طريق التوسع"، داعية إلى "تكييف أسرع للاتحاد ومؤسساته وميزانيته" مع الحرص على عدم تحديد أي جدول زمني.
قواعد الاتحاد الأوروبي "الصارمة" بشأن المعدات الطبية "تهدد حياة" مرضى القلب من الأطفالومن بين المشاريع الجارية، يخضع إصلاح لقواعد الميزانية الأوروبية لمناقشات حادة، كما هي الحال مع الإصلاح الشائك لسياسة الهجرة، على خلفية قدرات الاستقبال التي ترزح تحت الضغط في مواجهة طلبات اللجوء المتزايدة.
ودعت فون دير لايين الدول الأعضاء والنواب الأوروبيين إلى تكثيف جهودهم لوضع اللمسات الأخيرة على هذا النص الذي يقدم "توازنا بين حماية الحدود وحماية الأشخاص والسيادة والتضامن" مشيدة ب"الشراكة الاستراتيجية" الأخيرة التي أبرمت في تموز/يوليو مع تونس على هذا الصعيد.
وتحدّثت فون دير لاين عن "الرياح المعاكسة" التي تزيد من قتامة الوضع الاقتصادي، من نقص العمالة وصولاً إلى استمرار "تضخم قوي" وقالت إن العودة إلى هدف التضخم الذي حدد للعام 2018 بنسبة 2 % لمنطقة اليورو "ستستغرق بعض الوقت".
على صعيد آخر، قالت فون دير لايين إن الاتحاد الأوروبي يريد تحديد نهج استراتيجي جديد تجاه إفريقيا يركز على التعاون مع "الحكومات الشرعية"، بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية وفي مواجهة النفوذ الروسي المتنامي فيها.
وأخيرا، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى إنشاء "لجنة عالمية" من الخبراء لتقويم أخطار الذكاء الاصطناعي على البشرية استنادا إلى نموذج الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
ثمن الطلاق مع بروكسل.. قطاع المصارف في لندن يفقد 7000 وظيفة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبيإدمان وأخبار مضللة وتنمر رقمي... هكذا يريد الاتحاد الأوروبي وقاية القُصّر من مخاطر وسائل التواصلوعينه على كرسي الحكومة.. رئيس وزراء إسبانيا يطالب بإضافة 3 لغات محلية إلى لغات الاتحاد الأوروبيوأوضحت أن الحد من هذا الخطر "يجب أن يكون أولوية عالمية، إلى جانب الأخطار الأخرى التي تهدد المجتمع برمته، مثل الجوائح والحرب النووية".
ويأتي هذا الخطاب فيما بدأت المناورات السياسية المتعلقة بانتخابات حزيران/يونيو 2024 وفيما كثرت التكهنات حول رغبة فون دير لايين في ولاية ثانية مدتها خمس سنوات.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مستشفى "أسني" الميداني يقدم الرعاية الطبية والجراحية لضحايا الزلزال شاهد: بعد فاجعة درنة... الأهالي يدفنون ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية مقتدى الصدر: عن أسباب الكوارث الطبيعية.. " غضب سماوي" و"ذنب ليبيا غير مغفور" روسيا البلقان المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين تونسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا البلقان المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي تونس ضحايا ليبيا زلزال المغرب فلاديمير بوتين روسيا فيضانات سيول المغرب الحرب الروسية الأوكرانية البيئة الشرق الأوسط جو بايدن ضحايا ليبيا زلزال المغرب فلاديمير بوتين روسيا فيضانات سيول الاتحاد الأوروبی فون دیر لایین فون دیر لاین فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي.. هل تنجح في جذب العمالة الماهرة رغم التحديات؟
شهد عدد البطاقات الزرقاء الصادرة عن الاتحاد الأوروبي نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة، لكنه يظل منخفضًا نسبيًا مقارنة بحجم الحاجة إلى العمالة المؤهلة. وتشير البيانات إلى أن العديد من الدول الأعضاء تواصل الاعتماد على مخططاتها الوطنية الخاصة. اعلان
في عام 2023، بلغ عدد المهاجرين الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي من دول خارجية 4.3 مليون شخص، فيما انتقل نحو 1.5 مليون شخص آخرين بين دول الاتحاد ذاتها. وفي الوقت الذي يركز فيه التكتل على مواجهة الهجرة غير الشرعية، تعمل بعض الدول الأعضاء بفعالية على استقطاب العمالة المؤهلة من الخارج.
تُعد "البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي" إحدى الآليات التي يستخدمها التكتل لجذب العمال ذوي المهارات العالية من خارج أوروبا. وبحسب معهد Eurostat، تم منح ما يقارب 89 ألف عامل من دول خارج الاتحاد هذه البطاقة في 2023، مع سيطرة ألمانيا على الغالبية العظمى من الإصدارات.
قامت المفوضية الأوروبية مؤخرًا بإدخال تحديثات على نظام البطاقة الزرقاء بهدف جعله أكثر جاذبية لكل من مواطني الدول الثالثة وأصحاب العمل الأوروبيين. ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة بين الخبراء والباحثين حول ما إذا كانت هذه البطاقة وحدها كافية لاستقطاب أفضل المواهب العالمية.
تظهر اختلافات كبيرة بين دول الاتحاد الأوروبي في عدد البطاقات الزرقاء الصادرة، مما يطرح أسئلة حول مدى فعاليتها في سوق العمل التنافسي، ويثير نقاشًا بين الخبراء حول الأسباب الكامنة وراء تلك الفجوة.
ارتفاع في أعداد البطاقة الزرقاء في الاتحاد الأوروبيشهدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا حادًا في عدد البطاقات الزرقاء الصادرة خلال السنوات الأخيرة، حيث ازداد العدد من 20,979 بطاقة في عام 2016 إلى 89,037 بطاقة في عام 2023، أي زيادة تتجاوز 300% خلال سبع سنوات، أي ما يعادل أكثر من أربعة أضعاف.
قالت تيسيلتجي دي لانج، أستاذة قانون الهجرة الأوروبي في جامعة رادبود، لقناة "Euronews Business": "كان تصريح البطاقة الزرقاء غير معروف نسبيًا لدى العمال المؤهلين تأهيلاً عاليًا من خارج الاتحاد الأوروبي ذوي الرواتب المرتفعة".
وأوضحت أن المفوضية الأوروبية قامت في عام 2016 بإعادة صياغة التوجيه بهدف إلغاء البرامج الوطنية المنفصلة وتقديم مزايا أكبر فيما يتعلق بالتنقل داخل دول التكتل للعمال.
وأضافت دي لانج: "منذ ذلك الحين، أصبح التصريح أكثر شهرة، وهو ما يفسر جزئيًا الزيادة المستمرة في عدد البطاقات الصادرة".
ولفتت أيضًا إلى أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي تعاني من نقص حاد في العمالة المؤهلة في سوق العمل، مشيرة إلى أن بعض الدول بدأت باستخدام البطاقة الزرقاء كأداة لجذب المواهب الدولية، وهو ما ساهم بدوره في ارتفاع معدل استخدامها.
ألمانيا الرائدة في منح البطاقات الزرقاء بنسبة 78%قالت الدكتورة ألمينا بيسيتش من جامعة يوهانس كبلر لينز، والبروفيسور المشارك دجينيتا كارابيغوفيتش من جامعة سالزبورغ، والبروفيسور أندرياس ديدريتش من جامعة غوتنبرغ، في تصريح لـ "Euronews Business": إن "السبب الرئيسي وراء الزيادة في عدد البطاقات الزرقاء الصادرة هو ما أصدرته ألمانيا منها".
وأوضح الباحثون أن ألمانيا تواجه نقصًا حادًا في العمالة المؤهلة في عدة قطاعات، بعضها أكثر تأثرًا من غيره، مشيرين إلى أن البطاقة الزرقاء تلعب دورًا محوريًا في سياسة الهجرة الخاصة بالعمالة في البلاد.
وبحسب بيانات Eurostat، صدر أكبر عدد من البطاقات الزرقاء في الاتحاد الأوروبي خلال عام 2023 من قبل ألمانيا، حيث بلغ عددها 69,353 بطاقة، أي ما يعادل 78% من إجمالي البطاقات الصادرة. تلتها بولندا بـ 7,402 بطاقة (8%)، ثم فرنسا بـ 3,912 بطاقة (4%).
وحلّت ليتوانيا رابعًا بإصدار 1,710 بطاقات، بينما تجاوزت النمسا حاجز الألف بطاقة أيضًا، حيث أصدرت 1,135 بطاقة.طاقة.
خطط تصاريح العمل الوطنيةأشار كل من الدكتورة ألمينا بيسيتش والبروفيسور المشارك دجينيتا كارابيغوفيتش والبروفيسور أندرياس ديدريتش إلى أن "ألمانيا وضعت البطاقة الزرقاء كأداة رئيسية لجذب العمالة الماهرة، ولا تمتلك مخططًا وطنيًا موازِيًا مثل باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
وأكد الباحثون أن العديد من الدول الأخرى تعتمد على مخططات وطنية قائمة على السلطة التقديرية، وتتيح هذه المخططات للحكومات فرض حدود على أعداد المقبولين، وهو ما يفسر جزئيًا هيمنة ألمانيا على إصدار البطاقات الزرقاء، حيث استحوذت على نحو أربعة من كل خمس بطاقات صادرة في الاتحاد الأوروبي.
لمن تُمنح البطاقات الزرقاء في الاتحاد الأوروبي؟في عام 2023، حصل مواطنو الهند على أكبر عدد من البطاقات الزرقاء، بلغ 21,228 بطاقة، أي ما نسبته 24% من إجمالي البطاقات الصادرة. وجاء في المرتبة الثانية مواطنو روسيا بعدد 9,488 بطاقة بنسبة (11%)، تليهم تركيا بـ 5,803 بطاقات بنسبة (7%)، ثم بيلاروسيا بـ 5,294 بطاقة بنسبة (6%).
ومن بين الجنسيات الأخرى التي حصلت على عدد لافت من البطاقات، جاء العراقيون في المرتبة الخامسة بـ 3,990 بطاقة، يليهم المصريون بـ 2,529 بطاقة، ثم الباكستانيون بـ 2,408، والسوريون بـ 1,810، بينما حصل مواطنو المملكة المتحدة على 1,074 بطاقة زرقاء.
Relatedالعالم على أعتاب تحولات جذرية في سوق العمل.. أي المجالات ستنمو وأيها ستتراجع؟كم تُكلّف ساعة العمل في أوروبا؟ الدول الأعلى والأدنى في تكلفة العمالة...هل تبحث عن فرصة عمل؟ تعرف على المهن التي تنافس عليها ملايين الأوروبيين عام 2023شروط التقدم للحصول على البطاقة الزرقاءتوجد عدة شروط أساسية للتقدم بطلب الحصول على البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي، وأهمها امتلاك "عقد عمل ساري المفعول أو عرض عمل ملزم لوظيفة مؤهلة تأهيلاً عالياً لمدة لا تقل عن 6 أشهر في الدولة العضو التي يُقدَّم إليها الطلب".
لماذا لا تحظى البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي بانتشار واسع؟تم تطبيق توجيه البطاقة الزرقاء من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عام 2011، باستثناء الدنمارك وأيرلندا، اللتين لا تنطبقان على النظام. وفي عام 2016، أطلقت المفوضية الأوروبية عملية إعادة صياغة للتوجيه، بهدف إنشاء نظام أكثر توحيدًا عبر الدول الأعضاء من خلال التخلص التدريجي من المخططات الوطنية.
من بين الإصلاحات الرئيسية خفض الحد الأدنى للراتب إلى 1.0 ضعف متوسط الراتب الوطني الإجمالي (بدون تجاوز 1.6 ضعف)، مع إمكانية خفضه إلى 0.8 ضعف بالنسبة للمهن التي تعاني من نقص العمالة المؤهلة، وهو ما يُعد مصدر قلق مستمر لكل من أصحاب العمل والعمال المهاجرين.
مع ذلك، تظل العديد من الدول الأعضاء تعتمد على مخططاتها الوطنية. وأشار الباحثون بيسيتش وكارابيجوفيتش وديدريتش إلى أن الدول غير ملزَمة بإلغاء الأنظمة الموازية، مما يجعل الوصول إلى البطاقة الزرقاء أكثر تعقيدًا في كثير من الحالات، وبالتالي أقل جاذبية لكل من أصحاب العمل ومواطني الدول الثالثة.
البطاقة الزرقاء تفتقر إلى مسار سريعقالت تيسيلتجي دي لانج: "في هولندا على سبيل المثال، لا يتطلب النظام الوطني مؤهلات عالية، كما أن الحد الأدنى للراتب أقل مقارنة بالبطاقة الزرقاء، مما يجعله خيارًا أكثر جاذبية لكل من الشركات والعمال".
وأضافت أن نظام الكفالة المعترف به في هولندا يتيح اتخاذ القرارات خلال أسبوعين، مشيرة إلى أن التصاريح الوطنية في إسبانيا تصدر أحيانًا في أقل من أسبوعين أيضًا. ولفتت إلى أن البطاقة الزرقاء لا تتطلب من الدول الأعضاء تبني إجراءات سريعة مثل هذه، وهو ما قد يفسر جزئيًا ضعف شعبيتها.
وأوصت دي لانج بأن تقوم المفوضية الأوروبية بتحديث مرفق التوجيه ليشمل المزيد من المهن التي تعاني من نقص حاد في العمالة، بالإضافة إلى مواءمة إجراءات الاعتراف بالمؤهلات المهنية، التي تستغرق في بعض الأحيان بين 6 إلى 9 أشهر، من أجل تعزيز جاذبية البطاقة الزرقاء.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة