البعاتي يتواصل مع العالمين .. بينما قواته تفتك بالمدنيين !!
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
(1)
قبل سنوات عدة ، و عندما كنت أشغل منصباً للعلاقات الخارجية بأحد إتحادات القطاع الخاص بشرقي أفريقيا ؛ زارنا وفد خليجي .
بحكم المنصب و عوضاً عن إلمامي ببعض مفردات العربية كنت دليلهم و محدثهم.
الذي أثار إنتباهي ان جوازات بعض اعضاء الوفد صادرة عن جمهورية جزر القمر الإتحادية برغم انهم خليجيون.
علمت لاحقاً بأنهم من البدون أو البلوش الخليجيين الذين دفعت دولتهم اموالاً الي دولة جزر القمر الفقيرة لمنحهم جنسيتها الوطنية ، على ان يظلوا مقيمين بتلك الدولة الخليجية دون إجراءات الإقامة المتبعة مع الآخرين من الإجانب .
ذلك أبلغ صورة عن وضع حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط.
من الواضح ان الإتصال المزعوم بين الأخ الراحل محمد حمدان دقلو ، القائد السابق لمليشيا الدعم السريع مع الرئيس الحالي للإتحاد الافريقي - رئيس دولة جزر القمر الإتحادية السيد/ غزالي عثماني أيضا جاء في سياق جوازات البدون و البلوش الخليجيين.
(2)
بالقرى التي ترقد على المساحة الخضراء بين المناقل و السرحان؛ حيث قدر لنا ان نشاطر أهل تلك البقاع رضاعة حب هذا الوطن و إنسانه في الصبا ؛ الكثير من القصص و الحكاوي التي غادرت الذاكرة بعاملي طول الزمن و بعد المسافة.
إلا ان بعضها مازالت تقاوم النسيان و التي منها البعاتي و ما ادراك ما البعاتي.
بغض النظر عن صحة تلك الروايات من عدمها فإن بعاتي ذلك الزمان لا يتسبب في غير الهلع و الذعر للذين يمشون في الليل و دون رفقة. حيث يثير الغبار و يصدر أصواتا و اضواء.
ذلك على نقيض بعاتي هذا الزمان و الذي يتواصل مع رؤساء الدول و ممثلي المنظمات الأممية و الأقليمية،
و لديه قوات على الأرض تفتك بالمدنيين العزل !! .
و لأنني كنت أتحدث عن منتصف السبعينات القرن الماضي فمن الطبيعي ان الثورة الرقمية التي طرأت على العالم خلال العقود الأربع الماضية لم تستثني شركائنا الآخرين في الأرض - و بطبيعة الحال فإن البعاتي واحد منهم.
(3)
حساب القائد السابق لمليشيا الدعم السريع على منصة إكس( التويتر سابقاً) و الذي يديره الأخ يوسف عزت الماهري بجدارة و إقتدار كبيرين ؛ زعم مكالمتين هاتفيتين من قبل الأخ الراحل محمد حمدان دقلو مع كل من السيد مارتن غريفيث وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ، منسق الإغاثة في حالات الطواريء.
و المكالمة أخرى مع الرئيس الحالي للإتحاد الافريقي؛ رئيس دولة جزر القمر الإتحادية.
حسناً فعل الأخ عزت الماهري؛( أو الوريث الشرعي لوزير الاعلام العراقي الأسبق محمد سعيد الصحاف) عندما لم يدعي مقابلة الأخ حميدتي ( رحمه الله ) للمسؤولين المذكورين حتى لا يصابا بما أصاب بلدياتي من ذعر عندما أمسك البعاتي برجل حماره ..!!
(4)
بالتأكيد فإن البعاتي مجرد خيال مسلي في تراثنا الشعبي. لكن من الغباء بمكان الإعتقاد بتسامح إخوتنا في شمال الوادي مع المهانة البليغة و التي تعرض لها أفراد جيشهم في مطار مروي.
بحسب قلوبال باور فير فإن تصنيف جيشهم يأتي في المرتبة رقم 12 عالمياً ، بينما يحتل الجيش الإسرائيلي رقم 20 و الجيش السوداني رقم 78 - ناهيك عن مليشيا قبلية على ظهر سيارات الدفع الرباعي.
الرد و إن تأخر بعض الشيء كان محكماً و ناجزاً.
الأمر الذي أعفى الخزانة الأمريكية من عبء وضع إسمه في قائمة العقوبات الصادرة بحق المليشيا في السادس من سبتمبر 2023.
(5)
لو لا تعاقب ثنائي البؤس و الفشل( إنقلابات العسكر و الحكم الطائفي الرجعي) لكان موقعنا اليوم مع البرازيل و الهند ضمن مجموعة G20.
و أننا على الموعد مع العضوية الفاعلة بذلك التكتل الإقتصادي بحول الله.
لذا يتعين على إخوتنا في البلد الخليجي ( الذي لم تكن دولة عندما كان جنيهنا السوداني يساوي ثلاث دولارات أمريكية) و الذي يتكفل اليوم بالمليشيا المقيتة ان يفهموه بأن رهانهم خاسر و ان تركيع أمتنا محال.
طال الزمن أو قصر سيربح من يراهن على الشعب السوداني.
لهذا من الأفضل ان يكفوا عن إعانة من يحارب السودان و السودانيين.
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جزر القمر
إقرأ أيضاً:
بدر حزيران يسطع في “حدث سماوي نادر” فوق سماء الأردن
صراحة نيوز ـ تشهد سماء الأردن مساء الأربعاء، 11 حزيران، ظاهرة فلكية “نادرة لا تتكرر” إلا كل 18.6 سنة، تُعرف علميا بـ”الانقلاب القمري الرئيسي” (Lunistice)، بحسب رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي.
وقال السكجي إنه “في هذا اليوم، يكتمل القمر في تمام الساعة 10:45 صباحًا بتوقيت الأردن، لكنه يكون تحت الأفق، فيما يظهر لاحقا عند شروقه مساءً من الجهة الجنوبية الشرقية، وتحديدًا في الساعة 8:14 مساءً بزاوية سمتية تبلغ 114 درجة”.
وأشار إلى أن اللافت في هذا الحدث ليس فقط اكتمال البدر، بل موقع شروقه المتجه نحو الجنوب مبتعدا عن زوايا الشروق المعتادة للبدور محطما الرقم القياسي والمنخفض جدًا على الأفق، في ظاهرة فلكية استثنائية تنتج عن التفاعل بين جاذبية الأرض والشمس والقمر، إلى جانب ميلان مدار القمر عن مستوى مدار الأرض، وميل محور دوران الأرض نفسه.
وأوضح السكجي أن هذه العوامل مجتمعة تُحدث دورة فلكية طويلة تؤدي إلى انحراف القمر إلى أقصى الشمال أو الجنوب على مدار سنوات، ليصل خلال هذه الظاهرة إلى انحراف زاوي يبلغ ±28.5 درجة عن خط الاستواء السماوي.
وأوضح أنه وبفضل موقع الأردن المتوسط على خطوط العرض، يُعد من أفضل الأماكن لمشاهدة هذه الظاهرة، من أسطح المنازل في عمّان، إلى جبال البتراء الوردية، وصحارى وادي رم، والمواقع الأثرية المنتشرة، وسيتمكن المواطنون والزوار من الاستمتاع بمشهد البدر وهو يشرق وكأنه يلامس الأفق الجنوبي، مكوّنا لوحة سماوية فريدة.
“مع انخفاض القمر قرب الأفق، يمر ضوؤه عبر طبقات كثيفة من الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تشتته وظهوره بألوان دافئة تتدرج من البرتقالي إلى الأحمر، في مشهد ساحر يجذب هواة التصوير وعشاق الفلك، وفق السكجي، مشيرا إلى أن الاهتمام بحركات القمر ومواقعه القصوى ليس حديث العهد؛ فقد شيّدت حضارات قديمة مثل الأسكتلندية والأميركية الأصلية معالم فلكية لمحاكاة هذه المواقع. وفي المنطقة العربية، كان للقمر دور مهم في الزراعة والتقاويم، وربما أيضا في توجيه بعض المواقع الأثرية ذات الصلة بالسماء.
ومن المقرر أن تنظم الجمعية الفلكية الأردنية فعاليات مفتوحة في مواقع أثرية وسياحية مختارة، لتشجيع التصوير الفلكي ودعم السياحة الفلكية، في إطار جهودها لربط العلوم بالتراث والثقافة.
ودعت الجمعية الفلكية المصورين وهواة الرصد الفلكي للتخطيط المبكر، حيث يكون القمر عند الأفق أكثر تأثيرا بصريا وإبداعيا، كما توفر هذه الظاهرة محتوى تعليميا ثريا يمكن استثماره في المدارس والجامعات.
وبين السكجي أنه “في الوقت الذي يلمع فيه البدر منخفضا فوق الأردن، سيرتفع عاليًا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، من جنوب إفريقيا إلى نيوزيلندا، مضيئا ليالي الشتاء. أما في أقصى الشمال، كآيسلندا وألاسكا، فلن يظهر القمر إطلاقا هذه الليلة لبقائه تحت الأفق”.
وأشار إلى أن مراصد عالمية مثل مرصد غريفيث في لوس أنجلوس بدأت بالإعداد لفعاليات خاصة بهذه الليلة الفريدة، لما تحمله من أهمية علمية وثقافية وفنية على حد سواء.
وأكد أنه “نظرًا لاتساع مسار القمر خلال هذا العام، فمن المتوقع أن يعبر كوكبات نجمية خارجة عن دائرة البروج، حيث يعبر في هذا اليوم كوكبتي الحواء والقوس، وقد يُشاهد في 18 كوكبة مختلفة، تشمل الأبراج الـ13، إضافة إلى كوكبات مثل السدس، الجبار، ممسك الأعنة، الباطية، والغراب”.
وقال السكجي إنها فرصة نادرة لمراقبة قمر لا يُشبه ما نراه كل شهر، وفرصة ذهبية لتأمل العلاقة العميقة بين السماء والأرض، وبين الإنسان والكون