الرئيس العراقي السابق: آمال تشكيل مسار جديد لم تتحقق بالكامل
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
افتتحت جامعة جورجتاون في قطر المؤتمر الأول ضمن سلسلة مؤتمرات «حوارات» الذي يقدم فرصة لطرح وجهات نظر جديدة حول تداعيات غزو العراق عام 2003 وتقديم المسارات المحتملة لمستقبل البلاد.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نخبة مرموقة من كبار المسؤولين والوزراء والسفراء والدبلوماسيين.
يناقش مؤتمر «غزو العراق: تأملات إقليمية» الذي يقام بمناسبة مرور عشرين عاما علي الغزو، الحلول والمبادرات المشتركة لمواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية العميقة للصراع على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
يشارك في المؤتمر المقام برئاسة الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر، بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية، عدد كبير من المعنيين بالشأن العراقي من القادة المؤثرين في تشكيل الرأي العام في العراق والباحثين الدوليين والصحفيين والجمهور العام.
ألقى الدكتور برهم صالح، الرئيس السابق لجمهورية العراق، الكلمة الرئيسية، قال فيها: «من المؤكد أن الحرب ليست الخيار الأمثل، وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من العراقيين الذين ناضلوا دون كللٍ لعقود من الزمن من أجل الإطاحة بنظام الدكتاتورية، فإن تحقيق ذلك عبر الاستعانة بقوى خارجية لم يكن حتمًا خيارًا محبذًا أو مفضلًا بالنسبة لهم. ولكنها كانت فرصة لتحرير الكثير من العراقيين من الدكتاتورية الوحشية، ومن كابوس الاستبداد الذي طال أمده. وهذه حقيقة مهمة لا ينبغي التغافل عنها.
وأضاف: مع زوال الدكتاتورية، أتيحت للعراق الفرصة لتضميد جراحه وتشكيل مسارٍ جديد قوامه التعايش والأمن. ومع ذلك، لا بد لي من الاعتراف وبكل أسفٍ بأن تلك التوقعات والآمال لم تتحقق بالكامل. لم تكن المرحلة الانتقالية سهلة أو سلسة. ولم يكن الإرث الذي تُرك لنا بقدر التوقعات المنشودة.
وحول التحديات التي تواجه المنطقة، قال الدكتور صالح: «وهبنا الله موارد طبيعية هائلة. وبدل إهدارها في الحروب والصراعات، وجب علينا استثمارها في إنشاء الأسواق، من أجل أمن العراق، ومستقبله. ولدينا دور محوري في ضمان الاندماج الإقليمي وإنشاء البنى التحتية التي توحد هذه المنطقة معًا. من جانبه، علّق الدكتور صفوان المصري، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، قائلًا: «خلال العشرين عامًا الماضية، من الصعب أن نجد مدينة أو عائلة عراقية لم يلحقها الخراب بسبب الغزو والاحتلال الذي تلاه. سنبحث خلال اليومين القادمين ما يمثله الغزو بالنسبة للعراقيين والمنطقة. وسندرس تداعياته على السياسة العالمية والسياسة الأمريكية الخارجية تجاه المنطقة. كما نناقش كيف تغيّرت المواقف في المنطقة وخارجها إزاء الولايات المتحدة بعد الغزو». وحول تأثير سلسلة «حوارات» في أن تكون منبرًا يناقش القضايا المختلفة من منظور عملي، ويطرح رؤية جديدة للتحديات العالمية في الماضي والحاضر والمستقبل، قال الدكتور صفوان المصري: «تسعى سلسلة حوارات عبر استضافة العلماء، والخبراء، والجمهور العام لبحث القضايا الخطيرة والمهمة، والتي تشغل حديث الساعة التي تشغل الرأي العام الراهن. وهي تهدف إلى توفير منبرٍ حواري شامل لوضع حلولٍ مبتكرة للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية».
وتابع: «قد لا يكون حوارنا هذا الوحيد الذي يقام في ذكرى غزو العراق، ولكنني على قناعة تامة بأنه أحد أكثرها جدية، وتنوعًا، وعمقًا، لأن مؤتمرنا يربط بين جنوب العالم وشماله، ولأنه يُعقد أمام العالم، ويحدث في هذه المنطقة، ويتعلق بشعوبها. إن ضيوفنا وخبرائنا على دراية تامة بتاريخ هذه المنطقة، وما يموج به من الاضطرابات والتقلبات المتكررة، ويدروكون آمالها وطموحاتها، وانكساراتها».
ندوة حول تصورات الأمن الاقليمي
وتتضمن نقاشات وندوات المؤتمر اليوم وغداً محاور متعددة الموضوعات حول تأثير غزو العراق في تشكيل التحديات التي تكتنف المستقبل العراقي.
وتقام اليوم الجمعة ندوة نقاشية عامة بعنوان «تصورات الأمن الإقليمي بعد الغزو الأمريكي للعراق»، تلقي الضوء على الديناميكيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحالية في العراق. وتتناول المناقشات الحركات والأنشطة الشبابية في العراق، وعلاقات العراق مع الجيران الإقليميين الرئيسيين، بالإضافة إلى وجهات النظر من قطر والكويت.
أما اليوم الأخير من المؤتمر غدا السبت فيناقش العقبات التي تواجه الأجيال القادمة مثل ظهور داعش، ودور المرأة في العراق، والحكم الرشيد الشامل، وإدارة الموارد الطبيعية، وكما ستقام ندوة ختامية بعنوان: «السياسات الخارجية للولايات المتحدة تجاه المنطقة».
الجديرُ بالذكر أن سلسلة مؤتمرات حوارات بجامعة جورجتاون في قطر أطلقت مؤخرا لتُشكّل منبرًا حواريًا شاملًا يحتضن الباحثين وصانعي السياسات والدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء العالم لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا التي تشغل المنطقة والعالم وتقديم الحلول من أجل بناء مستقبل أفضل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة جورجتاون غزو العراق فی العراق
إقرأ أيضاً:
زيلكو كالاتش.. “العنكبوت” الذي صعد مع ميلان إلى قمة أوروبا يقود حراس العراق
18 مايو، 2025
بغداد/المسلة: أعلن مدرب منتخب العراق الأول، الأسترالي، غراهام أرنولد (61 عاماً)، تشكيل كادره الفني المساعد، استعداداً للاستحقاقات المقبلة مع “أسود الرافدين”، وشهد الطاقم الجديد انضمام الحارس الدولي الأسترالي السابق، زيلكو كالاتش (52 عاماً)، الذي سيتولى مهمة تدريب حراس المرمى.
ويحمل حارس مرمى نادي ميلان الإيطالي السابق، زيلكو كالاتش، خبرة طويلة بين الخشبات الثلاث، إذ أُوكلت إليه مهمة إعادة ترتيب صفوف حراسة المرمى في منتخب العراق، بعدما شهد هذا المركز تراجعاً في المستوى، خلال الفترات الأخيرة. ووُلِد كالاتش في سيدني عام 1972 لعائلة مهاجرة من يوغوسلافيا، وعاش طفولة هادئة وصعبة في آنٍ واحد، وسط تحديات لغوية وثقافية واجتماعية. وقد شكّلت الكرة نافذته الأولى نحو العالم. وبحسب تقرير سابق لمجلة فور فور تو الإنكليزية، فإنّ المدرب أرنولد نفسه أطلق عليه لقب “العنكبوت” عندما كان يبلغ 14 عاماً، نسبة إلى طوله الفارع وردات فعله السريعة.
ويُعد كالاتش أطول حارس مرمى مثّل المنتخب الأسترالي (2.02 متر)، وامتدت مسيرته عبر أندية أوروبية مرموقة في إيطاليا وإنكلترا، رغم أنه قضى سنوات عديدة في دكة البدلاء، ما جعله رمزاً للمثابرة والصبر. وحقق كالاش عدة إنجازات بارزة خلال مسيرته، أبرزها التتويج بكأس هولندا مع رودا عام 2000، وكأس إنترتوتو مع بيروجيا عام 2003، قبل أن يصنع التاريخ مع ميلان، إذ أصبح أول لاعب أسترالي يتوج بثلاثية قارية؛ دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية عام 2007.
وبعد اعتزاله، اتجه كالاتش إلى التدريب والعمل الإعلامي، وسبق له الإشراف على تدريب حراس مرمى ناديي سيدني إف سي وويسترن سيدني واندررز في أستراليا. واليوم، يعود “العنكبوت” إلى الأضواء عبر بوابة منتخب العراق الأول في مهمة جديدة لإحياء مستوى حراس المرمى، ورفع جاهزيتهم للاستحقاقات المقبلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts