معلومات من الخارج.. مَن وراء استمرار اعتقال الناشط الفلسطيني أبو راشد بهولندا؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
تواصل السلطات الهولندية اعتقال الناشط الفلسطيني أمين أبو راشد، منذ يونيو/حزيران الماضي، وذلك على ذمة التحقيق في تهمة وجود شبهات حول إرسال مبالغ مالية إلى منظمات مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وهو الأمر الذي نفاه أبو راشد وأسرته.
ومدّد المدعي العام الهولندي اعتقال الناشط الفلسطيني للمرة الثالثة، علما بأن هولندا من الدول القليلة في أوروبا التي لا تزال تتبنى الاعتقال على ذمة التحقيق.
وأثار اعتقال "أبو راشد" حالة من الصدمة في صفوف الفلسطينيين بهولندا وأوروبا عامة. ومع طول مدة الاعتقال يزداد قلق أسرته على وضعه الصحي، خصوصا وأنه يعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذراعه مبتورة.
ويربط عدد من الناشطين اعتقال أبو راشد -الذي يرأس "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"- بتنظيم مؤتمر فلسطينيي أوروبا بمدينة مالمو السويدية في مايو/أيار الماضي، ليأتي الاعتقال بعدها بـ 3 أسابيع. ويقول نشطاء إن سبب الاعتقال هو نجاح المؤتمر وما يسببه من إزعاج للوبي المساند للاحتلال الإسرائيلي بأوروبا.
???? تغطية إعلامية| وقفة احتجاجية رفضا لاعتقال الناشط أمين أبو راشد بالسجون الهولندية بتهمة الدعم الإنساني لغزة.
وكالة سند للأنباء.. pic.twitter.com/q6lY3uQrbt
— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) September 12, 2023
معلومات من خارج هولندايصر المحامي نيك فان بريمان -الذي يتولى مهمة الدفاع عن "أبو راشد"- أن المعلومات التي تم بناء التحقيق عليها قادمة من الخارج، وليست بناء على تحقيقات داخل هولندا، مؤكدا أنه لا يرى "أية أدلة ملموسة أو معطيات حقيقية تفيد بتمويل أبو راشد لحركة حماس".
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف المحامي أن الادعاء العام الهولندي يبني كل اتهاماته على أشياء قديمة جدا أو تحقيقات قادمة من الخارج "وهو ما يجعلني أشكك فيها ولا أعتبرها دليل إدانة ضد موكلي" متابعا أنه يوم 26 من الشهر الجاري سيعود المدعي العام للكشف عن معطيات يقول إنها جديدة "وسننتظر لنرى ما طبيعتها، لكن إن كانت مثل ما هو موجود حاليا، فأنا متأكد من تبرئة موكلي بشكل كامل".
رسالة تخويف
من جهته، وصف الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا مازن أبو خليل اعتقال أبو راشد بأنه تعسفي، مضيفا "نعتبر أنه يدفع ثمن نجاح مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي كان حدثا ضخما للجالية الفلسطينية في أوروبا".
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد أبو خليل أن الاعتقال سياسي بالمقام الأول "لأن السلطات الهولندية استقت معلوماتها من جهات إسرائيلية" مستغربا "كيف لمن يعيش 40 سنة في هولندا ومعروف نشاطه للجميع، أن يخالف القوانين؟".
ونقل أبو خليل عن مصادر قريبة من التحقيق "أنه لا يوجد أي دليل مادي أو مستند قانوني يؤكد صحة الاتهامات الموجهة لأبو راشد" مضيفا أن السلطات الهولندية ترفض حتى الآن الكشف عن الجهة التي "ادعت عليه".
وأكد أن اعتقال أبو راشد "رسالة تخويف لكل الناشطين المؤيدين لفلسطين، حيث لم يسبق أن تم استهداف العمل الفلسطيني بهذا الشكل في أوروبا" مضيفا أنه بعد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأخير "ظهرت مؤشرات غضب اللوبي الإسرائيلي من خلال التحريض على الناشطين سواء الفلسطينيين أو الأوروبيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية".
وحذر أبو خليل من "هذا المنحنى الخطير الذي فيه الكثير من التجني على العمل الفلسطيني، ويظهر أيضا رضوخا لضغوط دولة الاحتلال".
صدمة وحزنوبكثير من الحزن تتذكر أم إبراهيم (زوجة أبو راشد) تفاصيل اعتقاله، قائلة "على الساعة السابعة صباحا حضرت قوة أمنية ضخمة إلى البيت، وطلبوا فتح الباب أو أنه سيتم كسره، وقمنا بفتحه ليدخل علينا عناصر شرطة كلهم ملثمون في مشهد جد مرعب". وبعد هذه المشاهد سوف يقرأ رجال الشرطة لائحة الاتهام على أبو راشد "ليتم اقتياده للسجن".
وتحكي أم إبراهيم للجزيرة نت أنه ولمدة أسبوع كان زوجها ممنوعا من التواصل مع أسرته "ولم نكن نعرف عنه أي شيء سوى مكان احتجازه" مشيرة إلى أنه في سجن بعيد "نحتاج 3 ساعات من السياقة للوصول إلى السجن، ومسموح لنا بالزيارة مرة في الأسبوع".
وحذرت الزوجة من تدهور الوضع الصحي لأبو راشد "خصوصا وأن يده مبتورة ويعاني من أمراض مزمنة من الضغط وغيرها، إضافة لسنّه ووقع الصدمة عليه" مشددة أن أسرة أبو راشد "حتى الآن لم تستوعب ما حدث ونحن تحت وقع الصدمة".
وقالت إن جهة واحدة هي التي من مصلحتها إسكات أبو راشد وتحرض ضده "ونتمنى ألا يخضع القضاء الهولندي لأية ضغوط في هذه القضية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اعتقال الناشط أبو خلیل أبو راشد
إقرأ أيضاً:
وسائل إعلام غربية: المجاعة في غزة تحرك الرأي العام وتثير غضبا عالميا
حيث قالت صحيفة "لو موند" الفرنسية إن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات للقطاع الفلسطيني يتطلب الآن ردود فعل متناسبة مع حجم المذبحة المستمرة ــ أي العقوبات، سواء كانت سياسية أو دبلوماسية أو اقتصادية أو ثقافية.
وأكدت أن سعي إسرائيل المتواصل لتدمير غزة لم يهدأ.. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد القتلى قريبًا الرقم المذهل البالغ 60 ألفًا، بمن فيهم آلاف الأطفال..وسيحمل عشرات الآلاف من الغزيين، الجرحى والمشوهين، آثار القصف العشوائي لبقية حياتهم.. ومع ذلك، فأن جيل كامل لم يعرف عن إسرائيل سوى حصار لا هوادة فيه واستخدام جيشها المفرط للقوة. ومن خلال هذا الحصار المطول، فقد الجيش الإسرائيلي ما تبقى من قيمه.
أما جريدة "كورت هاوس نيوز" Courthouse News services الأمريكية، فتناولت مسألة " الموت جوعاً" التي أظهرتها مئات الصور المتداولة عن غزة والتي أثارت الغضب في أوروبا ودفعت الزعماء الأوروبيين إلى شجب الحصار الإسرائيلي على القطاع، مُعربين عن اشمئزازهم من التصرفات الإسرائيلية، في ظل تزايد أعداد الفلسطينيين الذين يموتون جوعاً.
هذا فيما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية اليمينية يوم الأربعاء في 23 تموز/ يوليو 2025، على صفحتها الأولى صورةً كاملةً لطفل فلسطيني هزيل، مما يُبرز القلق المتزايد في أوروبا بشأن الأزمة الإنسانية في غزة..جاء في العنوان الرئيسي للمجلة: "بدافع الشفقة، أوقفوا هذا الآن". وردّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قائلًا إنه يشعر "بنفس شعور الشعب البريطاني: بالفزع والاشمئزاز
واتهم رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إسرائيل بتجويع سكان غزة، حيث قال في مؤتمر صحفي " نسبة كبيرة من سكان غزة يتضورون جوعًا. لا أعرف ما يمكن تسميته سوى مجاعة جماعية - وهي من صنع الإنسان".
وفي جميع أنحاء أوروبا، تستمر الاحتجاجات ضد إجراءات إسرائيل، فيوم الثلاثاء، تقول "ديلي إكسبرس"، منع متظاهرون في اليونان سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو في سيروس. في غضون ذلك، أطلقت جماعة "أسطول الحرية" الاحتجاجية المؤيدة للفلسطينيين سفينة أخرى باتجاه غزة لتحدي حصار المساعدات الذي تفرضه إسرائيل.
وأشارت صحيفة "إلبايس" الإسبانية إلى أعداد الأشخاص المتزايدة الذين يموتون جوعاً في غزة خلال فترات وجيزة، بعدما صرّحت السلطات في غزة عن وفاة 10 أشخاص آخرين ماتوا جوعاً خلال الـ24 ساعة الماضية في الوقت الذي يسافر فيه مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى روما لتنشيط محادثات الهدنة.
وذكرت الصحيفة أن التحذيرات من المجاعة الشديدة في غزة تتزايد، مما يثير موجة من الغضب العالمي إزاء الوضع في القطاع..واعتبرت الصحيفة الإسبانية، أن هذا يُعدّ بمثابة نداء دولي بضرورة إنهاء الحرب فوراً في قطاع غزة المحاصر، وسط حشد متزايد من منظمات المجتمع المدني التي باتت تقاضي دولها بسبب تقاعسها عن اتخاذ إجراءات بشأن غزة.