في فيديو جديد مؤثر، ظهر الشاعر السوداني الشهير هاشم صديق، الذي يُعرف بلقب "شاعر الشعب"، في منزله وعلى سريره، وسط بقايا متناثرة من الخشب حوله.

ويأتي هذا الظهور بعد أن احتلت قصته العناوين خلال الأيام الأخيرة، عندما تم نقله على عربة تجرها الأحصنة، والمحليين يطلقون عليها "كارو"، من منزله في أم درمان تحت وابل من الرصاص.

وفي الفيديو، يظهر هاشم صديق مستلقيًا على سريره في منزله، بينما تكون بقايا من الخشب متناثرة حوله، مما يشير إلى حجم الدمار الذي أصاب منزله جراء الأحداث الأخيرة.

وقد ظهر أيضًا شخص يمسك برصاصة، تُظهر أثرًا على السقف وجزءًا من سرير الشاعر، مما يشير إلى الأخطار التي تعرض لها هاشم صديق خلال تلك الفترة العصيبة.

تفاصيل رحلة نجاة هاشم صديق

وكشفت مصادر مقربة من أسرة الشاعر السوداني الكبير هاشم صديق عن تفاصيل رحلة النجاة التي خاضها الشاعر الشهير بعد الأحداث الصعبة التي عاشها، حيث تم نقله على عربة "كارو" خلال ظروف معقدة بسبب قيود عبور المركبات العادية من المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني إلى المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الأمنية.

الشاعر الكبير هاشم صديق ..محاولة اغتيال واضحة قبل نقله من منزله في بانت بأمدرمان لمكان آمن بعربة كارو (فيديو)#السودان pic.twitter.com/T1puD2GhL3

— أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) September 15, 2023

وعلى الرغم من محاولات عدة للعثور على مركبة "توك توك" لنقله، ولكن جميعها باءت بالفشل. وبالتالي، تم إجلاؤه على عربة "كارو" إلى بيت في ضاحية الثورة بمدينة أم درمان، وهي واحدة من المدن الثلاث المكونة للعاصمة السودانية الخرطوم.

وفي وقت لاحق، قام هاشم صديق بمشاركة تسجيل صوتي عبر تطبيق "واتساب" أكد فيه أنه بخير وأنه يقضي وقته بين أسرة سودانية في ضاحية الثورة، حيث تمت رعايته واستقباله بحفاوة.

شاعر وكاتب مسرحي مهم

والشاعر السوداني الكبير هاشم صديق يعتبر واحدًا من أهم الشخصيات الأدبية والفنية في السودان، حيث قدم إسهامات فريدة ومتعددة في مجالات الأدب والمسرح والشعر.

وأضاف هاشم صديق قيمة كبيرة للمسرح السوداني من خلال مسرحياته البارزة مثل "أحلام الزمان"، التي نالت جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي في عام 1973، ومسرحية "نبتة حبيبتي" التي فازت بجائزة النص الأدبي في عام 1974، وغيرها من الأعمال المميزة. وعلى الرغم من تلقي بعض أعماله انتقادات ومعارضة من النظامين السابقين في السودان، إلا أنه استمر في تقديم إبداعاته الفنية.

هاشم صديق ليس فقط مسرحيًا بارعًا ولكنه أيضًا شاعر متميز، حيث قدم قصائد شعرية رائعة أُلحِّنَت وغنِّت بصوت كبار الفنانين.

"أوبريت ملحمة الثورة"

أحد أعماله الشهيرة هو "أوبريت ملحمة الثورة" الذي يروي قصة ثورة أكتوبر 1964 في السودان. هذا الأوبريت كانت تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي في السودان، وأصبحت جزءًا من التراث الوطني.

بفضل إسهاماته الثقافية والفنية، يظل هاشم صديق رمزًا للإبداع والفن في السودان، ومساهمته الفنية مستمرة في إثراء التراث الثقافي والأدبي للبلاد.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ فی السودان هاشم صدیق

إقرأ أيضاً:

كيف سيتجاوز رئيس الوزراء السوداني الجديد حقول الألغام المحيطة به؟

لو أنّ رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، فتح نوافذ السيارة التي استقلها في طريقه من المطار الواقع جنوبي مدينة بورتسودان إلى وسطها، لسمع هدير مولدات الكهرباء، التي تنتشر في أنحاء هذه المدينة التي تمثّل العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، وذلك لمواجهة مشكلة الانقطاع الحاد والمتكرر للتيار الكهربائي، التي يعاني منها السكان هناك.

ولو تمعّن إدريس، الذي وصل للتوّ إلى هذه المدينة لتولّي مهام منصبه، في المشهد، لرأى العديد من المدارس والجامعات الواقعة على جانبي الشارع الذي سلكه موكبُه، وقد تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين الفارّين من ويلات الحرب.

كما كان سيتسنى له أن يلاحظ بوضوح خزانات الوقود الضخمة، المدمَّرة والمحترقة، على الجانب الأيمن من الطريق الرئيسي، والتي تعرضت للاستهداف من قبل قوات الدعم السريع، باستخدام الطيران المُسيّر قبل نحو أسبوعين.

وقد تشكل هذه المشاهد -إنْ كان قد رآها – مؤشراً لما ينتظره من تحديات جسيمة ومشكلات معقدة، منذ اللحظة التي قبِل فيها المنصب، الذي عيّنه فيه رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان.

تصريحات إدريس -على الأقل- توحي بأنه على دراية بحجم التحديات التي سيتعين عليه مواجهتها؛ إذ قال عقب أدائه اليمين الدستورية أمام البرهان: “سأكرّس كل وقتي وجهدي من أجل أن ينعم المواطن السوداني بحياة كريمة”.

وفي مستهل أنشطته بعد أداء القسم، التقى إدريس المبعوث السويسري الخاص لمنطقة القرن الأفريقي سيلفان أستير.

ولد كامل إدريس، الذي يشارف الآن على الـ 70 من عمره، في قرية الزورات في أقصى شمالي السودان، حيث تعيش المجتمعات النوبية السودانية.

وحصل على بكالوريس الحقوق من جامعة القاهرة، وليسانس الفلسفة من جامعة الخرطوم، قبل أن ينال درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة جنيف في سويسرا.

وتقلّد إدريس العديد من المناصب المرموقة في منظمات تابعة للأمم المتحدة، مثل الأمين العام للملكية الفكرية ” الوايبو”، ورئيس الاتحاد الدولي لحماية المصنّفات النباتية، وعضو لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي.

لم يعرَف لهذا الرجل انتماء حزبي واضح، لكنه صاحِب طموح سياسي، إذ سبق أن ترشح لمنصب رئيس الجمهورية، في الانتخابات التي أُجريت عام 2010 ضد الرئيس السوداني وقتذاك عمر البشير، وذلك في اقتراع كانت قوى المعارضة الرئيسية قد قاطعته، وفاز فيه البشير باكتساح.

ولرئيس الوزراء السوداني الجديد، إسهامات سابقة في الحياة السياسية في بلاده، عندما نجح في التوسط في عام 1999، بين رئيس الوزراء السابق، الصادق المهدي، وزعيم المعارضة التاريخي، وقتها حسن الترابي، في مدينة جنيف السويسرية.

تعيين رئيس الوزراء الجديد في السودان، يأتي في وقت تشهد فيه البلاد حرباً دامية ومستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين، أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ما يزيد على 14 مليون شخص من ديارهم، إلى جانب إلحاق دمار هائل وغير مسبوق بالبنية التحتية، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ويرى رئيس تحرير صحيفة الشعب الإلكترونية، أسامة عبد الماجد، أن أمام رئيس الوزراء الجديد ثلاث مهام رئيسية: تأمين “معاش الناس” من خلال توفير الغذاء، والمياه الصالحة للشرب، والخدمات الصحية، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والتنمية.

ويضيف: “الطريق أمام كامل إدريس ليس مفروشاً بالورود، فهناك حزمة من التحديات، سواء الاقتصادية أو الأمنية، إلى جانب الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالسودان. لكن تظل الأولويات الثلاث كما ذكرت هي معاش الناس، والأمن والتنمية”.

وظلّ منصب رئيس الوزراء شاغراً، منذ أن أطاح البرهان بالحكومة الانتقالية التي كان يرأسها عبد الله حمدوك، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021.

وقبيل وصول إدريس إلى بورتسودان، ألغى البرهان توجيهات سابقة، كانت تمنح أعضاء مجلس السيادة، صلاحية الإشراف على الوزارات والوحدات الحكومية، وهو ما يمنح رئيس الوزراء صلاحيات أوسع.

ويرى عبد الماجد، أن فرص نجاح إدريس في أداء مهامه تبدو كبيرة، نظراً لإلمامه باهتمامات السودانيين، قائلاً: “الفرصة أمامه أكبر، خاصةً أنه يدرك جيداً ما يريده الناس، وله خبرة سابقة حين ترشح للرئاسة في انتخابات 2010”.

وعلى النقيض من ذلك، ترى الكاتبة الصحفية شمائل النور، أن مهمة إدريس مليئة بـ”المطبّات”، وتعتبر أن فرص نجاحه ضعيفة للغاية، لكنها غير منعدمة.

وتوضح شمائل النور في حديثها لبي بي سي، بالقول “الوضع الحالي لا يسمح بقيام حكومة مدنية أو انتقال ديمقراطي، كما يُروّج، في ظل استمرار الحرب”.

وترى شمائل النور، أن التحدي الأكبر أمام إدريس يتمثل في غياب التوافق، قائلة إن رئيس الوزراء الجديد “لم يأتِ باتفاق أو إجماع، بل إن الحليف الرئيسي للجيش، وهي القوات المشتركة، تعارض تشكيل الحكومة في الوقت الراهن. وأبرز المعارضين هو رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، ما يعني أن رئيس الوزراء لن يعمل في أجواء سلِسة، بل سيواجه عراقيل كثيرة”.

ومع ذلك، تستدرك الصحفية بقولها: “قد ينجح إدريس فقط، إذا ركّز على الجانب التنفيذي، وأحجم عن التدخل في الشأن السياسي، أو محاولة الضغط على الجيش للدخول في مفاوضات مع الدعم السريع”.

منذ أن نفذ قادة الجيش، بالاشتراك مع حليف الأمس -وعدوّ اليوم- قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، الانقلاب على الحكومة المدنية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، عاد السودان للعُزلة الدولية، بعد أن اعتبرت الأمم المتحدة أن ما حدث يمثل انقلاباً عسكرياً، كما علَّق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان فيه.

وسعت الحكومة السودانية، التي لا تزال تخوض حرباً ضارية ضد قوات الدعم السريع، إلى إنهاء تجميد عضوية السودان، لأكثر من مرة، لكنْ دون جدوى.

ويعتبر رئيس تحرير صحيفة الشعب الإلكترونية، أن رئيس الوزراء الجديد يمكنه أن يُسهم، بحكم علاقاته الدولية، في إعادة السودان إلى وضعه الطبيعي، مع الوضع في الاعتبار أن منظمَتَي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي رحبّتا بقرار تعيينه.

غير أن الكاتبة الصحفية شمائل النور ترى أن البرهان عيّن إدريس في منصب رئيس الوزراء، ليتمكن عبره من مخاطبة المجتمع الدولي وفَك العُزلة، قائلة “إذا أراد الجيش أن يعود لطاولة المفاوضات، فإن رئيس الوزراء هو الأنسب لمخاطبة المجتمع الدولي، لما له من ارتباطات دولية، وبالتالي، يمكن اعتبار تعيينه مؤشراً على رغبة الجيش في وقف الحرب عبر التفاوض”.

وفي كل الأحوال، يتعيّن على رئيس الوزراء الجديد في السودان، تشكيل حكومة منسجمة ورشيقة، لتضطلع بدورها في التعامل مع التحديات الهائلة التي تواجهها.

ولكن لا يبدو أن تحقيق هذا الهدف سيكون يسيراً، على ضوء أن الفصائل المسلحة والقوى السياسية التي ظلت مساندة للجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع -ومن بينها كتائب البراء بن مالك، ذات التوجهات الإسلامية والمحسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير- تبحث عن موطئ قدم لها داخل التشكيل الوزاري، في ظل تأكيدات البرهان نفسه في أوقات سابقة أنه لن ينسى كل الفصائل التي قاتلت معه، وفي ظل إشارته إلى أن هذه الفصائل ستكون مُمثَّلة في أي حكومة مستقبلية يتمّ تشكيلها.

محمد محمد عثمان – بي بي سي نيوز عربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كيف سيتجاوز رئيس الوزراء السوداني الجديد حقول الألغام المحيطة به؟
  • نائب يدعو حكومة السوداني إلى إيقاف تصدير النفط عبر الإقليم
  • دعاء مؤثر لحاجة جزائرية يثير التفاعل مع متطوع في الحرم المكي .. فيديو
  • الشعب السوداني يشكر جماهير الاتحاد على تكريم “العم كمال الدولي” في تيفو مؤثر.. فيديو
  • رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يحل الحكومة
  • سلمى عبد الجبار عقب أداء القسم: أول ما سنبدأ به هو رفع المعاناة عن الشعب السوداني – فيديو
  • يوجّـه السيد رئيـس الوزراء د.كـــامـل إدريــس كلمة إلى الشعب السوداني عند الساعة الثالثة من مساء اليوم
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”