زاره البابا تواضروس.. تعرف على دير "الأنبا موسى" بالعلمين
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تنشر “البوابة نيوز” تاريخ دير القديس القوي الأنبا موسى بطريق العلمين ، والذي زاره البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس، وكان في استقبال قداسته الأنبا ساويرس أسقف ورئيس ديرَي القديس الأنبا توماس بسوهاج والخطاطبة ودير الشهيد مار بقطر بالخطاطبة والمشرف على الدير، والأنبا توماس الأسقف العام للشؤون الديرية، بالإضافة إلى مجامع رهبان دير القديس الأنبا موسى بطريق العلمين، وديرَي القديس الأنبا توماس والشهيد مار بقطر بالخطاطبة.
وافتتح قداسة البابا منطقة القلالي المنفردة الجديدة، وقاعة ضيافة خاصة، وعددًا من المضايف الخاصة بالزوار.
وبعدها ألقى قداسته كلمة روحية على الآباء الرهبان أكد خلالها على سمو تعاليم وتقاليد الحياة الرهبانية وأهمية الالتزام بها، ثم تم التقاط بعض الصور التذكارية.
شُيِّد الدير في طريق وادي النطرون - العلمين الدولي في العلامة ١١٠ الواقعة على بعد ٢٦ كم من الطريق الصحراوي. ويرجع الفضل للبابا شنودة الثالث الذي أطلق على الدير اسم القديس الأنبا موسى الأسود، وأيضًا للبابا تواضروس الثاني حيث وافق المجمع المقدَّس برئاسته في ١٨ يونية ٢٠١٦ على أن يصبح هذا الدير باسم دير القديس العظيم الأنبا موسى الأسود. ويُعتبر هذا الدير من أجمل الأديرة القبطية المشيَّدة حديثًا. فيظهر فيه الطابع المعماري للأديرة الأثرية القبطية، فتتميز كنائسه المختلفة بطرزها المعمارية الفريدة وزخارفها التي تعكس خصائص الفن القبطي الأصيل.
وأشرف الأنبا ماركوس الأسقف العام على هذا الدير. وقد أخذ على عاتقه مهمة القيام بنهضة معمارية ورهبانية داخل مباني الدير المختلفة، إلى جانب حرصه الشديد على خلق جيل من الرهبان قادرين على المحافظة على أصول الحياة الرهبانية كالتجرد والزهد والعفة والطاعة والتواضع، مع المواءمة بين كل هذا وبين متطلبات التكنولوجيا الحديثة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الراهن.
وتتميز كنائس الدير بتصميم معماري قبطي أصيل حيث تغطيها القباب كما كان شائعًا في الكنيسة القبطية في عصورها المبكرة، فالقبة عند الأقباط هي النموذج المفضَّل لأَسْقف الكنائس، فتشير القبة عادة إلى الحضرة الإلهية. وبالدير -رغم حداثة تشييده - أحد عشر مذبحًا كرست كلها لقديسين مختلفين.
كما يوجد بالدير كنيسة القديس الأنبا موسى الأسود وهي مشيدة على شكل صليب. ويظهر بها الطوب الأحمر المخلوط بالمونة البيضاء وتظهر عليه الصلبان المتنوعة كصليب الآلام أو المدبب والذي يرمز إلى آلام السيد المسيح، أو الصليب اللاتيني والذي يؤكد على انتشار المسيحية في الجهات الأربعة للعالم. كما تنفرد كنيسة الملاك والأنبا شنودة بطراز معمارى يشبه نظام السراديب، وكان هذا الطراز المعماري شائعًا في معظم الكنائس التي بنيت في الصحاري المصرية.
وصُمِّمت منارة الدير التى تعد من أصغر المنارات في العمارة الكنسية القبطية على هيئة مبنيين كرمز للشمعتين الموضوعتين عادة على يمين المذبح ويساره كرمز لحضور الملاكين لبدء الصلاة. والأصل في المنارة أن تحمل النور للتأكيد على مكانة الكنيسة القبطية في العالم كمركز إشعاع للنور الذي يرشد الناس إلى السيد المسيح. وبالكنيسة قبوين كل منهما إسطواني الشكل، وهما يغطيان صحن الكنيسة على هيئة فلك نوح الذي يرمز إلى أن الكنيسة تحمل المؤمنين داخلها إلى أن يصلوا إلى بر الأمان وهو السماء.
وبالكنيسة قبتان في الهياكل ومجموعة من النوافذ الصغيرة حول وأسفل انحناء القبة، مما أضفى إضاءة هادئة وهيبة وخشوع يساعد المؤمنين المترددين عليها على أداء الصلوات المختلفة في تركيز. ويظهر على الجدار الشرقي للهيكل بعض العناصر الزخرفية من فن الفسيفساء القبطي. وتؤكد غالبية النصوص الواردة في الوثائق القديمة والمعاصرة لعصور الاضطهاد أن أغلب الكنائس كانت تُبنى في السراديب تحت الأرض. وفى كنيسة السمائيين، توجد قبة مركزية شديدة الاتساع يُحيط بها أربع أنصاف قباب. كما أن بهذه الكنيسة عدد لا بأس به من رفات بعض القديسين والشهداء الأقباط.
وتُعتبر كنيسة العذراء مريم والقديس مار مرقس أكبر كنائس دير القديس الأنبا موسى الأسود، ويوجد بها ثلاثة مذابح تجمعهم مصطبة واحدة ممتدة ومرتفعة عن الأرض بمقدار درجة واحدة. كما يوجد بها حامل أيقونات من أجمل الأحجبة القبطية.
و يوجد في الدير معمودية صُمِّمت أيضًا على شكل صليب، وهي تحتوي على فتحات على شكل صلبان وتظهر من خارجها مداميك الطوب الأحمر. وتجدر الإشارة إلى ازدياد عدد قلالي الرهبان بما يتناسب مع عددهم وأنشطتهم المختلفة بالدير. وتوجد مكتبة للآباء الرهبان للبحث والمعرفة. وبالدير بيت خلوة للشباب لقضاء فترات الخلوة.
كما يجد الزائر لهذا الدير مجموعة من المباني الخدمية الجديدة كاستراحة البطريرك والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والرهبان، إلى جانب معرض لبعض منتجات الدير، ومزرعة بها أشجار مختلفة الأنواع، ومزرعة للزيتون، ومزارع أخرى لتربية الطيور والمواشي، بالإضافة إلى ورش لأشغال النجارة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صليب السيد المسيح دیر القدیس هذا الدیر
إقرأ أيضاً:
عودة في أحد القديسين بطرس وبولس: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة من دون عقاب
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "تحتفل كنيستنا المقدسة اليوم بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس هامتي الرسل، عمودي الكنيسة، ومؤسسي كرسينا الأنطاكي. كان بطرس رسولا لأمة اليهود، وبولس رسولا للأمم. تحتفل بهما الكنيسة معا وتجمعهما أيقونة واحدة، عندما نتأملها نراهما يتصافحان بالقبلة الأخوية، مع أن كلا منهما يتحدر من بيئة مختلفة عن بيئة الآخر. فاليهود كانوا يعتبرون أنفسهم شعب الله الوحيد، ويعتبرون الأمم بقية العالم ويتعالون عليهم. كانت لكل من الرسولين شخصيته وأفكاره وثقافته. كان بولس ذا ثقافة عالية، فريسيا من عائلة ذات نسب رفيع، درس الشريعة، وكان يحمل الجنسية الرومانية ويضطهد كنيسة المسيح، فيما كان بطرس صيادا يهوديا بسيطا ترك أباه وشباكه وتبع المسيح. وقد عارض بولس بطرس وجها لوجه في أنطاكية إذ اختلفا حول ختان المسيحيين من غير اليهود. يقول في رسالته إلى أهل غلاطية: «ولكن لما أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة، لأنه كان ملوما» (2: 11).
أضاف: "رغم الإختلاف الظاهر نعاين في هذا العيد المبارك مثالا نتعلم منه كيف نحيا معا في الكنيسة. نحن بشر نتحدر من مسارات حياتية مختلفة، غير أن العيد الحاضر يرينا أن الكنيسة هي أولا وأخيرا المكان الذي تحكمه محبة الرب القائل: «هكذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضا لبعض» (يو 13: 35). هذه المحبة الإلهية تدفعنا إلى تخطي الخلافات الشخصية، وتذكرنا بأن كل الأمور مستطاعة عندما نحيا مع الله. عندما يطلب الرب منا أن نحب حتى أعداءنا هو عليم بأن محبته ونعمته ستقوياننا على فعل ذلك. إن المحبة قرار واع نتخذه بملء حريتنا الشخصية إذا كان هدفنا الخير لجميع الذين نتعامل معهم في حياتنا. الرسولان العظيمان بطرس وبولس يشكلان مثالا على كيفية العيش والعمل معا ضمن الكنيسة، رغم كل الإختلافات والخلافات، وعلى كيفية إرساء المصالحة من خلال نعمة الله ومحبته، طبعا إذا كنا نرغب في ذلك. ربما الأمر الوحيد الذي يقف عائقا يمنع المصالحة الحقيقية أحيانا هو الخيار الواعي بالتشبث بالرأي وتأليه الأنا، وعدم الإتضاع وطلب الغفران من المسيئين باستخدام العبارة التي تحرق الشيطان، أي «إغفر لي».
وتابع: "يذكرنا هذا العيد أيضا بأنه لا يمكننا أن نعيش الحياة المسيحية بمفردنا. فبطرس كان ذراعا في جسد المسيح، وبولس الذراع الآخر، وقد استخدمهما الرب معا ليؤسس كنيسته على صخرة الإيمان غير المتزعزعة. كانا كالشمس والقمر يضيئان الكنيسة ليلا نهارا حتى يومنا. ورغم عظمتهما التي لا يحدها وصف، واضعتهما ظروف حياتهما، فأمسيا مثالين للتوبة. فبطرس أنكر المسيح ثلاثا ثم ندم وبكى بكاء مرا. لطالما اعتبرت الكنيسة إنكار المسيح المخلص خطيئة ثقيلة، إلا أن بطرس بتوبته الصادقة أقيم من موت الخطيئة بقيامة معلمه، ثم تقوى بنعمة الروح القدس فأصبح التلميذ الخائف منارة للعالم، حتى إنه أميت من أجل إيمانه. من جهته، كان بولس فريسيا يضطهد المسيحيين ويقتلهم قبل أن يدعوه الرب، معميا عينيه ومنيرا نفسه. كلاهما امتلكا جناحين حلقا بهما نحو الملكوت، التوبة المحيية عن الخطايا الغابرة، والتواصل الحقيقي مع المخلص مانح الإيمان المحيي بألوهته الحقة. وقد جمعهما اندفاعهما العظيم ومحبتهما المتبادلة واستشهادهما معا في سبيل إيمانهما".
وقال: "في إنجيل اليوم سأل الرب يسوع: «من تقولون إني هو؟» أجابه بطرس: «أنت المسيح ابن الله الحي»، فأجابه الرب قائلا: «ليس لحم ولا دم كشف لك هذا لكن أبي الذي في السماوات». الله وحده يمكنه أن يكشف لنا حقيقته، إذ لا نستطيع نحن أن نعقلها، ولا يستطيع عقلنا المحدود أن يستوعب لا محدودية الله. بطرس وبولس عاينا الله بقلبيهما وأدركا أنه الإله الحقيقي واندفعا، من أنطاكية إلى العالم أجمع، مبشرين بالإله الحقيقي، يسوع المسيح إبن الله الوحيد، القائم من بين الأموات. وكانا قد أسسا كنيسة أنطاكية على هذا الإيمان، وقد « دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا» (أع11: 26). هذه البطريركية المحروسة بالله ليست دخيلة على هذه الأرض، ولا فتية بل يرجع تاريخها إلى الأيام الأولى للمسيحية، وكان القديس أغناطيوس الأنطاكي أول أسقف على كرسيها يخلف الرسولين بطرس وبولس، كما أن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق هو خليفة هذين الرسولين العظيمين على هذا الكرسي. وقد ارتوت أرض كنيسة أنطاكية العظمى، على مر التاريخ، بدماء الشهداء وأولهم بطرس وبولس وأغناطيوس الأنطاكي، مع سائر القديسين الذين استشهدوا من أجل إيمانهم بالمسيح. وما زال أبناء هذه الكنيسة يعانون الإضطهاد ويهددون بالإلغاء والقتل بسبب انتمائهم إلى المسيح، وقد استشهد إخوة لنا الأحد الماضي فيما كانوا يشاركون في القداس الإلهي ويستعدون للمناولة. لكن هذه الكنيسة باقية بمشيئة الله لأنها مبنية على صخرة الإيمان و «أبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى 16: 18).
وسأل: "متى ينتهي التطرف والحقد وإقصاء الآخر المختلف؟ متى يعي البشر أن الله خلق الإنسان، كل إنسان، على صورته ومثاله، ليعيش حياة هانئة بالمحبة والرحمة والسلام؟ متى ستعم المحبة والسلام في أرض المسيح المصلوب من أجل خلاص العالم أجمع؟ متى يستفيق أهل هذه الأرض ومتى يصغون لتعاليم ديانات هذه الأرض؟ مؤسف ومرفوض ومدان أن يقتل الإنسان أخاه، ومؤلم جدا أن يطعن من القريب. أملنا أن لا تمر هذه الجريمة، كغيرها العديد من الجرائم، بدون عقاب. حياة الإنسان ليست مباحة، وكرامته من كرامة خالقه، ولا يحق لأي مخلوق أن يستهين بعمل الخالق، والإنسان أرقى ما خلق. صلاتنا نرفعها كي ينير الرب الإله البصائر ويهدي العقول ويوقظ الضمائر ويطهر القلوب، ومن أجل أن يغمر نفوس شهدائنا برحمته ويتقبلهم في ملكوته مع قديسيه الذين عيدنا لهم الأحد الماضي، وأن يمنح ذويهم الصبر والعزاء والرجاء. باسمي وباسم إخوتي كهنة أبرشية بيروت وابنائها أقدم التعزية الممزوجة بالألم والرجاء لغبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، سائلا الرب الإله أن يحفظ كنيستنا من كل شر ومكروه، وأن يشفي المصابين ويشددهم مع آباءالكنيسة وجميع ابنائها ليبقوا أمناء لإيمانهم ولسيدهم القائل «في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم» (يو 16 : 33).
وختم: "في هذا العيد المبارك، نحن مدعوون إلى أن نتحلى بإيمان كإيمان هامتي الرسل بطرس وبولس واندفاعهما وغيرتهما وتحملهما الضيقات والعذابات في سبيل إيمانهما، حتى الإستشهاد. علينا ألا نيأس بسبب خطايانا، بل أن نسعى إلى التوبة الحقيقية الصادقة، وإلى إعلان المسيح مخلصا لنفوسنا وأن نتحد تحت مظلة الكنيسة، أعضاء تعمل معا بتناغم مع الرأس، يسوع المسيح، وبعضها مع بعض بنعمة الرأس وفي ظل كلمته ووصاياه. هكذا تستمر الكنيسة راسخة على صخر". مواضيع ذات صلة الفاتيكان: الاحتفالات تعم ساحة القديس بطرس والفاتيكان بعد انتخاب الكاردينال بريفوست "ليو الرابع عشر" Lebanon 24 الفاتيكان: الاحتفالات تعم ساحة القديس بطرس والفاتيكان بعد انتخاب الكاردينال بريفوست "ليو الرابع عشر"