بعد تركيا والمغرب.. مفاجأة في النشاط الزلزالي للأرض| هل تتكرر كارثة 92؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
شهد عام 2023 الجاري، نشاط زلزالي كبيرًا في منطقة الشرق الأوسط، بدأ يوم 6 فبراير حين ضرب زلزال تركيا بقوة 7.8 مدينة غازي عنتاب ، لحقه زلزال بقوة 7.5 ريختر ضرب بالقرب من ميدنة كهرمان مرعش، لتخلف هذه الزلازل حصيلة حوالي 55 ألف قتيل، و120 ألف مصاب، بجانب الخسائر المادية.
أما عن زلزال المغرب، فقد ضرب مساء الجمعة 8 سبتمبر الماضي، متسببا في انهيار 50 ألف منزل، حيث كان الزلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وتم تحديد مركز الزلزال بالقرب من جماعة إغيل على بعد 71.
اعتُبر هذا الزلزال الأقوى والأكثر دموية في تاريخ المغرب الحديث وذلك منذ عام 1960 على الأقل، وهو ثاني أكثر الزلازل فتكًا على مستوى العالَم في سنة 2023 بعد زلزال تركيا وسوريا.
حقيقة ارتفاع النشاط الزلزاليفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الزلازل والهزات الأرضية تحدث على مستوى الكرة الأرضية بالكامل، ويتم تسجيل حوالي 450 زلزال يوميا، تكون شدتهم بداية من 2 ريختر إلى أكثر من 6 أو 7 ريختر، وهذا المعدل بشكل يومي على مستوى العالم، مشيرا إلى أن هناك أماكن تحدث فيها زلازل بشكل شبه يومي.
وأضاف شراقي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أننا نقسم القشرة الأرضية، إلى مناطق تحدث فيها زلازل بصورة مستمرة، وهناك مناطق تحدث بها زلازل كل أسبوع أو شهر، مشيرا إلى أن سبب إحساس الناس بأن حركة الزلازل كثرت خلال هذا العام، لأنها حدث في أماكن قريبة مثل تركيا والمغرب، ولكن عندما تكون في اليابان أو أفغانستان وباكستان ونيوزيلاند، وأمريكا الجنوبية وشيلي والأرجنتين، فلا نسمع عنها.
وشدد شراقي على أن النشاط الزلزالي، لم يتغير عن المتوسط ولم يزيد على مستوى الكرة الأرضي، ولكن اختلاف أماكن حدوث الزلازل، إلى أماكن قريبة، هو من جلعنا نشعر بأن النشاط الزلزالي كثر خلال الفترة الماضية، ولكن هذا لم يحدث، خاصة وأن هذه الزلازل كانت كبيرة، فقد بلغ أعداد ضحايا زلزال تركيا فبراير الماضي، إلى 55 ألف.
وسلط الضوء على الزلازل الكبيرة التي تعرضت لها الأرض، كما حدث عام 2010 تعرضت اليابان إلى زلزال خلف 300 ألف قتيل.
أماكن حدوث الزلازل بالقرب من مصروأشار شراقي، إلى أن أماكن حدوث الزلازل بالقرب من مصر، فهي حوض البحر المتوسط، في جزيرة صقلية وكريت واليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والمغرب، حيث أن البحر المتوسط يوجد به الفاصل بين أوروبا وأفريقيا، وهذا الفاصل ينشط فيه النشاط الزلزالي بصورة يومية، في متوسط شدة يبلغ 4 ريختر وقد تصل إلى 5 في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الحافة الافريقية والأوروبية تقع تحديدا عند قبرص وبالتالي يكون مركز الزلزال هناك، وعندما تصل إلى الارتدادات إلى مصر تكون ضعيفة.
ولفت إلى أن الزلازل التي تحدث بالقرب من اليونان وقبرص، لا يكون لها تأثير قوي، لأن هذه الدول اتخذت تدابير تحميهم من أخطار الزلازل.
وتابع: أما عن أماكن الزلازل في أفريقيا فهي تقع على امتداد الأخدود الإفريقي، والذي يبدأ من الجنوب الأفريقي، إلى إثيوبيا والصومال ثم جيبوتي، ومنطقة القرن الأفريقي، والبحر الأحمر ثم ينقسم إلى خليجي السويس والعقبة، ثم يمتد شمالا حتى البحر الميت إلى تركيا، ثم شرق الأناضول.
زلزال يضرب إيطاليا اليوموكانت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أعلنت، عن وقوع زلزال بقوة 5.1 على مقياس ريختر ضرب منطقة شمال إيطاليا، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
وعلى جانب آخر، أعلن مرصد كانديلي التركي لرصد الزلازل، الأحد، عن وقوع زلزال قوي في محافظة كهرمان مرعش التركية.
وذكر أن الزلزال وقع في الساعة 23:05 بالتوقيت المحلي لـ تركيا، في محافظة كهرمان مرعش وهي إحدى المناطق الأكثر تضررا من الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير الماضي.
وأشار مرصد كانديلي التركي لرصد الزلازل، إلى أن الزلزال وقع على عمق 5.4 كيلو متر تحت سطح الأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زلزال النشاط الزلزالي زلزال المغرب زلزال مصر تركيا المغرب زلزال تركيا النشاط الزلزالی بالقرب من على مستوى إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء يتحدثون عن زلزال إسطنبول المحتمل.. قد تصل قوته 7 درجات
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء، على الأخطار الموجودة في أعماق بحر مرمرة في تركيا، والتنبؤات بحدوث زالزل قوي قد يمتد إلى مدينة إسطنبول.
وذكرت الصحيفة أنه "يحدث شيء مُنذر بالخطر في أعماق بحر مرمرة في تركيا"، موضحة أن "العلماء يراقبون خط صدع يقع أسفل هذا المسطح المائي الداخلي، الذي يربط البحر الأسود ببحر إيجة".
وتابعت: "على مدى العقدين الماضيين وقعت زلازل متزايدة الشدة وتتحرك بثبات نحو الشرق"، لافتة إلى أن آخر هذه الزلازل وقع في نيسان/ أبريل الماضي، وبلغت قوته 6.2 درجة، وإذا استمر هذا النمط، فقد يصل زلزال كبير في نهاية المطاف إلى المياه الواقعة جنوب أكبر مدينة في تركيا.
ونقلت الصحيفة عن ستيفن هيكس، عالم الزلازل في جامعة كوليدج لندن، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة بقوله: "إسطنبول في مرمى الخطر".
وتشير الأبحاث الجديدة، التي نُشرت يوم الخميس الماضي في مجلة ساينس، إلى أن زلازل قوية تتجه نحو جزء مغلق يمتد من 9 إلى 13 ميلًا مما يسميه العلماء صدع مرمرة الرئيسي. وهذا من شأنه أن يُطلق العنان لزلزال بقوة 7.0 درجة أو أكثر على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة. ولا تزال طبيعة هذا الزلزال وتوقيته الدقيق غير مؤكد.
وقالت باتريشيا مارتينيز-غارزون، عالمة الزلازل في مركز هيلمهولتز لعلوم الأرض (GFZ) في ألمانيا، وإحدى مؤلفي الدراسة الجديدة: "لا يمكن التنبؤ بالزلازل". لكن فهم كيفية بدء هذا الحدث يُعدّ بالغ الأهمية. وتابعت: "علينا التركيز على التخفيف من آثاره والكشف المبكر عن أي إشارات تدل على حدوث شيء غير عادي".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تركيا شهدت زلازل كارثية، ففي شباط/ فبراير 2023، ضرب زلزالان بقوة 7.8 درجات، أعقبه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بقوة 7.5 درجات، أجزاء من جنوب تركيا وسوريا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 55 ألف شخص.
وذكرت الصحيفة أن "فكرة وقوع زلزال مدمر في إسطنبول ليست جديدة؛ إذ يتفق الخبراء على حتمية هذا الأمر"، وقالت جوديث هوبارد، عالمة الزلازل بجامعة كورنيل، والتي لم تشارك في الدراسة: "من المرجح أن يتسبب زلزال ضخم يضرب بالقرب من إسطنبول في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطر الذي سلطت الدراسة الجديدة الضوء عليه يتعلق بمنطقة صدع شمال الأناضول، وهي حدود جيولوجية تنزلق فيها الصفيحة التكتونية الأناضولية جانبيًا على الصفيحة الأوراسية.
ولفتت إلى أن جزء كبير من منطقة الصدع هذه، التي يبلغ طولها 750 ميلا، شهد نشاطا في العصر الحديث. إلا أن جزءًا منها - يُسمى صدع مرمرة الرئيسي، ويقع تحت سطح البحر جنوب غرب إسطنبول - ظل هادئًا بشكل مثير للريبة. وقد ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة المدينة عام 1766، ولكن منذ ذلك الحين، لم يشهد جزء منها، يبلغ طوله حوالي 100 ميل، أي تمزق.
ولاحظت الدراسة الجديدة، التي فحصت الزلازل التي وقعت على الصدع خلال العشرين عامًا الماضية، أمرًا غريبًا. في عام 2011، ضرب زلزال بقوة 5.2 درجة الجزء الغربي من صدع مرمرة الرئيسي، تبعه زلزال آخر بقوة 5.1 درجة إلى الشرق منه في عام 2012. وفي سبتمبر 2019، هز زلزال بقوة 5.8 درجة الجزء الأوسط من صدع مرمرة الرئيسي. ثم في أبريل 2025، وإلى الشرق منه مباشرة، وقع زلزال بقوة 6.2 درجة.
وتساءلت الصحيفة: "هل سيكون الزلزال القادم أقوى من سابقه؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل سيقع على الصدع أسفل إسطنبول مباشرة؟ يعتقد مؤلفو الدراسة أن هذا احتمال وارد".
وتابعت: "لا يوجد ما يضمن أن يكون الزلزال القادم هو الكارثة التي تبلغ قوتها 7 درجات أو أكثر والتي يخشاها الجميع. لكن وقوع زلزال قوي إضافي على الصدع قد يزيد الضغط على قسمه الشرقي، ما قد يؤدي إلى حدوث ذلك التصدع المرتقب. وبما أن الزيادات الطفيفة في قوة الزلزال تُقابلها قفزات هائلة في الطاقة المنبعثة، فإن حتى زلزالًا بقوة تتراوح بين منتصف ونهاية الست درجات على مقياس ريختر قد يُلحق أضرارًا جسيمة بالمدينة".
وأردفت: "ليس من الواضح سبب انتشار الزلازل أحيانًا على طول الصدع، ولكن من المعروف أنها حدثت في الماضي، بما في ذلك على منطقة صدع شمال الأناضول نفسها. ومع ذلك، لم يُدرج الباحثون سوى أربعة زلازل متوسطة القوة في تحليلهم، وهو عدد قد لا يكون كافيًا لتحديد نمط معين"، وقال الدكتور هوبارد: "أعتقد أن هناك احتمالًا كبيرًا أن تكون هذه مجرد زلازل عادية تبدو وكأنها تنتقل من مكانها".
واستدركت: "لكن حتى لو كان التشكيك مبررًا بشأن هذه البيانات، فمن الواضح أن ضغطًا خطيرًا يتراكم على هذا الصدع. زلزال مدمر هائل قادم لا محالة". ويقول الدكتور هوبارد: "أعتقد أننا لا نستطيع حتى الآن الجزم ما إذا كان سيسبقه سلسلة من الزلازل التي تنتقل من مكانها، كما يُشير إليه هذا البحث، أم أنه سيحدث فجأة ودون سابق إنذار".
وأكد أن فتك هذا الزلزال المُرتقب يعتمد على عوامل عديدة، منها اتجاه الصدع. وتُحذّر دراسة حديثة (شارك في تأليفها الدكتور مارتينيز-غارزون) من احتمالية أكبر لاتجاهه شرقًا، وللأسف باتجاه إسطنبول. ولكن كما حدث مع كارثة الزلزال المزدوج في تركيا عام 2023، فإن العامل البشري هو ما قد يُهيئ إسطنبول لكارثة.