هل توقف السعودية مسار التطبيع مع الاحتلال؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
هل توقف السعودية مسار التطبيع مع الاحتلال؟
القرار السعودي لن يقتصر أثره على إحباط الاختراق الصهيوني الدبلوماسي والاقتصادي، أو إمكانية تخليق تحالف أمني هندي-إسرائيلي سام في المنطقة.
هل أبلغت السعودية إدارة بايدن بقرارها وقف جميع محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل علما أن السعودية لا تعترف رسميا أو تقر أصلاً بوجود مفاوضات؟
الرسالة السعودية الموجهة لإدارة بايدن بوقف مفاوضات التطبيع جاءت بعد أسبوع من إعلان ممر التطبيع العابر للسعودية قادما من الهند إلى الكيان الصهيوني انتهاء بأوروبا.
القرار السعودي إن صح سينشط مفاوضات إيران وتركيا والسعودية لتطوير العلاقات بينها، ويفتح الطريق لحوار ومفاوضات أعمق لإنجاز أنبوب نفط البصرة-العقبة، وصولاً إلى السويس، بدعم إقليمي وعربي.
* * *
أبلغت المملكة العربية السعودية إدارة بايدن بقرارها وقف جميع محادثات تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، اليوم الأحد، حسبما نقلت صحيفة إيلاف الإخبارية العربية عن مسؤول إسرائيلي في مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية علقت بدورها على الخبر الذي نقلته ايلاف بالقول انه غير مؤكد من جهات رسمية؛ اذ لم تحصل الصحيفة الإسرائيلية على تعليق رسمي من مكتب نتنياهو او من مصادر رسمية سعودية خاصة ان السعودية لا تعترف من ناحية رسمية او تقر أصلاً بوجود مفاوضات.
رغم ذلك فإن "جيروزاليم بوست" اشارت الى ان الاجراءات الاخيرة المعلنة من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وتصريحات وزير الامن القومي إيتمار بن غفير كانت عوامل حاسمة للدفع باتجاه وقف الاتصالات والمفاواضات حول التطبيع.
علما بأن وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن كان قد اكد في وقت سابق أهمية الملف الفلسطيني في إحداث اختراق في ملف التطبيع يين الكيان الصهيوني والسعودية، وهو الامر الذي لم يتوقع الوزير حدوثه في وقت قريب.
التسريبات والرسالة السعودية الموجهة للادارة الامريكية بوقف المفاوضات المتعلقة بملف التطبيع تكمن اهميتها بأنها جاءت بعد اسبوع من اعلان الرئيس الامريكي عن ممر التطبيع المسمى "ممر الهند الشرق الاوسط" (IMEC) العابر للمملكة العربية السعودية قادما من الهند الى الكيان الصهيوني انتهاء بأوروبا.
وهو الممر الذي تم تحديد 60 يوما للاتفاق على مساره، وتحديد فرص إنجازه؛ ما يعني أن المشروع في حكم المتوقف، وهو قرار ايجابي يضع حداً للاختراق العميق للكيان الصهيوني المحتل للمنطقة العربية، ويحد من مخاطر الجمع بين الهند والكيان الصهيوني، وهما وصفة سامة تقود لانتشار تحالف خطير وضار يتهدد المنطقة العربية من الشمال والجنوب.
القرار السعودي لن يقتصر أثره على إحباط الاختراق الصهيوني الدبلوماسي والاقتصادي، أو إمكانية تخليق تحالف أمني هندي-إسرائيلي سام في المنطقة.
بل سيحسن ايضا من فرص إنجاز وتمرير مشروع ممر التنمية العراقي ومشروع الشمال والجنوب الروسي، وسيعزز من فرص تسريع إنجاز طريق الحرير الصيني (الحزام والطريق)، خصوصا أن الصين وروسيا لا تضعان شروطاً تطبيعية خلافا للإدارة الامريكية التي ربطت مصالحها وسياساتها بأمن الكيان الاسرائيلي فيما يمكن وصفه بعملية "أسرلة السياسة الامريكية".
ختاماً.. القرار السعودي إن ثبت صحته سينشط المفاوضات بين ايران وتركيا والسعودية لتطوير العلاقات فيما بينها، وسيفتح الطريق واسعاً أمام إطلاق حوار ومفاوضات اكثر عمقا لإنجاز (أنبوب نفط البصرة – العقبة)، وصولاً الى السويس، وبدعم إقليمي وعربي.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية أمريكا إسرائيل التطبيع الهند أوروبا الكيان الصهيوني الحزام والطريق ممر الهند الشرق الاوسط الکیان الصهیونی القرار السعودی
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي: تقدم في مفاوضات غزة.. والظروف لم تنضج لإرسال الوفد
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا، يفيد بأن مسؤول إسرائيلي، قال إن هناك تقدم في مفاوضات غزة لكن الظروف لم تنضج لإرسال الوفد المفاوض.
من جانبه، قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة تحولت إلى مصائد موت وقتل يومي، يتعرض فيها الفلسطينيون المجوّعون للاستهداف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه المواقع لم تعد إنسانية بل أصبحت كمائن عسكرية.
وأوضح الشوا، في مداخلة ، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن يوم الاثنين الماضي فقط شهد استشهاد 24 فلسطينيًا في جنوب محور نتساريم، و27 آخرين في رفح الفلسطينية، إضافة إلى مئات الجرحى، لترتفع حصيلة الشهداء نتيجة استهداف هذه المراكز إلى أكثر من 500 شهيد، وقرابة 3000 جريح، معظمهم إصاباتهم خطيرة.
واتهم الشوا، الاحتلال الإسرائيلي باستغلال حالة الجوع والفقر التي يعانيها الفلسطينيون، لاستدراجهم إلى مناطق توزع فيها مساعدات بطريقة مهينة، ثم استهدافهم، مؤكدًا تورط جهات أمريكية مثل مؤسسة غزة الإنسانية وشركة أمنية تُدعى SRS في التعاون مع الاحتلال، مطالبًا بمحاسبة كل من يشارك في هذه الانتهاكات الجسيمة.
وأضاف: "نطالب بوقف هذه الآلية القاتلة فورًا، وعودة دور الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية الدولية والفلسطينية في توزيع المساعدات بشكل يحترم مبادئ العمل الإنساني".
وفي ما يخص القطاع الصحي، أكد الشوا أن الوضع الطبي في غزة كارثي للغاية، مع خروج أكثر من 82% من المستشفيات عن الخدمة، ونفاد حوالي 80% من الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية.
وأشار إلى أن المستشفيات المتبقية تعمل بطاقات منخفضة جدًا، أبرزها مجمع ناصر الطبي (جنوب القطاع)، مستشفى شهداء الأقصى (دير البلح)، مستشفى العودة (وسط القطاع)، مستشفى الأهلي العربي (غزة)، رغم تعرضه المتكرر للقصف، مجمع الشفاء الطبي، الذي تضرر بشكل بالغ ويجري ترميم بعض وحداته.