أجمع أكاديميون ومحللون سياسيون على أن نجاح الوساطة القطرية في إتمام اتفاق تبادل المحتجزين بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها دولة قطر في المنطقة والعالم، وينم عن إمكانياتها الدبلوماسية وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف في الساحة الدولية.


وأكدوا، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، على أن هذه الوساطة الناجحة التي شهدها العالم أمس الأول تعد إنجازا جديدا للدبلوماسية القطرية التي سجلت نجاحات كثيرة في العديد من الملفات، منوهين في هذا السياق إلى أن الدوحة تمتلك الكثير من عناصر القوة الناعمة لمعالجة الكثير من الملفات الشائكة في المنطقة.
وقال الدكتور محمد المسفر المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، إن هذا الإنجاز الذي حققته الدبلوماسية القطرية ليس الأول من نوعه، فقد نجحت دولة قطر في الكثير من الملفات من لبنان إلى السودان إلى أفغانستان وتشاد ودول أخرى في مؤشر على قدرة وحنكة دبلوماسية عالية.
وأشار إلى أن «إطلاق المحتجزين ليس هو الأول من نوعه فقد سبق لها أن قامت وساهمت في الكثير من الملفات المشابهة. ونحن اليوم نشهد الإفراج عن أشخاص محتجزين وأموال مجمدة مما يضفي معنى كبيرا لهذه الوساطة الناجحة».
وتابع «هذا النجاح يضاف إلى الرصيد القطري في مجال الوساطات، ويشجع على المزيد من الجهود، ولا أستبعد أن يطلب من دولة قطر القيام بوساطات لإنجاز تفاهمات ومعالجة ملفات شائكة وأزمات أخرى في المنطقة العربية والعالم الإسلامي».
من جانبه لفت الدكتور أحمد محمد غيث الكواري، الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن نجاح دولة قطر في هذا الملف هو استمرار لجهودها المتواصلة في تعزيز أمن المنطقة عبر الوساطة بحنكة دبلوماسية يشهد بها المجتمع الدولي برمته.
وقال إن حرص دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على إقامة علاقات متوازنة مع دول الإقليم والعالم، انعكس على أدوارها في الوساطة لحلحلة الكثير من الملفات الشائكة، مضيفا «قطر بقيادتها الحكيمة نجحت في تسخير جميع أدواتها وإمكانياتها الدبلوماسية لتعزيز السلام والأمن في العالم حتى غدت اليوم منبرا للسلام العالمي ومحل إشادة وثناء المجتمع الدولي».
بدوره قال الدكتور بكيل الزنداني أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، إن نجاح الوساطة القطرية في هذا الملف هو رصيد جديد للدبلوماسية القطرية، وتأكيد على مدى قدرة دولة قطر على توظيف القوة الناعمة في معالجة الكثير من الملفات الشائكة. وأضاف «دأبت دولة قطر منذ أكثر من ربع قرن على توظيف دبلوماسيتها وقوتها الناعمة في معالجة الكثير من الأزمات. وجهودها الناجحة في إتمام اتفاق تبادل المحتجزين بين إيران والولايات المتحدة هو استمرار لهذا النهج».
وتابع «هذا مؤشر جديد على أن قطر قادرة على الاضطلاع بأدوار في ملفات أخرى معقدة، وأن لديها ما يؤهلها للقيام بذلك. فقدرات الدول تقاس بنجاح سياساتها واستراتيجياتها وأدوارها على مختلف الأصعدة وهذا ما يشهد به العالم لدولة قطر وما تؤكده الأحداث الراهنة».
ويؤكد الدكتور الزنداني ما ذهب إليه الدكتور المسفر أن الوساطة القطرية تتسم بالشفافية المطلقة والحياد التام «فقطر لا تتحيز لطرف وتقف على مسافة واحدة من الجميع، وتعمل بصبر وثبات وجهد مخلص، وتوظف علاقاتها مع الإقليم والعالم في هذه الملفات بغية تحقيق النجاح المطلوب».
وفسر الدكتور أحمد قاسم حسين الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مدير تحرير دورية «سياسات عربية»، هذا النجاح القطري بالقول «دولة قطر تعد واحدة من أهم الدول الفاعلة في النظام الدولي في توظيف الدبلوماسية الوقائية والوساطة والمساعي الحميدة كأداة في تسوية المنازعات الإقليمية والدولية».
وقال السيد خالد وليد محمود، الكاتب والمحلل السياسي الأردني، إن صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن وتحويل أرصدة إيرانية مجمدة ما كانت لتتم بهذه السرعة والسهولة لولا الدبلوماسية الفاعلة لدولة قطر لحل النزاعات وتحقيق السلم والاستقرار في العالم.
وأضاف «لطالما أظهرت الدوحة التزاما قويا بالمفاوضات والحوار كوسيلة لتجنب التصعيد والتوترات الدولية، وهي تسعى دوما إلى تحقيق حلول سلمية للأزمات الإقليمية والدولية».
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الوساطة القطرية إيران الولايات المتحدة الأمريكية دولة قطر

إقرأ أيضاً:

تيته لـ«وزير الدولة بالخارجية القطرية»: نشكركم على دعمكم المتواصل لجهودنا في ليبيا

التقت الممثلة الخاصة للأمين العام، هانا تيته، اليوم في الدوحة، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبدالعزيز الخليفي.

وبحسب بيان البعثة الأممية، فإن اللقاء استعرض التطورات الأخيرة في طرابلس وسبل المضي قدمًا في العملية السياسية.

وأكد الجانبان، ضرورة تحقيق السلام والاستقرار والأمن في طرابلس وجميع أنحاء ليبيا كشرط أساسي. كما أطلعت الممثلة الخاصة الوزير على نتائج اللجنة الاستشارية، مؤكدةً التزام البعثة بالتشاور مع عموم الليبيين حول خارطة طريق تُفضي إلى انتخابات وطنية وتشكيل حكومة واحدة.

وشكرت الممثلة الخاصة الوزير على دعم دولة قطر المتواصل لجهود البعثة في ليبيا، وفقا للبيان الصادر.

 

 

مقالات مشابهة

  • السوداني: إيران تستحق منا الكثير ولذلك أصبحت جسراً لها مع العرب
  • خبراء ومحللون سياسيون: الضربات اليمنية على كيان الاحتلال تُشكّل ملامح العالم الحر الجديد
  • عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن
  • وقع الكثير في الفخ الذي نُصب بإحكام من قبل القحاتة
  • فؤاد من إيطاليا: الكثير من أهل سوق الجمعة ليس لديهم أي ولاء لجهاز الردع
  • أكاديميون صهاينة يتهمون حكومتهم بإبادة جماعية في غزة: لا تُرتكب الجرائم باسمنا
  • نتنياهو يتعهد إعادة جميع المحتجزين الأحياء والأموات
  • أكاديميون وناشطون عرب: اليمن ينوب عن العالم في حماية فلسطين بالصوت والسلاح
  • تيته لـ«وزير الدولة بالخارجية القطرية»: نشكركم على دعمكم المتواصل لجهودنا في ليبيا
  • رئيس الوزراء: تمكين القطاع الخاص يخلق الكثير من فرص العمل