10 أيام من الحزن الشديد لم يكد يذوق خلالها طعم الراحة أو النوم ولو لساعة، فلم تغفل جفونه بعد أن فقد أسرته كاملة، التي تضم 6 أفراد كبارًا وأطفالًا، فبات المسن الفلسطيني، المعروف بالحاج ناصر إبراهيم، يجول الشوارع ويقف أمام شواطئ البحر ليلًا ونهارًا في محاولات البحث عن ذويه، آملا أن يجدهم أسفل الأنقاض أو يلفظهم البحر مثل غيرهم من آلاف الضحايا.

ترك فلسطين وفقد أسرته في درنة

قبل 55 عامًا ترك المسن الفلسطيني ناصر إبراهيم، البالغ من العمر 77 عامًا، أرض بلاده فلسطين، متجهًا بزوجته إلى مدينة درنة الليبية، التي أصبحت موطنه الثاني، وعاش بها عمرًا طويلًا، منجبًا ابنه وأحفاده الذي لم يتخيل يومًا أنه سيفقدهم سويًا في تلك الحادثة المأساوية.

بقلبه المكلوم وصوته المتقطع سرد المسن الفلسطيني تفاصيل فقدانه لأفراد أسرته الـ6، في كارثة سيول وفيضانات درنة، قائلًا لـ«الوطن»، إنه فقد ابنه وزوجته وأحفاده الأربعة وهما 3 بنات وولد، فكان الحفيد أكبرهم عمرًا إذ يبلغ من العمر 11 عامًا، بينما كانت الحفيدة الأصغر تبلغ من العمر 5 أعوام.

وحين تعرضت مدينة درنة المنكوبة للكارثة المأساوية، كان جميع أفراد الأسرة يقطنون المنزل في تلك الساعة المشؤومة، بينما كان الجد خارجه في نطاق قريب من المنطقة، لكنه لم يدرك أنه سيعود مرة أخرى ولن يشاهد ابنه وأحفاده من جديد، بل لم يجد آثارًا لمنزله من الأساس.

مشاهد مأساوية يكشفها المسن الفلسطيني

«المدينة اتمسحت مانعرفش نوصل للشقة أو البناية اللي كنا ساكنين فيها»، بتلك الكلمات الموجعة وصف ناصر إبراهيم المشهد المأساوي أمامه، حيث أصبحت المدينة في مستوى واحد، يكاد لم تكن لها معالم واضحة.

وبعد وقوع تلك الكارثة الكبيرة بمدينة درنة، كانت كارثة الجد أكبر مما تحمله أي نفس بشرية، فسرعان ما تغلب على قدرته البسيطة على السير، واستجمع قواه جميعها من أجل البحث عن ذويه، عسى أن يجدهم أمواتًا أو أحياء، «لفيت المستشفيات والمستوصفات، وقعدت 7 أيام على البحر يمكن جثثهم تظهر، لكن آثارهم ممسوحة، نفسي أشوفهم حتى لو أموات، بس أشوفهم وأعرف مصيرهم».

وبعد فقدان المسن الفلسطيني لأسرته ومنزله، يقطن في الوقت الحالي لدى أحد جيرانه بمدينة المرج الليبية، ولا يزال على تواصل مع أهله في فلسطين من خلال الاتصالات الهاتفية، إذ يحاولون الاطمئنان عليه يومًا بعد يوم.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: درنة مدينة درنة

إقرأ أيضاً:

جيجل.. قتيل وجريح في حادث انحراف حافلة بقاوس

توفي شخص فيما اصيب آخر في حادث دهس وقع على مستوى الطريق الوطني رقم 77، ببلدية قاوس، دائرة تاكسنة ولاية جيجل. 

وحسب بيان للحماية المدنية  تدخلت على الساعة 18:11 لأجل حادث دهس لشخصين بعد انحراف حافلة ببلدية قاوس .

الحادث خلف وفاة شخص يبلغ من العمر 42 سنة، تم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى المحلي. وإصابة آخر يبلغ من العمر 34 سنة بجروح مختلفة، تم إسعافه ونقله إلى نفس المستشفى.

مقالات مشابهة

  • قوة حوثية تقتحم منزل البرلماني الشيخ المزلم في صنعاء وتطرد أسرته
  • مصرع القس دميان راعي كنيسة القديسين وإصابة 4 من أسرته بحادث الأقصر
  • بعد 40 يوماً من المتابعة.. بغداد تعلن عن تحرك لإعادة مهاجرين كورد من ليبيا
  • مصرع شاب غرقًا داخل بيارة بمزرعة خضروات في البحيرة
  • عمليات التعرف على ضحايا درنة مهددة بالتوقف
  • انتشال «61» جثة لمهاجرين غير نظاميين في سواحل ليبيا
  • انتشال 61 جثة لمهاجرين غير نظاميين في سواحل ليبيا
  • من الكارثة إلى البناء.. التعليم في درنة الليبية مؤشر للتعافي الاقتصادي
  • جيجل.. قتيل وجريح في حادث انحراف حافلة بقاوس
  • تأبين صنع الله إبراهيم في نقابة الصحفيين بحضور أسرته