هل تحل تركيا مكان فرنسا في غرب أفريقيا؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
توقع كاتب بموقع بريطاني أن لدى تركيا فرصة كبيرة لتحل مكان فرنسا في غرب أفريقيا، حيث توالت الانقلابات العسكرية في السنوات الأخيرة في كل من مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر.
وكتب محمد أوزكان الباحث في مركز السياسة العالمية بواشنطن أن تركيا زادت نفوذها في غرب أفريقيا خلال العقد الماضي، بدءا من العلاقات التجارية إلى السياسية، ومن التعاون في مجال صناعة الدفاع إلى التعليم والتنمية، مما جعل أنقرة صديقا حاسما لأفريقيا الناطقة بالفرنسية.
وتساءل أوزكان في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن تأثير هذه الانقلابات على علاقات أنقرة الإقليمية، وعما إذا كانت تركيا تكتسب المزيد من النفوذ في غرب أفريقيا بسبب تراجع نفوذ فرنسا.
ورفض الباحث الاعتقاد الشائع بأن الانقلابات العسكرية هي المسؤولة عن انحدار قوة فرنسا، حيث ظلت باريس تخسر نفوذها في غرب أفريقيا منذ فترة طويلة حتى قبل استيلاء العسكر على السلطة.
واعتبر أن ذلك يمكن أن يساعد على كسب الرأي العام في العالم الأوسع من خلال إعطاء الانطباع بأن هذه الدول تستعيد استقلالها عن فرنسا.
دبلوماسي حذر
ولفت الكاتب إلى أن "الفرنك الأفريقي" المدعوم من فرنسا والمرتبط باليورو هو العملة الرسمية لـ14 دولة أفريقية، بما في ذلك النيجر ومالي والغابون وبوركينا فاسو.
وتطالب فرنسا هذه الدول بالاحتفاظ بنصف احتياطياتها من النقد الأجنبي في الخزانة الفرنسية، وهذه العلاقة المالية -التي لن تنتهي ببساطة- تسمح لباريس بمواصلة ممارسة نفوذها على الشؤون الاقتصادية والسياسية لبلدان الفرنك الأفريقي.
وأضاف أوزكان أن الانتخابات التركية التي أجريت في مايو/أيار الماضي فتحت فصلا جديدا في السياسة الخارجية التركية مع الدول الغربية، حيث يبدو أن الرئيس رجب طيب أردوغان لم يعد مهتما بإغضاب الغرب، بما في ذلك فرنسا، وبالتالي ظلت تركيا بعيدة عن الأضواء نسبيا عندما يتعلق الأمر بالانقلابات العسكرية في غرب أفريقيا.
ومع ذلك، أشار الكاتب إلى وجود مستويات مختلفة من التعاون العسكري مع عدد من دول غرب أفريقيا، بما في ذلك تعليم وتدريب العسكريين.
ولمعالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية للتطرف العنيف في غرب أفريقيا تدير وكالة التعاون والتنسيق التركية مشاريع في عدد من البلدان، بما في ذلك السنغال وتشاد والنيجر وتوغو، ولديها 22 مكتب تنسيق منتشرة في أنحاء القارة.
علاقات منخفضة المستوى
وفي هذا الشأن، قال أوزكان إن تركيا تعتبر جهة فاعلة ذات أهمية متزايدة في تزويد غرب أفريقيا بالمعدات الدفاعية والتعاون الفني والعلمي، ويشمل ذلك أكثر من 30 دولة أفريقية، بما في ذلك دول منطقة الساحل.
وبيّن الباحث أنه منذ الانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016 دعمت أنقرة البلدان الأفريقية التي توجد فيها جماعة غولن، وكان إغلاق المدارس التابعة للحركة من أبرز القضايا التي أثارها أردوغان في اجتماعاته مع الزعماء الأفارقة منذ 2016.
وبالفعل أغلقت مدارسها أو سُلمت إلى مؤسسة المعارف التركية، وهي مؤسسة حكومية تدير المدارس نيابة عن تركيا في الخارج.
وتدير المؤسسة الآن مدارس في 26 دولة بأفريقيا، بما في ذلك النيجر وتشاد والغابون والكاميرون ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وساحل العاج وغينيا.
وختم أوزكان بأن قادة الانقلاب قد يستغلون الخطاب المناهض للإمبريالية لكسب الدعم، لكن لا تركيا ولا أي دولة أخرى قادرة حتى الآن على القيام بدور فرنسا في المنطقة، كما أنها لم تبد أي اهتمام بالقيام بمثل هذا الدور، وبدلا من ذلك تفضل أنقرة أن تكون علاقاتها مع دول غرب أفريقيا بمستوى منخفض دون التورط في السياسة الداخلية لدول الانقلاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غرب أفریقیا بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
دراسة: الدلافين والحيتان لم تعد تجد مكانًا للاختباء من المواد الكيميائية
دقّ العلماء ناقوس الخطر بشأن المواد الكيميائية السامة، بعد تحليل عينات من 127 حوتًا ودلفينًا.
الثدييات البحرية ليست \"محصنة ضد العبء\" الذي تفرضه المواد الكيميائية الأبدية السامة، حتى لو كانت تعيش تحت سطح المحيط.
بحث جديد نُشر في مجلة Science of the Total Environment دق ناقوس الخطر بشأن الصحة الطويلة الأمد للأنواع البحرية، بعدما عُثر على دلافين وحيتان أعماق البحر بمستويات \"غير مسبوقة\" من تلوث المركبات البيرفلورية ومتعددة الفلورة (PFAS).
هذه مواد كيميائية مصنَّعة توجد في منتجات مثل الأقمشة المقاومة للبقع، وأدوات الطهي غير اللاصقة وعبوات الطعام. وغالباً ما يُشار إليها باسم \"المواد الكيميائية الأبدية\" لأنها تستغرق آلاف السنين لتتحلل طبيعياً.
\"لا مكان للاختباء\" من PFASبينما يفترض كثيرون أن السكن في أعماق البحر يوفّر حماية من PFAS, وجد العلماء أن المواطن البيئية في الواقع مؤشر ضعيف على مستويات التركيز.
جاء ذلك بعد أن حلّل العلماء أنسجة 127 حيواناً عبر 16 نوعاً من الحيتان ذات الأسنان والدلافين في مياه نيوزيلندا. وشملت العينات الدلافين قارورية الأنف وحيتان العنبر الغواصة عميقاً الحيتان.
بالنسبة لثمانية من بين 16 نوعاً، بما في ذلك دلفين هيكتور المتوطن في نيوزيلندا وثلاثة أنواع من الحيتان المنقارية، كان هذا أول تقييم عالمي لـ PFAS.
Related كيف استطاع العلماء رصد واحد من أندر الحيتان في العالم؟باحثون يحذرون: أحد أكثر الأنواع المهددة بالانقراض عالميا يؤكل حتى الاندثارتوضح الدكتورة كاتارينا بيترز، عالِمة البيئة البحرية وقائدة البحث في مختبر بيئة الفقاريات البحرية بجامعة وولونغونغ (UOW)، أن اختيار هذه الحيوانات جاء لأن الحيتان والدلافين تُعد غالباً \"أنواعاً مؤشِّرة\" تعكس حالة نظامها البيئي.
تقول بيترز: \"توقعنا أن الأنواع التي تتغذى أساساً في المياه العميقة، مثل حيتان العنبر، ستكون لديها مستويات أقل من تلوث PFAS مقارنة بالأنواع الساحلية مثل دلافين هيكتور، الأقرب إلى مصادر التلوث\".
وتضيف: \"تحليلاتنا تُظهر أن الأمر ليس كذلك. يبدو فعلاً أنه لا مكان للاختباء من PFAS\".
\"تهديد\" للتنوع البحريلا تزال درجة الضرر الذي يمكن أن يُحدثه تلوث PFAS على الحياة البرية غير معروفة، لكن الباحثين حذروا من أنه قد يعرقل جهاز المناعة والأنظمة التكاثرية لديها.
في عام 2022، وجد الباحثون اضطرابات مناعية ذاتية شبيهة بمرض الذئبة لدى تماسيح تعيش في مياه ملوثة بولاية كارولاينا الشمالية.
لدى البشر، بات PFAS يلوّث أجسام معظم الأوروبيين تقريباً، بمن فيهم الأطفال والحوامل، وقد ارتبط بسلسلة من المشكلات مثل السرطان، العقم، أمراض الغدة الدرقية وكبح جهاز المناعة.
يضيف المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور فريديريك سالتري، الباحث في جامعة التكنولوجيا في سيدني (UTS) والمتحف الأسترالي: \"حتى الأنواع التي تعيش بعيداً عن الشاطئ وتغوص عميقاً تتعرض لمستويات مماثلة من PFAS، ما يبرز كيف أن التلوث واسع النطاق، المتفاقم بضغوط المناخ، يشكّل تهديداً متزايداً للتنوع البيولوجي البحري\".
وتخلص الدراسة إلى أن ثمة حاجة الآن إلى مزيد من التحقيقات لفهم النتائج التي تترتب على الأفراد والسكان المعرضين لـ PFAS.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة