الذكاء الاصطناعي تقتحم عالم الزراعة.. روبوتات ذكية تحل مكان عمال المزارع
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
في ظل حرارة منتصف النهار الشديدة، يتحرك روبوت مزود بالذكاء الاصطناعي ويعمل بالطاقة الشمسية داخل أحد حقول القطن في كاليفورنيا، يبحث بدقة عن الأعشاب الضارة ويزيلها، في مشهد يعكس تحولا تقنيا كبيرا في الزراعة الأمريكية.
مع النقص المتزايد في أعداد العمال الزراعيين وتنامي مقاومة الأعشاب الضارة للمبيدات، ترى شركة ناشئة تدعى Aigen أن الحل يكمن في روبوتها الجديد المسمى Element، والذي قد يوفر على المزارعين المال، ويحمي البيئة، ويبقي المواد الكيميائية الضارة بعيدا عن الطعام.
قال ريتشارد ووردن، أحد مؤسسي الشركة ورئيسها التقني، لوكالة AFP: “أنا مؤمن تماما أن ما نفعله هنا يمكن أن يكون له أثر كبير على صحة الإنسان، لأن الجميع يأكل طعاما ملوثا بالمواد الكيميائية”.
ووردن، وهو مهندس ميكانيكي عمل سابقا في تسلا، بدأ تطوير الروبوت بعد أن أخبره أقاربه من المزارعين في ولاية مينيسوتا عن التكاليف المرتفعة المرتبطة بإزالة الأعشاب الضارة.
وبحسب ووردن، فإن الأعشاب أصبحت أكثر مقاومة للمبيدات، وفي ظل نقص العمالة، يلجأ المزارعون إلى المواد الكيميائية كخيار وحيد.
أضاف شريك ووردن في تأسيس الشركة، كيني لي، والذي ينحدر من خلفية في البرمجة : “لم نجد مزارعا واحدا يقول إنه يحب استخدام المواد الكيميائية، إنهم يستخدمونها فقط لأنها الأداة المتاحة، ونحن نحاول تقديم بديل حقيقي”.
كيف يعمل الروبوت؟
يشبه روبوت Element طاولة كبيرة على عجلات، مزود بألواح شمسية في الأعلى، وأذرع معدنية صغيرة في الأسفل تحمل شفرات دقيقة لإزالة الأعشاب بين النباتات.
يستخدم روبوت Element الذكاء الاصطناعي وكاميرات داخلية لتحديد موقع الأعشاب الضارة والتمييز بينها وبين المحاصيل، كما يعمل الروبوت تلقائيا مع طلوع الشمس، ويتوقف عندما تغرب، تماما كما يفعل البشر.
وأكد لي: “الروبوت يقلد طريقة عمل البشر، لكنه لا يشتكي من الحرارة أو التعب”.
يأمل الفريق أن تساهم هذه التقنية في “ترقية” العمال الزراعيين ليصبحوا مشرفين ومراقبين على أداء الروبوتات بدلا من القيام بالأعمال اليدوية المرهقة.
تعمل روبوتات Aigen حاليا في حقول الطماطم والقطن والبنجر، وتتميز بدقتها العالية في إزالة الأعشاب دون الإضرار بالمحاصيل.
ووفقا لتقديرات الشركة، يمكن لخمسة روبوتات تغطية مساحة تصل إلى 160 فدانا، سعر الروبوت الواحد يبلغ 50000 دولار، وتراهن الشركة على إقناع المزارعين المحافظين سياسيا بحل يعتمد على الطاقة الشمسية ويغنيهم عن استخدام الوقود المكلف مثل الديزل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي روبوت الأعشاب الضارة
إقرأ أيضاً:
توظيف الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي خطوة نحو حوكمة الابتكار
يأتي إصدار الدليل الاسترشادي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي في لحظة محورية تشهد فيها الجامعات حول العالم سباقًا محمومًا نحو دمج هذه التقنيات في أنظمتها التعليمية والبحثية. ومن ثمّ، يمثل هذا الدليل المصري علامة فارقة في مسار التحول الرقمي الأكاديمي، ليس فقط بوصفه وثيقة تنظيمية، بل كإطارٍ أخلاقي ومعرفي يوازن بين الإبداع والمسؤولية.
إذ جاء هذا الدليل ليعكس رؤية واضحة لوزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات نحو بناء بيئة أكاديمية ذكية، ترتكز على الاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فهو لا يكتفي بتحديد التطبيقات الممكنة في مجالات التعليم، بل يذهب أبعد من ذلك بوضع ضوابط دقيقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، بدءًا من مرحلة تصميم البحث وجمع البيانات، وصولًا إلى كتابة النتائج والنشر الأكاديمي، فاستعامة الباحث بأدوات الذكاء الاصطناعي ليس أمر غير أخلاقي ولكنه بات اليوم أداة لتعزيز مهارات الباحث ودفعها إلى لتصبح في أفضل صورة ممكنه، ولكن المهم هنا هو أن يوضح الباحث المواضع التي كان الذكاء الاصطناعي شريك له بها.
أبرز ما يميز هذا الدليل أنه لا ينظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة محايدة، بل كقوة معرفية تحتاج إلى حوكمة رشيدة؛ فقد ألزم الباحثين بالإفصاح الكامل عن أي استخدام للأدوات التوليدية مثل: ChatGPT أو DALL·E، مؤكدًا على ضرورة المراجعة النقدية لمخرجاتها، وتحمل الباحث للمسؤولية الكاملة عن دقة وأصالة ما يُنشر وهو ما يحمي البحث العلمي من عملية الفبركة المقصودة أو غير المقصودة التي تنتج عن مخرجات الذكاء الاصطناعي غير المنقحة، أو بسبب عدم وعي الباحث بهندسة الأوامر. كما شدد على إنشاء لجان أخلاقيات للذكاء الاصطناعي داخل الجامعات، لمراجعة الأبحاث التي تستعين بهذه الأدوات وضمان توافقها مع القيم الإنسانية والأطر القانونية، وهو ما ينقلنا من نقطة الإنكار إلى الاستخدام المقنن الملزم بالمعايير.
ويؤسس الدليل كذلك لثقافة جديدة من الشفافية والمساءلة، تضمن نزاهة العملية البحثية وتحفظ مكانة الإنسان كمبدع ومفكر، لا كمستهلك لتقنيات جاهزة. فالفارق الجوهري الذي يضعه الدليل بين "المساعدة التقنية" و"الإنتاج العلمي" يذكّرنا بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون معينًا للفكر لا بديلاً عنه.
إن هذا الجهد المؤسسي المتكامل يعيد رسم علاقة الباحث بالتكنولوجيا، ويؤسس لنهج وطني في التعامل مع الذكاء الاصطناعي يقوم على الأخلاقيات والحوكمة والشفافية. إنه ليس مجرد دليل تنظيمي، بل خطوة استراتيجية تُرسّخ لمستقبل تكون فيه الجامعات المصرية نموذجًا في الاستخدام الأخلاقي والمستنير للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي. ويحمينا من أن نتغافل أو نغض البصر عن إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة في مجال البحث العلمي، أو الاستعانة به بدون الإفصاح الصريح عن هذا الأمر، وصولًا إلى التأكدي على دور الباحث العلمي والأخلاقي في مراجعة كافة مخرجات الذكاء الاصطناعي وجعله المسؤول والمحاسب على نتائجة.