ما هو الشيء الذي يمكن أن يفكك الاتحاد الأوروبي؟ بوريل يجيب
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
اعتبر أكبر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أإن قضايا الهجرة تعد بمثابة "القوة التي يمكنها تفكيك الاتحاد الأوروبي"، وذلك بسبب الاختلافات الثقافية العميقة بين الدول، وعجزها على المدى الطويل عن التوصل إلى سياسة مشتركة.
وفي مقابلة موسعة مع صحيفة "غارديان" البريطانية، قال مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بوريل، إن "الهجرة هي أكبر فجوة بالنسبة لدول الاتحاد، ويمكن أن تكون قوة تفكك" الكتلة الأوروبية.
وأضاف: "على الرغم من إنشاء حدود مشتركة ومفتوحة، فإننا لم نتمكن حتى الآن من الاتفاق على سياسة مشتركة للهجرة".
وعزا ذلك إلى "الاختلافات الثقافية والسياسية العميقة داخل الاتحاد الأوروبي، حيث إن بعض الأعضاء يتبعون (النمط الياباني)، ولا يريدون الاختلاط ولا المهاجرين ولا قبول أشخاص من الخارج".
وأضاف: "المفارقة هي أن أوروبا تحتاج إلى المهاجرين؛ لأن النمو الديموغرافي لدينا منخفض للغاية. إذا أردنا البقاء على قيد الحياة من وجهة نظر العمل، فنحن بحاجة إلى المهاجرين".
وتناولت مقابلة بوريل مع "غارديان"، كيف تغير الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب في أوكرانيا، وأين يقف الاتحاد مع هذا النظام العالمي الجديد.
وفي هذا الصدد، أصرّ على أن الحرب في أوكرانيا "لم تؤجج الخلافات الحالية بشأن الهجرة"، معتبرا أن "المشكلة هي أن ضغط الهجرة آخذ في التزايد، ويرجع ذلك أساسا إلى الحروب – وليس الحرب ضد أوكرانيا … إنها الحرب السورية، والحرب الليبية، والانقلابات العسكرية في منطقة الساحل".
وأضاف أن الدول الأوروبية "اضطرت إلى الاستيقاظ من القيلولة بشأن الانفاق الدفاعي، حيث كانت تعيش تحت المظلة النووية الأميركية".
كما دعا بوريل إلى "تعاون دفاعي أكبر، واتخاذ قرارات أسرع، بشأن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا"، ودافع عن الهجوم المضاد "البطيء"، قائلا إن "ثلث البلاد ملغومة، وسيكون بمثابة انتحار لأوكرانيا إذا شنت هجوما مضادا أماميا كاملا".
وكان بوريل هدفا لانتقادات شخصية متزايدة من قبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بعد أن ساهم في إقناع دول الاتحاد الأوروبي بتزويد كييف بالأسلحة، عقب غزو الكرملين لأوكرانيا.
إلا أن الدبلوماسي الأوروبي اعتبر أن قيامه بذلك "كان اللحظة الأكثر فخرا" في حياته المهنية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يسعى لتمديد الوضع التجاري الراهن مع ترامب
قالت مصادر دبلوماسية مطلعة في بروكسل، الجمعة، إن مفاوضي الاتحاد الأوروبي لم يتمكنوا حتى الآن من تحقيق أي اختراق في المحادثات التجارية الجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت تلوح فيه في الأفق تهديدات بزيادة الرسوم الجمركية على صادرات التكتل إلى الولايات المتحدة.
وذكرت المصادر، بحسب وكالة "رويترز"، أن الاتحاد الأوروبي بات يدرس خيار تمديد الوضع الراهن لتفادي التصعيد الجمركي المتوقع حال فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل انقضاء المهلة التي حدّدها ترامب في التاسع من يوليو الجاري.
وكانت بروكسل قد تخلّت عمليًا عن آمالها في إبرام اتفاق تجاري شامل مع واشنطن قبل الموعد المحدد، بعد جولات محادثات متعثرة لم تُسفر عن تقدم ملموس، رغم الجهود التي بُذلت خلال الأسابيع الماضية. وحتى الاتفاقات الأخف من حيث المبدأ، التي كانت مطروحة لتجنّب فرض رسوم جديدة، ما تزال قيد الغموض، في ظل غياب إشارات واضحة من الجانب الأمريكي حول استعداده للقبول بأي تسوية مؤقتة.
وفي هذا السياق، أبلغت المفوضية الأوروبية دبلوماسيي الدول الأعضاء في التكتل بأن الإدارة الأمريكية تُبدي استعدادًا مبدئيًا لعدم تفعيل الرسوم الجمركية الإضافية بالنسبة للدول التي تتوصل معها إلى اتفاق مؤقت، على أن يتم لاحقًا التفاوض حول تخفيف تدريجي للرسوم الحالية.
تهديدات برسوم مرتفعة على الاتحاد الأوروبيووفقًا للمصادر، فإن الولايات المتحدة كانت قد اقترحت خلال المفاوضات فرض رسوم جمركية تصل إلى 17% على واردات الأغذية الزراعية القادمة من دول الاتحاد، في خطوة أثارت قلق المفاوضين الأوروبيين، خاصة وأن الرسوم الحالية البالغة 10% قد ترتفع إلى 20% اعتبارًا من 9 يوليو، وفق القرار التنفيذي الصادر عن الرئيس ترامب في الثاني من أبريل الماضي.
وتشير التقديرات إلى أن تصعيدًا من هذا النوع قد يُلحق أضرارًا بالغة بالقطاعات الزراعية والصناعية الأوروبية، لا سيما في دول كألمانيا وفرنسا وهولندا التي تعتمد على الصادرات إلى السوق الأمريكية.
ونقل دبلوماسيان أوروبيان عن المفوضية أنها تركز جهودها حاليًا على تأمين تمديد مؤقت للوضع التجاري الراهن، بما يسمح باستمرار التفاوض في مناخ أقل توترًا، مع تجنب الدخول في مرحلة العقوبات الاقتصادية المتبادلة.
وقال متحدث باسم المفوضية، في تصريحات صحفية، إن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي جرت هذا الأسبوع "شهدت بعض التقدم نحو اتفاق مبدئي"، مشيرًا إلى أن المفوضية ستتشاور مع الدول الأعضاء لمناقشة الوضع الراهن، قبل استئناف التواصل مع الإدارة الأمريكية مطلع الأسبوع المقبل.