المشهد اليمني:
2025-12-14@16:37:45 GMT

ماذا حدث يوم 23 سبتمبر 1962م ؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

ماذا حدث يوم 23 سبتمبر 1962م ؟

توافد الكثير من المشايخ كما ذكرنا من قبل لمبايعة الإمام البدر بعد موت أبيه ولكنهم هذه المرة شفعوا بيعتهم بمطالب لإصلاح البلاد . توجه المشايخ إلى بيت حسن بن إبراهيم (وزير الخارجية ) والذي كلفه البدر بمهمة استقبال المشايخ وأخذ البيعة منهم وقد رحب بهم في البداية ثم أراد ان يستمع منهم إلى المبايعة وهو بالطبع يعتقد انها لن تخرج عن ماهو معتاد من الخضوع التام والتعبير عن الولاء المطلق وافتداء الإمام بالمال والنفس والولد .

. ولكن الوزير حسن بن إبراهيم فوجئ بلهجة جديدة ومفاهيم متحررة غير معهودة. فارتجت اعصابه عندما بدا الشيخ علي عبد الله القوسي يسرد المطالب فقاطعه بغضب وقال له من أين لك هذا الكلام العجيب؟ وهل كل المشايخ قد فقدوا صوابهم ونسوا أن مثل هذه الأمور لاتعنيهم؟ وهل مسهم الجنون حتى يوافقوا على هذا ؟ وقد حاول بعض المشايخ التخلص مما طرح القوسي بعد أن وجه الوزير نظراته إليهم .. ولكن الشيخ القوسي وقف بشجاعة وقال انها مطالب شعبيةعادلة ينتظرها الشعب اليمني كله وهي متفق عليها من المشايخ بالإجماع. .. فما كان من الوزير إلا أن وجه إنذارا إلى القوسي بترك ( الحدة وقلة الأدب ) والا فهو يعرف جزاء من يتطاول .. وهكذا انتهت المقابلة دون أن يبايع المشايخ . العميد صالح الاشول (حقائق ثورة سبتمبر اليمنية ) .وقد اختفى القوسي بعد أن صدر أمر باعتقاله مع عدد من المشايخ. فقد اعتقل الشيخ عبد الوهاب دويد. . وعبد الولي القيري وآخرين من الذين أظهروا حماسهم أثناء المقابلة . كان البعض من المشايخ على علم أنه يتم الأعداد لثورة من قبل الجيش لذلك ما أن خرجوا من تلك المقابلة العاصفة دون أن يبايعوا الإمام الجديد حتى تواصلوا بعدد من الضباط الأحرار لتداول الرأي في الوضع واستعدادهم للعمل من أجل التغيير . وقد وافق تنظيم الضباط على ذلك وتم تكليف علي عبد المغني وصالح الاشول بإجراء حوار مع عدد محدد من المشايخ كان منهم .علي عبد الله أبو لحوم. . علي عبدالله القوسي. محمد أحمد الحباري... محمد علي الرويشان. . محمد عبد الله مناع.. محمد القيري. .(المصدر السابق للاشول )) .. لجنة تنظيم الضباط اعادت المحاولة مع الزعيم حمود الجائفي لتزعم الثورة فارسلت الرحومي وجزيلان إلى الحديدة (حيث عمل الجائفي )ولكنه كرر الرفض مع استعداده لدعم أي تحرك .. وهنا استقر الأمر على الزعيم السلال لقيادة الثورة وتم تكليف القاضي عبد السلام صبرة بالتواصل معه. عبد السلام صبرة بدوره ذهب إلى القاضي الإرياني في دار الضيافة واخبره ان الأيام القريبة ستلد ثورة.. وكان الإرياني كما قال في مذكراته يعرف أن الشباب يعدون للثورة من قبل وفاة الإمام أحمد ولكنه لا يعرف موعد التنفيذ.. ولما كان الإرياني صاحب تجربه. فقد كانت تدور في رأسه تجربة ثورة 1948م التي فشلت وكلفت اليمن غاليا من خيار رجالها وقادتها كما كلفتهم سنوات في سجن نافع مع اللصوص وقطاع الطرق. كذلك ثورة 1955م . لهذا كان الإرياني حذرا ومتوجسا خوفا من فشل آخر تبتر فيه رؤوس وتفقد اليمن عدد آخر من رجالها... فقد قال لعبد السلام صبرة هل أخذ الضباط كل الاحتياطات للنجاح؟ فقال له لا أدري. فنصح الإرياني بالتريث والإعداد الجيد بحيث تكون نسبة النجاح 60% على الأقل وأي مغامرة يجب أن يقفوا ضدها هكذا كان رأي الإرياني لعبد السلام صبرة . غير أن جزيلان ومحمد الاهنومي قد ابلغاه في نفس الليلة أن التأجيل قد أصبح يشكل خطر القضاء على كل الأحرار والضباط الشباب لأن احدهم قد نقل الخطة كاملة إلى القاضي محمد الشامي محافظ صنعاء لذلك المسألة مسألة سباق والبادئ هو المنتصر. . ثم طلبا منه التوجه إلى تعز للإضطلاع بالأمور هناك بالتعاون مع الضباط الموجودين هناك . تعز كانت لها نفس أهمية صنعاء فقد كانت عاصمة الإمام أحمد وفيها حرسه الخاص وعدد كبير من الجيش والآليات .

كان الإرياني يخشى من عدم موافقة البدر له بالسفر إلى تعز .. فماهو العذر الذي قدمه للبدر وماذا اشترط عليه البدر ؟؟ هذا ما سوف نعرفه يوم غدا إن شاء الله . نحن نقترب من الساعات الحاسمة لفجر أيلول المجيد.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: علی عبد

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت

تحل في الثالث عشر من ديسمبر ذكرى وفاة أحد أعلام الفكر الإسلامي والتجديد الديني في العصر الحديث، الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، وأول من حمل لقب الإمام الأكبر، والذي ترك بصمة فكرية عميقة في مسيرة الأزهر، وأسهم إسهامات غير مسبوقة في تطوير الخطاب الديني، وترسيخ منهج الوسطية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية.


 

من هو الشيخ محمود شلتوت؟

وُلد الشيخ محمود شلتوت بمحافظة البحيرة عام 1893م، في زمن شهد ميلاد عدد كبير من رواد الإصلاح الديني والفكري، ونشأ في بيئة علمية جعلته يتجه مبكرًا إلى طلب العلم الشرعي، حتى أصبح أحد أبرز علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين.

رحل الشيخ شلتوت عن عالمنا عام 1963م عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد رحلة علمية وفكرية حافلة بالعطاء، شغل خلالها مناصب علمية رفيعة، أبرزها مشيخة الأزهر الشريف، وكان نموذجًا للعالم المجدد الذي جمع بين أصالة التراث ووعي العصر.


 

مكانة علمية عالمية ومشاركة دولية مبكرة

لم يقتصر دور الشيخ محمود شلتوت على الساحة المحلية، بل امتد إلى المحافل العلمية الدولية، حيث اختير عضوًا في الوفد الذي شارك في مؤتمر “لاهاي” للقانون الدولي المقارن عام 1937م، وقدم خلاله بحثًا علميًا مهمًا بعنوان: «المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية».

نال البحث استحسان المشاركين في المؤتمر، وأكدوا من خلاله صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور ومواكبة العصر، واعتبارها مصدرًا أصيلًا من مصادر التشريع الحديث، لا تابعًا ولا مقتبسًا من القوانين الوضعية، وهو ما مثّل آنذاك شهادة دولية مهمة في زمن كانت تعاني فيه الأمة الإسلامية من الاستعمار والتشكيك في تراثها التشريعي.


 

رائد التجديد وتنقية الفكر الديني

يُنسب إلى الشيخ محمود شلتوت عدد من الأفكار التنويرية الجريئة، حيث كان من أوائل من نادوا بضرورة إنشاء مكتب علمي متخصص للرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وتنقية كتب التراث من البدع والخلط، وهي الدعوة التي مهدت لاحقًا لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.

كما دعا إلى تجديد الفقه الإسلامي من داخل أصوله، دون قطيعة مع التراث، مؤكدًا أن التجديد لا يعني الهدم، وإنما الفهم العميق للنصوص في ضوء مقاصد الشريعة ومتغيرات الواقع.


 

محمود شلتوت شيخًا للأزهر

في عام 1958م، صدر قرار تعيين الشيخ محمود شلتوت شيخًا للأزهر الشريف، ليصبح أول من حمل رسميًا لقب الإمام الأكبر. وخلال فترة توليه المشيخة، بذل جهودًا كبيرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان مؤمنًا بأن الخلاف المذهبي لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو الصراع.

كما أدخل لأول مرة دراسة المذاهب الإسلامية المختلفة في مناهج الأزهر، سعيًا لترسيخ ثقافة التعدد وقبول الآخر، والعمل على وحدة الصف الإسلامي.


 

إصلاح الأزهر وإدخال العلوم الحديثة

شهد عهد الشيخ شلتوت صدور قانون إصلاح الأزهر الشريف عام 1961م، وهو من أهم القوانين المنظمة للأزهر في العصر الحديث، حيث توسعت الدراسة الأزهرية لتشمل العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية، ولم تعد مقتصرة على التعليم الديني فقط.

كما أُنشئت في عهده كليات جديدة، وارتفعت مكانة الأزهر العلمية عالميًا، وتعزز دور شيخ الأزهر كرمز ديني وفكري له ثقله في العالم الإسلامي.


 

مؤلفات تركت أثرًا باقيا

خلّف الإمام الأكبر محمود شلتوت تراثًا علميًا غنيًا، من أبرز مؤلفاته:

فقه القرآن والسنة

مقارنة المذاهب

القرآن والقتال

يسألونك (مجموعة فتاوى)

منهج القرآن في بناء المجتمع

القرآن والمرأة

تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام


وقد تُرجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات مختلفة، ما أسهم في نقل صورة الإسلام المعتدل إلى العالم.

 

مقالات مشابهة

  • رقم قياسي ورد جميل.. ماذا قدم محمد صلاح في ليلة الوداع المحتمل؟
  • أذى وإهانة لأسرته.. ماذا حدث بين أحمد السقا وليفربول بسبب محمد صلاح؟ (التفاصيل كاملة)
  • في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت
  • وصية محمد هنيدي لعريس ابنته .. ماذا قال ؟
  • رفض الاعتذار.. ماذا دار بين محمد صلاح وسلوت في الاجتماع السري؟
  • المباراة الوداعية و4 نجوم يدعمونه..ماذا ينتظر محمد صلاح في قلعة آنفيلد
  • شقيقة محمد صلاح تعلن مفاجأة| تصريحات تشعل الجدل حول النجم المصري.. ماذا قالت؟
  • ماذا حدث في مباراة السعودية وفلسطين بربع نهائي بطولة كأس العرب؟| تفاصيل
  • إقبال كبير على فيلم الست في أول أيام عرضه .. ماذا جنى أمس؟
  • ماذا حدث في مباراة المغرب وسوريا| تفاصيل