جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@09:26:39 GMT

صناعة الموضة

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

صناعة الموضة

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

كثيرة هي الأساليب التي تنتهجها الشركات التجارية العالمية والعابرة للقارات بهدف الربح السريع، ومن بين تلك الأساليب صناعة الموضة وتحديث صيحاتها، وهي من أنشط الصناعات التي يُرّوج لها اليوم في عالمنا العربي والإسلامي، والتي يُنفق عليها ملايين الدولارات سنويًا، وجميعها تهدف إلى إغراء الناس، وجعلهم يلهثون وراء ما يعرض في الأسواق المحلية والخارجية باسم الموضة والحداثة.

ومن أبرز مظاهر الثقافة الاستهلاكية، التي غزت العالم العربي والإسلامي هي صناعة الموضة، والترويج لها إعلاميًا؛ حيث حققت تلك الصناعة بحسب الدراسات والأبحاث أرباحًا طائلة لكثرة مبيعاتها؛ وذلك بالاعتماد على خبراء متخصصين في عالم الجمال والموضة، والذين يواصلون العمل ليلًا ونهارًا، بهدف زيادة أعداد المستهلكين في العالم، وزيادة الأسواق المستهلكة للبضائع التي يروّجون لها باسم الموضة، كمنتجات العناية الشخصية مثل مستحضرات التجميل والعطور وغيرها.

والمتأمل والمراقب لأحوال الأسواق الخليجية والعربية يرى وبوضوح تام أنها تعتبر الأعلى في معدلات الاستهلاك العالمي، وهذا ما أثبتته دراسة أعدّها مصرف الإمارات الصناعي، حيث تقول: إن إنفاق المستهلك الخليجي على العطور ومستحضرات التجميل يُعتبر الأعلى في العالم، وإن واردات الدول الخليجية قُدرت بـ817 مليون دولار في سنة 1995، وتقول الدراسة أيضًا إن الدول الخليجية استوردت في السنة نفسها 100 ألف طن من العطور ومواد التجميل، إضافة إلى إنتاجها المحلي، وما زال العدد في تزايد مستمر لغاية الآن، ولك أن تتخيّل حجم ذلك ونحن في سنة 2023.

قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 26].

الكثير من النساء في عالمنا الاجتماعي بتن اليوم يبحثن عن أحدث صيحات الموضة في عالم الجمال، ويحرصن على اقتناء الملابس والحقائب والأحذية من أفضل وأرقى المحلات التجارية المعروفة، من دون الانتباه إلى الأضرار الصحية التي تخلفها الموضة والأزياء وهنا دعونا نتعرض لذكر شيء من تلك الأضرار التي تعاني منها الكثير من النساء بسبب الهوس واللهاث الدائم وراء الموضة.

موضة الكعب العالي: هناك من النساء من تحب إذا خرجت من بيتها أن تخرج وهي مرتدية للكعب العالي، هذا وتؤكد العديد من الدراسات العلمية أنه سبب رئيسي لتشويه العمود الفقري، وعظام الساقين، وخشونة الركبتين، وآلام التواء الكاحل، فضلًا عن حرمة ارتدائه إذا عُدّ من التبرج الذي نهى الله عنه، أو إذا كان بداعي لفت نظر الرجال الأجانب، أو كان موجبًا للفتنة. موضة حقائب الظهر غير الصحية للأطفال: من المؤسف أن الموضة تعدت الكبار وأصبحت تسيطر على عقول الأطفال، فأصبح الطفل لا يرضى إلا بالموضات العصرية، أمثال حقيبة الظهر، والتي يحمل فيها الكتب والطعام والأجهزة اللوحية وغيرها، فيشكّل ذلك ثقلًا خطيرًا وبليغًا على العمود الفقري والرقبة وعظام الكتفين. موضة الملابس الضيقة للنساء والرجال: أمثال سراويل الجينز وغيرها، والتي تلتصق بشكل مباشر على الجسم، فهي لاتسمح للإنسان بالحركة بالشكل الطبيعي، لذا قد تكون سببًا رئيسيًا لأمراض الحساسية، والتهابات الجسم، وتهييج الجلد، فضلًا عن حرمة لبسها دينيًا إذا كانت تثير الريبة والافتتان بين الجنسين. موضة النظارات الشمسية: يجب أن تكون النظارة حامية للعينين من الأشعة فوق البنفسجية الخطيرة على العين، وليس فقط من أشعة الشمس، لذا ينبغي شراء النظارة التي تحمي العينين وتريحها، وإلا ستكون النظارة ضارة حتمًا للعينين؛ بل على العكس ستكون أضرارها أكثر من فوائدها. موضة التقليد الأعمى: ذلك أن أكثر ما تُنتجه الشركات العالمية من ملابس وإكسسوارات هي مصممة لبيئة مختلفة تمامًا عن بيئتنا العربية والإسلامية، فليس من الصحيح شراء الملابس القصيرة أو الممزقة التي ترتديها بعض النساء والرجال، واليوم هناك الكثير من الأزياء التي تُباع في الأسواق تثير الضحك والسخرية، ولكن عندما يسوّق لها بذكاء وفطنة ودهاء تجاري تتحول إلى ملابس عصرية، وموضات ساحرة، ومحلًا للاحترام والتقدير والإعجاب.

تلك هي بعض أضرار الموضة ومفاسدها على المجتمع، وعلى الأسرة والمجتمع اليوم الانتباه والتفكير جيدًا وخاصة فيما يجب شراؤه من الأسواق المحلية والعالمية، وعدم الانجرار وراء الموضة وإعلاناتها الزائفة، والتعرّف على أضرارها الجسيمة على الأسرة والمجتمع، وأن يعلم الجميع أن جمال الأخلاق والروح والسلوك والعقل أهم من الجمال الشكلي والمظهري للإنسان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قرار عاجل من القضاء الإداري بشأن قرار الداخلية حول تصاريح سفر النساء للسعودية

قررت محكمة القضاء الإداري دائرة الحقوق والحريات بمجلس الدولة تأجيل نظر الدعوى المقامة للمطالبة بإلغاء قرار الإدارة العامة للجوازات والهجرة بشأن تقييد سفر بعض الفئات من النساء المصريات إلى المملكة العربية السعودية دون تصريح مسبق،  إلى جلسة ٩ سبتمبر المقبل، بناءً على طلب هيئة قضايا الدولة للاطلاع والرد على تدخل عدد من المواطنات انضماميًا للدعوى دعمًا لمطالب إلغاء القرار.

سفر النساء المصريات

وكانت هيئة مفوضي الدولة قد أصدرت تقريرًا أوصت فيه بإلغاء القرار، مؤكدة مخالفته للدستور ومبادئ المساواة وعدم التمييز، لكونه يفرض قيودًا غير مبررة على حرية التنقل لفئات محددة من النساء، من بينهن ربات المنازل، الحاصلات على دبلوم، والعاملات في مهن تصفها الدعوى بـ"المُهمَّشة"، كجليسات الأطفال والطاهيات ومصففات الشعر.

الدعوى، التي حملت رقم 9631 لسنة 79 قضائية، أقامها محامي مستندًا إلى نصوص الدستور التي تكفل حرية التنقل وتحظر التمييز على أساس الجنس أو الوضع الاجتماعي، معتبرًا أن القرار الإداري يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق المواطنة ويميز ضد النساء تصنيفيًا ووظيفيًا.

وأكد محامي أن القرار الصادر في 26 أكتوبر من العام الماضي يخالف المادة 62 من الدستور، التي لا تجيز منع المواطنين من مغادرة البلاد إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة، مطالبًا المحكمة بإلغائه وإلزام الجهات الإدارية بالكف عن إصدار قرارات تمس حرية النساء بناءً على معايير تمييزية.

ومن المقرر أن تنظر المحكمة القضية في جلسة ٩ سبتمبر، بعد أن منحت هيئة قضايا الدولة مهلة إضافية للرد على مذكرات المتدخلات والتقرير الصادر عن هيئة المفوضين.

طباعة شارك محكمة القضاء الإداري القضاء الإداري الهجرة النساء المصريات سفر النساء المصريات

مقالات مشابهة

  • مها النمر توجه نصيحة هامة للحوامل بشأن سماع صوت نبض الجنين
  • قرار مهم من القضاء الإداري بشأن تقييد سفر النساء المصريات إلى السعودية
  • قرار عاجل من القضاء الإداري بشأن قرار الداخلية حول تصاريح سفر النساء للسعودية
  • ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على صناعة الأفلام السينمائية
  • اليوم العالمي للامتناع عن التبغ .. التأثير المُغفَل للتدخين أثناء الحمل
  • ما هو سر الشعر الصحي عند النساء؟
  • "ليلة العيد".. فيلم نسائي جريء على "شاهد VIP" في وقفة عرفة
  • أقوى امرأة في التاريخ الحديث
  • استغلال وكوتا.. لماذا تميل النساء في العراق لانتخاب الرجال؟
  • مدوّنة الموضة القطريّة حنين الصيفي: الموضة المحتشمة أناقة وثقة