مسؤولات الفعاليات المركزية للاحتفال بالمولد النبوي في المحافظات لـ«الثورة »: الاحتفال بالمولد النبوي ليس شعاراً بل منهج نبوي لتجديد الولاء والبراء
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
المناسبة تحمل أبعاداً إيمانية وحضارية وثقافية وأخلاقية جمة
أوضحت مسؤولات الفعاليات المركزية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المحافظات أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس مجرد شعار سنوي أو ذكرى عابرة وإنما مناسبة عظيمة لتجديد الولاء لله ولرسوله والبراء من أعداء الأمة ومنافقيها، ومحطة لترسيخ المنهج النبوي في نفوس أجيالنا وارتباطهم بنبيهم وسيرته وأخلاقه وتصحيح الاعوجاج والمفاهيم المغلوطة في عزف الناس عن الاحتفاء بمولد الهدى والتقى والنور البشري الذي أخرج الناس من الضلالة إلى نور الإيمان والعزة والكرامة.
استطلاع/ أسماء البزاز
أمة الرحمن عبدالله الحبسي- عضو اللجنة التحضيرية لفعاليات المولد النبوي الشريف محافظة ذمار تقول من جانبها : إن مناسبة المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة لها مكانتها وقدسيتها في قلوب المؤمنين، وخاصة أهل اليمن يمن الأنصار، يمن الحكمة والإيمان كيف لا، وهو يوم ارتبط به مصير البشرية وتغيرت فيه نواميس الكون الذي كان يكتنفه ظلام الجاهلية وظلالها في كل مجالات الحياة دينيا وسياسيا واجتماعيا وأخلاقيا، جاء مولد النور والطهر والزكاء والهداية نور الإسلام والرسالة المحمدية بعنوانها الواسع الرحمة المهداة قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ليجتاح نور الإسلام ظلام الجاهلية ويبددها ومعتقداتها ويحل محلها نور الحق والعدل والرحمة لتسمو بالإنسانية روحا وعقيدة وفكراً أو قيما وأخلاقا.
وقالت الحبسي : إن إحياءنا لهذه المناسبة هو تعبير عن الشكر لله على هذه النعمة العظيمة ، وتجديد الارتباط الوثيق بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ارتباطا بالقيم والمبادئ العظيمة التي جاء بها ،وتجديد للعهد والولاء لله ورسوله وأننا انصار دينه في نفس كل زمان ومكان يمن الحكمة والإيمان .
وبينت : لقد تفرد شعبنا اليمني في احتفائه بهذه المناسبة وإحياؤها عن غيره منذ زمن طويل ونحن في محافظة ذمار نحرص على إظهار هذه المناسبة لما لها من دلالاتها العظيمة في بناء الأمة للنهوض بمسؤوليتها وتعزيز قيم ومبادئ الدين الإسلامي والارتباط بالرسول قائدا وقدوة ومعلما ومرببا وهاديا، حيث أقامت اللجنة التحضيرية لفعالية المولد النبوي الشريف العديد من الاجتماعات لتنظيم وتحديد اللجان المشاركة في فعاليات المولد وتحديد مهام وأعمال كل لجنة من تنظيم وأمن واستقبال وإعداد برنامج الفعالية والتحشيد الفعالية منذ وقت مبكر، وكذلك إعداد ورشة تحضيرية للمولد النبوي لجميع المكاتب الرسمية والحكومية، بما فيها مكتب التربية للتعريف بأهمية المناسبة لجميع فئات المجتمع ودورها في التصدي لمخططات أعداء الأمة من اليهود والنصارى ومن والاهم في الإساءة للرسول ومحاولة فصل الأمة عنه وتقديم السيرة النبوية الصحيحة وترسيخها في نفوس أجيالنا وتحصينهم بالثقافة القرآنية .
وستقام العديد من الفعاليات والندوات، والموالد في عموم أحياء محافظة ذمار ومديرياتها، مبينة أنها ستقام اكثر من خمس وعشرين فعالية خطابية نسوية في مديرية المدينة بإشراف وإعداد الهيئة النسائية الثقافية العامة وكذلك العديد من الفعاليات في المعاهد والجامعات والمكاتب الحكومية والجوامع والمدارس الحكومية والأهلية وستكون الفعالية التدشينة للجنة التحضيرية يوم الثلاثاء ٢٧صفر في الصالة الرياضية والمركزية يوم الأربعاء ١٢ ربيع الأول في حديقة هران، فرحا وابتهاجا بهذه المناسبة العظيمة على صاحبها وآله افضل الصلوات والتسليم .
الارتباط النبوي :
صالحة غانم- عضو اللجنة التحضيرية لفعاليات وأنشطة المولد النبوي الشريف بصعدة تقول من جانبها : لقد أقترب الربيع المحمدي وكما في الأعوام الماضية- يستقبل الشعب اليمني ذكرى مناسبة المولد النبوي “على صاحبها وآله افضل الصلاة وأتم التسليم” بفرحٍ وابتهاجٍ وسرور، من منطلق قول الله “تَبَارَكَ وَتَعَالَى”: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} تعظيماً وتقديساً واجلالاً لرسولنا الأعظم، تحتفي النساء في كافة محافظة صعدة، وبدورها الهيئة النسائية كلجنة منظمة لفعاليات المولد النبوي الشريف تقوم بالإعداد والتجهيز بكل جد واهتمام لما لهذه المناسبة من أهمية، بدءاً بعقد الاجتماعات وإقامة الورش استعداداً للاحتفال بهذه المناسبة بصورة مشرفة تليق بعظمة صاحبها، وتبدأ نساء المحافظة في كل حي من قبل دخول شهر الخير بحملات نظافة وتزيين المنازل والشوارع بالزين الضوئية والقصاصات المعبرة عن المناسبة، معبرات بذلك عن محبتهن لرسول الله” صلوات الله عليه وعلى آله” ومن ثم تقام المجالس التثقيفية والفعاليات التحضيرية في عموم المحافظة التي تهدف إلى الاستفادة من شخصية الرسول كقائد وقدوة.
وقالت غانم : لا تخلو أنشطة المولد النبوي من عمل الندوات في المستشفيات والجامعات والدوائر الحكومية النسائية وإقامة الإذاعات المدرسية والمسابقات بالتنسيق مع الجهات المعنية وتوزيع المطويات والكتب والدعوات للتحشيد للاحتفالات المركزية، يصاحب كل هذه الأنشطة إعداد وتجهيز قوافل الخير والبذل والعطاء لرفد جبهات العزة والشرف كرسالة واضحة للعدو انهُ لا نجاة ولا عزة ولا سعادة إلا بالارتباط برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.
الكمال البشري :
ألطاف الحميري- عضو اللجنة التحضيرية لفعاليات المولد النبوي محافظة تعز تقول : يصنع المضلون للباطل ضجةً مهولة ويختلق المنافقون للضلال أكاذيب لها أول ولا آخر لها في الإعلام، في الشبكة العنكبوتية، في الأحياء وهلم جرا.
وقالت الحميري : هكذا حرص الأعداء على إيصال الزيف إلى كل عقل وقلب!، أفلا نحرص نحن على إيصال الحق بمعناه الأصيل، وبمحتواه النبيل ألا وإن عمود الحق الإتباع لنبي الرحمة، ورسول السلام، ولن يأتي اتباعٌ إلا بأتباع، ولن يكون أتباعٌ إلا بوعي، ولا يصل وعيٌ إلا بجهود متضافرة، وأيادٍ عاملة، وهممٍ عالية، تحمل همَّ التبليغ عن رسول الله، وإبلاغ الناس من هو رسول الله، وكيف كان رسول الله، وماذا يعني لنا رسول الله(صلوات الله عليه وعلى آله وسلم).
وأضافت الحميري : وهنا تكمن أهمية التحشيد، والإعداد، والتعبئة المعنوية، ونشر الوعي في المنازل كبداية، مروراً بالحارات، ولا ننسى المرافئ الحكومية دون استثناء، انتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها.
وقالت الحميري : لنعري خبثهم في استهداف شخصية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ) تلك الشخصية التي بلغت أعلى درجات الكمال البشري، ولندع نور المصطفى يشّع ضياءً من مشكاة هذه المناسبة. وليتضح للعالم أجمع أن نبينا خير نبي، وأفضل رسول، وأعظم قائد. دانت له الأنس والجن، واعترف بفضله أعداؤه قبل محبيه.
حتى قيام الساعة :
من ناحيتها تقول أمة الله عباس- رئيسة اللجنة التحضيرية لفعاليات للمولد النبوي الشريف بمحافظة المحويت: إن ذكرى المولد النبوي هي محطة عظيمة، محطة تربوية محطة لتوحيد الأمة على مبدأ الإيمان والتوحد والاعتصام، محطة لترسيخ الولاء الصادق لرسول الله( صلى الله عليه واله وسلم ) وتعزيز الارتباط به والعودة الجادة لتأسي والاقتداء بإيمانه وأخلاقه وصفاته، ولنأخذ من هذه الذكرى الوعي والبصيرة ، وتمكن أهمية الاستعداد لهذه المناسبة في عظمة صاحب هذه المناسبة الرسول الأعظم الرحمة المهداة للعالمين حبيب رب العالمين من رفع ذكره وأعلى شأنه ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) وأمرنا الله بأن نفرح ونعلن مظاهر السعادة لهذه المناسبة لقوله تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
وقالت عباس : بدأـ الاستعدادات لهذه الذكرى أولاً بعمل اجتماعات وورش عمل استعداداً لهذه المناسبة بدأت من اختيار المكان المناسب لهذه الفعالية، تفعيل الجانب المجتمعي للمشاركة في إظهار هذه الفرحة.
وتابعت عباس : أما على الجانب التربوي فقد تمت إقامة الإذاعات المدرسية والفعاليات التحضيرية وعمل الندوات والمسابقات المدرسية وعلى المستوى الثقافي بإحياء وتفعيل المجالس على مستوى الحارات والقرى وتفعيل جانب حملات الإحسان وتنظيف الشوارع تهيئةً واستقبالاً فرحاً وشوقاً لمولد خير الأولين والآخرين وهذه عادة الأنصار منذ أن آمنوا بالرسول الأعظم والى قيام الساعة
إغاظة الأعداء :
ريم الرضي- رئيسة اللجنة التحضيرية لفعاليات المولد النبوي الشريف محافظة الحديدة تقول من ناحيتها: لأهمية المناسبة وتعظيمها وغرس محبة رسول الله وأهل بيته في قلوبنا وأبنائنا.
وتابعت الرضي : شكرا لله على إتمام النعمة وفضله علينا حين أرسل لنا برسوله العظيم لقول الله تعالى ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾.
وقالت : إن احتفالنا بالمناسبة يرسل رساله للعدو بأننا بإذن الله سنظل متمسكين بالرسول الأعظم الذي هو قدوة وأسوة للعالمين جميعا وسنستعد بكل ما أوتينا من قوة لتقديم وإظهار وإبراز شخصيته بشكل عظيم يبيض وجوهنا يوم نلقى الله ورسوله.
واعتبرت الرضي أن ذلك سلاح قوي وفعّال ضد من يتآمر أو يحاول أن يسيء إلى الرسول أو يشوه سيرته وصورته عند الأمة، وفي الاحتفال إظهار محبتنا لرسول الله من خلال الاقتداء والتحلي به كأسوة وقدوة.
وإبراز مظاهر الفرح والسرور والابتهاج بقدوم مولد النور، من خلال تهيئة أنفسنا وأبنائنا ومجتمعاتنا بإقامة موالد وندوات ومجالس ثقيفية في كل مكان معبرين عن حبنا وولائنا برسول الله، وأيضا تزيين المنازل والأحياء والشوارع.
وقالت الرضي : سنحيي ذكرى ميلادرسول الله ونحيي سيرته العطرة في كل مكان وسيظهر ذلك جليا من خلال الخروج المشرف في جميع الساحات وذلك يوم الثاني عشر من ربيع الأول.
واعتبرت إحياء ذكرى المولد النبوي من الأعمال الصالحة التي تغيظ أعداء الله يقول الله تعالى ﴿ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح﴾.
مناسبة لا نظير لها :
يسرى مفضل -عضو اللجنة التحضيرية النسائية لفعاليات المولد النبوي الشريف بمحافظة صنعاء تقول من جانبها: إن الإعداد لمناسبة المولد النبوي الشريف يعتبر قربة نتقرب بها إلى الله، كما انه اعتراف بنعمة الله سبحانه وتعالى على عباده وهو تعبير عن حبنا وولائنا الصادق لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله، من خلال هذه المعاني وادراك أهميتها وقداستها سيكون التحضير لهذه المناسبة تحضيرا يليق بمقام الرسول محمد صلى الله عليه وآله تحضيرا جيدا نقدم من خلاله رسالة لأعداء الإسلام أننا أمة متمسكة برسولها ومجلة ومعظمة له وسنجعل هذا الاستعداد ردا على كل المحاولات الشيطانية من جانب الأعداء للاستنقاص من مكانته في النفوس وقدره في القلوب.. وتابعت مفضل: بأننا نعتبر الإعداد والإحياء لمناسبة المولد النبوي الشريف موسما ثقافيا توعويا تربويا لنزداد وعيا وزكاء ونورا وحكمة .
وأوضحت مفضل قائلة: لقد أقيمت العديد من الأعمال والأنشطة لاستقبال المولد النبوي الشريف وذلك من خلال تزيين المنازل والشوارع وإقامة الموالد والفعاليات المصغرة وتجهيز وإعداد برامج الفعاليات المركزية والتدرب على أدائها وإقامة ورش عمل خاصة للعاملات، والتحشيد الكبير لهذه المناسبة العطرة وذلك من خلال عمل المنشورات والدعوات وتوزيعها وتحشيد المجتمع أثناء المحاضرات والأمسيات المصغرة والقيام بعمل دعوات صوتية وتعميمها في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى المستوى الاجتماعي يتم الاهتمام بالأسر المستضعفة من خلال التكافل الاجتماعي.
وتابعت : سنستقبل ذكرى المولد النبوي الشريف بكل محبة وشوق ولهفة وسنجعل منها مناسبة متميزة بإذن الله لا نظير لها في كل مناسبات الدنيا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري المسلمين بتقوى الله وأن من اتقاه وَقَاهُ، وَمَنْ حَفظَ حَدَّهُ حَفِظَهُ وَرَعَاه.
وأوضح الشيخ الدوسري أن من علامات القبول استمرار العمل في نيل المراد، وأن يكون الخير آخذًا في الازدياد، وأن من أعظم ما يُعينُ على الثبات، والاستمرار في الطاعات، أن يحفظ الله عبده في كل الأوقات، لينال حفظ الله في الحياة وبعد الممات، فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كنتُ خَلَفَ رسولُ اللهِ ﷺ يَوْمَا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهِ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهِ تَجِدُهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهِ، وَإِذَا اسْتَعْنَتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمُ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهَ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهَ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ.
أخبار قد تهمك خدمة “حالة إشغال المصليات” في المسجد النبوي تتيح لضيوف الرحمن والزوّار معرفة المواقع الشاغرة في أنحاء المسجد 13 يونيو 2025 - 10:48 صباحًا “رئاسة الشؤون الدينية” تستعد لموسم العمرة بحزمة من البرامج والمبادرات الإثرائية 12 يونيو 2025 - 9:56 مساءًوقال: “إن أَهْمَ ما يَجِبُ حِفْظُهُ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ وحقوقه: حِفْظُ التَّوْحِيدِ، وتجريده من كل شوائب الشرك وَالتَّنْدِيدِ، فَالتَّوْحِيدُ هُوَ أَسَاسِ الدِّينِ وَقِوَامُهُ، فَلْا يرجى مَعَ اختلالِه ثواب عملٍ وَلاَ يَخْيَبُ مَعَ تحقيقه ظَّنِّ وَلاَ أَمَلَ، وأن من أهم ما يجبُ على العبد حفظه بعد توحيد الله: المحافظة على الصلاة، فهي عُمُودُ الإسلام، وأولُ ما يُحَاسبُ عليه الإنسان، وهي سِرُّالنجاح، ومفتاح الفلاح، قال تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوسطى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، ثم عليكم – عباد الله – بِسَائر أركان الإِسْلامِ، مِن زَكَاةٍ وَحُجِّ وَصَيَامٍ، فَأَرْعَوْهَا حَقًّ رَعايَتِهَا، وَقَوْمُوا بِحَقِّهَا خَيْرٌ قَيام”.
وأبان فضيلة الشيخ الدوسري أن حفظ الله للعبيد نوعين، وأشرف النوعين حِفْظُ الله للعبد في دينه وإيمانه، واتَّبَاعِهِ لِسُنَّةِ نَبِيِّهِ، فيحفظُهُ في حياتِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ المُضَلَّلَةِ وْمِنِ الشَّهَوَاتِ المُحَرَّمَةِ، ويَحُولُ بينه وبين ما يُفْسِدُ عليه دينه، ويحفظه عند موته فَيَتَوَفَّاهُ على الإيمانِ والسُّنَّةِ، فيما يكون الثاني حفظ الله في مصالح دنياه، كحفظه في نفسه وولده وأهله وماله، فلا يخلص إليه قذى، ولا يناله فيها أذى، مستشهدًا بقول الله عز وجل: (له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفَظُونه من أمْرِ الله).
وشدد على أن قَدْرِ حَفِظَ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ هُوَ حَفِظَ اللَّهِ لَهُ، مستشهدًا بقَولَه- صلى الله عليه وسلم-: احْفَظُ اللَّهِ تَجِدُهُ تُجَاهَكَ، فَمَنْ حَفِظَ حَدَّ ٱللَّهِ وَرَاعِى حَقَّهُ وَجَدَ ٱللَّهُ مَعَهُ فِي كُلِّ أَحْوَالهِ، يَحُوطُهُ وَيَنَصُرُهُ وَيُوَفِّقُهُ وَيَسَدِّدُهُ، قَالَ ٱللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ اتَّقَوْا وَٱلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
واختتم فضيلة الشيخ خطبته قائلًا: “واعلموا -رحمكم الله- أن مَن تعرَّف إلى الله في حال رخائِهِ، كَانَ اللهُ معهُ وحَفِظَهُ فِي كل أحوالِهِ، ودَفَعَ الضُّرَّ عنه عند حوادث الدهرِ إِذَا ادْلَهَمَّتْ، وَخُطُوبِ الزمانِ إِذَا أَلَمَّتْ”.
كما أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى، وشُكره سبحانه على نعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، مستشدًا بقوله سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
وأوضح فضيلته، أن أعظم بُشرى من الله تعالى للخلق، أن العلاقة بين رب العالمين وبين خلقه هي الرحمة، مبينًا أن الرحمة العامة يرحم الله بها البر والفاجر، والمؤمن والكافر، في هذه الحياة الدنيا، مستشهدًا بقوله تعالى:( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا)، وأما في الآخرة فقد اختص الله المؤمنين برحمته، لعملهم بالطاعات واجتنابهم المحرمات، قال تعالى:( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).
وقال فضيلته: “الرحمة صفة الله تعالى حقيقة تختص بالله كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته، نعلم معناها ونفهم هذا المعنى، وكيفيتها لله وحده العليم بحقائق صفاته على ما هي عليه، والخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة)، رواه البخاري ومسلم”.
وأبان الدكتور الحذيفي أن الرحمة تطيب بها الحياة، وتصلح المجتمعات، ويعيش الضعفاء والفقراء والمظلومون في كنف الأقوياء والأغنياء والقادرين على العدل، فإذا فقدت الرحمة، فقد الناس بهجة الحياة وتعرضوا لقسوتها وويلاتها وأصابهم من الشرور بحسب ما فقدوا من الرحمة، فربكم الرحمن جل وعلا الموصوف بالرحمة أنزل الكتاب رحمة للناس، مستشهدًا بقوله تعالى:( هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
وأضاف فضيلته: “إن الشريعة كلها رحمة وكمال، وأن أوامر الله جل وعلا رحمة وخير ورفعة بعمل الصالحات، وأن نواهيه رحمة تحجز عن الشرور والمهلكات، وأن سيد المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أُرسل رحمة للناس، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فهو -عليه الصلاة والسلام- رحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، ورحمة للكافرين بتقليل وتخفيف شرورهم”.
وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من رحمة الله تعالى، وخيراته المتتابعة، تلك النعم والعطايا والنفحات الرحمانية التي أفاض بها على من حج بيته الحرام، ووقف على صعيد عرفات، وتضرع إلى الرب الجواد الكريم في تلك المشاعر المقدسة، مشيرًا إلى أن فضل الله تعالى قد عمَّ كل مسلم على وجه الأرض، من خلال الأجور المضاعفة، والخيرات المترادفة، بصيام يوم عرفة، والذكر في العشر والصلوات والدعوات، وقرابين الأضاحي التي يُعظِّم الله بها الأجر، ويدفع بها البلاء والشرور، مبينًا أن الناس بخير ما أقاموا شعائر الدين، وما دام الحج قائمًا، فالخير باقٍ، والرحمة واسعة.
وختم فضيلته الخطبة موصيًا المسلمين بالمحافظة على ما قدموا من الحسنات، والمداومة على الاستقامة، والابتعاد عن السيئات، والإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولولاة أمورهم، ولجميع المسلمين بالهداية والصلاح، والاستقامة على هذا الدين، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).