ترقيم المنازل في شوارع المحروسة متى عرفه المصريون؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
كانت هناك مشاكل كبيرة يواجهها المصريين المقيمين بأقاليم مصر عند سفرهم إلى القاهرة، وهو غياب دليل يرشدهم إلى منازل أقربائهم المقيمين بالقاهرة، ظلت هذه الأزمة قائمة حتى منتصف القرن ١٩.
في عام ١٨٤٧م أحس مجلس منظمة المحروسة بهذه الإشكالية بعد أن زادت معاناة الأهالي، وكثرت الشكاوى، ونادي البعض بضرورة إيجاد حل، فرفعوا الأمر إلى والي مصر «محمد علي» باشا للبت فيه، مع توصية من مجلس منظمة المحروسة بضرورة كتابة أسماء للشوارع وترقيم للمنازل أصدر «محمد علي» مرسوما نشر في العدد ٨٣ بمجلة “الوقائع الرسمية” بكتابة أسماء الشوارع وترقيم المنازل، وجاء فيه «مما يستوجب المنافع العظيمة، ويورث السهولة لمن يقصد شارعا، أو بيتا، سواء من الأهالي أو من الأجانب».
أسرع رجال مجلس منظمة المحروسة بتنفيذ المرسوم، واتخذوا “میدان باب الخلق” مركزا للمحروسة، ووضعوا لافتات بأسماء الشوارع في مداخلها، وراعوا أن نسبة الأمية عالية بين الأهالي، فميزوا لوحات الشوارع بالألوان هذا الشارع لوحته سوداء، وذلك لوحته بيضاء أما المنازل الموجودة يمين الشارع أرقامها فردية، والمنازل الموجودة يسار الشارع زوجية، وهذا الترتيب ما زال مستخدما حتى الآن، وكانت الأرقام تكتب على الأبواب.
ومن الحكايات المنسية لأسماء الأحياء اسم حي الزمالك كانت منطقة الزمالك تسمى « العشاش » وكانت مأوى للثعالب والذئاب والثعابين والعقارب، ولم يجرؤ أحد على السكن فيها بأي حال من الأحوال، أطلق الأتراك على المنطقة اسم كلمة تركية تعني العشوش أي أنها ترجمة للاسم العربي للمنطقة.
ومع الأيام استخدم المصريون الترجمة وتجاهلوا الأصل جاء «عبد النعيم محمدين» من بلدته قنا عام ١٨٩٧م، وكان معه بعض المال، اشتري به قطعة أرض من تلك المنطقة بسعر لم يزد عن قرشين ونصف للمتر ثم أخذ يستصلح الأرض حتى جعلها صالحة للزراعة وطهرها من الحيوانات المفترسة، ونجحت الزراعة وأنبتت الأرض ثمارا؛ فأرسل عبد النعيم يستقدم فلاحين من قنا ليستعين بهم في مشروعه الناجح حتى أصبح عدد أقاربه وبلدياته في منطقة العشوش أكثر من ألف وخمسمائة، واشترى باقي مساحة المنطقة ليطهرها ويستثمرها، واختير عمدة على فلاحين وأقاربه وتراجع عدد الحيوانات المفترسة أمام تقدم المساحة المزروعة.
وتقدمت الزمالك التي أصبحت جنة خضراء، وأخذت المنشآت تنتشر في ربوعها، وأصبحت مقاما للأثرياء الهاربين من ضوضاء المدينة کبر عبد النعيم في المكانة وفي السن فتنازل عن مملكته لابنه عسران، والذي مع الوقت ترك العمودية لابنيه فهمي وحسني اللذين قسما المنطقة إلى قسمين، واختار كل واحد منهما قسما يشرف عليه ويفتشه يوميا بنفسه، فيطوف به داخل سيارته الفخمة وبمرور الزمن تناسى الناس فضل الصعايدة في تعمير الزمالك.
وأصبحت سکنی للأمراء والأعيان والفنانين، ومنهم الأميرة فائزة والأمير طوسون إبراهيم والأمير سعيد طوسون وأغنى أغنياء مصر في ذلك الوقت أحمد عبود باشا وعميد الأدب العربي طه حسين وسفارات لعدد من الدول، وكانت أول فنانة سكنت حي الزمالك هي زينب صدقي من رائدات فن التمثيل وأطلقوا عليها اسم قمر الزمالك.
اعتمد رجال مجلس التنظيم في تسمية الشوارع على حكايات الأهالي وأسماء مؤسسي الأحياء أو أشهر علاماتها مثل: مسجد سيدي الإمبابي، ولهذا ظهرت أسماء في القاهرة والإسكندرية من عينة: الزير المعلق، وبين الصوريين، وزيزينيا والأزاريطة، وكتشنر، والسيد البحراني، والسد العجواني وغيرها ومن الحارات: حارة شق الثعبان، وبيز المش، ودرب بهلول، وزقاق طراطور، وحارة أبيطبق، وحارة السكر والليمون، ودرب الساقيين، ودرب القرداتي، ودرب المهابيل، ودرب الزرابي
مع الوقت بهتت ألوان أرقام المنازل المكتوبة على الأبواب، واختفت بفعل عوامل الجو، وعادت المشكلة من جديد.
فأصدر الخديوي «عباس حلمي الثاني» مرسوما في أواخر القرن ١٩ بترقيم المنازل على لوحات يتم تثبيتها يمين على المنازل، ولما انتهى مجلس المحروسة من تنفيذ الأمر في القاهرة صدر قرار بترقيم مساكن باقي مدن مصر، وتم التنفيذ في الإسكندرية ودمياط ورشيد والمنصورة ثم باقي المدن لتستقبل مصر أول أيام عام 1900 بمنازل لها أرقام وشوارع لها أسماء
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المحروسة القاهرة
إقرأ أيضاً:
محد صلاح يهاجم مجلس الزمالك: قراراتهم ليست غريبة على طريقة تفكيرهم
أكد محمد صلاح، لاعب الزمالك السابق، أنه لم يتفاجأ بتعيين أيمن الرمادي مديرًا فنيًا للفريق في ظل وجود المجلس الحالي، مشيرًا إلى أن هذا القرار كان متوقعًا منهم وليس بغريب على طريقة تفكيرهم.
وقال محمد صلاح، خلال حواره مع الإعلامي مدحت شلبي في برنامج “يا مساء الأنوار” المذاع عبر قناة “MBC مصر”: "لو كنت صاحب القرار، كنت قررت تأجيل رحيل المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو لمدة شهر، خاصة أنه كان يستحق فرصة أخرى وله مستحقات مالية مع النادي".
وأضاف: "أيمن الرمادي هو الكسبان بتولي المهمة الفنية في الزمالك، حيث ستكون له فرصة لإثبات نفسه وتحقيق نتائج مميزة".
وأشار إلى أن اللاعبين الحاليين في الزمالك لا يصلحون حتى مع استمرار أحمد سيد زيزو، لأن الفريق يفتقد الكثير من المقومات الأساسية.
ولفت صلاح إلى أن الزمالك يعاني من نقص الروح القتالية، والفريق غير جاهز بدنيًا ونفسيًا للمنافسات.
وأوضح أن مشاكل الزمالك الحالية يتحملها كل الأطراف، من مجلس الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، ولا يمكن تحميل طرف واحد المسؤولية.
وعن مهمة أيمن الرمادي مع الزمالك، قال: "أيمن الرمادي مطالب بتحقيق نتائج إيجابية، وأعتقد أن أهم شيء في الوقت الحالي هو التتويج بكأس مصر".
تحدث محمد صلاح عن بيراميدز قائلا: "مستوى بيراميدز أمام فاركو لا يشير إلى أنه فريق ينافس بجدية على التتويج بلقب الدوري هذا الموسم".
واختتم تصريحاته قائلًا: “شخصية بعض اللاعبين في بيراميدز لا تتحمل ضغط المنافسة على 3 ألقاب دفعة واحدة، سواء في الدوري أو الكأس أو دوري أبطال إفريقيا”.