بعد تمزيق المصحف في هولندا.. الأزهر يدعو الغرب لدراسة الإسلام بتعمق
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
يُعربُ الأزهر الشريف عن إدانته الشديدة واستيائه البالغ تجاه جرائم تمزيق نسخٍ من المصحف الشريف أمام عددٍ من السفارات في لاهاي بهولندا، في سلسلةٍ متواصلةٍ من الجرائم المرتكبة بحقِّ الإسلام ومقدساته، مشددًا على أنَّ ارتكاب هذه الجرائم ومجيئها هذه الأيام بالتزامن مع مناسبة ذكرى مولد نبي الإسلام والسلام والرحمة والإنسانية ﷺ لهو دليلٌ على تعمد زيادة وتيرة الإسلاموفوبيا ورفع العداء للإسلام والمسلمين.
ويؤكِّد الأزهر أنَّ تكرار هذه الجرائم يبرهن على أن بعض حكومات الغرب غير عازمة وغير جادة في ترسيخ قيم السلام العالمي والتعايش السلمي التي بذلنا جهودًا طيبة وبنيَّةٍ حسنةٍ صادقة في سبيل نشرها وترسيخها، وتبيِّن أن تلك الحكومات تكتب بإحدى يديها دعوات الحوار والاندماج وتُشعل باليد الأخرى نيران الكراهية والبغضاء بين الشعوب، وتعطي الضوء الأخضر للجرائم التي تَئِد كل محاولات الحوار والعيش المشترك بين الشعوب وتفتح المجال بشكل أكثر لزيادة الجرائم والتعصب ضد الإسلام والمسلمين.
ويدعو الأزهر الشريف كل حكومات الغرب وشعوبه والعالم أجمع إلى دراسة الإسلام دراسة متعمقة، وفهمه فَهمًا يليق بالتقدُّم والتحضر الذي تدَّعيه هذه الدول، والتمعن في سيرة نبي الرحمة والإنسانية ﷺ، مشددًا على أن هؤلاء المتطرفين الذي يُقدِمون على مثل هذه الجرائم لو علموا ما في هذا الكتاب المقدس -كتاب الله- من تعاليم وقيم تحفظُ حريَّة الآخر وتضمن حقوقه لخجلوا كثيرًا قبل أن يُقدِموا على جريمة تمزيق الكتب المقدسة أو المساس بها
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأزهر الازهر الشريف المسلمين متطرفين إنسانية المصحف الشريف في هولندا هذه الدول المساس التعايش السلمي
إقرأ أيضاً:
غزة.. بين نار العدو وصمت العرب
في زمنٍ تتسارع فيه الجرائم وتتهاوى فيه القيم الإنسانية، تتعرض غزة لجريمة إبادة جماعية مروّعة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، دون أن يتحرّك ضمير المؤسسات الدولية أو الأنظمة العربية التي التزمت الصمت حدّ التواطؤ. فالمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء هناك، خاصة في مخيمات النزوح، لم تترك مجالًا للشك في أن العدو الصهيوني يرتكب فصولًا جديدة من جرائم الحرب والإبادة ضد شعبٍ أعزل، يقف صامدًا بوجه آلة القتل والتدمير.
ففي واحدة من أبشع مشاهد الحرب، أقدم العدو الصهيوني على إحراق مخيمات للنازحين بالذات في مدرسة الجرجاوي بشكل مباشر، متعمدًا إحراق المدنيين وهم في خيامهم، وقد وثقت المشاهد المتداولة مشاهد تقشعرّ لها الأبدان، مشاهد تذكر البشرية بأظلم فصول التاريخ.
إنّ ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة إبادة مكتملة الأركان، تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني واستئصال قضيته من جذورها. وإذا كان العالم قد قرر أن يغض الطرف عن هذه الجرائم، فإن مسؤولية الأمة الإسلامية والعربية تصبح مضاعفة، وهي مدعوة لتحمّل واجباتها الأخلاقية والدينية والإنسانية تجاه ما يحصل.
وفي مشهد آخر لا يقلّ خطورة، شهد المسجد الأقصى انتهاكًا سافرًا من قبل مئات المستوطنين الصهاينة الذين اقتحموا باحاته بقيادة الصهيوني المتطرفبن غفير، في إطار ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام”، وهي مناسبة باتت تُستخدم كغطاء سياسي لتكريس التهويد والتدنيس المتعمد للمقدسات الإسلامية.
هذا الاقتحام لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو خطوة عدوانية مدروسة ضمن مشروع استيطاني طويل الأمد يستهدف تفريغ القدس من سكانها الأصليين وفرض السيادة الصهيونية على أولى القبلتين وثالث الحرمين. إنّ صمت الأنظمة الرسمية على هذا الانتهاك الصارخ يعكس انحدارًا أخلاقيًا واستراتيجيًا، ويمنح العدو ضوءًا أخضرًا للاستمرار في انتهاكاته.
في ظل هذا الواقع القاتم، لم يعد الصمت مقبولًا، ولم يعد التعويل على المجتمع الدولي مجديًا. المطلوب اليوم هو موقف عربي وإسلامي فاعل يتجاوز حدود التنديد والإدانة. على الشعوب أن تتحرّك في الساحات، وعلى النخب أن ترفع الصوت عاليًا، وعلى كل فرد أن يمارس دوره في مقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا.
المقاطعة لم تعد خيارًا رمزيًا، بل ضرورة أخلاقية وأداة مقاومة سلمية فعالة، والمظاهرات الشعبية قادرة على إيصال رسالة الرفض والغضب، وقد أثبتت الشعوب الحرة مرارًا أنّها قادرة على صنع الفارق إذا خرجت من دائرة الصمت إلى ميدان الفعل.
وفي هذا المشهد الموحش من الصمت والتخاذل، يبرز الموقف اليمني كصوت استثنائي يعيد التوازن الأخلاقي للأمة، حيث توكد القيادة اليمنية ممثلةً بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة الأولويات، وأن العدوان على غزة لن يمرّ دون ردّ.
لقد أثبتت اليمن – رغم الحصار والحرب – أنّها حاضرة في معركة الأمة، وأنها جزء أصيل من محور المقاومة، إذ تواصل إطلاق عملياتها العسكرية المساندة لغزة، معلنةً أنّ دماء الأطفال والنساء في فلسطين ليست رخيصة، وأن زمن الاستضعاف العربي قد ولّى.
فليكن صوت اليمن صرخة توقظ من بقي لديه ضمير. الأمة تملك من القدرة ما يكفي لتغيير المعادلة، فقط إن قررت أن تتحرك.