نسعى لتنوع الأسواق والترويج للمنتجات السياحية الجديدة
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
•• السياحة التركية قادمة بقوة ورغبة شديدة من الأتراك لزيارة مصر
•• زاهى حواس يروج للسياحة فى اليابان لدفع مزيد من الحركة الوافدة
•• حملات مشتركة مع منظمى الرحلات الصينيين لخلق زيادة الطلب على مصر
•• السياحة الروسية عادت بشكل جيد والتحدى الأكبر الطيران
•• نبحث مع الشركة الوطنية زيادة حركة الطيران بين مصر والصين
•• ٩٠٪ نسب إشغالات الغردقة و٧٠٪ لشرم الشيخ وزروة السياحة الثقافية
•• الساحل الشمالى نجح فى جذب السائح العربى عالى الإنفاق
•• مشاركة قوية لمصر فى ٣ معارض عالمية فرنسا وإيطاليا ولندن
قال عمرو القاضى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، السوق التركى سوق واعد ومن الأسواق المهمة للمقصد السياحى المصرى، حيث يشهد نسبة كبيرة فى ظل التواصل والعلاقات الجيدة بين البلدين بعد عودة السفراء، وسيكون لمصر مشاركة جيدة فى معرض EMITT السياحى بتركيا شهر فبراير القادم.
وأكد «القاضى» فى حواره لـ«دنيا السياحة» وجود تواصل على أعلى مستوى فى المجال السياحى مع المسئولين الأتراك، وشركات السياحة التركية، من خلال الرحلات التعريفية والمناقشات المستمرة مع منظمى الرحلات، فى ظل الرغبة الشديدة من المواطنين الأتراك لزيارة مصر، والدولة قامت بدورها فى منح تأشيرات ميسرة للأتراك، وهو ما يؤكد أهمية هذا السوق للمقصد السياحى المصرى، لكونة سوقًا قريبًا، وتخرج منه أعداد كبيرة، وإستراتيجية الوزارة العمل فى جميع الأسواق وكله فى مصلحة البلد، وعدم الاعتماد على أسواق معينة والاهتمام بجميع الأسواق الكبيرة والصغيرة، ومن الأسواق الجديدة السوق الاسترالى الذى يشهد نسبة نمو مقبولة رغم بعد المسافة عن مصر، الا أنه سوق جيد، وكذلك البرازيل واليونان والسوق الهندى وهو سوق مهم وداخل بقوة كبيرة.
وأشار «القاضى» إلى أن هيئة تنشيط السياحة، تسعى للترويج المباشر للمنتجات السياحية الجديدة لدفع الحركة الوافدة، بجانب الحملات الدولية الترويجية الخاصة بمصر والمشتركة مع كبرى شركات السياحة فى الأسواق المختلفة، وهو ما تقوم به الهيئة الآن من خلال جولة لمدة أسبوع بالعاصمة اليابانية «طوكيو» بمصاحبة الدكتور زاهى حواس عالم الآثار المصرى ووزير الآثار الأسبق، حيث قام بإلقاء عدد من المحاضرات فى عدد من الجامعات اليابانية، والتى شهدت إقبالًا كبيرًا من اليابانيين لعشقهم للتاريخ والحضارة المصرية، وتناول خلالها أحدث الاكتشافات الأثرية المصرية، ومستجدات خطة تطوير وإنشاء المتاحف والجديد فى السياحة الثقافية الأثرىة فى مصر، والتى تجذب السائح اليابانى.
وتابع.. وعلى هامش الزيارة تم عقد عدد من الاجتماعات مع شركات السياحة اليابانية، لشرح ما تقدمه مصر من المنتجات السياحية المختلفة للترويج للحركة السياحية، إلى جانب لقاءات إعلامية ومع المسئولين من الجانب اليابانى للتأكيد على اهتمام مصر بالسياحة اليابانية، لافتًا إلى أن جولة اليابان تأتى عقب الجولات التى نظمتها الهيئة مع الدكتور زاهى حواس فى عدد من الدول كألمانيا والسويد ودول البلطيق والدنمارك للترويج ودفع مزيد من الحركة الوافدة من تلك الدول.
ولفت «القاضى» إلى أن حركة السياحة اليابانية ليست بالكبيرة بعد جائحة كورونا، وذلك لحرصهم الشديد جدًا على الصحة والسلامة وما زالوا يتحسسون الأمور فى السفر، ومتوقع أن يكون هناك نمو كبير من السائح اليابانى الذى يتميز بإنفاقه المرتفع.
وحول زيارته مؤخرًا للصين قال، هى سوق واعد جدًا، وإن كانت لا تعمل بطاقتها بعد جائحة كورونا لما لديهم من تخوف ولكنه من الأسواق المهمة، واعتمادهم على السياحة الثقافية ويمثلون نحو ٣٠٠ ألف، ولكن بدأوا التنوع فى السفر فاتجهوا إلى الغردقة إلى جانب الأقصر وأسوان، ولفت إلى أن زيارته الأخيرة للصين جاءت على هامش أول معرض سياحى دولى فى الصين «شنغهاى» منذ جائحة كورونا، وكان التركيز فى رسالتنا على أن أول جروب سياحى خرج من الصين كان لمصر، وأول زيارة رسمية لوزير السياحة الصينى خارج الصين كانت لمصر، وهو ما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين على المستويين السياسى والاقتصادى وهو ما كان له تأثير كبير فى سهولة الحصول على التأشيرة للمواطن الصينى.
وتابع.. وتم تصميم الجناح المصرى الذى شاركت به الهيئة فى معرض «شنغهاى» بشكل فرعونى، كما تم عرض بعض الأفلام عن المنتجات السياحية المصرية عبر شاشات داخل وخارج الجناح، وكذا تم توزيع منشورات باللغة الصينية عن تفاصيل المدن والجولات السياحية المصرية، وسوف تشارك الهيئة مرة أخرى فى نوفمبر المقبل بمعرض بكين الدولى للسياحة، وبجناح ضخم يعد الأكبر فى المشاركات المصرية، مؤكدًا أن التواجد المستمر فى بكين يعكس اهتمامنا بالسوق الصينية، خاصة أن الهيئة تعد دراسات وأبحاثًا مستمرة بشأن المتغيرات التى تطرأ على السوق الصينى لتفهم هذا السوق، خاصة أن كثيرًا من الشباب هم الأكثر سفرًا بعد كورونا ومتفتحين أكثر على الثقافات الدولية.
وأشار رئيس تنشيط السياحة، إلى أنه جارى البحث مع الشركة الوطنية لزيادة وتكبير حركة الطيران بين البلدين، فالصين قارة كبيرة، ولا يكفى التعامل مع مدينة أو اثنتين، ونبحث زيادة عدة مدن جديدة، لافتًا إلى أن مصر للطيران تسير حاليًا 3 رحلات مباشرة أسبوعية من بكين وجوانزوا وهانشوا، إلى مصر، وهناك شركة صينية تسير رحلة مباشرة أيضاً من مدينة تشانزو للقاهرة، وذلك بخلاف باقى الشركات التى تسير رحلات غير مباشرة بإجمالى 15 رحلة أسبوعية، لافتًا إلى أن هناك مفاوضات مع شركات عديدة لزيادة الرحلات المباشرة لمصر.
وتابع.. نستهدف هذا العام تحقيق ٧٠٪ من الحركة الوافدة عن ماقبل كورونا فى ظل الطلب المتزايد من السوق الصينى، حيث تم عقد حملات مشتركة مع منظمى الرحلات الصينيين لخلق الطلب على مصر.
وصرح عمرو القاضى، بأن الهيئة ستشارك فى عدد من المعارض السياحية الدولية وتبدأ بالمشاركة يوم ٢ أكتوبر المقبل فى معرض (top ress) بفرنسا وهو أحد أهم المعارض السياحية، والسوق الفرنسى ضمن الـ٢٠ دولة الأوائل فى ترتيب الحركة الوافدة، ويعد من الأسواق المهمة، ورسالتنا خلال مشاركتنا فى العرض أن لدينا تنوعًا فى المنتج السياحى إلى جانب السياحة الثقافية التى يفضلونها، وأن هناك تطويرًا للحركة الجوية بين مصر وفرنسا، وتقارب الثقافات والتاريخ إلى جانب أن أسعار المنتج المصرى مناسبة.
وتابع.. ويليه المشاركة فى معرض «ريمنى» بإيطاليا، فى الفترة من ١١ إلى ١٣ أكتوبر، بمشاركة كبيرة وزيادة عدد العارضين المصرين ليصل هذا العام إلى ٢٠ شركة وفندقًا، والسوق الإيطالى يعد من الأسواق المهمة للمقصد السياحى المصرى.
كما تشارك الهيئة نهاية شهر أكتوبر فى معرض بمدينة «لاس فيجس» الأمريكية، وهو من المعارض المهمة جدًا وهو خاص بسياحة المؤتمرات، وتشارك الهيئة أيضاً ٦ نوفمبر القادم فى بورصة لندن السياحية العالمية والتى تعد ثانى أكبر بورصة فى العالم بعد بورصة برلين، ويشارك بها هذا العام نحو ٦٠ فندقًا وشركة سياحة بزيادة ٥٠٪ على السنوات السابقة، والسوق الإنجليزى من الأسواق المهمة جدًا والمشاركة المصرية ليست بهدف السوق الإنجليزى فقط ولكن لمشاركة كل سياحة دول العالم بها. وعن السياحة الروسية قال رئيس تتشيط السياحة، بدأت تعود بشكل جيد وتحتل المرتبة الثانية بعد ألمانيا، لافتًا إلى الزيارة التى قام بها مؤخرًا وزير السياحة أحمد عيسى لروسيا والتقى مع العديد من شركات السياحة الروسية ولها ردود أفعال جيدة، وكان التحدى الأكبر هو الطيران، إلى جانب قلة عدد الشركات الروسية بسبب العقوبات المفروضة عليهم.
ومن ناحية أخرى أكد «القاضى» أن معدلات إشغالات الفنادق موسم الصيف جيدة جدًا وتصل لأكثر من ٩٠٪ فى الغردقة و٧٠٪ لشرم الشيخ، والسياحة الثقافية عادت بقوة شديدة ويؤكد ذلك الحجوزات، مشيرًا إلى السياحة العربية التى حققت أعلى نسب إشغالات، وخاصة الإقبال الكبير على الساحل الشمالى الذى جذب السائح العربى عالى الإنفاق، ووصل سعر الغرفة فى الليلة الواحدة ٤٥ ألف جنيه، وهذا ما لم يحدث فى تاريخ مصر، ونحن نبحث عن هذه النوعية من السياح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السياحية الجديدة السياحة التركية السياحة الروسية
إقرأ أيضاً:
المتاحف والتنمية السياحية
مدرين المكتومية
أيام قليلة تفصلنا عن تظاهرة ثقافية ومعرفية بالغة الأهمية، تدعم جهود عدد من الجهات ذات الصلة بالعمل المُتحفي والثقافي والوثائقي؛ حيث يستضيف مُتحف عُمان عبر الزمان بولاية منح في محافظة الداخلية، أعمال المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية"، ولمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من 18 إلى 20 من مايو الجاري، وهو الحدث الذي سيسلط الضوء على الأدوار المهمة للمتاحف في تعزيز نمو القطاع السياحي.
المؤتمر الدولي ينعقد بتنظيم من المتحف وبالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة، ويشهد مشاركة ما يزيد عن 42 باحثًا وأكاديميًا وخبيرًا من 21 دولة، فضلًا عن عدد من المعنيين بقطاعي التراث والسياحة من داخل عُمان وخارجها.
ما يُميِّز هذا المؤتمر المرتقب أنه يتضمن استعراض العديد من الأوراق العملية، التي أعدها باحثون وأكاديميون ومهتمون بالشأن المُتحفي، وتتناول دور المؤسسات المُتحفية والتراثية في تنمية السياحة وصون المكوّن الثقافي، والسياحة المُتحفية والاقتصاد الثقافي، والفرص الاستثمارية المرتبطة به، بجانب الدور التعليمي والمعرفي للمتاحف من خلال الشراكات الأكاديمية، وكذلك جهود توظيف التقنيات الرقمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في إثراء تجربة الزائر.
المؤتمر ثمرة تعاون بين 3 جهات، أولها متحف عُمان عبر الزمان، ذلك الكيان المتحفي الرائد الذي يروي تاريخ عُمان على مر العصر ويسلط الضوء على أبرز المحطات التاريخية الفاصلة في حياة الإنسان العُماني الذي عاش منذ القدم على هذه الأرض الطيبة.
إلى جانب دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وهي أكبر أرشيف وطني في عُمان، يزخر بالعديد من الوثائق والمخطوطات التي توثق بكل دقة العديد من المراحل التاريخية، بما فيها من شخصيات رائدة وسِيَر إنسانية مُلهمة، تبرهن مدى عِظم الإنسان العُماني، في مسيرته الحضارية الممتدة عبر آلاف السنين، وفي شتى الحقب الزمانية.
أما الجهة الثالثة التي تشارك في تنظيم هذا الحدث المحوري، فهي وزارة التراث والسياحة، والتي تتولى مهمة النهوض بالقطاع السياحي وتوفير كافة السبل الكفيلة ببناء قطاع سياحي مُزدهر، يُسهم في رفد الخزانة العامة بالإيرادات التي تدعم التنويع الاقتصادي، وتساعد في توفير فرص العمل، وتُعزز الازدهار الاقتصادي.
ولا ريب أن للمتاحف دورًا مؤثرًا في تنشيط الحركة السياحية، ودعم نمو القطاع، بفضل ما توفره من تجارب بصرية ومعارف تعليمية مميزة؛ الأمر الذي يساعد على تعزيز الهوية الثقافية، وجذب المزيد من السياح إلى البلد، والمساهمة في نمو اقتصادنا الوطني. وهذه المتاحف ليست فقط صالات عرض للكنوز الثمينة، لكنها نوافذ عملاقة يُطل من خلالها الزائر على مراحل التاريخ، بما فيها من عراقة وثراء معرفي وثقافي وحضاري، وهي في ذلك تصبح جزءًا أصيلًا من أي استراتيجية للتنمية السياحية؛ إذ لا سياحة دون متاحف. والدليل على ذلك، أننا عندما نشارك في أية فعاليات خارج الدولة، تحرص الجهات المُنظمة للفعاليات على تنفيذ جولات وزيارات ميدانية للوفود المشاركة إلى عدد من المتاحف؛ بهدف تعريف هذه الوفود بتاريخ وحضارة البلد الذي يزورونه.
ومن المميز في هذا المؤتمر الدولي أنه يتضمن تنظيم 3 حلقات عمل تخصصية، إضافة إلى معرض تشارك فيه مؤسسات حكومية وخاصة، وعدد من الباحثين والأكاديميين، لإبراز الأبعاد الثقافية والاقتصادية للمتاحف ودورها المجتمعي والسياحي.
هذه الجهود الحثيثة تواكب بلا أدنى شك مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز التنمية السياحية وترسيخ الجوانب الثقافية، فيما بات يُعرف بالاقتصاد البنفسجي، وهو فرع الاقتصاد القائم على الجوانب الثقافية والفكرية، والتي تستهدف تحقيق نمو اقتصادي قائم على المقومات الثقافية والحضارية.
ولذلك فإن أدوار المتاحف متعددة في دعم القطاع السياحي، منها ترسيخ الهوية الثقافية من خلال ما تقدمه من تجارب تعليمية مميزة للزوار؛ سواءً كانوا مواطنين أو سياح أجانب؛ إذ تعرض المتاحف القطع الأثرية والمخطوطات التاريخية. كما تُسهم المتاحف في جذب السياح المهتمين بالثقافة والتاريخ؛ حيث نلاحظ اهتمام السياح الأجانب بزيارة متاحفنا للاطلاع على الجوانب التاريخية المُشرقة في حضارتنا على مر العصور.
ولعل من أبرز أدوار المتاحف أنها تعزز التعاون مع المتاحف الأخرى حول العالم، بما يساعد على تبادل الخبرات والترويج للتراث العماني عالميًا، وأكبر مثال على ذلك تعاون المتحف الوطني العُماني مع متحف الإرميتاج الروسي.
ومن هذا المنطلق، نؤكد أن متاحفنا العُمانية بمثابة منارات تشع نور المعرفة وضياء الثقافة، وتمنح زوارها تجربة ثقافية وحضارية لا تُنسى، بفضل الإمكانيات المتطورة والثراء الحضاري الذي تزخر به. والجمع بين الثقافة والسياحة، يمثل سموًا حضاريًا جديرًا بالاحترام والتقدير؛ حيث تتحول السياحة من كونها نشاط ترفيهي، إلى منظومة اقتصادية وثقافية متكاملة، تدعم خطط الدولة على أكثر من صعيد.
وإنني لأدعو جموع المهتمين بالشأن المُتحفي والباحثين في مجال الثقافة وعلاقتها بالتنمية السياحية، أن يحرصوا على متابعة أعمال هذا المؤتمر الدولي، والذي أسعد بالمشاركة فيه وتغطيته صحفيًا، انطلاقًا من أدوار الصحافة والإعلام الرائدة في مثل هذه المناسبات.
رابط مختصر