نظّم بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، يوم الخميس الماضي، وبالتزامن مع اليوم الدولي للسلام الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام، أولى جلساته الحوارية بعنوان “إعادة التفكير في الاستدامة والسلام من منظور روحي” بمشاركة ثلاثة قادة أكاديميين مرموقين، استكشفوا سُبل تعزيز ممارسات المعيشة المستدامة والالتزام بمسؤولية الإشراف البيئي.

كما تناولت الجلسة تعاليم الإسلام المتعلقة بتنوع الثقافات والقدرة على التواصل بما يؤثر على الإنسانية والبيئة ككل، وسلطت الضوء على أهمية دور التربية البيئية في ترسيخ القيم الأخلاقية والحفاظ على الموارد واستدامتها للأجيال المقبلة.

وألقى عبدالله الشحي، المدير التنفيذي بالإنابة لبيت العائلة الإبراهيمية، كلمة افتتاحية في بداية الجلسة، تناول فيها سبل ترسيخ ممارسات المعيشة المستدامة والالتزام بالإشراف البيئي التي أكدت عليها تعاليم الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، عبر مرور الزمن.

وأدار الجلسة الحاخام ديفيد روزين، المستشار الخاص لشؤون الأديان والديانة اليهودية في بيت العائلة الإبراهيمية، الذي شرح في بداية الحوار العلاقة المشتركة بين الإيمان والبيئة، وقال: “لطالما كان لمجتمعاتنا الدينية دورٌ مؤثرٌ في تشكيل المشهد الثقافي، وترسيخ أسس التعايش السلمي، والحثّ على مواجهة التحديات العالمية”.

وأضاف روزين: “هناك صلة وثيقة بين الاستدامة والسلام عندما يتعلق الأمر بضمان صحة ورفاهية فئات المجتمع المختلفة”.

 

المسؤولية تجاه ممارسات الاستدامة

وتحدث في الجلسة الحاخام الدكتور آري بيرمان، رئيس جامعة يشيفا، عن المنهجية التي تعتمدها الجامعة في إعداد طلبتها ليكونوا قادة المستقبل بناءً على شبكة العلاقات والصداقات التي يطورونها حول العالم اليوم، ما يُرسي أسساً قوية لتحقيق سلام مستدام في المستقبل. وقال: “تتمحور الاستدامة حول العناية والاهتمام بالآخرين، فالتفكير في الآخرين يُشكّل أحد الأسس الرئيسية للاستدامة”.

وأكد دكتور بيرمان، وهو رئيس إحدى أهم مؤسسات التعليم العالي الدينية والمدنية في العالم، أهمية التفكير في الاستدامة من منظور طويل الأمد، قائلاً: “يتمثل الهدف الأساسي من الاستدامة في غرس الشعور بالمسؤولية لدى الأجيال الجديدة المقبلة”.

 

التعاون للارتقاء بالقيم المجتمعية

بدورها تحدثت الدكتورة مونيكا مينينديز، عميد مساعد للهندسة لشؤون الدراسات العليا، وأستاذة الهندسة المدنية والحضرية في جامعة نيويورك أبوظبي، عن أهمية التعاون وتوحيد الجهود مع الآخرين في سبيل تعزيز أهداف الاستدامة وتحقيقها.

وقالت: “يجب ألا نتنازل عن القيم الاجتماعية بحجة تحقيق الكفاءة. ولضمان الحفاظ على هذه القيم يلزم أن نتعاون مع مجموعة متنوعة من المتخصصين في قطاعات الهندسة والاجتماع والفنون والعلوم الإنسانية لفهم هذه القيم ومراعاتها في عمليات اتخاذ القرار”.

وبينت الدكتورة مينينديز، أن عملية اتخاذ القرار يجب أن تشمل جميع الأطراف المعنية في نقاش مشترك، لفهم تداعيات هذه القرارات وضمان مراعاتها للقيم الاجتماعية.

وتتولى الدكتورة مينينديز أيضاً قيادة مركز أبحاث الشبكات الحضرية التفاعلية بجامعة نيويورك أبوظبي.

 

الإيمان يُضيء دروب الأمل أمام الأجيال القادمة

واختتم الحاخام روزين الجلسة بقصة عن أشجار الخروب قائلاً: “يقع على عاتقنا غرس الأشجار لنضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال المقبلة، مما يُبرز مسؤولياتنا وأهدافنا وطموحاتنا المشتركة، المستوحاة من تعاليمنا الدينية، حول رؤانا المستقبلية لغد مشرق”.

 

التركيز على الاستدامة

ومنذ افتتاحه في وقت سابق من العام الجاري، شهد بيت العائلة الإبراهيمية إقامة أكثر من 100 فعالية ضمن دور العبادة الثلاث، نجح خلالها في بناء جسور الحوار بين مختلف المجتمعات وتقديم فرص التعلم والاحتفال، وهو يواصل رحلته نحو تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون من خلال تسليط الضوء على أبرز المواضيع المهمة والتحديات العالمية.

ويقدم بيت العائلة الإبراهيمية أيضاً برنامجاً حافلاً بالفعاليات المجتمعية وورش العمل والأنشطة المتاحة للجمهور، وستشمل الجلسات التي سينظمها خلال الأشهر المقبلة ورش عمل حول الممارسات المستدامة، ونقاشات جماعية تهدف إلى تبادل المعارف والأفكار والخبرات بين الأجيال المختلفة، إضافةً إلى عروض الأفلام وندوات شعرية وأدبية.وام

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

فى اطار فعاليات معرض فوود افريكا انطلاق جلسة نقاشية حول استدامة الشركات الصغيرة والمتوسطة


انطلقت الجلسات النقاشية التى تنظمها شركة كونسبت لتنظيم المعارض والمؤتمرات ضمن فعاليات اليوم الثانى للمعرض التجارى الدولى للأغذية والمشروبات " فوود افريكا " فى دورته العاشرة والذى افتتحه أمس نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة وسط حضور مكثف من رجال الأعمال والخبراء والمتخصصين فى مجال الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية.

وقد عقدت الجلسة تحت عنوان  " الطريق إلى الأمام: استدامة الشركات الصغيرة والمتوسطة (مع التركيز على تغير المناخ) "، شارك فى الجلسة كل من الدكتور وليد رمضان، مستشار زراعي أول، بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والسيدة ليلى قناوي، مسؤولة البرامج الاقتصادية والزراعية، بسفارة سويسرا، والسيد/ محمد منصور، المدير الاقليمى، لقطاع الأغذية والزراعة، بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لدول الشرق الأوسط وإفريقيا، والمهندس محمد عبد الرحمن، رئيس مجلس إدارة شركة محاصيل، والسيدة شانتال صباغ - مدير عام تنمية الأعمال والخدمات غير المالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلي المصري، والسيد/ عمر عبد اللطيف، المستشار الزراعي، سفارة هولندا في مصر،  والسيد/ أحمد الضرغامى، مسئول برنامج التغيرات المناخية والخدمات الأساسية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) – بمصر،، أدار الجلسة د. هاني السلاموني، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إنروت للاستشارات.

وقال الدكتور وليد رمضان، مستشار زراعي أول، بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ان الوكالة تنفذ مشروعًا تنمويًا لإدخال الزراعة الذكية المناخية فى مصر بالتعاون مع المزارعين ووزارة الزراعة باعتبارها الشريك الاستراتيجى للمشروع، حيث يستهدف المشروع تطبيق صغار المزارعين فى صعيد مصر لفكر الزراعة الذكية المناخية.

وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع ركزت على تطوير سلاسل القيمة الزراعية بهدف رفع دخل صغار المزارعين في محافظتي بني سويف والمنيا، ومع انطلاق المرحلة الثانية، توسّعت الشراكات لتشمل جهات دولية، حيث انضمت الحكومة السويسرية بتمويل مشترك، إلى جانب مشروع توحيد الحيازات الزراعية الممول من السفارة الهولندية، ما سمح بالعمل بعمق أكبر على تحسين إدارة الأراضي وترسيخ مفهوم الزراعة الذكية مناخيًا.

وأشار إلى أن المشروع بدأ بتنفيذ تقييم شامل لمخاطر التغير المناخي في محافظات الصعيد، لتحديد التحديات الخاصة بكل منطقة، وربطها بتحديات سلاسل القيمة، بما يمكّن من اختيار الحلول الأكثر ملاءمة لصغار المزارعين، لافتًا إلى أن أحد أكبر التحديات كان أن العديد من الحلول المناخية الذكية المطبقة في دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية قد تكون غير مألوفة للمزارع المصري، ما استدعى اعتماد مسارين متوازيين الأول مسار "النجاحات السريعة" (Quick Wins) وهو إعادة تفعيل ممارسات ناجحة كانت موجودة بالفعل لكنها تراجعت مع الوقت، مثل: الدورة الزراعية (Crop Rotation) الزراعة على المصاطب الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات (IPM) التحميل الزراعي  (Intercropping)

وأضاف رمضان أن هذه الممارسات جرى دمجها مع صغار المزارعين لإعادة ترسيخها بشكل عملي ومدروس، بينما تضمن المسار الثانى إدخال حلول جديدة ومبتكرة ويتضمن تجريب تقنيات مطبقة عالميًا من خلال مشروعات تجريبية (Pilots)  مثل الصوب الزراعية المغطاة بالشِباك (Shaded Greenhouses) استخدام الأسمدة الحيوية (Bio-fertilizers) تطبيق البيوتشار (Biochar)  لتحسين خصوبة التربة منتجات المكافحة الحيوية (Bio-control)، مؤكدًا أن هذه الحلول يتم اختبارها ميدانيًا وتدريب المزارعين عليها، تمهيدًا لتوسيع تطبيقها خلال المرحلة المقبلة.

،وفى رده على تساؤل حول ما الحافز الذى سيجذب المزارعين لإعادة إحياء الدورة الزراعية قال د. وليد رمضان إن أهم محفز لالتزام صغار المزارعين بالدورة الزراعية هو دمج القطاع الخاص في مراحل الإنتاج كافة. فوجود مشتري رئيسي ومحصول مضمون — مثل شركات تتعاقد على الريحان أو البصل وغيرهما — يمنح المزارع ثقة في العائد الاقتصادي ويجعله أكثر التزامًا بالخطط الزراعية. 

مقالات مشابهة

  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • مؤتمر التمويل التنموي يختتم أعماله بأكثر من 35 جلسة حوارية تجسد رسالته لقيادة التحول التنموي
  • سلطنة عُمان وأستراليا تعقدان جلسة مباحثات سياسية
  • البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ينظّم جلسة حوارية ضمن مؤتمر التمويل التنموي
  • وزارة الإعلام تنظّم جلسة حواريّة لتعزيز التحوّل الرّقمي بالقطاع الحكومي واستعراض النماذج الناجحة
  • جلسة حوارية تبحث أثر الذكاء الاصطناعي على الفنون والأدب
  • جلسة حوارية تستعرض دور النساء في تشكيل الثقافة ورأس المال خلال أسبوع أبوظبي المالي
  • وزارةُ الإعلام تنظّم جلسة حواريّة لتعزيز التحوّل الرّقمي برؤية جديدة وتمكين شامل
  • جلسة حوارية تناقش المواطنة الرقمية وتحديات التفاعل في المنصات الاجتماعية
  • فى اطار فعاليات معرض فوود افريكا انطلاق جلسة نقاشية حول استدامة الشركات الصغيرة والمتوسطة