بوابة الوفد:
2025-06-13@13:33:08 GMT

مولانا الزعيم فى سيدنا الحسين!

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

لا يصيبنى الملل أبدًا عند الحديث عن الزعيم مصطفى النحاس. سيرة النحاس، تستحق التوثيق الدائم. فهو الزعيم الطاهر الشريف عفيف اليد واللسان والتاريخ!

نعم.. هو الشريف الذى أخذه والده طفلا إلى ضريح الإمام الحسين وقال له «يا بن بنت الرسول هذا ابنى مصطفى فى مَعيتك وقد وهبته لخدمتك»! وهذا هو سر ارتباط النحاس بالمسجد الحسينى وحرصه على الصلاة فيه كل أسبوع.

. وهذا هو سبب إصرار تلاميذ النحاس عند وفاته على السير بجنازته -بعد الصلاة عليه فى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير- إلى مسجد الحسين، والصلاة عليه مرة ثانية داخل المسجد الذى ارتبط به منذ كان طفلًا.. وهتفت الجماهير عندما اقتربت الجنازة من المسجد «يا ابن بنت الرسول الزين جالك الحبيب الزين».

علاقة النحاس بمسجد الحسين استمرت وازداد تعلقه به بعد يوليو 1952 عندما تم تحديد حركة الزعيم مصطفى النحاس.. وكان مسجد الإمام الحسين من الأماكن المسموح له بزيارتها أسبوعيًا بناءً على طلبه.. وكان مريدوه يذهبون إلى هناك يوم الجمعة لمقابلته والاطمئنان عليه، وكان سعد عبدالنور نجل القيادى الوفدى البارز فخرى عبدالنور لا يرى النحاس إلا كل يوم جمعة فى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.. وفى إحدى المرات قال سعد عبدالنور للنحاس: يا باشا أنا مسيحى.. مش معقول كل ما أحب أشوفك لازم تجبرنى أدخل جامع الحسين! فرد عليه النحاس مازحًا: جرى إيه يا سعد إنت ما تعرفش إن مولانا الحسين كان وفدى!

هذه الحكاية الحقيقية هى مفتاح شخصية مصطفى النحاس باشا الذى قضى عمره يدافع عن الوطن وقضيته الوطنية من خلال الوفد، الحزب العريق الذى عشقه مثل روحه مستعينًا بالله.. متمسكًا بثوابته التى لا تختلف عن ثوابت كل المصريين الذين كانوا يعملون نهارًا من أجل لقمة العيش ويناضلون ظهرًا ضد الاحتلال ويزورون، ليلًا، أولياء الله الصالحين تبركًا بهم فى مواجهة ظُلم الاحتلال، ويمسكون بأيدى إخوانهم المصريين بغض النظر عن دينهم لصناعة عروة وثقى تحميهم من الطغيان والتشتت والانحدار.. كانت هكذا مصر وكان مثلها النحاس.. الذى كانت حياته مثل وفاته.

قال الصحفى والإعلامى إبراهيم عيسى: «مصطفى النحاس رجل عظيم ومظلوم ولا يوجد أعظم منه فى تاريخ مصر..حزب الوفد كان حينها حزب الأغلبية وجاء بالديمقراطية والانتخاب رغم وجود بعض المظالم ووجود ملك يحتكر السلطات واحتلال إنجليزي».

نعم.. مصطفى النحاس، هو الزعيم الذى تعرض، ومازال، للظلم، فهو الزعيم الوطنى، المناضل، الذى تعرض لأكبر عملية محو تاريخى لإنجازاته السياسية، وهو الزعيم الطاهر الشريف الذى لم يحصل على تكريم من وطنه سوى إطلاق اسمه على شارع شاءت الظروف أن يكون شارعًا مهمًا فى أحد أحياء القاهرة!

دعونا نتكلم عن سيرة مصطفى النحاس، حتى تعرفه الأجيال الجديدة، التى تبحث عن مثل مضىء فى طريق العمل السياسى، وتبحث عن أمل فى قلب عتمة النهار، ولن نجد أفضل من مصطفى النحاس نموذجًا، وهو الرجل الذى أطلق عليه سعد زغلول لقب «سيد الناس» الذى أصبح لقبه فيما بعد.. «الزعيم المظلوم»!

«النحاس» تعرض لانتقادات شديدة بسبب قبوله تشكيل الحكومة الخامسة له، والتى استمرت أربعة أشهر، تقريبًا، من 4 فبراير 1942 وحتى 26 مايو من نفس العام، وقد تعرض للهجوم لأن الانجليز فرضوها على الملك «فاروق».. فقد كانوا يريدون حكومة يرضى عنها الشعب خوفًا من القلاقل الداخلية أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن «النحاس» قال فى خطاب الحكومة موجهًا حديثه للملك: «لقد ألححتم علىّ المرة تلو المرة ثم ألححتم علىّ المرة تلو المرة كى أقبل هذه الوزارة وقد قبلتها» لينفى الرجل بذكاء شديد الاتهام الذى وجهه خصوم الوفد للنحاس بالتواطؤ من أجل الحصول على منصب رئيس الوزراء!!

ورغم كل هذه الوزارات وكل هذا السلطان كان يعود الرجل بعد أشهر قليلة من الحكم إلى صفوف الجماهير، مناضلًا ومكافحًا من أجل الحرية والديمقراطية.. لم يفسد ولم يتربح.. حتى إن خصومه حاكموه فى البرلمان وأصدروا ضده كتابًا أسود واتهموه بالفساد لأن زوجته السيدة زينب الوكيل لم تدفع رسومًا جمركية مقررة على بالطو «فرير» حضرت به من الخارج وكانت ترتديه.. فاعتبره خصومه فسادًا!

ظل النحاس مقيد الحركة حتى توفى يوم 23 أغسطس 1965 وهو لا يملك سوى معاش لا يكفى تغطية ثمن الدواء.. عاش فقيرًا ومات فقيرًا.. ولكنه بلا شك رحل زعيمًا فماتت الزعامة من بعده.

النحاس، كما قلت لكم هو أيقونة الوفد، ودليل الوفديين للمبادئ التى لا تموت، وزعيمهم الملهم، وقائدهم عند الشدائد، ونحن جميعًا سائرون على دربه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور مسجد الحسين مصطفى النحاس هو الزعیم

إقرأ أيضاً:

‏Ebank يوقع بروتوكول تعاون مع مؤسسة “النداء” لدعم حرفة النقش على النحاس في قنا

 
وقعت المؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة (النداء) بروتوكول تعاون مع البنك المصري لتنمية الصادرات EBank  بهدف تمويل مشروع لتنمية وتطوير حرفة النقش على النحاس بمحافظة قنا، ويأتي هذا التعاون في إطار حرص الطرفين على تعزيز الجهود التنموية في القرى الأكثر احتياجًا، من خلال توفير فرص تدريب وتشغيل حقيقية للمرأة، مع الحفاظ على التراث المصري الأصيل. 

يستهدف المشروع دعم أكثر من 120 سيدة منتجة يعملن حاليًا داخل وحدات إنتاجية أنشأتها المؤسسة بقريتين في قنا، إلى جانب تدريب وتوظيف 30 سيدة جديدة، مما يسهم في رفع الطاقة الإنتاجية من 6،000 إلى 8،000 قطعة نحاسية سنويًا.

ويتضمن المشروع عدة محاور تنموية تشمل توسيع البنية التحتية من خلال تأجير ورشة جديدة وشراء معدات حديثة ودعم الإنتاج بتوفير الخامات وتصميم منتجات ذات طابع معاصر وتعزيز القدرات التسويقية من خلال المشاركة في المعارض، وبناء هوية تجارية للمنتجات. بالإضافة إلى تنفيذ برامج تدريبية متخصصة في المهارات الحرفية والإدارة المالية والتشغيل المستدام. إن تلك الشراكة ما بين البنك والمؤسسة تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين العمل الأهلي والقطاع المصرفي في دعم قضايا التمكين الاقتصادي والحفاظ على الحرف التراثية. حيث إن المشروع يمثل خطوة جديدة لدعم الحرف التراثية وتمكين المرأة اقتصاديًا في صعيد مصر، حيث أن المشروع يستهدف خلق تأثير طويل المدى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المجتمعات المحلية.

أن دعم هذا المشروع يأتي ضمن استراتيجية البنك في تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة، خاصة في صعيد مصر، نظرا لأن الحرف اليدوية تمثل قطاعًا واعدًا إذا ما تم تمويله وتسويقه بشكل احترافي. ويعكس هذا التعاون رؤية مشتركة بين المؤسستين لدعم المرأة، وتمكين المجتمعات المحلية، وخلق فرص عمل قائمة على استثمار الهوية الثقافية والتراث المصري، بما يعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية.
وقال الدكتور وليد بريقع المدير التنفيذي لمؤسسة “النداء”، إن الشراكة مع البنك المصري لتنمية الصادرات تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين العمل الأهلي والقطاع المصرفي في دعم قضايا التمكين الاقتصادي والحفاظ على الحرف التراثية.
واكد علي ان المشروع يمثل خطوة جديدة لدعم الحرف التراثية وتمكين المرأة اقتصاديًا في صعيد مصر.
واكد علي أن المشروع يستهدف خلق تأثير طويل المدى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المجتمعات المحلية.

مقالات مشابهة

  • عن فيديو الاعتداء المتداول.. أرملة إحسان الترك: قديم وحصل يوم وفاة جوزي|خاص
  • رئيس الوفد: نرفض المزايدة على الدور المصرى تجاه فلسطين.. وحدودنا خط أحمر
  • جماهير الزعيم تضغط ميسي للهلال فقط
  • الذايدي: الثقة والتفاؤل هو ما يحتاجه الزعيم قبل بدأ البطولة
  • ترامب عن اعتذار إيلون ماسك: من اللطيف جدا أن يفعل ذلك
  • ‏Ebank يوقع بروتوكول تعاون مع مؤسسة “النداء” لدعم حرفة النقش على النحاس في قنا
  • قرار قضائي بحجز أموال نادي الحسين إربد / وثيقة
  • أسعار المعادن الأساسية عالميا تتأثر بالمفاوضات بين أمريكا والصين
  • سعر النحاس الأحمر والأصفر اليوم الأربعاء 11-6-2025
  • هل تحررت تونس من ظل الزعيم؟