بوابة الوفد:
2025-08-11@21:25:16 GMT

مولانا الزعيم فى سيدنا الحسين!

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

لا يصيبنى الملل أبدًا عند الحديث عن الزعيم مصطفى النحاس. سيرة النحاس، تستحق التوثيق الدائم. فهو الزعيم الطاهر الشريف عفيف اليد واللسان والتاريخ!

نعم.. هو الشريف الذى أخذه والده طفلا إلى ضريح الإمام الحسين وقال له «يا بن بنت الرسول هذا ابنى مصطفى فى مَعيتك وقد وهبته لخدمتك»! وهذا هو سر ارتباط النحاس بالمسجد الحسينى وحرصه على الصلاة فيه كل أسبوع.

. وهذا هو سبب إصرار تلاميذ النحاس عند وفاته على السير بجنازته -بعد الصلاة عليه فى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير- إلى مسجد الحسين، والصلاة عليه مرة ثانية داخل المسجد الذى ارتبط به منذ كان طفلًا.. وهتفت الجماهير عندما اقتربت الجنازة من المسجد «يا ابن بنت الرسول الزين جالك الحبيب الزين».

علاقة النحاس بمسجد الحسين استمرت وازداد تعلقه به بعد يوليو 1952 عندما تم تحديد حركة الزعيم مصطفى النحاس.. وكان مسجد الإمام الحسين من الأماكن المسموح له بزيارتها أسبوعيًا بناءً على طلبه.. وكان مريدوه يذهبون إلى هناك يوم الجمعة لمقابلته والاطمئنان عليه، وكان سعد عبدالنور نجل القيادى الوفدى البارز فخرى عبدالنور لا يرى النحاس إلا كل يوم جمعة فى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.. وفى إحدى المرات قال سعد عبدالنور للنحاس: يا باشا أنا مسيحى.. مش معقول كل ما أحب أشوفك لازم تجبرنى أدخل جامع الحسين! فرد عليه النحاس مازحًا: جرى إيه يا سعد إنت ما تعرفش إن مولانا الحسين كان وفدى!

هذه الحكاية الحقيقية هى مفتاح شخصية مصطفى النحاس باشا الذى قضى عمره يدافع عن الوطن وقضيته الوطنية من خلال الوفد، الحزب العريق الذى عشقه مثل روحه مستعينًا بالله.. متمسكًا بثوابته التى لا تختلف عن ثوابت كل المصريين الذين كانوا يعملون نهارًا من أجل لقمة العيش ويناضلون ظهرًا ضد الاحتلال ويزورون، ليلًا، أولياء الله الصالحين تبركًا بهم فى مواجهة ظُلم الاحتلال، ويمسكون بأيدى إخوانهم المصريين بغض النظر عن دينهم لصناعة عروة وثقى تحميهم من الطغيان والتشتت والانحدار.. كانت هكذا مصر وكان مثلها النحاس.. الذى كانت حياته مثل وفاته.

قال الصحفى والإعلامى إبراهيم عيسى: «مصطفى النحاس رجل عظيم ومظلوم ولا يوجد أعظم منه فى تاريخ مصر..حزب الوفد كان حينها حزب الأغلبية وجاء بالديمقراطية والانتخاب رغم وجود بعض المظالم ووجود ملك يحتكر السلطات واحتلال إنجليزي».

نعم.. مصطفى النحاس، هو الزعيم الذى تعرض، ومازال، للظلم، فهو الزعيم الوطنى، المناضل، الذى تعرض لأكبر عملية محو تاريخى لإنجازاته السياسية، وهو الزعيم الطاهر الشريف الذى لم يحصل على تكريم من وطنه سوى إطلاق اسمه على شارع شاءت الظروف أن يكون شارعًا مهمًا فى أحد أحياء القاهرة!

دعونا نتكلم عن سيرة مصطفى النحاس، حتى تعرفه الأجيال الجديدة، التى تبحث عن مثل مضىء فى طريق العمل السياسى، وتبحث عن أمل فى قلب عتمة النهار، ولن نجد أفضل من مصطفى النحاس نموذجًا، وهو الرجل الذى أطلق عليه سعد زغلول لقب «سيد الناس» الذى أصبح لقبه فيما بعد.. «الزعيم المظلوم»!

«النحاس» تعرض لانتقادات شديدة بسبب قبوله تشكيل الحكومة الخامسة له، والتى استمرت أربعة أشهر، تقريبًا، من 4 فبراير 1942 وحتى 26 مايو من نفس العام، وقد تعرض للهجوم لأن الانجليز فرضوها على الملك «فاروق».. فقد كانوا يريدون حكومة يرضى عنها الشعب خوفًا من القلاقل الداخلية أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن «النحاس» قال فى خطاب الحكومة موجهًا حديثه للملك: «لقد ألححتم علىّ المرة تلو المرة ثم ألححتم علىّ المرة تلو المرة كى أقبل هذه الوزارة وقد قبلتها» لينفى الرجل بذكاء شديد الاتهام الذى وجهه خصوم الوفد للنحاس بالتواطؤ من أجل الحصول على منصب رئيس الوزراء!!

ورغم كل هذه الوزارات وكل هذا السلطان كان يعود الرجل بعد أشهر قليلة من الحكم إلى صفوف الجماهير، مناضلًا ومكافحًا من أجل الحرية والديمقراطية.. لم يفسد ولم يتربح.. حتى إن خصومه حاكموه فى البرلمان وأصدروا ضده كتابًا أسود واتهموه بالفساد لأن زوجته السيدة زينب الوكيل لم تدفع رسومًا جمركية مقررة على بالطو «فرير» حضرت به من الخارج وكانت ترتديه.. فاعتبره خصومه فسادًا!

ظل النحاس مقيد الحركة حتى توفى يوم 23 أغسطس 1965 وهو لا يملك سوى معاش لا يكفى تغطية ثمن الدواء.. عاش فقيرًا ومات فقيرًا.. ولكنه بلا شك رحل زعيمًا فماتت الزعامة من بعده.

النحاس، كما قلت لكم هو أيقونة الوفد، ودليل الوفديين للمبادئ التى لا تموت، وزعيمهم الملهم، وقائدهم عند الشدائد، ونحن جميعًا سائرون على دربه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور مسجد الحسين مصطفى النحاس هو الزعیم

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاته.. قصة حب نور الشريف لنادي الزمالك

تحل اليوم الاثنين 11 اغسطس ذكرى وفاة الفنان نور الشريف، الذى ترك إرثًا فنيًا خالدًا في السينما والدراما المصرية، إلى جانب قصة حب ناجحة، وقصة حياة حافلة ارتبطت أيضًا بعالم كرة القدم قبل أن يتفرغ للفن.

مفاعل نووي على القمر.. ناسا تعلن عن خطوة جديدة نحو مستقبل استكشاف الفضاءبداية مفاجئة للأهلي في الدوري المصري.. وتعليق مثير من ريبيروالنشأة والبدايات

وُلد نور الشريف في حي الخليفة بالقاهرة عام 1946، وكان اسمه الحقيقي محمد جابر، بدأ اهتمامه بالفن مبكرًا أثناء دراسته، حيث انضم إلى فريق التمثيل المدرسي، وفى الوقت ذاته كان لاعبًا في فريق أشبال كرة القدم بنادي الزمالك موسم 1961، يتدرب إلى جانب نجوم كبار مثل حمادة إمام، طه بصرى، نبيل نصير، وعلى محسن.

ورغم موهبته الكروية، فضّل الشريف أن يكتفى بموهبته في التمثيل وأن يركز على تطويرها، ليفتح لنفسه طريقًا نحو النجومية.

عشق الساحرة المستديرة والزمالك

ارتبط نور الشريف ارتباطًا وثيقًا بكرة القدم، خاصة بنادي الزمالك الذى ظل يشجعه طوال حياته، وفى تسجيل صوتي نادر من ثمانينيات القرن الماضي، تحدث عن بداياته الكروية قائلًا: "لو فضلت لاعب في الزمالك عمرى كان هيبقى قصير"، في إشارة إلى أن الفن كان قدره الحقيقي.

وقد تجلّى عشقه للزمالك في أعماله الفنية، أبرزها فيلم "غريب في بيتي" الذى جسد فيه شخصية "شحاتة أبو كف"، لاعب الزمالك الذى يسجل ستة أهداف في مرمى الأهلي ضمن أحداث العمل، ليحظى بإعجاب جماهير النادي وإدارته، مؤكداً انتماءه الأبيض.

مسيرة سينمائية حافلة

قدّم نور الشريف أعمالًا سينمائية خالدة أسهمت في صنع نجوميته وانتشاره، منها:

الحاجزبئر الحرمانالأبرياءزوجتي والكلبسواق الأتوبيسحدوته مصريةليلة ساخنةالشيطان يعظحبيبي دائماًالكرنكأهل القمةزمن حاتم زهران

إضافة إلى العديد من الأفلام التي شكلت علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية.

بصمة درامية ستظل في الذاكرة

كان للشريف حضور قوى على الشاشة الصغيرة، حيث شارك في مسلسلات أثرت فى وجدان الجمهور المصري والعربي، منها:

القاهرة والناسمارد الجبللسه بحلم بيومأديبأرزاقثمن الخوفالثعلبعمر بن عبد العزيزلن أعيش فى جلباب أبىهارون الرشيدالرجل الآخرعائلة الحاج متوليالحرافيشالعطار والسبع بناتحضرة المتهم أبىالدالىالرحايا حجر القلوبخلف الله .قصة حب وزواج ناجح

عاش نور الشريف قصة حب شهيرة مع زوجته الفنانة بوسي استمرت نحو 40 عامًا، وكانت من أنجح العلاقات العاطفية في الوسط الفني. أنجبا ابنتيهما "سارة" و"مي"، وشاركا معًا في عدد من الأفلام التي جمعت بينهما على الشاشة.

طباعة شارك نور الشريف بوسي ذكرى رحيل نور الشريف ذكرى وفاة نور الشريف السينما

مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاته.. قصة حب نور الشريف لنادي الزمالك
  • «الزعيم» يُثير أزمة في نوستالجيا 80/ 90.. كيف تدخل تامر عبد المنعم؟
  • «حاميها حراميها».. القبض على 6 متهمين بسرقة سيارة محملة بالنحاس في الجيزة
  • حكم قول سيدنا على النبي في الأذان والتشهد خلال الصلاة.. الإفتاء تجيب
  • كأنه الزعيم.. تامر عبد المنعم ينقذ موقفا ويجسد دور عادل أمام
  • كريمة أبو العينين: تراهم يستوعبون؟!
  • كيفية صيام سيدنا داود عليه السلام.. تعرف عليه
  • الزعيم الروحي للدروز يطالب بتحقيق دولي بأحداث السويداء وإحالة الجناة للمحاكم الجنائية
  • محمود فرشجيان.. رحيل مصمم شباك ضريح الإمام الحسين
  • قرار مفاجىء من إدارة البنك الأهلي قبل انطلاق مباريات الفريق بالدوري