بوابة الفجر:
2025-05-14@09:11:07 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: تمجيد الوسيلة وإهمال الغاية!!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT



لا بد من أن نعيد حساباتنا في تقديرنا للكفاءات القادرة في بلادنا على إخراجنا من أزماتنا، وأن نعطي تلك الكفاءات حقها، حيث بتلك الكفاءات الإنسانية تقدمت الحضارة الغربية الحديثة.
ولعل هذا ينطبق على مقولة هامة وهي " أن كل ما أصبح ممكنًا هو بالضرورة مرغوب فيه"!! ولعل من قرائتنا لنظريات التقدم في بلاد سبقتنا إقتصاديًا وإجتماعيًاً وسياسيًا نرى بأن الكفاءة هي المعيار الرئيسي والأساسي للتقدم إلى شغل وظيفة إدارية سواء كانت في شركة أو مصنع أو حتى حكومة على مستوياتها الإدارية المختلفة من مدير قطاع إلى مدير مكتب الوزير إلى الوزير نفسه، ولعلنا قد جربنا ذلك أخيرًا، حيث الكفاءة هي التى يمكن ان تكون قادرة على قيادتنا إلى بر الأمان بتكلفة أقل!!
ولعل قرائه سريعة في كتاب (الأمير) " لميكافيلي" والذى فيه يرفع لواء الدعوة إلى أن (الغاية تبرر الوسيلة) هو حقًا التفسير الصحيح للرسالة التى حملها هذا الكتاب للأجيال اللآحقه!! 
إلا أن الواقع الحادث اليوم والوارد في وكالات الأنباء عن الأحداث العالمية أو الأقليمية تثبت بأن الغاية سواء كانت نبيلة أو مجحفة ليست هي الهدف ولكن الوسيلة التى تُتْبع هي التى تستحق الدراسة وتستحق العناية من أصحاب القرارات المؤثرة في المجتمعات.


ولعل الكفاءة هنا من خلال ممارسات "ميكافيلية" تعطينا مفهوم أخر – إذًا ليس الكفاءة وحدها تهتم وتفتش بهدف النمو والتنمية، مع إهمال طبيعة هذه الأشياء التى تجرى تنميتها!!
ولعل هذا يقودنا إلى درس في الإقتصاد يقول "أن الإقتصادي لا يتدخل بتقييم الغايات أو الحاجات وتمحيص ملائمتها أو مشروعيتها أو أخلاقياتها" ليست هذه مهمته، وإنما مهمته هي تحقيق أكبر كفاءة تمكنه من توزيع الموارد (أي الوسائل) المحدده بين الحاجات أو الغايات غير المحدودة – فيكفي أن يكون الهدف مطلوبًا من بعض الناس ومستعدين لدفع ثمن له، فلا يهم بعد ذلك ما إذا كان جديرًا أو غير جدير بالسعي من أجله، ومن الإفتراضات الأساسية في نظرية الإستهلاك أن المستهلك يريد دائمًا المزيد، بصرف النظر عن هذا الذى يريد مزيدًا منه ( من كتابات المرحوم الأستاذ جلال أمين)  ولعل تقديس أو تقدير الكفاءه مع إهمال الهدف النهائي منها مثل تمجيد السرعة، بصرف النظر عن طبيعة العمل الذى تؤديه هذه السرعة مضاعفة سرعة المواصلات، بغض النظر عن جدوى الرحلة أصلًا، ومضاعفة كفاءة وسائل الإتصال ونقل المعلومات، أيًا كانت قيمة تلك المعلومات أو محتوى الرسالة التى يجرى توصيلها!!
إن تمجيد الوسيلة على حساب الغاية، يذكرنا بما يقوله ناقد للحضارة الغربية بأنهم قالوا " كل ما أصبح ممكنًا هو بالضرورة مرغوب فيه" – فإذا كان عبور الأطلنطي في ساعتين بدلًا من أربع ساعات قد أصبح ممكنًا تكنولوجيًا، فلا بد أنه جدير بالحصول عليه وتطبيقه!! الكفاءة في بلادنا ومنذ حقبات متعددة من الزمن أصبح لا قيمة لها – حيث إقترنت الإختيارات مره بأهل الثقة ومرات بأصحاب المصالح أو المعارف أو الأخوه والأقارب مليون مره، ورحم الله أهل الكفاءة في بلادنا!!

[email protected]   Hammad

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

دواء جديد يُحفّز تجديد خلايا العين ويُعيد الأمل لفاقدي النظر

صراحة نيوز ـ في اختراق طبي واعد، نجح فريق بحثي من كوريا الجنوبية في تطوير علاج جديد يُعيد الأمل لملايين الأشخاص حول العالم ممن فقدوا بصرهم، وذلك عبر تحفيز الخلايا العصبية في شبكية العين على التجدد ذاتياً.

وبحسب دراسة نُشرت حديثاً في موقع “ساينس أليرت” العلمي المتخصص، فإن الاختبارات الأولية التي أُجريت على الفئران أظهرت نتائج مبشّرة لدواء يعتمد على توصيل أجسام مضادة تعمل على حجب بروتين يُدعى Prox1، والذي يلعب دوراً رئيسياً في تعطيل قدرة خلايا العين على الشفاء الذاتي.

ورغم أن بروتين Prox1 يُعد مهماً في تنظيم الخلايا عموماً، إلا أن الباحثين وجدوا أنه يعيق تجدد الخلايا العصبية في شبكية العين عند الثدييات، عبر تسربه إلى خلايا دعم الأعصاب المعروفة باسم خلايا مولر الدبقية (MG) بعد حدوث ضرر. هذه الخلايا، المسؤولة عن إصلاح وتجديد الشبكية لدى بعض الكائنات مثل سمك الزرد، تفقد هذه القدرة لدى البشر بسبب تأثير هذا البروتين.

ويُعد الدواء الجديد أول تدخل مباشر يستهدف هذا البروتين ويُزيل العائق أمام خلايا MG، ما يُعيد لها القدرة الطبيعية على تجديد الأنسجة العصبية داخل العين.

وقال الباحثون: “يواجه المرضى المصابون بأمراض شبكية العين صعوبة في استعادة البصر بسبب افتقار الثدييات إلى آلية التجديد الذاتي التي تعتمد على خلايا MG، بعكس الفقاريات ذوات الدم البارد”.

وأشار التقرير إلى أن هذا النهج العلاجي لم يُختبر بعد على البشر، لكن النتائج التي تحققت على الفئران تشكّل خطوة هامة نحو تطبيقه سريرياً. ويتوقع الفريق أن تبدأ التجارب البشرية بحلول عام 2028، بعد إجراء المزيد من التطويرات والتحقق من الأمان والفعالية.

ويُذكر أن هذا البحث يُضاف إلى جهود علمية متسارعة لاستكشاف طرق مختلفة لعلاج أمراض العين، من بينها تنشيط خلايا الشبكية بالليزر أو زراعة الخلايا الجذعية، ما يعزز الآمال بقرب التوصل لعلاجات تعيد البصر للملايين حول العالم.

مقالات مشابهة

  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة التشغيلية للخدمات المصرفية
  • السوق السعودي جدير بالثقة العالمية
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأمن القومى المصرى !!
  • د.حماد عبدالله يكتب: تصادم المصالح ( والدولة ) !!
  • كاتب بريطاني: لماذا تنتشر أفكار ترامب بسرعة في بلادنا؟
  • ثمة بارقة في سماء السودان، هي أن القيادة الحالية تحاول جاهدة استعادة الدولة
  • أسعد الشيباني: سوريا ترفض التقسيم ووحدة أراضي بلادنا لا تقبل المساومة
  • دواء جديد يُحفّز تجديد خلايا العين ويُعيد الأمل لفاقدي النظر
  • مخالفات وإهمال.. إحالة عدد من الوقائع للتحقيق فى مستشفيات دهب ورأس سدر
  • د.حماد عبدالله يكتب: خــلـط الأوراق !!