أعلنت قمة مجموعة العشرين، فى نيودلهى منذ أيام عن اتفاق حول مشروع ممر اقتصادى للربط بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، يضم الاتفاق عدة دول، ويشمل مشروعات للسكك الحديدية، وربطا للموانئ البحرية، إلى جانب خطوط لنقل الكهرباء والهيدروجين، وكابلات لنقل البيانات، وتم التوقيع على الاتفاق المبدئى الخاص بالمشروع بين كل من الولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات، والاتحاد الأوروبى، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا.
الحقيقة ان هذا المشروع أمريكى صرف، أخرجته واشنطن لتحقيق هدفين، الأول: ضرب المبادرة الصينية «الحزام والطريق»، لعرقلة تطلع بكين لتبوء مركز الصدارة فى الاقتصاد العالمى، والثاني: تحقيق اختراق سياسى كبديل لتطبيع - صار مستبعدا- بين السعودية وإسرائيل، رغم أن الإدارة الأمريكية كانت تعول عليه بشدة فى دعم موقف الرئيس بايدن خلال انتخابات الرئاسة المقبلة، وهو ما يؤكده تصريح «جيك سوليفان» مستشار الأمن القومى الأمريكى بأن المشروع «لا يُنظر إليه على أنه مقدمة لاتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية»، لكنه وصف إدراج إسرائيل فى المشروع بأنه مهم.. «عاموس هوكستين» مستشار الرئيس الأمريكى للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، أوضح أن المشروع قد يبدأ تنفيذه خلال عام 2024، لكنه لم يحدد جدولا زمنيا للتنفيذ، ولا تكلفة إجمالية، أو مصادر تمويل، وحتى اللحظة فلا يمكن اعتبار المشروع أكثر من جهد سياسى وإعلامى ضمن حملة الرئيس بايدن الرئاسية.
أرى أن هذا المشروع لن يؤثر على قناة السويس بل سيكون إضافة وداعما لها، خاصة بعد ما شهدته مصر من تطوير وتحديث كبير للنقل البحرى وتطوير الأرصفة وتعميق الغاطس وتطوير الموانئ المصرية وربطها بالطرق والسكك الحديدية، وامتلاك مصر كما هائلا من الموانئ البحرية والبرية وأنها مطلة على البحر الأحمر والمتوسط، بل إن تنفيذ الممر الاقتصادى الجديد لو اكتمل قد يعود على مصر بالكثير من النتائج الإيجابية بتنشيط حركة التجارة وزيادة حجم التبادل التجارى بينها وبين دول العالم، خاصة بعد انضمام مصر لتجمع بريكس ومنظمة شنغهاى وقرب الانتهاء من طريق القاهرة كيب تاون والذى يربط 9 دول إفريقية ببعضها.
مشروع الممر الاقتصادى لا يمكن مقارنته بقناة السويس، الموضوعان من حيث الفنيات مختلفان كل الاختلاف لأن ممر الشحن الجديد الذى أعلنت عنه واشنطن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا ويضم السعودية الإمارات الأردن إسرائيل والاتحاد الأوروبى، ويتألف من ممرين منفصلين: «الممر الشرقى» ويربط الهند مع منطقة الخليج و «الممر الشمالى» ويربط الخليج بأوروبا والممران جزء منهما سطحى يشمل النقل من خلال سكة الحديد والجزء الآخر يشمل النقل البحرى.
الممر الاقتصادى الجديد هو مشروع متعدد الوسائط ومكلف للغاية ولا يقارن بقناة السويس، وليس له تأثير فى حركة العبور فى القناة، كما أنه بعد القناة الجديدة أصبحت القناة أسرع طريق ملاحى فى العالم، وأن القناة تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط فى 11 ساعة فقط، وتتصل بجميع الموانى فى العالم، والغرض من ذلك المشروع هو مواجهة مشروع مبادرة «الحزام والطريق»، الذى أطلقته الصين عام 2013 وبدأت فى تنفيذه بالفعل بهدف توسيع روابطها التجارية من خلال بناء الموانى والسكك الحديدية والمطارات وتوسيع نطاق نفوذها السياسى والتجارى فى العالم.
مصادر الإعلام الغربى والعربى والعبرى، رغم افتقارها للمعلومات الأساسية عن المشروع، إلا أنها ركزت بصورة لافتة على ما يحققه من أضرار على قناة السويس، وكأن ذلك هدف فى حد ذاته ضمن حملة الضغوط الجارى ممارستها ضد مصر، قبل انتخابات الرئاسة القادمة.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لا بديل عن قناة السويس مجموعة العشرين
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: مصر تتطلع لإنشاء منطقة صناعية أمريكية باقتصادية قناة السويس
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، وفد رجال الأعمال الأمريكيين المشاركين في المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي المنعقد في القاهرة.
وترأس الوفد سوزان كلارك رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، وجون كريسمان، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري ورئيس شركة أباتشي، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
ومن جانبه، صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس قد عقد، قبل الجلسة الموسعة مع رجال الأعمال الأمريكيين، لقاءً مع سوزان كلارك، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، وجون كريسمان، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري ورئيس شركة "أباتشي"، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج.
وأعرب المتحدث رئاسة الجمهورية، عن استعداد مصر للتعاون مع مجتمع الأعمال والمستثمرين الأمريكيين في كل المجالات الاقتصادية محل الاهتمام المشترك، خاصة مع توجهات الرئيس ترامب الداعمة لتعزيز التعاون المشترك بين الشركات المصرية والأمريكية، مؤكدًا على تطلع مصر لأن تكون مركزًا صناعيا كبيرًا للصناعات الأميركية، مع كونها سوقًا كبيرًا وبوابة الى المنطقة العربية والقارة الأفريقية، خاصة مع العلاقات الوطيدة التي تجمع مصر بدول القارة.
وأكد الرئيس كذلك على تطلع مصر لإنشاء منطقة صناعية أمريكية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشددًا على أن الجانب المصري مستعد لتقديم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين الأمريكيين، ومشيرًا الى أن الاستثمار في مصر يعتبر فرصة لأي مستثمر، خاصة مع ما تتمتع به مصر من استقرار سياسي، واستقرار مجتمعي توعوي لدى الشعب المصري، قائم على وعي المواطنين وصلابتهم في تحمل الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة القاسية التي تم تطبيقها تحقيقًا للصالح العام، وفي ظل الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة وما ترتب عليها من تداعيات.
وأضاف السفير محمد الشناوي، أنه قد أعقب ذلك عقد اجتماع موسع للرئيس مع ممثلي الشركات الأمريكية، استهلّه الرئيس بالترحيب بهم، والتأكيد على عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية، وحرص مصر على تعزيزها في كافة المجالات بما يخدم مصالح الطرفين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مشيرًا إلى أن مصر سوق كبير، وبها بنية أساسية جاهزة ومتقدمة لاستقبال الاستثمارات، وانه تم إجراء إصلاحات تشريعية لدعم جهود جذب الاستثمارات الأجنبية، وان بمصر مناطق كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس تقدم كل التسهيلات لعمل الشركات والمستثمرين الأجانب، مستعرضًا سيادته الجهود الضخمة التي تقوم بها الحكومة المصرية في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، مما ساهم في تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي بشكل ملحوظ، وتعزيز الإنتاجية، وخلق فرص عمل.
وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس قد نوه إلى الفرص الكبيرة المتاحة للمستثمرين الأجانب في مصر، خاصةً في ضوء موقع مصر الجغرافي المميز، الذي تلعب من خلاله دور البوابة للأسواق العربية والأفريقية وكذا إلى أوروبا، معربًا سيادته عن الترحيب بالاستثمارات الأمريكية، سواء القائمة أو الجديدة، وان الدولة مستعدة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة وتذليل أية عقبات لضمان نجاح عمل الشركات والمستثمرين الأمريكيين في مصر، وذلك تقديرًا لخصوصية العلاقات المصرية الأمريكية. وأشار السيد الرئيس في هذا الصدد إلى حرص الدولة على تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الاجتماع تناول مجالات الاستثمار التي تشكل أولوية لمصر، التي تشمل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، انتاج الأجهزة الطبية والأدوية، قطاع صناعة السيارات، إنتاج الطاقة المتجددة، التشييد والبنية التحتية والصناعات الغذائية، وذلك لما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية في تلك القطاعات، حيث أكد السيد الرئيس في هذا الخصوص على الأولوية التي تعطيها مصر لتوطين الصناعة.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن الرئيس استمع إلى مداخلات من عدد من أعضاء الوفد الأمريكي، الذين عبّروا عن تقديرهم للاهتمام الذي توليه الحكومة المصرية لدعم الاستثمار والتنمية الاقتصادية، مؤكدين حرصهم على الاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها السوق والاقتصاد المصري، بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين.
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي: التزام مصر الراسخ بدعم التعاون البناء وتعزيز التنمية في إفريقيا
عودة 71 مصريا من ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي