”عش الحياة”.. عمر العبداللات يغني من أشعار تركي آل الشيخ
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
في مفاجأة فنية من العيار الثقيل، طرح النجم عمر العبداللات، أحدث أغانيه “عش الحياة”، في تعاون فني هو الأول يجمعه بالشاعر السعودي، معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية.
الأغنية الحدث التي لحنها العبداللات بنفسه ووزعها موسيقياً المايسترو مدحت خميس، وقام بالمكساج والماسترنج جاسم محمد، تتناول قضية شحذ همم النفس للاعتماد على ذاتها، دون انتظار المساعدة من أي شخص آخر.
وتلتقي كلمات الأغنية المكتوبة بإحساس الشاعر وتجربته العميقة في الحياة، مع الألحان ليتحول النص الشعري إلى قطعة موسيقية تشرح مقاصد الكلام.
مقالات ذات صلةوتقول الأغنية: “ما عاد في الدنيا ولا في الناس خير.. والكلمة الي تخاف منها.. قولها/ من لا يحبك.. لن يحبك في الأخير.. لو دارت الدنيا.. بكل فصولها/ اتعب على نفسك.. الين انك تصير.. يا انت فوق الشمس.. ولا حولها/ وما يلتقي وصف الصغير مع الكبير.. وكبر الأوادم غير كبر عقولها”.
وتنتمي الأغنية إلى الايقاع الخليجي الغارق في الحنين، فكانت النتيجة ظهور قطعة غنائية موسيقية تذيب الاحساس، في قول الشاعر: “ما في حاجة تستحق أنها تثير.. حتى المشاكل لا تجيب حلولها/ عش الحياة وقل لمن يزعجك طير.. ولا تزعجك ناس بقرع طبولها”.
وتم طرح العمل على جميع المكتبات الموسيقية المتخصصة في عرض المحتويات الغنائية وموقع يوتيوب، الى جانب الإذاعات والمحطات العربية.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
أمل دنقل.. الشاعر الذي قاوم الموت بالكلمات وظل صوته يتردد بعد الرحيل
في ذكرى ميلاده، يعود اسم أمل دنقل إلى الواجهة، شاعرٌ حمل على عاتقه همّ الأمة، وكتب كلماته كأنها طلقات في وجه القهر والانهزام، لم يكن دنقل مجرد شاعر كلاسيكي، بل صوتًا متمردًا خرج من صعيد مصر ليهزّ أركان المشهد الثقافي والسياسي العربي بكلماته، ويترك إرثًا شعريًا ظلّ حيًا رغم رحيله المبكر.
وُلد محمد أمل فهيم محارب دنقل يوم 23 يونيو 1940 في قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا، أطلق عليه والده اسم "أمل" تيمّنًا بتخرّجه في الأزهر الشريف في نفس العام.
نشأ أمل في بيئة مفعمة بالثقافة العربية والإسلامية، إذ كان والده شاعرًا وخطيبًا يدوّن أشعاره ومواعظه بخطّ يده، مما ترك أثرًا عميقًا في شخصية الابن.
شاعر الرفض والصوت المختلف
لم يكن دنقل كغيره من الشعراء المعاصرين، بل اتخذ لنفسه مسارًا خاصًا يعبّر فيه عن رفضه للاستسلام والهزيمة، فأطلق عليه النقاد لقب "شاعر الرفض".
عُرف بميله إلى استخدام التراث العربي كأساس لصوره الشعرية، مع حفاظه على المباشرة والصدق في التعبير، كتب عن الإنسان المهمش، والمقهور، وصاغ قصائده بروح احتجاجية لا تخلو من الأسى.
دواوينه الشعرية
ترك أمل دنقل عددًا من الدواوين التي شكّلت علامات فارقة في الشعر العربي الحديث، من أبرزها:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة (1969): صرخة ضد هزيمة 1967 استخدم فيها الرموز العربية الكلاسيكية.
تعليق على ما حدث (1971): استمرار للحالة السياسية التي سادت بعد النكسة.
مقتل القمر (1974): مزج بين الرومانسية والتأمل السياسي.
العهد الآتي (1975): احتوى على قصيدته الشهيرة "سفر الخروج".
أقوال جديدة عن حرب البسوس (1983): تجديد في استخدام الأسطورة.
أوراق الغرفة 8: آخر ما كتبه وهو على فراش المرض في مستشفى الأورام بالقاهرة، نُشر بعد وفاته، واحتوى على تأملات في الحياة والموت والمقاومة.
قصيدة "لا تصالح" أيقونة التمر
تُعد قصيدة "لا تصالح" واحدة من أشهر قصائد أمل دنقل وأكثرها تداولًا حتى يومنا هذا، كتبها عام 1976 كردّ على اتفاقيات السلام التي بدأت تُطرح آنذاك، وجاءت كلماتها كنشيد دائم للكرامة والعدالة، إذ يقول فيها:
"لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب..."
صارت هذه القصيدة لاحقًا شعارًا للكثير من الحركات التحررية، ورمزًا للرفض والتمسك بالحق.
المرض والغرفة 8في سبتمبر 1979، اكتشف الأطباء إصابته بسرطان الرئة. خضع لسلسلة من العمليات والعلاج الكيماوي، لكن المرض لم يمنعه من الكتابة، حيث أقام لسنواته الأخيرة في "الغرفة رقم 8" بمستشفى الأورام بالقاهرة، وهناك كتب آخر قصائده التي تم جمعها في ديوانه الأخير.
توفي أمل دنقل يوم 21 مايو 1983، عن عمر يناهز 42 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنه اختار في لحظاته الأخيرة أن يواجه الموت بالكرامة.
كانت كلمته الأخيرة: "كل ما أستطيع فعله هو المقاومة".
بعد رحيله، لم تنتهي قصائد دنقل بل استمرت كأنها كُتبت للحاضر والمستقبل، تُتلى أشعاره في الاحتجاجات والمظاهرات، وتُدرّس في المناهج، وتُنشر أعماله الكاملة باستمرار.
كما أُنتجت أفلام وثائقية ومقالات عديدة عن سيرته، أبرزها "ذكريات الغرفة 8".