في ذكرى ميلاده، يعود اسم أمل دنقل إلى الواجهة، شاعرٌ حمل على عاتقه همّ الأمة، وكتب كلماته كأنها طلقات في وجه القهر والانهزام، لم يكن دنقل مجرد شاعر كلاسيكي، بل صوتًا متمردًا خرج من صعيد مصر ليهزّ أركان المشهد الثقافي والسياسي العربي بكلماته، ويترك إرثًا شعريًا ظلّ حيًا رغم رحيله المبكر.

النشأة 

 

وُلد محمد أمل فهيم محارب دنقل يوم 23 يونيو 1940 في قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا، أطلق عليه والده اسم "أمل" تيمّنًا بتخرّجه في الأزهر الشريف في نفس العام.

 

 

نشأ أمل في بيئة مفعمة بالثقافة العربية والإسلامية، إذ كان والده شاعرًا وخطيبًا يدوّن أشعاره ومواعظه بخطّ يده، مما ترك أثرًا عميقًا في شخصية الابن.

شاعر الرفض والصوت المختلف

 

لم يكن دنقل كغيره من الشعراء المعاصرين، بل اتخذ لنفسه مسارًا خاصًا يعبّر فيه عن رفضه للاستسلام والهزيمة، فأطلق عليه النقاد لقب "شاعر الرفض". 

 

عُرف بميله إلى استخدام التراث العربي كأساس لصوره الشعرية، مع حفاظه على المباشرة والصدق في التعبير، كتب عن الإنسان المهمش، والمقهور، وصاغ قصائده بروح احتجاجية لا تخلو من الأسى.

دواوينه الشعرية

 

ترك أمل دنقل عددًا من الدواوين التي شكّلت علامات فارقة في الشعر العربي الحديث، من أبرزها:

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة (1969): صرخة ضد هزيمة 1967 استخدم فيها الرموز العربية الكلاسيكية.

تعليق على ما حدث (1971): استمرار للحالة السياسية التي سادت بعد النكسة.

مقتل القمر (1974): مزج بين الرومانسية والتأمل السياسي.

 العهد الآتي (1975): احتوى على قصيدته الشهيرة "سفر الخروج".

 أقوال جديدة عن حرب البسوس (1983): تجديد في استخدام الأسطورة.

 أوراق الغرفة 8: آخر ما كتبه وهو على فراش المرض في مستشفى الأورام بالقاهرة، نُشر بعد وفاته، واحتوى على تأملات في الحياة والموت والمقاومة.

قصيدة "لا تصالح" أيقونة التمر

 

تُعد قصيدة "لا تصالح" واحدة من أشهر قصائد أمل دنقل وأكثرها تداولًا حتى يومنا هذا، كتبها عام 1976 كردّ على اتفاقيات السلام التي بدأت تُطرح آنذاك، وجاءت كلماتها كنشيد دائم للكرامة والعدالة، إذ يقول فيها:

"لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب..."

صارت هذه القصيدة لاحقًا شعارًا للكثير من الحركات التحررية، ورمزًا للرفض والتمسك بالحق.

المرض والغرفة 8

في سبتمبر 1979، اكتشف الأطباء إصابته بسرطان الرئة. خضع لسلسلة من العمليات والعلاج الكيماوي، لكن المرض لم يمنعه من الكتابة، حيث أقام لسنواته الأخيرة في "الغرفة رقم 8" بمستشفى الأورام بالقاهرة، وهناك كتب آخر قصائده التي تم جمعها في ديوانه الأخير.

توفي أمل دنقل يوم 21 مايو 1983، عن عمر يناهز 42 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنه اختار في لحظاته الأخيرة أن يواجه الموت بالكرامة. 

كانت كلمته الأخيرة: "كل ما أستطيع فعله هو المقاومة".
 

بعد رحيله، لم تنتهي قصائد دنقل بل استمرت كأنها كُتبت للحاضر والمستقبل، تُتلى أشعاره في الاحتجاجات والمظاهرات، وتُدرّس في المناهج، وتُنشر أعماله الكاملة باستمرار. 

كما أُنتجت أفلام وثائقية ومقالات عديدة عن سيرته، أبرزها "ذكريات الغرفة 8".
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: امل دنقل الشعر المقاومة محافظة قنا الثقافة العربية زرقاء اليمامة الشعر العربي المشهد الثقافي هزيمة 1967 أمل دنقل شاعر ا

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن الهربس النطاقي؟

يندرج الهربس النطاقي ضمن الأمراض الفيروسية الشائعة، فما أسبابه وأعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

للإجابة عن هذه الأسئلة قال المعهد الاتحادي للصحة العامة إن الهربس النطاقي هو مرض فيروسي مُعد للغاية يسببه فيروس الحماق النطاقي، وهو نفس الفيروس المسبب لجدري الماء.

لذا، فمن حيث المبدأ يمكن لأي شخص أصيب بجدري الماء أن يصاب بالهربس النطاقي لاحقا، حيث يبقى الفيروس في الجسم بعد الإصابة بجدري الماء، وقد يعاود نشاطه بعد سنوات عديدة.

ويُعد الهربس النطاقي شائعا بشكل خاص لدى كبار السن، كما أنه يهاجم الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أشكال حادة من بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري أو الربو.

الأعراض

وتتمثل أعراض الهربس النطاقي في الصداع وآلام الجسم والشعور بالتعب والإرهاق، حيث غالبا ما يبدأ المرض بهذه الطريقة، وذلك قبل ظهور الحكة والوخز تحت الجلد والحمى الخفيفة.

ويُعد الطفح الجلدي من أبرز أعراض الهربس النطاقي، حيث تتشكل بثور مملوءة بالسوائل وتتخذ شكل الحزام، لذا يُعرف المرض أيضا باسم "الحزام الناري".

وتظهر البثور عادة على الجذع أو الصدر أو الرأس، وغالبا ما تظهر على جانب واحد من الجسم فقط، وبعد بضعة أيام تجف البثور وتتشكل قشور صفراء.

ويحتوي السائل الموجود في البثور على فيروس الحماق النطاقي المُعدي، ويمكن أن ينتقل عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، وللوقاية من العدوى يجب تغطية البثور حتى تصبح قشورا.

وبعد شفاء الطفح الجلدي قد يستمر ألم الأعصاب في المنطقة المصابة سابقا من الجلد لأشهر عدة أو سنوات فيما يُعرف بـ"ألم العصب التالي للهربس".

سبل العلاج

يمكن علاج الهربس النطاقي بالأدوية المضادة للفيروسات، والتي تثبّط تكاثرها، ويمكن أن تسرّع هذه الأدوية الشفاء وتقلل مدة الألم عند تناولها مبكرا.

ويمكن أن تساعد مسكنات الألم وخافضات الحرارة في تخفيف الأعراض أيضا، كما تُعد العناية بالبشرة مهمة، حيث يمكن استخدام بعض المستحضرات أو الجل أو المساحيق التي تتمتع بخصائص مطهرة أو تخفف الحكة.

التطعيم ضروري لهؤلاء

من جانبها، أكدت اللجنة الدائمة للتطعيم (ستيكو) بألمانيا على ضرورة تلقي التطعيم ضد الهربس النطاقي لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر، كما يُنصح بالتطعيم للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر، والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب المرض أو العلاج.

إعلان

ويسري ذلك أيضا على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر، والذين يعانون من شكل حاد من حالة طبية مزمنة مثل داء السكري أو الربو.

مقالات مشابهة

  • هل المريض النفسي مسؤول عن تصرفاته؟
  • بدء أعمال صب الأرضيات بكورنيش سفاجا الجديد
  • الحلقة المباشرة السابعة من «شاعر المليون» تنطلق غداً
  • شاعر عالميّ بروح عربية (2 / 3)
  • الحكومة: استقبال مليوني طلب تصالح .. والبت في 1.980 مليون
  • عبد الرحمن يوسف.. حين يُختطفُ صوتُ الشعر من أمَّته
  • الخط الأصفر.. شريط الموت الذي يعزل سكان غزة عن بيوتهم
  • «العار والألم».. المعركة المزدوجة لمرضى الإيدز
  • ماذا تعرف عن الهربس النطاقي؟
  • شاعر الحب والألم والصحافة الذكية.. ذكرى ميلاد كامل الشناوي| فيديو