أمل دنقل.. الشاعر الذي قاوم الموت بالكلمات وظل صوته يتردد بعد الرحيل
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
في ذكرى ميلاده، يعود اسم أمل دنقل إلى الواجهة، شاعرٌ حمل على عاتقه همّ الأمة، وكتب كلماته كأنها طلقات في وجه القهر والانهزام، لم يكن دنقل مجرد شاعر كلاسيكي، بل صوتًا متمردًا خرج من صعيد مصر ليهزّ أركان المشهد الثقافي والسياسي العربي بكلماته، ويترك إرثًا شعريًا ظلّ حيًا رغم رحيله المبكر.
وُلد محمد أمل فهيم محارب دنقل يوم 23 يونيو 1940 في قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا، أطلق عليه والده اسم "أمل" تيمّنًا بتخرّجه في الأزهر الشريف في نفس العام.
نشأ أمل في بيئة مفعمة بالثقافة العربية والإسلامية، إذ كان والده شاعرًا وخطيبًا يدوّن أشعاره ومواعظه بخطّ يده، مما ترك أثرًا عميقًا في شخصية الابن.
شاعر الرفض والصوت المختلف
لم يكن دنقل كغيره من الشعراء المعاصرين، بل اتخذ لنفسه مسارًا خاصًا يعبّر فيه عن رفضه للاستسلام والهزيمة، فأطلق عليه النقاد لقب "شاعر الرفض".
عُرف بميله إلى استخدام التراث العربي كأساس لصوره الشعرية، مع حفاظه على المباشرة والصدق في التعبير، كتب عن الإنسان المهمش، والمقهور، وصاغ قصائده بروح احتجاجية لا تخلو من الأسى.
دواوينه الشعرية
ترك أمل دنقل عددًا من الدواوين التي شكّلت علامات فارقة في الشعر العربي الحديث، من أبرزها:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة (1969): صرخة ضد هزيمة 1967 استخدم فيها الرموز العربية الكلاسيكية.
تعليق على ما حدث (1971): استمرار للحالة السياسية التي سادت بعد النكسة.
مقتل القمر (1974): مزج بين الرومانسية والتأمل السياسي.
العهد الآتي (1975): احتوى على قصيدته الشهيرة "سفر الخروج".
أقوال جديدة عن حرب البسوس (1983): تجديد في استخدام الأسطورة.
أوراق الغرفة 8: آخر ما كتبه وهو على فراش المرض في مستشفى الأورام بالقاهرة، نُشر بعد وفاته، واحتوى على تأملات في الحياة والموت والمقاومة.
قصيدة "لا تصالح" أيقونة التمر
تُعد قصيدة "لا تصالح" واحدة من أشهر قصائد أمل دنقل وأكثرها تداولًا حتى يومنا هذا، كتبها عام 1976 كردّ على اتفاقيات السلام التي بدأت تُطرح آنذاك، وجاءت كلماتها كنشيد دائم للكرامة والعدالة، إذ يقول فيها:
"لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب..."
صارت هذه القصيدة لاحقًا شعارًا للكثير من الحركات التحررية، ورمزًا للرفض والتمسك بالحق.
المرض والغرفة 8في سبتمبر 1979، اكتشف الأطباء إصابته بسرطان الرئة. خضع لسلسلة من العمليات والعلاج الكيماوي، لكن المرض لم يمنعه من الكتابة، حيث أقام لسنواته الأخيرة في "الغرفة رقم 8" بمستشفى الأورام بالقاهرة، وهناك كتب آخر قصائده التي تم جمعها في ديوانه الأخير.
توفي أمل دنقل يوم 21 مايو 1983، عن عمر يناهز 42 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنه اختار في لحظاته الأخيرة أن يواجه الموت بالكرامة.
كانت كلمته الأخيرة: "كل ما أستطيع فعله هو المقاومة".
بعد رحيله، لم تنتهي قصائد دنقل بل استمرت كأنها كُتبت للحاضر والمستقبل، تُتلى أشعاره في الاحتجاجات والمظاهرات، وتُدرّس في المناهج، وتُنشر أعماله الكاملة باستمرار.
كما أُنتجت أفلام وثائقية ومقالات عديدة عن سيرته، أبرزها "ذكريات الغرفة 8".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: امل دنقل الشعر المقاومة محافظة قنا الثقافة العربية زرقاء اليمامة الشعر العربي المشهد الثقافي هزيمة 1967 أمل دنقل شاعر ا
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تحتفي بعلي عطا في العودة إلى الجذور بالمنصورة .. الأحد
تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، لقاء للاحتفاء بمسيرة الشاعر والكاتب الصحفي الكبير علي عطا، ضمن برنامج "العودة إلى الجذور"، وذلك في السادسة مساء الأحد المقبل 29 يونيو، بقصر ثقافة المنصورة، ضمن برامج وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الإبداع الأدبي والفكري.
تدير اللقاء د. سمية عودة، ويتضمن حديثا حول ملامح المشروع الشعري لعلي عطا، مع سرد محطات من مشواره الأدبي والصحفي، بمشاركة الكاتب والناقد إبراهيم حمزة، الروائي والناقد فرج مجاهد، والشاعر الدكتور محمد عطوة.
الشاعر علي عطا، ولد عام 1963 بمحافظة الدقهلية، تخرج في كلية الإعلام، جامعة القاهرة، بدأ حياته بالعمل في مجال الصحافة عقب التخرج، وذلك بعدد من المجلات والصحف الإلكترونية المصرية والعربية، من بينها مجلة الفيصل السعودية، الحياة اللندنية، وجريدة أصوات أون لاين، كما عمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وهو عضو باتحاد كتاب مصر.
ارتبط تكوينه الثقافي بالإذاعة المصرية وبرامجها، وتأثر في مسيرته بكبار الشعراء منهم: نزار قباني، فاروق جويدة، صلاح عبد الصبور، أمل دنقل، ونازك الملائكة.
بدأ كتابة الشعر بالقصيدة العمودية، ثم قصيدة التفعيلة، وصدر له ثلاثة دواوين شعرية وهي: "على سبيل التمويه"، "ظهرها إلى الحائط"، "تمارين لاصطياد فريسة"، بجانب روايتين بعنوان "حافة الكوثر"، و "زيارة أخيرة لأم كلثوم"، كما صدر له عدة كتب منها "وجوه وكتب وقضايا في زحام عوالم افتراضية"، و"ظلال السرد: مرآة للذات ونافذة على الآخر".
وحصل على تكريمات شتى داخل مصر وخارجها، من بينها تكريم من قبل نقابة الصحفيين، نظرا لأعماله التي أسهمت في إثراء المشهد الشعري العربي وكان لها حضورا فاعلا في الساحة الثقافية.
ينفذ اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن برنامج "العودة إلى الجذور" الذي أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، بهدف تكريم القامات الثقافية والأدبية في المحافظات المصرية كافة، لاسيما في مسقط رؤوسهم من خلال تناول سيرتهم الذاتية وعطاءهم الأدبي، لإعلاء قيمة الأدب والإبداع بين الأجيال الجديدة.
وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وبالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي، وفرع ثقافة الدقهلية.