"نقوم بواجبنا بدلا من الدولة".. متطوع يفتتح مركزا لإيواء المهاجرين
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
سيدريك هيرو أمام الصحافة بعد إدانته من طرف محكمة نيس لإيوائه مهاجرين
في اتصال مع مهاجرنيوز، يتذكر سيدريك هيرو ردة فعله عندما سمع في نشرة الأخبار ردود الفعل السياسية الأولى بعد وصول المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، في أسبوع 11 أيلول/سبتمبر. يقول "كنت أجلس وحيدا، وقلت لنفسي علي أن أفعل شيئا ما".
في منزله الواقع في مرتفعات "بريل سور رويا"، على الحدود الفرنسية الإيطالية، يتوقع الناشط وصولا وشيكا للآلاف من هؤلاء المهاجرين. في كثير من الأحيان، يصل المهاجرون إلى لامبيدوزا، وبعد أن يتم نقلهم إلى البر الإيطالي الرئيسي، يواصلون رحلتهم عبر إيطاليا للذهاب نحو فرنسا وألمانيا. ويمر بعضهم عبر "فينتيميليا" للوصول إلى "مينتون"، بينما يعبر البعض الآخر جبال الألب شمالا ويهبطون في منطقة "رويا"، حيث يعيش سيدريك هيرو.
قرر المزارع هذا الأسبوع، أن يفتح باب بيته مرة أخرى أمام المهاجرين. ويوضح قائلاً "سوف نستأنف العمل كما فعلنا في عامي 2016 و2017". في ذلك الوقت، كان عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا أعلى بكثير مما هو عليه اليوم. على الجانب الآخر من الحدود الإيطالية، سمع جميع المهاجرين تقريبا عن هذا الرجل الفرنسي الذي يرحب بالمهاجرين المنهكين بعد رحلة طويلة عبر الجبال، وفي مدينة "بريل سور رويا"، كان منزل سيدريك ممتلئا دائما.
سيتم تنظيم مركز الإقامة في حالات الطوارئ الخاص به من قبل جمعية "إيمايوس رويا"، وسيتم إيواء الأشخاص في كبائن خشبية موجودة بالفعل في العقار، حسبما يوضح سيدريك هيرو. وسيكون من الممكن استيعاب حوالي 30 شخصا في الأسابيع المقبلة.
يضيف "نحن لا نستمتع بنصب الخيام في حدائقنا ولكن هناك حاجة للقيام بذلك. هناك وعي. إن الخطاب السياسي الحالي مثير للقلق. في الواقع، يتبنى كثير من الناس خطاب جيرالد دارمانان (وزير الداخلية الفرنسي)".
جانب من مظاهرة لدعم استقبال اللاجئين
"سنعمل بدلا من الدولة"
في الأسبوع الماضي، أصر وزير الداخلية الفرنسي على أنه لن يتم بأي حال من الأحوال إنشاء مخيم للمهاجرين في "مينتون"، على الحدود الإيطالية. وأعلن على قناة "TF1" أن "هناك 500 ضابط شرطة ودرك على الحدود الإيطالية. وقررنا تعزيز الحدود. وسيتم إرسال 200 فرد إضافي للسماح لهم بالعمل وإجراء عمليات التفتيش وإعادة المهاجرين".
مختارات رئيس حزب المستشار شولتس: لا يوجد حلّ سحري للهجرة غير النظامية لامبيدوزا ـ أوروبا في فخ غياب ميثاق هجرة موحدة! شتاينماير: ألمانيا وصلت لقدرتها القصوى في إيواء اللاجئينوعلى العكس من ذلك، يرى سيدريك هيرو أن هناك حاجة ملحة لفتح منطقة استقبال على طريق الهجرة هذا. يقول الناشط "لا يوجد مركز طوارئ في الوادي. لا يوجد سوى الأهالي والجمعيات. لذلك سنتحرك بدلا من الدولة". كما أكد الناشط الذي نجح في دفع المجلس الدستوري الفرنسي إلى تبني مبدأ الأخوّة في مساعدة المهاجرين عام 2018، أن العديد من سكان الوادي "يعيشون لحظات صعبة" بسبب عمليات الإرجاع على الحدود وعدم استقبال المهاجرين.
ويتابع "ما نراه في وادي رويا يمكن تلخصيه في وجود الكثير من المهاجرين في الشوارع، مع رغبة السكان في مساعدتهم. وهذه الحقيقة تتجاوز الانقسامات السياسية التي نسمعها على شاشات التلفزيون".
الكثير من الدعم
في الوقت الحالي، يقول سيدريك هيرو إنه يستفيد من مساعدة مؤسسة "إيمايوس" لإطلاق المشروع، مشيرا إلى أن جمعيات أخرى من المفترض أن تقدم المساعدة المادية أيضا. ويردف الناشط "نحن محظوظون لأن لدينا عددا لا بأس به من الأشخاص الذين يدعموننا ماليا. ولكن إذا لزم الأمر، فسوف نناشد لتقديم المزيد من التبرعات المادية".
ووصل ما يقرب من 10 آلاف مهاجر إلى جزيرة لامبيدوزا في غضون أيام قليلة، في 15 أيلول/سبتمبر تقريبا. وقد استخدم اليمين المتطرف هذا الحدث على نطاق واسع وأعاد إطلاق النقاش حول مسؤولية توزيع استقبال المهاجرين في أوروبا. وأشار جيرالد دارمانان إلى أن الأشخاص الذين يصلون إلى الجزيرة الإيطالية لن يتم الترحيب بهم في فرنسا، ما لم يكونوا مؤهلين للحصول على اللجوء.
وحدد وزير الداخلية خاصة المهاجرين من ساحل العاج والسنغال، قائلا "من ناحية أخرى، أبلغنا أصدقاءنا الإيطاليين بأننا مستعدون لمساعدتهم على إعادة المهاجرين إلى البلدان التي تربطنا بها علاقات دبلوماسية جيدة".
مهاجر نيوز 2023
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: المهاجرون الأفارقة الحدود الايطالية الفرنسية اللجوء جزيرة لامبيدوزا مزرعة المهاجرون الأفارقة الحدود الايطالية الفرنسية اللجوء جزيرة لامبيدوزا مزرعة على الحدود
إقرأ أيضاً:
الإمارات: دوامة القتل في غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة أن استمرار الحرب في قطاع غزة وما رافقها من معاناة وتشريد وقتل تشكل «وصمة عار في تاريخ الإنسانية»، داعيةً مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ قرار لوقف الحرب بشكل دائم وشامل.
ونشرت البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة رسالة عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»، أمس، قالت فيه: «ألقت دولة الإمارات بياناً باسم المجموعة العربية خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط».
وأضافت: «أكدت المجموعة أن دوامة المعاناة والتشريد والقتل في غزة منذ 19 شهراً، تشكل وصمة عار في تاريخ الإنسانية».
وأردفت: «دعت المجموعة مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته، واتخاذ قرار لوقف هذه الحرب بشكل دائم وشامل».
وفي السياق، جددت منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط (بصفة مؤقتة) سيخريد كاخ، التأكيد على عدم إمكانية تحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعدم وجود طرق مختصرة، منبهة إلى أن «حل الدولتين في حالة حرجة، وإنعاشه يتطلب عملاً حاسماً».
وفي إحاطتها أمام مجلس الأمن، قالت كاخ: «لا يمكن للسلام أن يكون صفقة أو ترتيباً جزئياً ومؤقتاً، بل يجب أن يُبنى على الإجماع الدولي والشرعية، من إدارة الصراع إلى إنهائه».
ووصفت المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والمقرر عقده في نيويورك في يونيو، بأنه «فرصة بالغة الأهمية»، وأكدت ضرورة ألا يكون مجرد «خطاب عابر»، بل يجب أن يطلق مساراً ملموساً نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
وأضافت: «علينا أن ننتقل من التصريحات إلى القرارات، علينا أن نطبق النصوص بدلاً من اعتماد نصوص جديدة».
وعن الوضع في غزة، نبهت سيخريد كاخ إلى أنه «منذ استئناف الأعمال العدائية هناك، غرق وضع المدنيين المروع أصلا بصورة أكبر نحو الهاوية، هذا الوضع من صنع الإنسان».
وقالت كاخ: «عند الحديث عن إخواننا من البشر في غزة، تفقد كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم معانيها، لا ينبغي أن نعتاد عدد القتلى والجرحى، هؤلاء بنات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم، جميعهم لهم أسم، ومستقبل، وأحلام وطموحات».
ووصفت السماح بدخول مساعدات محدودة إلى غزة في وقت سابق من هذا الشهر، بأنه «يشبه قارب نجاة بعد غرق السفينة».
وأكدت أن الأمم المتحدة بما في ذلك وكالة «الأونروا» ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية على أساس مبادئ الحياد والنزاهة.
وأضافت: «لا يمكننا المشاركة في أي آلية تنتهك المبادئ الإنسانية»، مؤكدة أن «المساعدات غير قابلة للتفاوض، ولا مجال للتهجير القسري».
وشددت على أن العنف ضد المدنيين من أي جهة «لا يُبرر أبداً».
وأكدت كاخ في ختام إحاطتها على عدد من النقاط بما فيها ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى جميع المدنيين في جميع أنحاء غزة، واستئناف جهود التعافي المبكر على الفور.
وشددت أيضاً على رفض التهجير القسري للمدنيين بشكل قاطع ومنعه وفقاً للقانون الدولي.
وأوضحت أن «هناك حاجة إلى حكم فلسطيني لما بعد الحرب وترتيبات أمنية مناسبة في غزة تلبي احتياجات وحقوق الفلسطينيين، وأنه يجب الحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لغزة والضفة الغربية».
وقالت المسؤولة الأممية: «دعونا نكون الجيل الذي اختار الشجاعة بدلاً من الحذر، والعدالة بدلاً من الجمود، والسلام بدلاً من السياسة».