قالت الكاتبة الصحفية والناشطة اليمنية منى صفوان، إن صراع الأجنحة داخل جماعة الحوثي بصنعاء، اشتغل مؤخرًا، وشق الجماعة إلى نصفين، بعد التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة التي شهدتها البلاد.

أجنحة متعددة

وبشأن ذلك اشارت إلى أن "وفد سياسي يذهب للتفاوض والتشاور في الرياض ، وجهاز عسكري يهاجم الحدود السعودية ، قسم يتحدث ويصرح للصحف السعودية عن الاجواء الايجابية ، وقسم يلوح بالرد والانتقام، وقيادة حوثية تلتقي وزير الدفاع السعودي لاول مرة، وقيادة عسكرية حوثية تهدد الامن القومي والدفاعي السعودي!! فما لذي يحدث !".

وأضافت صفوان في مقال لها اطلع عليه "المشهد اليمني" أن "الجماعة تطير باجنحة متعددة، وهذا هو اختبارها الحقيقي للصمود في وجه التغيرات الدولية والاقليمية، وهي ايضاً فرصة الخصوم والأعداء والمتربصين". حسب تعبيرها.

اقرأ أيضاً محلل سياسي يكشف عن ”الطرف القوي” الذي يُعول عليه للقضاء على جماعة الحوثي ويحدد ”اللحظة الفارقة” صحيفة إماراتية: الأمور تتجه نحو التصعيد العسكري والحوثيون ينفذون ”أول ضربة قاتلة” فاجأت الجميع داسوا رأسه بأقدامهم حتى سال دمه.. الحوثيون يعذبون ”مريض نفسي” في إب قال لهم ”أنتم قطعتم الرواتب وخليتم النسوان أرامل” شاهد آخر فيديو قام بتصويره المصور ”حذيفة ” قبل سقوطه من على شاشة عملاقة بميدان السبعين بصنعاء بعد احتجازها طائرة اليمنية.. تصريح جديد لجماعة الحوثي عن وقف رحلات الطيران من وإلى مطار صنعاء ما ”التغييرات الجذرية” التي ينوي عبدالملك الحوثي تبنيها وهل ستعيد الإمامة إلى اليمن أم سينصّب نفسه مرشدًا كالخميني؟ لماذا أعلن الحوثيون تغيير اسم محافظة الحديدة وما علاقة الحرس الثوري الإيراني بذلك؟ (تفاصيل) بعد حكم المحكمة لصالح والده .. شاهد شاب يوثق جريمة مقتل أبيه على يد عمه بعد خلافهما على أرض في صنعاء -فيديو فضيحة واعتراف رسمي.. جماعة الحوثي تعترف بأن قرارها في إيران وهذا ما أعلنته بشأن نتائج مباحثات الرياض مع السعودية بعدما نهبوا 80 مليون دولار.. الحوثيون يوجهون الضربة الثانية لطيران الخطوط الجوية اليمنية بمطار صنعاء وكالة استخبارات دولية تكشف عن تطورات عسكرية خطيرة للحوثيين في ميناء ومحافظة الحديدة تعثر إنطلاق مباريات الدوري اليمني

واشارت إلى التنديد الدولي والأممي والإقليمي، بالهجوم الحوثي على الحدود السعودية الذي أسفر عن إصابة ومقتل عدد من جنود التحالف" وقال: "وهذا قد ينسف خطوات الحوثيين باتجاه الرياض، مع أن الامر مازال يبدو تحت السيطرة، بسبب عدم ردّ وتصعيد التحالف عسكرياً".

واضافت : "لقد كان الرأي العام في اليمن والخليج مهيئ لاستقبال خبر اتفاقية وقف اطلاق النار في اليمن، بعد الزيارة الحوثية الناجحة للرياض".

بداية العد التنازلي

واردفت: "وكان العد التنازلي قد بدأ، وبُحثت التفاصيل ، وتوجت المشاورات بلقاء "وفد صنعاء" بالامير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، وبعدها حديث ولي العهد عن خطة السعودية للاستثمار في اليمن، وكانت الامور مُبشرة، ولم يتبق الا الإعلان الرسمي، وبدء مرحلة التفاوض السياسي، ولكن مع مغادرة وفد صنعاء (الوفد الحوثي) ، وانهاء زيارة ناجحة ووسط اجواء ايجابية، اشتغلت الحدود مجدداً، فئ مفأجاة صادمة وتطور عسكري عسكي".

ولفتت غلى أن "الهجوم على التحالف في الحدود، لم يتم تبنيه اعلامياً أو سياسيا بشكل كالمعتاد، ولم يسوق كبطولة، مما يوشي بحقيقة الصراعات الخفية داخل الجماعة، التي تواجه تحدياً غير مسبوق".

وتساءلت الناشطة منى صفوان: "اذاً مع من ستتفق السعودية، هاهم الحوثيون يكرسون ذات النظرة النمطية عنهم، بانهم جماعة خارج الدولة، واهل حرب، وغير جادين بالسلام، وبقدمون انفسهم كعصابة ومليشيا، وليس كدولة".

تساؤلات ومفاجآت قادمة

وتابعت: "فبعد اللقاء بوزير الدفاع السعودي، وهو حدث سياسي لافت، كان على العلاقات ان تسير باتجاه اخر، فهذه نقطة فارقة في تاريخ الجماعة، وكان عليهم اتخاذ مسار سياسي اكثر جدية ورزانه، وبناء ثقة متينة مع الجانب السعودي، الذي يدعونه اليوم لاعادة مواصلة الحوار كما جاء باسم مسؤول الخارجية الحوثي، ولكنها ستبقى دعوة غير جادة ، وغير مسوؤلة ولا يعول عليها".

وقالت:"وهذا هو الفرق بين الدولة والمليشيات، لذلك كان اتفاق السعودية مع ايران اسهل، من اتفاقها مع جماعات متصارعة اسمها الحوثيون ، تقدم نفسها بانها جماعة خارجة عن القانون والمنطق والبرتكول، وكل أنواع الضوابط، وليس لها كبير!".

وتساءلت: "هل هناك من يريد احراج وافشال وفد الحوثي، هل كانت الضربة ضد الجناح المتقارب مع السعودية، اكثر منها ضد السعودية، وان كانت هذه الجماعة لا تستطيع توحيد صفوفها، وتتملص مما فعلت، ولا تجروء على المعالجة او الاعتراف، فكيف ستشارك بحكم اليمن؟ وماهو دوّر قيادتها ممثلة بعبد الملك الحوثي شخصياً، أم أن هناك من هو اقوى منه داخل الجماعة! كلها اسئلة برسم الايام والمفاجآت القادمة".

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: جماعة الحوثی

إقرأ أيضاً:

حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن

 

يستمر إطلاق الصواريخ اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعهدت حركة أنصار الله اليمنية باستمرار هجومها على “إسرائيل” ما دامت حرب الإبادة مستمرة على قطاع غزة، وذلك بالرغم من قيام الاحتلال الإسرائيلي بشنّ غارات على اليمن إحداها في 6 مايو الحالي، ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في العاصمة صنعاء وأدت إلى استشهاد عدد من المدنيين اليمنيين.

وبالرغم من الضربات الأمريكية (سابقاً) والإسرائيلية المستمرة منذ مارس 2025م، وبالرغم من قوتها، والتكاليف المادية والبشرية اليمنية، من غير المتوقع أن تؤثر الضربات الجوية استراتيجياً على القوة اليمنية، أو تثني اليمنيين عن الدفاع عن أنفسهم أو عن القيام بردود أفعال عسكرية انتقامية مقابلة.

إن محاولة فهم استعصاء جبهة اليمن أمام التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة “حارس الازدهار” و”إسرائيل”، يتطلب فهماً معمقاً لتركيبة اليمن السياسية والاجتماعية والجغرافية، وكذلك لطبيعة جماعة أنصار الله الحوثية وأسلوبها في القتال، وهي على الشكل التالي:

1- الجغرافيا المعقدة:

تمتلك اليمن تضاريس جبلية معقدة تُصعّب العمليات العسكرية التقليدية وتعطي أفضلية لليمني للتخفي وتعيق فعالية الضربات الجوية التي اعتمد عليها الأمريكيون والإسرائيليون في هجومهم على اليمن. كذلك، تشكّل الجبال الوعرة والمرتفعات عوائق طبيعية تسهم في منح ميزة قتالية في الحروب كافة.

هذه التضاريس توفر غطاءً طبيعياً ممتازاً للتمركز، والانسحاب، وإعادة الانتشار، كما تعيق فعالية الطيران والاستطلاع، وهنا، يمكن أن نقول إن الأمريكي والإسرائيلي وقبلهما التحالف الدولي لم يستفيدوا من الدروس التاريخية للقتال في اليمن.

2- الأساليب القتالية:

بسبب الحرب التي يخوضونها منذ عام 2015م، طوّر اليمنيون أساليبهم العسكرية التي تجعل إمكانية هزيمتهم صعبة، يمتلك اليمنيون بنية تحتية عسكرية مرنة ومنتشرة في مناطق متفرقة من الجغرافيا التي يسيطرون عليها في اليمن، ويعتمدون على التخفي، التمويه، واللامركزية القتالية والعسكرية، لذا فإن الضربات لم تؤثر على قدرتهم على إطلاق الصواريخ على تل أبيب واستهداف الطائرات الأمريكية في البحر، وإسقاط الطائرات المسيّرة بدقة.

3- العوامل المجتمعية والعقائدية:

المجتمع اليمني قبلي بطبعه، ويتمتع بتماسك اجتماعي يمنح جماعة أنصار الله الحوثية حاضنة مجتمعية يصعب اختراقها، ويمنع الاقتتال الأهلي الذي يمكن توظيفه من قبل استخبارات خارجية لإضعاف جماعة ما.

زد على ما سبق، أن اليمنيين لا يقاتلون “إسرائيل” والأمريكيين من أجل مصالح سياسية، بل يعتبرون أنفسهم في “حرب مقدسة” لنصرة فلسطين، ما يجعل المقاتل أكثر استعدادًا للتضحية، وأكثر صبرًا على المعاناة، ويعزز من قدرته على الصمود أمام الحصار والهجمات الجوية التي حصلت، والتي أضرّت بالبنية التحتية وأدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين.

4- الدعم الخارجي:

أي جماعة مقاتلة لا تمتلك عمقاً استراتيجياً أو تتلقى دعماً خارجياً لا تستطيع أن تصمد طويلاً في مواجهة “أكبر قوة عسكرية في العالم وأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط”، لذلك فإن الدعم الذي تتلقاه جماعة أنصار الله الحوثية من الخارج يشكّل عاملاً مساعداً في ذلك الاستعصاء، لكنه ليس العامل الحاسم.

اعتمد اليمنيون على تطوير محلي لأسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستفيدين من الهندسة العكسية للأسلحة المهرّبة واستنساخ تقنيات إيرانية وصينية، إضافة إلى تصنيع محلي للأسلحة باستخدام مواد بسيطة ومكونات تجارية متاحة.

وعليه، من المرجّح أن تستمر جبهة اليمن في إسناد غزة ودعم الفلسطينيين في الصراع مع “إسرائيل”، وذلك لعدة عوامل أهمها:

أولاً: رغبة جماعة أنصار الله في عدم التخلي عن الفلسطينيين في ظل تعرضهم لحرب إبادة. بعد تعرّض أطراف “محور المقاومة” لضربات كبرى، وفي ظل انشغال إيران بمفاوضات ملفها النووي، يبقى اليمني هو الطرف الوحيد (في المحور) القادر والراغب على دعم وإسناد غزة.

ثانياً، رغم تصاعد القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا تزال جماعة أنصار الله تحظى بدعم شعبي واسع نسبياً في مناطق سيطرتها، والدليل هو التظاهرات الهائلة التي تخرج كل يوم جمعة نصرة لغزة وفلسطين لأسباب عدة أبرزها التعاطف الشعبي اليمني الواسع مع الفلسطينيين في غزة، حيث يسود الشعور بالمظلومية التاريخية، ما يعزز من تماسك القواعد الشعبية، حتى في ظل التحديات الاقتصادية والخدمية.

ثالثاً: قيام جماعة أنصار الله الحوثية باستهداف “إسرائيل”، يمنحها شرعية إضافية في نظر شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين “العاجز” عن إيقاف حرب الإبادة.

رابعاً: هذه الجبهة تُعد منخفضة الكلفة نسبيًا لليمنيين، مقابل تكلفة عالية تتحملها “إسرائيل” سواء من ناحية أمنها القومي، أم من ناحية الهيبة الدولية، وتأثيرها في الضغوط على نتنياهو داخلياً لعقد صفقة وإنهاء حرب غزة.

هذا إضافة إلى الكلفة الاقتصادية الكبيرة على “إسرائيل” عبر توقف شركات الطيران عن الوصول إلى مطار بن غوريون، والحصار المستمر على الموانئ الإسرائيلية وقدرة اليمنيين على السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب… كل هذه الأمور تجعلها ورقة ضغط سياسية حيوية أساسية- وتقريباً وحيدة خارجياً- لإنهاء الحرب على غزة.

 

* أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

 

مقالات مشابهة

  • حلمي النمنم: فكر جماعة البنا يرتكز على العنف ولا يعرف سواه
  • الحوثيون يعلنون استهداف مطار اللد الإسرائيلي بصاروخ فرط صوتي
  • الحوثي: سمحنا بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
  • البام يعقد دورته الثلاثين بسلا: وسط حضور وازن وجدية النقاش حول التحديات السياسية القادمة.
  • الحوثيون يهددون بالرد على دول في المنطقة في حال تورطها مع إسرائيل بإستهداف اليمن
  • «الرئاسي اليمني»: خيار القوة ضد الحوثي الطريق الأمثل لتحقيق السلام
  • العليمي: أرسلنا الطائرة الرابعة للحوثيين بعد أن هددوا بقصف مطار عدن وبقية المطارات اليمنية
  • تفاصيل مخفية عن انفجار صرف: 250 ضحية وإبادة7 عائلات بالكامل ومقتل 20 طالبة .. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها جماعة الحوثي
  • الرئيس العليمي يطلب من روسيا تزويد اليمن بمنظومة دفاع جوي ويكشف: الحوثيون هددوا بقصف مطاراتنا (شاهد المقابلة كاملة)