صادف هذا الأسبوع، الذكرى الخامسة، لمقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، في عام 2018.

وكشفت التحقيقات أن خاشقجي قد اختطف وقتل بوحشية على يد فرقة اغتيال سعودية، ويعتقد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن أمر "القبض على خاشقجي أو قتله" جاء من أعلى المستويات في الرياض"، ومنهم من اتهم ولي العهد، محمد بن سلمان، مباشرة.

لكن ومنذ ذلك الحين، تغيرت نظرة العالم لمحمد بن سلمان بعد أن التقى بقادة دول عديدة، على رأسهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.

وفي هذا السياق، سلط تقرير لصحيفة واشنطن بوست على علاقات المملكة مع المجتمع الدولي بعد الاتهامات التي طالت ولي العهد.

ضجة.. ثم إغلاق للقضية

في خريف عام 2018، أثارت قضية مقتل خاشقجي ضجة في واشنطن وأماكن أخرى حول العالم، حيث أدانت حكومات عديدة مقتل الكاتب السعودي البارز.

وأدى الغضب في واشنطن إلى تعليق مبيعات الأسلحة للسعودية لفترة وجيزة. 

واضطر محمد بن سلمان، الذي انطلق في جولة عالمية في وقت سابق من ذلك العام، إلى التراجع عن الساحة الدولية لفترة.

ولكن بعد مرور خمس سنوات، "لم يعد هناك الكثير لانتظاره بالنسبة لأقارب خاشقجي وأصدقائه المكلومين"، وفق الصحيفة الأميركية، التي كان يكتب لها خاشقجي. 

وفي غضون ذلك، تم إغلاق القضية في الرياض، حيث أصدرت محكمة جنائية سعودية أحكاما بالسجن على ثمانية أشخاص، بينما برأت عددا من الشخصيات الرئيسية التي يعتقد المسؤولون الأميركيون أنهم لعبوا أدوارا مهمة في مقتل خاشقجي. 

"وحتى يومنا هذا، هناك القليل من الوضوح بشأن ما حدث لجثة خاشقجي؛ ولم يتمكن أحباؤه من إجراء دفن مناسب"، وفق الصحيفة الأميركية.

وحذرت منظمات حقوقية، أبرزها PEN America، وهي مجموعة مؤيدة لحرية التعبير، في بيان "في الذكرى الخامسة لمقتل خاشقجي، يجب على الحكومات والمؤسسات رفض التعامل كالمعتاد مع حكومة بن سلمان وإلا فإن استهداف الكُتّاب قد يصبح الوضع الطبيعي الجديد".

وشجبت أنييس كالامارد، رئيسة منظمة العفو الدولية والمقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بحالات القتل خارج نطاق القضاء والتي حققت في وفاة خاشقجي، الجغرافيا السياسية الحالية التي تتسم بـ"العمل كالمعتاد" مع الرياض والتي حرمت خاشقجي وعائلته من العدالة الحقيقية.

وقالت: "من المروع أنه بدلا من الضغط من أجل تحقيق العدالة في مقتله، يواصل المجتمع الدولي بسط السجاد الأحمر لقادة المملكة العربية السعودية، مع وضع المصالح الدبلوماسية والاقتصادية قبل حقوق الإنسان".

#SaudiArabia: 5 years since the killing of @washingtonpost columnist Jamal Khashoggi, there has been no justice for this brutal crime.

We stand with @AgnesCallamard calling for an independent criminal investigation into this killing. #JusticeForKhashoggihttps://t.co/0iWglFHNdn

— IPI - The Global Network for Independent Media (@globalfreemedia) October 2, 2023

ووسط مخاوف بشأن التضخم وارتفاع الأسعار، أجرى مسؤولوون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، زيارات متعددة إلى الرياض، في محاولة لتهدئة العلاقات وإقناع السعوديين بالمساعدة في خفض الأسعار العالمية. 

وبدلا من ذلك، قبل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، خفض السعوديون الإنتاج في خطوة اعتبرت على نطاق واسع بمثابة تحد لإدارة بايدن.

مواقف جيران الرياض

وقال تقرير واشنطن بوست إن الرياض "لم تتحمل أي تكلفة تذكر، إذ استمر التعامل معها بهذه الطريقة".

وبحسب الصحيفة، "يركز جيران السعودية بشكل كامل على الجغرافيا السياسية المتشابكة والمعاملات التي تشكل شبكة العلاقات المعقدة في الشرق الأوسط". 

وبعد خمس سنوات من وفاته، لم تتم مناقشة قضية خاشقجي إلا قليلا في القنوات الإعلامية الرئيسية في العالم العربي، ولا حتى في تركيا، حيث قامت وسائل الإعلام المحلية بالتحقيق في اغتياله ونشرت عدة مواد بالخصوص.

وفي ذات الوقت، يصر محمد بن سلمان "أنه غير نادم"، وفق تعبير الصحيفة.

وفي حديث مع مجلة أتلانتيك، العام الماضي، قدم ولي العهد السعودي نفسه على أنه ضحية لثأر دولي.

وقال محمد بن سلمان للمجلة ساخرا: "إذا كانت هذه هي الطريقة التي نعمل بها" أي قتل مؤلفي مقالات الرأي الناقدة، "فلن يكون خاشقجي حتى من بين أفضل 1000 شخص في القائمة". 

يُذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي توعد مرارا بكشف حقيقة من هم وراء مقتل خاشقجي، زار الممكلة، في 2022، وفي يوليو الماضي، حيث وقع مع محمد بن سلمان اتفاقيات تعاون في مجالات استثمارية ودفاعية أبرزها شراء المملكة طائرات مسيّرة تركية.

كذلك، واجهت واشنطن انتقادات شديدة بعد الكشف أن ولي العهد يتمتع بحصانة من الملاحقة بصفته رئيس حكومة في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن للسعودية، في يوليو 2022.

"عواقب محدودة" 

الإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر"، من جانبها، كتبت الجهود المبذولة لتقديم قتلة خاشقجي إلى العدالة ومحاسبة الحكومة "لم تنجح إلى حد كبير".

ولم تتم محاكمة سوى بعض السعوديين المتورطين في مقتل خاشقجي  الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم علنا، وفق الإذاعة.

وفي عام 2020، حكمت محكمة سعودية على خمسة منهم بالسجن 20 عاما. 

وكانوا قد حكم عليهم في الأصل بعقوبة الإعدام، والتي ألغيت بعد أن أعلن نجل خاشقجي، الذي يعيش في السعودية، أنه عفا عن المتهمين. 

وحكم على ثلاثة آخرين بعقوبات أقل.

وفي الربيع الماضي، نقلت محكمة تركية محاكمتها الغيابية لـ 26 شخصا إلى السعودية، وهي خطوة انتقدتها جماعات حقوق الإنسان. 

وقالت هيومن رايتس ووتش، في ذلك الوقت، إن ذلك "سينهي أي إمكانية لتحقيق العدالة" لخاشقجي و"يعزز اعتقاد السلطات السعودية الواضح بأنها تستطيع الإفلات من العقاب على جريمة القتل".

Turkey: Don’t Transfer Khashoggi Trial to Saudi Arabia https://t.co/W3BLjY8Tgb @aymconstcourt @MFATurkiyeFR @anadoluajansi

— jean-paul Marthoz (@jpmarthoz) April 7, 2022

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محمد بن سلمان مقتل خاشقجی ولی العهد

إقرأ أيضاً:

المدير التنفيذي لليونيسيف تشيد بدعم «سلمان الإغاثي» للأطفال المتضررين حول العالم

التقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أمس، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" كاثرين راسل، بحضور سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الاتحاد الأوروبي هيفاء بنت عبدالرحمن الجديع، وذلك على هامش المنتدى الإنساني الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.

 وناقش الجانبان خلال اللقاء الموضوعات المتعلقة بالشؤون الإنسانية والإغاثية المشتركة؛ التي تهدف إلى دعم فئة الأطفال في أنحاء العالم، من خلال تقديم الرعاية الأساسية.

 وأعربت كاثرين راسل عن بالغ امتنانها واعتزاز المنظمة بالشراكة البنّاءة مع مركز الملك سلمان للإغاثة، التي مكّنت من الوصول إلى ملايين الأطفال المتضررين حول العالم، وتقديم الدعم اللازم لهم، مؤكدةً أن هذا التعاون يجسّد مثالًا مميزًا للعمل الإنساني المشترك لخدمة الطفولة عالميًا.

اليونيسيفاخبار السعوديةاخر اخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • بعد سنوات قليلة.. دواء من تصميم الذكاء الاصطناعي في صيدليات العالم
  • المدير التنفيذي لليونيسيف تشيد بدعم «سلمان الإغاثي» للأطفال المتضررين حول العالم
  • من السحر إلى حبل المشنقة.. تفاصيل جريمة مريم المتعب التي هزت السعودية
  • السعودية.. الجيش الأمريكي يعلق على صورة الأمير خالد بن سلمان وهيغسيث
  • السعودية.. صدور حكم على خاطفة الدمام يشعل تفاعلا بعد نحو 5 سنوات على القضية
  • انطلاق أعمال الدورة الرابعة للجنة السعودية-الإسبانية المشتركة في مدينة الرياض
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • انطلاق أعمال الدورة الرابعة للجنة السعودية - الإسبانية المشتركة في الرياض
  • 20 ألف ريال غرامة وترحيل 10 سنوات.. السعودية تضرب بيد من حديد على مخالفي أنظمة الحج
  • الأمير خالد بن سلمان يحضر حفل تخرج ابنه من مدارس الرياض .. فيديو