أولويات حزب الله غير رئاسية.. ضاعت الفرصة!
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عبّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال خطابه الاخير عن أن الفرصة شبه الوحيدة للوصول إلى حل رئاسي سريع كانت من خلال الدعوة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أي عبر الحوار، "لكن الفرصة ضاعت للأسف" بعد أن سحب بري مبادرته بسبب عدم تجاوب القوى السياسية المعارضة. هذا الحديث لديه مؤشرات كثيرة، اذ لم يأتِ من خارج السياق العام لنظرة الحزب للواقع السياسي.
منذ أسابيع يوحي مسؤولو "حزب الله" أن الحزب ذاهب الى التشدد رئاسياً في حال فشل حراك بري ومبادرته على اعتبار أن التنازل غير ممكن أن يطال إسم المرشح إلا من خلال حوار عميق وواضح يطال قضايا محددة، وفي حال رفضت قوى المعارضة الحوار فإن "العرض" لن يكون مفتوحاً، وهذا ما دعا اليه نصرالله نفسه في اكثر من مناسبة مشدداً على ألا يبالغ قياديو الحزب في الدعوة للحوار والتمسك به.
خطاب نصرالله الأخير أوحى أن "حزب الله" لم تعد لديه أولوية رئاسية حالياً، اذ، وبالإضافة الى حديثه عن تضييع الفرصة، تطرق نصرالله بإختصار شديد الى الحوار الثنائي القائم بين الحزب و"التيار الوطني الحر" مؤكداً ألا جديد يذكر وأن الوصول الى نتيجة يحتاج الى وقت طويل موحياً ان حزبه لن يكون مستعجلاً في ظل تباطؤ "التيار" الذي بات شبه معلناً، اذاً أقفل نصرالله كل القنوات التي كان من الممكن ان تحدث خرقاً رئاسيا.
وبحسب مصادر مطلعة فإن تركيز "حزب الله" في المرحلة المقبلة سيكون على القضايا الامنية والمعيشية، وتحديداً على أزمة النزوح السوري التي يتفرغ لها عدد كبير جدا من كوادر الحزب، وهذا يعني أن المبادرات الحالية ليس لها آمال كبيرة بالوصول الى تسوية في المدى المنظور، حتى النقاش الاستراتيجي الذي كان البعض يراهن عليه للوصول الى تسوية، وضع له نصرالله حدوداً لا يمكن تجاوزها، اذ اكد أن التفاوض حول الحدود البرية لن يرتبط بالمعركة الرئاسية.
وترى المصادر أن "حزب الله" غير مستعجل، خصوصا أن الضغوط السياسية تصيب القوى السياسية التي تعارضه اكثر بكثير مما تصيبه، بضبط ازمة النزوح في مناطق الحزب أسهل بكثير من باقي المناطق نظرا للجهد الكبير الذي يمارس الحزب عبر الإحصاء الدائم والاجراءات الامنية وغيرها، كذلك في الامور المرتبطة بالنفوذ داخل المؤسسات، فليس الحزب وما يمثل، من وجهة نظره أقله، الذي يخسر مع مرور الوقت بل خصومه وتحديداً من هم في صف المعارضة.
هكذا يوحي الحزب بشكل حاسم أن أولوياته في المرحلة المقبلة ليست رئاسية ولن يكون جاهزاً لتقديم التنازلات، علماً انه مهتم بإنهاء الفراغ الرئاسي في حال كان الرئيس المقبل حليفاً صريحاً له، وهذا يتطلب تنازلا أحادي الجانب من قبل خصومه على ان يقدم "حزب الله" تنازلات في قضايا أخرى مثل الحكومة أو الموظفين الأساسيين داخل الدولة وربما في قضايا أخرى متعددة...
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
طرد موالين لحزب الله وتشديد الرقابة الأمنية.. لبنان يعيد السيطرة على مطار بيروت
البلاد – بيروت
في خطوة غير مسبوقة تعكس تحوّلًا في موازين القوة داخل لبنان، أكدت مصادر أمنية رفيعة أن السلطات اللبنانية قامت بفصل عشرات الموظفين المشتبه بانتمائهم لحزب الله من مطار رفيق الحريري الدولي، وسط جهود واضحة لاستعادة الدولة سيطرتها الكاملة على المرفق الحيوي الذي لطالما اعتُبر تحت نفوذ الحزب.
ويأتي هذا التحرك في أعقاب التراجع العسكري والسياسي لحزب الله، خاصة بعد الخسائر التي تكبّدها في المواجهات الأخيرة مع إسرائيل، إضافة إلى فقدانه خطوط إمداد استراتيجية بعد سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024.
وأكد مسؤول أمني بارز، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن الدولة بدأت بالفعل بتركيب منظومات مراقبة حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في سابقة تعكس رغبة واضحة في فرض القانون والحد من التهريب عبر المطار. ولفتت التقارير إلى أن الطواقم الأرضية لم تعد تتلقى أي أوامر بإعفاء طائرات أو ركاب بعينهم من التفتيش، كما تم تعليق الرحلات القادمة من إيران منذ فبراير الماضي.
التحولات الجارية حظيت بارتياح ملحوظ من مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، عبّروا عن تفاؤلهم المشروط حيال قدرة الحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة نواف سلام، على فرض سلطة الدولة. وصرّح أحد المسؤولين الأميركيين المشاركين في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار جنوب لبنان: “لم أكن أتخيل أننا سنصل إلى هذه المرحلة بهذه السرعة”.
وفي تطور لافت، أعلنت السلطات الأمنية عن إحباط محاولة تهريب أكثر من 22 كيلوغرامًا من الذهب كانت مخصصة لحزب الله عبر مطار بيروت، ما اعتُبر دليلاً إضافيًا على جدية الدولة في إنهاء حقبة الممرات غير الرسمية التي اعتمدها الحزب لسنوات. كما شدد رئيس الحكومة نواف سلام على أن مهربين تم توقيفهم يخضعون حاليًا للمحاكمة، قائلاً: “نحن نحقق تقدمًا حقيقيًا في مكافحة التهريب، وهذا يحدث للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث”.
فقدان الحزب لخط تهريب الأسلحة عبر إيران وسوريا، بعد سقوط بشار الأسد، وتضييق الخناق عليه في البحر، يجعلان من عملية إعادة بناء قدراته العسكرية أمرًا أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل حضوره وتأثيره في الداخل اللبناني في ظل هذا الانكماش المالي والعسكري.