بألمٍ ومرارة.. طفلٌ يروي لوكالتنا كواليس هجرته المميتة من مصر على ليبيا
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – خـــاص
قصةٌ جديدة من قصص ضحايا العُنف – الهجرة، الذين أجبرتهم الحروب والظروف المعيشية والاقتصادية إلى سلك الطرق البرّية الملوية، والوثوق في تجار البشر الذين يتاجرون بأحلامهم وطموحاتهم ويقذفونهم في قوارب متهالكة ليصارعوا البحر والأمواج العتية، وقساوة الحياة التي دفعت بهم إلى هذه المخاطرة.
يبدأ المهاجر الصغير وهو من أصغر المهاجرين الذين قبضت عليهم الأجهزة الأمنية في مدينة طبرق وامساعد الحدودية مع دولة مصر، ويبدأ التعريف بنفسه وبالدوافع والأسباب التي أجبرته على خوض غمار هذه الرحلة الخطرة، وما هي التكاليف وكيف استطاع توفيرها، وكم استغرقت معه الرحلة وماهي كواليسها؟
أنا عادل صلاح، مصري الجنسية.. جئت إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، متسللاً عبر الحدود المصرية الليبية، وبالتنسيق مع أحد تجار البش الذين يمتهنون الاتجار والتهريب بطرق غير مشروعة..
وعن دوافع الهجرة وأسبابها.. يوضح المهاجر الصغير أنه جاء إلى ليبيا بحثًا عن حياةٍ أفضل، لأجد عملاً وحياة أكثر استقرارًا، بعيدًا عن التضخم وغلاء المعيشة..
وعن آلية الرحلة وخطواتها قال المهاجر الصغير عادل صالح، إنه وعن طريقِ أحد معارفه توصل إلى أحد مهربي البشر الذين ينظمون رحلاتٍ غير شرعية عبر الحدود بين مصر وليبيا.. وبعد أن تواصل مع المهرب، طالب المهرب بقيمة قدرها 30 ألف جنيه مصري لإتمام هذه العملية.
ويتحدث المهاجر الصغير عادل صلاح عن الرحلة.. بالقول: لقد تنقلنا بين المدن والمناطق إلى أن وصلنا إلى أحد الجبال في الصحراء، ويبعد هذا الجبل عن منطقة السلوم الحدودية حوالي ساعتين بالسيارة، ونحن ترجلنا على أقدامنا من الجبل إلى المنطقة الحدودية إلى ان وصلنا إلى السور الحدودي الفاصل بين مصر وليبيا، واستغرقنا حوالي تسع ساعات من المشي المتواصل.
وفور وصولا للسور، أبلغنا مهرب البشر بأنه يجب أن نتسلل حتى لا يقبض علينا رجال الامن، ولكن رجال الأمن انتبهوا لوجودنا وتسللنا وقاموا بإطلاق النار لتخويفنا، لكننا هربنا، وتلك اللحظات كانت مرعبة جدًا بالنسبة لي.
يواصل الحديث.. تمكنا من الهرب لبضع ساعات او حتى لبضع أيام لكن السلطات الليبية تمكنت من إيجادنا والقبض علينا، وكانت تعاملهم في منتهى الإنسانية، وأن أدعوا السلطات الليبية للتعاون معنا ومساعدتنا في إيجاد والدي ووالدتي المفقودين منذ فترة زمنية طويلة.
وشهدت الأشهر الماضي تدفقًا كبيرًا للمهاجرين الأطفال والقصر القادمين من دولة مصر باتجاه ليبيا، طمعًا في الوصول إلى أوروبا، وبعد تنفيذ الجيش الوطني لحملة أمنية موسّعة داهم فيها أوكار تهريب البشر وصناعة القوارب المستخدمة في الهجرة، وقبض على عددٍ كبيرٍ من تجار البشر، وحرر اعدادًا ضخم من المهاجرين الذين تم حجزهم في مخازن للإيواء لا ترتقي أن يعيش فيها بشرًا، شهدت معدلات الهجرة انخفاضَا واضحًا، خصوصًا بعد برامج العودة الطوعية للمهاجرين والتي أشرفت عليها الجهات الأمنية في المناطق الحدودية، وتمت عودة أعداد كبيرة من المهاجرين على بلدانهم.
المصدر: أخبار ليبيا 24
إقرأ أيضاً:
مفتي القاعدة السابق يروي أسباب خروجه من التنظيم
ووفقا لما قاله المفتي السابق للقاعدة محفوظ ولد الوالد، في برنامج "مع تيسير" فإن بن لادن لم يستشر مجلس شورى التنظيم في هذا الاندماج، ولو من باب العلم بالشيء.
وقبل هذا الاندماج، كان زعيم القاعدة قد أفصح للمقربين منه عن نيته تنفيد عملية كبرى لجلب الولايات المتحدة إلى حرب في أفغانستان كان يعتقد أنها ستنتهي بتفكيكها كما حدث مع الاتحاد السوفياتي.
وفي هذا التوقيت كانت الاعتراضات قد تزايدت على سلوك بن لادن الذي حمل تجاهلا كبيرا لحركة طالبان الحاكمة لأفغانستان ولما يمكن أن تتعرض له البلاد كلها جراء هذه الخطوة، كما يقول ولد الوالد.
وكان رأي ولد الوالد الشرعي أن موافقة طالبان شرط للقيام بأي عمل عسكري ينطلق من أفغانستان، لكنه كان يعرف أن بن لادن لن يتراجع عما قرر المضي فيه، كما يقول.
رفض هجمات 11 سبتمبرورغم هذا الرفض الواسع في صفوف التنظيم الذي أعرب كثير من قادته (ومنهم أبو محمد المصري وأبو عبيدة الموريتاني) عن رفضهم تدريب مقاتلين على أمر يرونه غير شرعي، وهو ما عرضه ولد الوالد، على بن لادن، الذي قرر الاستماع لهم.
وخلال هذا اللقاء، طلب زعيم القاعدة من الحاضرين طرح ما لديهم من اعتراضات فكان رأيهم أنه لا يجوز القيام بعمل قررت لجنة الفتوى أنه غير شرعي، حسب ما قاله ولد الوالد.
وفي المرحلة نفسها، سمح زعيم طالبان الملا عمر لبن لادن بالعمل ضد اليهود بدلا من العمل ضد الولايات المتحدة، وكان هدفه من هذا الأمر توجيه طاقة زعيم القاعدة الجهادية ضد خصوم لا يشنون حربا على أفغانستان.
لكن بن لادن كان قد وصل إلى مرحلة متقدمة جدا من الإعداد لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وقد حاول توجيهها إلى ضرب أهداف يهودية داخل أميركا لكنه وجد أن الأمر سيكون أكثر صعوبة وأقل مكاسب، حسب ولد الوالد.
والغريب -كما يقول ولد الوالد- أن بن لادن كان يعتقد أن الولايات المتحدة أجبن من أن ترد على أحداث 11 سبتمبر/أيلول، بعمل عسكري واسع.
إعلان
مبررات بن لادن
وكان مبرر زعيم القاعدة في هذا أن واشنطن لم ترد على استهداف حاملة الطائرات "يو إس إس كول" في خليج عدن، وأن أفغانستان ليس بها مواقع يمكن ضربها، فضلا عن أن الرئيس بيل كلينتون كان في نهاية ولايته ومن ثم فلن ينهيها بشن حرب.
بيد أن ولد الوالد يقول إن الولايات المتحدة لم ترد على ضرب "يو إس إس كول"، لأنها كانت تخطط لاعتقال بن لادن نفسه لكنها لم تنجح في ذلك.
وحاول بعض قادة القاعدة توجيه ضربة 11 سبتمبر/أيلول، إلى إسرائيل لكنهم فشلوا في ذلك، ومن ثم أعلن هؤلاء بوضوح رفضهم لكل المسوغات الشرعية التي ساقها بن لادن لتبرير عمله. وبعد هذا الموقف -كما يقول ولد الوالد- فقد امتنع عن حضور الجلسات الأسبوعية لقادة التنظيم.
وفي تلك الفترة، فقد بن لادن الكثير من حلمه وصبره وتغير على من حوله بسبب الضغوط الإعلامية والداخلية والخارجية عليه، حتى دب الخلاف بينه وبين بعض المجاهدين القدامى، وفق ولد الوالد.
كما بدأت الانتقادات توجه لبن لادن من مؤسسي جمعية الوفاء التي كانت تعمل في المجال الإنساني حصرا دون العمل العسكري، حيث حاول هؤلاء إثناءه عن أي عمل يجلب الحرب لأفغانستان، وهو ما أشعل غضبه عليهم، حسب ولد الوالد.
الخروج من التنظيم
وعند هذا الحد، بدأ ولد الوالد ترتيب أمور انسحابه من التنظيم وقد حاول الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري ومحمد صلاح، إقناعه بالتراجع عن قراره وإعادة علاقته ببن لادن، لكنه أكد لهم رفضه البقاء في تنظيم تحول لشركة خاصة.
وبنى ولد الوالد موقفه على أن بن لادن انفرد بكل قرارات التنظيم التي يتحمل الأعضاء توابعها، وأن انضمامه للعمل الجهادي عموما كان مناطه وجود بلد إسلامي يحكمه أمير يقطع في أمر السلم والحرب، وهو أمر لم يعد موجودا في ظل عدم التزام زعيم القاعدة بقرارات الملا عمر، الذي كان في حكم الأمير آنذاك، وفق قوله.
وفي بداية أغسطس/آب 2001، طلب ولد الوالد لقاء بن لادن بعد فترة من الغياب وأبلغه بأن الدور الذي انضم من أجله للقاعدة لم يعد موجودا، وصارحه بأنه يأخذ التنظيم كله ومعه أفغانستان إلى الهاوية، طالبا منه إعفاءه من منصبه.
ولم يتمكن بن لادن من إثنائه عن قراره فطلب منه تسليم مهامه لأيمن الظواهري، وطلب منه ألا تنقطع الأخوة التي جمعتهما سنوات، لكن هذا اللقاء -الذى جرى قبل أسابيع قليلة من هجمات 11 سبتمبر/أيلول- كان الأخير بين الرجلين، كما يقول ولد الوالد، الذي أكد عدم وجود الحد الأدنى من الاستعداد للحرب التي اندلعت جراء هذه الهجمات.
1/7/2025-|آخر تحديث: 18:07 (توقيت مكة)