صحف غربية: هجوم حماس كشف عمى الاستخبارات الإسرائيلية وفشل نتنياهو
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
تناولت صحف غربية الفشل الاستخباراتي والسياسي الإسرائيلي قبل عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية السبت الماضي، شبهت ما جرى في إسرائيل بأحداث أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة، محذرة من حروب مدمرة قد تمتد لسنوات على طريقة الحروب الأمريكية في مناطق عدة في العالم.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لديفيد إغناطيوس قال فيه إن هجوم حماس هو فشل استخباراتي قد تحتاج إسرائيل لسنوات كي تفك لغزه.
وقال إن "الفشل الاستخباراتي الحقيقي لا ينتج ببساطة عن غياب المعلومات ولكن للعجز عن فهمها، فما لم يكن يقدره الإسرائيليون فهي "إبداعية وقدرة أعدائهم"، كما لم يقدّروا قدرة حماس وحلفائها على الكتمان والحفاظ على أسرارها.
وتساءل الكاتب: هل سنعرف، كما علمنا بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، أن المعلومات الضرورية لمنع الهجمات كانت موجودة في النظام؟ فقد كانت الأضواء الحمراء المحذرة تومض في مكان ما، ولكن الإسرائيليين مثل الأمريكيين لم يكونوا قادرين "على ربط النقاط" ولم يكونوا، رؤية ما كان يحدق في وجوههم.
وأوضح أن عالم الاستخبارات فيه تنافسات مهنية وحسد، وما يزيد هذا، عندما تكون القيادة السياسية تعيش الفوضى ولا يمكنها فرض النظام. فإسرائيل في 2023 وفي الأشهر التي سبقت كارثة غزة، كانت تعيش كابوسا سياسيا داخليا، وكان البلد منقسما، وكان الموساد (الاستخبارات الخارجية) وشين بيت، (الاستخبارات الداخلية) يعارضان الائتلاف الحكومي الهش الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وخلص إغناطيوس إلى أنه "عندما نقول إن غضب غزة هو نسخة عن 9 أيلول/ سبتمبر علينا أن نتذكر الدرس الأكبر من الكوارث، وأكثر من رؤية فشلنا، فقد كان رد الولايات المتحدة مفرطا، فهي لم تنتقم وتدمر أعداءها، فقد حاولت إعادة تشكيل الشرق الأوسط، في محاولة عبثية في العراق وأفغانستان. والقوة الإسرائيلية في أحسن حالاتها هي قسوة محسوبة وآمل ألا تخلق إسرائيل في انتقامها مشاكل أسوأ لها في المستقبل".
من جهتها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفيين جوليان بارنز وديفيد سانغر وإريك شميت قالوا فيه إن الهجوم المفاجئ المدمر الذي شنته حماس يوم السبت يمثل فشلا استخباراتيا مذهلا بالنسبة لإسرائيل، شمل تحذيرات لم يتم اكتشافها، ودفاعات صاروخية مربكة، وردا بطيئا من قبل قوات عسكرية غير مستعدة على ما يبدو، بحسب ما قال مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون.
ولم يكن لدى أي من أجهزة المخابرات الإسرائيلية تحذير محدد من أن حماس تستعد لهجوم متطور تضمن ضربات برية وجوية وبحرية منسقة، وفقا لمسؤول دفاعي إسرائيلي ومسؤولين أمريكيين. ورغم أن الهجوم فاجأ أيضا العديد من وكالات الاستخبارات الغربية، إلا أنها لا تتتبع أنشطة حماس عن كثب كما تفعل إسرائيل أو مصر.
وأذهل هذا النجاح المسؤولين الأمريكيين من ذوي الخبرة في المنطقة. فعلى مر السنين، أنشأت إسرائيل شبكة من أجهزة الاعتراض الإلكترونية وأجهزة الاستشعار والمخبرين البشريين في جميع أنحاء غزة. لقد استثمرت إسرائيل وجيرانها في الماضي بكثافة في محاولة تعقب وحظر شبكات حماس، وغالبا ما كانت تعترض شحنات مكونات الصواريخ، وهذا جعل سلسلة من الأسئلة أكثر إلحاحا حول إخفاقات يوم السبت.
وتساءل المقال: لماذا يبدو أن نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، الذي يبلغ من العمر الآن اثنتي عشرة سنة، قد طغى عليه وابل من الصواريخ غير المكلفة ولكن القاتلة عند بداية الهجوم؟ كيف تمكنت حماس من بناء مثل هذه الترسانة الكبيرة من الصواريخ والقذائف دون أن تكتشف المخابرات الإسرائيلية المخزون المتزايد؟
فهل ركزت إسرائيل أكثر مما ينبغي على التهديدات التي يشكلها حزب الله والضفة الغربية، بدلا من تركيز مواردها العسكرية والاستخباراتية على غزة؟ ولماذا كان هذا العدد الكبير من القوات الإسرائيلية في إجازة أو بعيدا عن الحدود الجنوبية، مما سمح لحماس باجتياح القواعد العسكرية الإسرائيلية بالقرب من غزة؟
ومن الواضح أن الإجابات يمكن أن تؤثر على سمعة الجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات، وعلى المستقبل السياسي لنتنياهو.
ولكن بينما تنتقم حكومة نتنياهو، وتتعامل مع حقيقة احتجاز حماس للعشرات من الرهائن الإسرائيليين، فإن السؤال حول الخطأ الذي حدث سوف يسجله التاريخ إلى جانب إخفاقات أخرى من هذا القبيل، مثل حرب أكتوبر 1973 أو حتى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وقال أحد المسؤولين السابقين في الإدارة الأمريكية إن حماس قد درست على ما يبدو نقاط الضعف في النظام.
وتحاول كل من إسرائيل ومصر مراقبة الجهود المبذولة لتهريب مكونات الصواريخ، والعديد منها في الأصل من إيران، عبر شبه جزيرة سيناء وإلى غزة عبر الأنفاق تحت الأرض، وفقا لمسؤولين سابقين في المخابرات الأمريكية. وفي عام 2021، أعلنت إسرائيل عن تدمير 62 ميلا من الأنفاق تحت الأرض، وبنت حواجز تحت الأرض بعمق 65 ياردة. وعملت مصر أيضا على إغلاق الأنفاق بين غزة وشبه الجزيرة.
ولكن لا يوجد حاجز مثالي، وقال المسؤولون السابقون إنه بالإضافة إلى الطرق تحت الأرض والبحر، يتم تهريب مكونات الصواريخ والصواريخ عبر المعابر القانونية.
وتشير حقيقة أن المخابرات الإسرائيلية تفاجأت بالضربات إلى أنه قبل هجمات يوم السبت، تجنب مقاتلو حماس مناقشة الخطط عبر الهواتف المحمولة أو وسائل الاتصال الأخرى التي يمكن اعتراضها.
ووفق المقال، فمن المرجح أن حماس استخدمت التخطيط التقليدي وجها لوجه لتجنب الكشف الإسرائيلي، لكن لا بد أن مئات الأشخاص كانوا متورطين، مما يدل على أن جهود حماس لكسر شبكة المخبرين الإسرائيلية كانت ناجحة.
وكان معظم التركيز في الآونة الأخيرة منصبا على الضفة الغربية المحتلة، حيث أثارت العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة معارك مسلحة متكررة مع المسلحين الفلسطينيين. كما خاضت إسرائيل والمسلحون الفلسطينيون في قطاع غزة اشتباكات متبادلة أصغر حجما.
وفي ربيع هذا العام، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، من أن التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تهدد بالتفاقم من جديد، على الرغم من التقدم الدبلوماسي الذي تحقق في المنطقة.
وكان السؤال الرئيس هو عن تورط إيران في تزويد حماس بالإمدادات وتشجيع الهجوم أو حتى التخطيط له. وقال مسؤولون أمريكيون إنه من المعقول أن تلعب إيران دورا، لكن هذا الدور الدقيق ليس واضحا بعد.
وبالنسبة لإيران، يشكل تحالفها مع حماس نقطة ضغط رئيسية. تريد طهران، بحسب مسؤولين حاليين وسابقين، عرقلة التطبيع الناشئ بين السعودية وإسرائيل، فأي حرب بين إسرائيل وحماس تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين على الجانبين؛ من شأنها أن تجعل أي سلام عام من هذا القبيل أمرا بالغ الصعوبة.
أما صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية فقد نشرت مقالا كتبه المعلق جدعون رخمان؛ قال فيه إن لعبة تلاوم مُرّة قد تتبع الوحدة التي تُظهرها إسرائيل وقت الحرب، وربما تقوم إلى طريق خطير.
وفي القريب العاجل، ستنزلق إسرائيل في جدال سياسي انقسامي حول المسؤول عن الخطأ. ويجب معالجة فشلين، الأول أمني واستخباراتي والثاني استراتيجي.
فلطالما تباهت إسرائيل بقدراتها الاستخباراتية، وافترضت ألا شيء يحدث في غزة بدون معرفة إسرائيل به. ولكن حماس كانت قادرة على التخطيط وتنفيذ هجوم معقد ومتشعب، واجتياح الحدود التي اعتقد الإسرائيليون أنها آمنة. وتبادل الوسط واليمين الاتهامات وحمّلوا بعضهما مسؤولية الفشل، وكان اليسار غائبا في اللعبة لأنه لم يعد موجودا.
وأكد جدعون أنه كرئيس للوزراء، فبنيامين نتنياهو هو الشخص الذي يتحمل المسؤولية، فقد عمل رئيس الوزراء على فرضية أن حماس قد تم احتواؤها، مما جعله يبدو واهما ومتواطئا في الوقت نفسه. ففي الوقت الذي كان يحاول فيه تجنب الإدانة بتهم الفساد، بات أكثر اعتمادا على الأحزاب القومية المتطرفة. ودعمت هذه الأحزاب عدوانية المستوطنين في الضفة الغربية، مما أدى لتحويل الجيش من أجل احتواء العنف الناجم عن هذا، بشكل أضعف دفاعات البلد على حدود غزة.
لكن اليمين المتطرف لديه جدال مضاد وجاهز، فهم مستعدون لتحميل المعارضة والاستخبارات المسؤولية.
وشهدت إسرائيل في الفترة الماضية تظاهرات حاشدة ضد التعديلات القضائية التي دفع بها نتنياهو وقالت المعارضة إنها تهدد الديمقراطية في البلد. ودعم مسؤولون في الاستخبارات هذه الاحتجاجات، ورفض جنود الاحتياط الاستجابة لنداء الواجب. وعندما حذر رئيس شين بيت بداية العام؛ نتنياهو من أن هجمات المستوطنين على الفلسطينيين ستزيد من مخاطر التهديد على إسرائيل، تعرض للشجب من أعضاء حزب الليكود. وقال عضو في الليكود: "وصلت أيديولوجية اليسار إلى رأس القيادة في شين بيت، واخترقت الدولة العميقة قيادة شين بيت والجيش".
وأوضح رخمان أن استراتيجية نتنياهو تجاه الفلسطينيين تبدو فاشلة الآن، فقد ناقش أن عقد علاقات طبيعية مع جيران إسرائيل العرب سيعزز السلام الداخلي ويقطع الدعم الخارجي عن الفلسطينيين. وكانت خطته تحقق زخما بالمحادثات المتزايدة عن اقتراب إسرائيل والسعودية من فتح علاقات دبلوماسية، إلا أن التطبيع سيكون معلقا قي الوقت الحالي.
وفي الوقت الذي تلاقى فيه الغرب وركز على أفعال حماس، إلا أن التركيز في الشرق الأوسط سيكون على معاناة الفلسطينيين الذين سيقعون تحت غارات إسرائيل.
وقال إنه من المحتمل تبني الحكومة الإسرائيلية ردا عسكريا قويا، إلا أن إسرائيل ليست لديها رؤية أبعد من قتل قادة حماس. وعلى المدى البعيد، فمن الصعب الاعتقاد بأن إسرائيل ستقبل بسيطرة حماس على غزة، لكن الحديث عن إرسال الجنود إلى القطاع هو مثل الوقوع في مصيدة. وكما ناقش الأكاديمي لورنس فريدمان، فإن الجيش "ليست لديه القدرة ولا القوة للبقاء في غزة والسيطرة عليها. فهذه منطقة من مليوني نسمة ولا مكان لهم للذهاب إليه، وسيبقون وسيظلون غاضبين".
وقال الكاتب إن الصدمة والغضب في إسرائيل ذكّرا بمشاعر ما بعد هجمات 9/11 وقادت إلى وحدة أمريكية وقوة، ولكنها قادت أيضا إلى عقد من الحرب على الإرهاب والتي كانت تدميرية ولم يتم التفكير بها، وربما تسير إسرائيل نحو هذا الطريق الخطير، وفق الكاتب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإسرائيلي حماس غزة نتنياهو إسرائيل حماس غزة نتنياهو طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسرائیل فی یوم السبت تحت الأرض إلا أن
إقرأ أيضاً:
ما قصة النفق الذي ظهر منه نتنياهو في ذكرى احتلال القدس؟
لم يكتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعقد اجتماع لحكومته الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الـ58 لـ"توحيد القدس" داخل "مدينة داود" الاستيطانية ببلدة سلوان شرقي القدس، بل أصرّ على نشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل وهو يظهر من نفق أسفل هذه البلدة ليقول إن آباءه مرّوا منه قديما وهم في طريق صعودهم إلى "جبل الهيكل" (التسمية التوراتية للمسجد الأقصى).
وفي بداية المقطع المصور سُئل نتنياهو أين نحن الآن؟ وأجاب "في شارع الصعود بالأقدام بمدينة داود، قصة مدهشة! انظر إلى الأرض، هنا آثار أقدام آبائنا الذين مشوا عليها.. كانوا يدخلون بركة الطهارة ثم يصعدون إلى جبل الهيكل ويصلون".
وأضاف نتنياهو "القدس كانت دائما بأعيننا.. عدنا وحررنا القدس القديمة والجديدة وللأبد ستبقى بأيدينا".
الجزيرة نت سألت الباحث في تاريخ القدس إيهاب الجلاد عن تاريخ الموقع الذي ظهر من داخله نتنياهو، واستهلّ حديثه بالقول إن هذا شارع لا نفقا وغُطّي بالبناء لاحقا.
وفي التفاصيل قال الجلاد إن هذا النفق كان امتدادا لشارع أطلق عليه قديما اسم "الجبّارين" أو "الطواحين" وفقا لما ذكره المؤرخون الرومان والمسلمون.
وامتد الشارع من باب العمود مرورا بطريق الواد، فمنطقة حارة المغاربة، ثم يستمر بالهبوط نحو حي وادي حلوة وينتهي عند منطقة عين سلوان.
نتنياهو: نقوم بكل ما يلزم من أجل إطلاق سراح الرهائن من #غزة وآمل أن نتمكن من الإعلان عن شيء بهذا الشأن#حرب_غزة pic.twitter.com/gqpeXhEDyB
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 26, 2025
إعلان تعمد تغيير الملامحوبالتالي فإن الشارع قديم يخترق القدس من الشمال إلى الجنوب، واكتُشفت بعض مقاطعه بمحض الصدفة كالمقطع الذي ظهر أثناء صيانة أنابيب الصرف الصحي عند المرحلتين الثالثة والرابعة من طريق الآلام بالعتيقة، بالإضافة إلى مقطع منطقة باب المغاربة، ومقاطع أخرى عمل الإسرائيليون على نبشها وتنفيذ الحفريات فيها كمقطع وادي حلوة لأهداف سياسية بحتة وفقا للجلاد.
"ربما تعود بدايات هذا الشارع للفترة الرومانية المبكرة، لكن المقاطع التي اكتشفت في البلدة القديمة هي بيزنطية، ومعروف أيضا أن القدس بالفترة الإسلامية كانت تمتد إلى بلدة سلوان، وكان يوجد شارع يربط هذه البلدة بالبلدة القديمة وفي الفترة الأموية بالتحديد كان الشارع يصل إلى بِركة سلوان" أضاف الجلاد.
وأشار الباحث المقدسي إلى أن احتمال أن يكون الشارع رومانيا أمر وارد، كما أنه من الممكن أن يكون أصل الشارع إسلاميا، وهذا يحتاج إلى فحص من قبل علماء آثار محايدين لأن الحجر وحده لا يمكن أن يدلل على عمر الشارع، بل القطع الفخارية هي التي يمكن أن تساعد في تأريخ المرحلة.
"المشكلة تكمن في أن اليهود لا يأبهون بالآثار التي تدلل على الوجود الإسلامي ويهدفون لتعميتها وعدم إظهارها، ويدمرون خلال الحفريات كافة الطبقات حتى يصلوا إلى تلك التي تعنيهم، ويدّعون أنها تعود لفترة الهيكل أو للقرن الأول قبل الميلاد أو الأول بعده، أي فترة رودس".
وحول تاريخ الحفريات في تلك المنطقة أكد الباحث المقدسي أن أولها انطلق أواخر القرن الـ19 على يد الإنجليز في فترة الاحتلال البريطاني، وكانت أهدافها استعمارية لاكتشاف وإثبات مواقع مذكورة بالتوراة أو الكتاب المقدس.
إعلانلكن الحفريات اللاحقة وفقا للجلاد انطلقت في تسعينات القرن الماضي وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وتنفذها جمعية "إلعاد" الاستيطانية والتي تدير مشروع "مدينة داود" السياحي الاستيطاني.
وأثرت هذه الحفريات على منازل المقدسيين في بلدة سلوان بسبب الفراغ الذي أحدثته أسفلها وبالتحديد في حي وادي حلوة، إذ هبط الشارع والكثير من أرضيات المنازل بين عامي 2007 و2009 وتصدعت الجدران، لأن الحفريات سارت أسفل المنازل وتحول الشارع التاريخي إلى نفق.
ويبلغ طول الشارع التاريخي 600 متر، ويختلف عرضه من مقطع إلى آخر لكنه يتراوح بين 8 إلى 30 مترا، واستخدمه العرب وغير العرب والمسلمون وغير المسلمين على مرّ العصور، ولم يرتبط يوما بأهداف دينية، بل أُنشئ لأهداف إستراتيجية تتعلق بتخطيط المدينة، وهو ما يدحض ادعاءات نتنياهو بأن آباءه استخدموه للوصول إلى الأقصى وفقا للجلاد.
يعقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ظهر اليوم الاثنين، اجتماعا حكوميا خاصا بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" أو "يوم توحيد القدس" الوطني الذي يحييه الإسرائيليون، حكومة وشعبا احتفالا بذكرى احتلال شرقي القدس بعد حرب عام 1967، وضمّها إلى سيطرة الاحتلال.
ومنذ عام 2017 تحرص… pic.twitter.com/CYFRHDxfBL
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 26, 2025
رسالة مبطنةوعن الرسالة المبطنة التي أراد رئيس الوزراء تمريرها من نشره هذا المقطع قال الجلاد "لأن الحرب انطلقت تحت اسم طوفان الأقصى أراد نتنياهو من خلال هذا الظهور القول: نحن نسير باتجاه إنشاء الهيكل الثالث على أنقاض الأقصى".
وفي ردّه على ذلك؛ قال الباحث المقدسي إن اليهود الذين عاشوا في فلسطين قبل ألفي عام ليسوا آباء نتنياهو البولندي، كان أولئك جزءا من التاريخ والنسيج الفلسطيني آنذاك، أما هو فمستعمر ولا علاقة له بتاريخ فلسطين من قريب أو بعيد.
إعلانوأشار الجلاد إلى أن الحفريات في هذا النفق ما تزال مستمرة، مرجحا أن يتم تدشين النفق قريبا، ومن هنا جاء ظهور نتنياهو من داخله، وكأن ذلك بمثابة إعلان عن قرب افتتاحه للزوّار.
بدوره قال الأكاديمي المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد إن ظهور نتنياهو من نفق بشرقي المدينة في يوم "توحيد القدس" هو رسالة واضحة بأن القدس فوق الأرض وتحتها وبكل ما فيها هي يهودية وستبقى كذلك إلى الأبد.
وأضاف شديد في حديثه للجزيرة نت أنه لا يمكن لرئيس حكومة أن يعقد اجتماعا في شرقي القدس التي ما تزال الأغلبية الساحقة من العالم تتعامل معها كمنطقة محتلة، ويجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلا، ويتحدى هذه الأصوات والدول التي يقيم جزء منها علاقات مع إسرائيل إلا رسالة توحيد للشارع اليميني في إسرائيل وطمأنة بأن القدس ستبقى تحت السيادة اليهودية إلى الأبد.