جريدة الوطن:
2025-08-01@10:59:02 GMT

رأي الوطن : جريمة ضد الإنسانية ترتكب فـي غزة

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

في خطوة مخالفة للقانون الدوليِّ، وتؤكِّد حجْمَ الإرهاب الذي يمارسه كيان الاحتلال الصهيونيِّ ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل. وبزعم محاولة ممارسة أكبر قدرٍ من الضغط على قِطاع غزَّة، أوقفت قوَّات الاحتلال الإسرائيليِّ إمدادات الكهرباء والمياه والغاز، ومنَعَت وصول السِّلع التموينيَّة والإغاثات الطبيَّة، وفرضت حصارًا كاملًا على أهْلِ قِطاع غزَّة، وذلك رغم تحذيرات الهيئات والمنظَّمات الإغاثية الدوليَّة، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيِّين (الأونروا)، والتي أكَّدت صعوبة خدمة نَحْوِ (75) ألف نازح في القِطاع لجأوا إلى مدارسها، وأنَّه سيكُونُ مستحيلًا في ظلِّ الوضع الحاليِّ، ناهيك عن العمل تحت القصف الدَّائم للأحياء السَّكنيَّة التي تُستهدَف من قِبل قوَّات الاحتلال بشكلٍ مستمرٍّ.


إنَّ إعلان كيان الاحتلال الصهيونيِّ عن قطع الخدمات وعدم دخول إمدادات للقِطاع المحاصر يُشكِّل جريمةَ حربٍ وجريمةً ضدَّ الإنسانيَّة مكتملة الأركان، فهي خطوات تُمثِّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدوليِّ الإنسانيِّ، وتتطلَّب تدخُّلًا دَوليًّا لِمنْعِ حدوث ما يترتَّب عَلَيْها من كوارث إنسانيَّة ضدَّ أكثر مليونَيْ مدنيٍّ محاصرين في قِطاع غزَّة، يَمنَع عَنْهم القادة العسكريون الصهاينة المساعدات الإغاثيَّة والطبيَّة والتموينيَّة، في رسالة واضحة للعالَم قَبْلَ الفلسطينيِّين عن عجْزِ الكيان المحتلِّ المارق عن إدارة صراع شريف مع عناصر المقاومة دُونَ اللجوء إلى سياسة ترهيب وترويع المدنيِّين، سواء بالقصْفِ، أو بالمَوْتِ البطيء مع قطْع الإمدادات. فعلى الكيان الغاصب المتغطرس أنْ يردَّ في الميدان على الذين قاتلوه ووجَّهوا له صفعات لَنْ يمحوها التاريخ بدلًا من الردِّ عَبْرَ استهداف صريحٍ للمدنيِّين.
إنَّ ما يقُومُ به كيان الاحتلال الصهيونيِّ من خطوات تصعيديَّة تُخالف القانون الدوليَّ والإنسانيَّ يؤكِّد أنَّه يأمَنُ من العقاب الدوليِّ، ويتصرَّف كما يحلو له دُونَ خشيةٍ من أيِّ عقوبات حاليَّة أو مستقبليَّة. فسِجلُّه المليء بالجرائم والمذابح التي مرَّت دُونَ حسابٍ حقيقيٍّ يؤكِّد لَه أنَّ ما سيرتكبه من جرائم سيمرُّ كسابقه، فالاحتلال الإسرائيليُّ يمارس سياسة ممنهجة لتدمير البنى الأساسيَّة والمرافق في قِطاع غزَّة؛ بهدف تدمير حياة المَدنيِّين في غزَّة وزيادة معاناتهم، ما يُنذر بانهيار إنسانيٍّ كاملٍ في غزَّة، ويُعدُّ جريمة ضدَّ الإنسانيَّة، حيث تعمَّد كيان الاحتلال المارق ممارسة عقاب جماعيٍّ للمواطنين الفلسطينيِّين المَدنيِّين ومنازلهم، في خطوات تُمثِّل جرائم حربٍ مكتملة الأركان تطلَّب تدخُّلًا عاجلًا.
ولا شكَّ تفاقُم الوضع الإنسانيِّ في القِطاع نتيجة الإرهاب الصهيونيِّ يؤكِّد أنَّ المُجتمع الدوليَّ باتَ ملزمًا بالتحرُّك عاجلًا لتهدئة الأوضاع ولرفع الحصار عن غزَّة، ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم من الصهاينة، وعدم الاستمرار في سياسة عدم المحاسبة تجاه الكيان الصهيونيِّ الغاصب، الذي تزداد وتيرة جرائمه عِندما يأمَن من العقاب. لذا على جميع الدوَل والمؤسَّسات الدوليَّة الرائدة، وخصوصًا الأُمم المُتَّحدة، الوفاء بالتزاماتها بمنع النظام العنصريِّ الإسرائيليِّ من الملاحقة الجماعيَّة للفلسطينيِّين المُضطَهدين بسبب الفشل العسكريِّ الذي مُنِيَت به قوَّات الاحتلال في عمليَّة «طوفان الأقصى».

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: کیان الاحتلال

إقرأ أيضاً:

كاتب بريطاني: جريمة التجويع المتعمدة بغزة لم تنجح لولا تواطؤ الغرب

قال الكاتب البريطاني أوين جونز، إن جريمة التجويع المتعمدة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، لم تكن لتنجح لولا الغطاء الذي وفره لها الحلفاء الغربيون.

وقال جونز بمقال في صحيفة الغارديان، إن التصرفات الغربية التي بدت وكأنها تعبير عن "القلق" من الوضع الإنساني في غزة، ليست أكثر من مظاهر فارغة، إذ كان الجميع يعلم بما يجري.

وأضاف: "بينما كانت جهة تابعة للأمم المتحدة تحذر من وقوع أسوأ سيناريو مجاعة في غزة، كان من المفترض أن يسأل زعماء الغرب أنفسهم: ماذا فعلنا؟".

وأكد أن تجويع الاحتلال لغزة لم يكن فقط فعلا متعمدا بل معلنا أيضا، إذ صرح قادة الاحتلال منذ الأيام الأولى بأنهم سيمنعون دخول الطعام والماء والكهرباء. ولفت إلى أن تصريحات وزير حرب الاحتلال السابق يوآف غالانت ومنسق الاحتلال غسان عليان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت واضحة في إعلان الحصار الشامل وحرمان السكان من الأساسيات، واصفين الفلسطينيين بالحيوانات البشرية والبهائم".

وأشار جونز إلى أن هذه التصريحات "لم تحظ بأي تغطية جادة في الإعلام الغربي، وإن ذكرت فكانت بشكل عابر ودون إبراز دلالاتها القانونية والإنسانية الخطيرة"، مضيفا أنه "لو أبرزت كما يجب، لكان لا بد من تصنيف العدوان الإسرائيلي كجريمة، لا كحرب دفاعية".

وتحدث الكاتب عن سلسلة من الأدلة التي تؤكد علم الغرب بما يجري، بينها رسالة كتبها وزير الخارجية البريطاني السابق كاميرون في آذار/مارس 2024، أشار فيها إلى الأساليب الإسرائيلية لمنع دخول المساعدات.

كما أظهرت تقارير رسمية أمريكية أن الاحتلال كان يعرقل المساعدات، وهو ما كان يفترض أن يلزم إدارة بايدن بوقف تصدير الأسلحة، لكن البيت الأبيض تجاهل ذلك.

وذكر جونز أن "إسرائيل ارتكبت المجزرة الأكبر في التاريخ الحديث ضد عمال الإغاثة، إذ قتلت أكثر من 400 منهم حتى الربيع الماضي"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال استهدف ضباط الشرطة الذين كانوا يرافقون القوافل، ودمر الأراضي الزراعية، وقتل المواشي، وضرب البنية التحتية للصيد، لشلّ كل مصادر الغذاء في القطاع.



وأوضح أن الجريمة لم تتوقف عند حرمان الفلسطينيين من الطعام، بل شملت أيضا قتل من حاولوا الوصول إليه، كما حدث في شباط/فبراير 2024 حين قتل الجيش أكثر من مئة فلسطيني أثناء انتظارهم الحصول على الدقيق. وأثبت تحقيق لشبكة سي إن إن بعد أسابيع أن الجيش هو من أطلق النار.

وفي آذار /مارس، فرضت إسرائيل حصارا مطبقا، وأوقفت برامج الأمم المتحدة الإنسانية، واستبدلتها بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تحوّلت مراكزها إلى "حقول قتل"، بحسب وصف الكاتب.

ولفت إلى أن هذه المراكز صممت لدفع السكان نحو الجنوب، حيث يحتجزون ضمن ما وصفه رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود أولمرت بـ"معسكر اعتقال"، تمهيدا لترحيلهم.

كما اتهم جونز وسائل الإعلام الغربية والسياسيين بنشر رواية إسرائيلية كاذبة تزعم أن حركة حماس تسرق المساعدات، رغم نفي برنامج الغذاء العالمي، وتحقيقات داخلية أمريكية وإسرائيلية أكدت عدم صحة هذه الادعاءات.

وقال إن العصابات التي تسرق المساعدات هي جماعات إجرامية مدعومة من الاحتلال، وتربطها تقارير بأطراف مرتبطة بـ"داعش".

ووصف الكاتب مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة الاحتلال، بسبب جريمة التجويع، بأنها "خطوة منطقية لأن الأدلة دامغة"، مضيفا: "حتى لو دخلت المساعدات بغزارة الآن، فإن عددا كبيرا من الفلسطينيين سيموتون لأن أجسادهم نخرها الجوع، وهذا لم يعد على جدول أولويات العالم".

وانتقد جونز رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بسبب دعمه المتكرر للحصار الإسرائيلي على غزة، وترويج حكومته لفكرة الإنزالات الجوية "التي لا تكفي، وقتلت مدنيين حين سقطت عليهم"، واصفا ذلك بأنه محاولة لصرف الأنظار عن الجريمة الأصلية: التجويع الجماعي المتعمد.

وتساءل الكاتب: "ماذا فعلنا؟"، مضيفا: "لو كانت لدى النخب الغربية ذرة خجل، لكان هذا السؤال يقض مضاجعها، لكن الجواب واضح لقد سهّلتم جريمة تجويع شعب بأكمله عرفتم ما كان يجري من فيض الأدلة، لأن الجاني صديقكم، وقد تفاخر علنا بفعلته، و للأسف، لن يحاسب أحد نفسه، سيترك ذلك للتاريخ وللمحاكم".

مقالات مشابهة

  • العراق: الاعتراف الدولي يدعم مسار تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني
  • ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط لحرف البوصلة
  • عبدالله بن زايد يرحب بعزم عدد من الدول الاعتراف بدولة فلسطين.. ويدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات مماثلة
  • عبدالله بن زايد يرحب بعزم عدد من الدول الاعتراف بدولة فلسطين .. ويدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات مماثلة
  • إيران تستنكر العقوبات الأميركية الجديدة على أسطول شمخاني وتعتبرها جريمة ضد الإنسانية
  • مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني
  • كاتب بريطاني: الغرب شريكٌ في جريمة تجويع غزة
  • كاتب بريطاني: جريمة التجويع المتعمدة بغزة لم تنجح لولا تواطؤ الغرب
  • انطلاق المؤتمر الدولي للأخوة الإنسانية في جاكرتا
  • صاروخ يمني يشلّ كيان الاحتلال.. تعطيل الرحلات وإيقاف المباريات وفرار ملايين الصهاينة إلى الملاجئ