صحيفة أثير:
2025-06-24@07:13:43 GMT

عبدالله العريمي يكتب: غزة تأويل ما هو كائن

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

عبدالله العريمي يكتب: غزة تأويل ما هو كائن

أثير- عبدالله العريمي

قد جنَّ العالم، وأصبح الحق وهمًا إلا إن كان عبري التكوين، وكل شيء قادر على أن يصف الموت المحلق فوق الفلسطينيين لكنه لا يجيد قراءة الأسباب والأحوال، لا لغة وسط هذا الجحيم الصهيوني يمكنها أن تصف المشترك الإنساني أو تحدده خارج إطار الصمت والفتور القاتل، نعم يمكننا التحدث طويلا عن وحشية الحرب، هذا الحيوان المهووس برائحة الدم، أو أن نلقي اللوم على حماس ونختلف معها في فتح مساحة لهذه الوحشية والهمجية الصهيونية على الأبرياء في غزة ” لو كانت غزة محررة وبلا احتلال وحصار، لكننا لا نمتلك هذه الرفاهية في ظل احتلال ومقاومة وظلم” على حد تعبير الدكتور شفيق الغبرا.

نعم لا يمكن أن نقيس الزمن إلا بالزمن من داخل غزة، ولا يمكن أن نفهم الأشياء إلا من خلال معايير الظلم والعدوان الإسرائيلي والمقاومة والصمود الفلسطيني، إن عالمنا كله منقسم بين ادعاء الحزن وصدقه، بين المتأففين اللاهثين بمذلة خلف الشؤون اليومية التي تفصلهم عن القضية الفلسطينية وبين من وسّع مساحة التحدي والصمود وجعل منها تاريخا لائقا، فأما اللاهثون فجنائز مجانية تمشي على أقدامها، وأما الآخر فهم أولئك الذي يدافعون عن تاريخٍ وإنسانيةٍ وخلاصٍ لأرواحهم من عبثية الوجود والمصير.

كيف يمكن للجنائز المجانية أن تعيش طويلا وهي تبحث عن ذرائع للكيان الصهيوني لإعلان الحرب، غير منشغلين بمرأى الذئاب وهي تحاصر غزالا أسيرا، وغير آبهين بالموت الذي يهبط من هذه الوحوش الحديدية على أهالي غزة، كيف يتلذذ هؤلاء بالسير حتى منتهى الخيبة وحتى آخر السقوط الإنساني، إنهم يعيشون حياة مشوهة في وقت الموت الوسيم والقدرية الصافية.

إن ما قام به الأبطال الفلسطينيون هو المحافظة على توازن العالم وانسجام مع الجنون المحيط بهم دون أي انسياق للضعف أو استسلام للواقع المرَّ، وها هم يثخنون في العدو الغاصب ويحطمون كبرياءه الزائف ويسحقون معه دود الحكايات الذي يتسرب من الخارج ليأكل بعضا من فصول البطولة الفلسطينية، قد نكون نحن أبناء الانتظار والحزن الطويل لكننا لم نقف على حياد ولو بالكلمات أو الصمت العاجز ولم نقبل أن نعيش حياة تنصلت من كل معايير الإنسانية والكرامة، أما طوفان الأقصى فهو صوت الحرية، ومرحلة مفصلية في تاريخ موازين القوى الكونية، إنه لحظة تحول وبوصلة صواب، ولم يعد منذ الآن لهذا الكيان الزائف أن يجدد حياته، فهو محاصر بالخوف ومطارد من الحق، ويقابل إحساسه بالوجود وعيٌ بالوجود، ففلسطين فكرة عربية وعقيدة دينية وثقل تاريخي لذا لا يمكن أن يهزمها أو يلغيها مشروع سياسي أو ترسب طائفي، ولا يجيزها توقيع اتفاقية.

غزة اليوم ترينا من الأمل ما يكفي لأن يجعل منها فجر بطولة يشع من مخيم محاصر ومن ميلاد طفل جديد، أمل سخي يقطع ظل اليأس ويستبدل الحرب بالربح والحبر الذي يكاد يضيء بأسماء القابضين على حجر الانتصار.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

د. جمال القليوبي يكتب: النووي خارج إيران.. وإسرائيل تستنجد بترامب

يبدو أن طهران تركت أراضيها لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والموساد فترات كبيرة من الزمن دون أن تقيم تاريخ الاغتيالات السابقة لرجال الحرس الثوري الكبار أو حتى لاغتيالات العلماء النوويين الإيرانيين، ولم تكن هناك حتى تنبؤات تبين أن طريقة الاغتيالات التي طالت علماء إيران النوويين أو حتى الطريقة التي تم بها اغتيال إسماعيل هنية في مبان تخص حراسة الحرس الثوري ما هي إلا مقدمات إلى ما هو قد يكون أخطر. 

ولم يكن الغزو العدائي الذي شنته إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أيّام على سيادة دولة إيران وضرب منشآتها النووية في مناطق متفرقة حول العاصمة طهران، إلا أنها رسالة واضحة إلى كل دول الشرق الأوسط أن العربدة الصهيونية والفتونه الأمريكية تستطيع أن تطاول كل من لا يصغي ولا يذعن إلى إرضاء حكومة المرتزقة في تل أبيب أو قد يحمل أي نوع من التهديد لشعب الله !!!

 أقرب العم سام وابناء عمومتهم فهو في مرمي حرب التصريحات والتلميحات والتهديدات التي يراسلها ترامب عبر تغريداته علي منصات السيوشيال ميديا او التي يتشدق بها المتعجرف الصهيوني نتينياهو من خلال احاديثه إعلاميا او علي منصبه الكنيست.

 وقد تكون الضربات التي وجهتها إسرائيل في أبريل ٢٠٢٤ على منصات الرادارات في محيط المحطات النووية في أصفهان ونطنز باستخدام الطائرات المسيرة والتي مرت علي إيران دون تقييم أو حتى تطبيق أي رد فعل لمراجعة الحال الأمني الداخلي، بينت أن هناك أصابع  خفية داخل الأراضي، ولكن التزمت إيران الصمت الرسمي.

ثم تأتي الضربة الثانية التي زادت فيها إسرائيل من قوة الهجمات  على المنشآت التي تنتج الصواريخ البالستية ومراكز تصنيع الطاءيرات الدرون ستخدام اكثر من ١٠٠ طائرة مقاتلة من F35-F15 وطائرات التشويش وقامت الولايات المتحدة بتقديم كافة الدعم اللوجستي لتلك الضربة من خلال القواعد العسكرية في العراق والأسطول الخامس في بحر العرب . 

ثم نستيقظ صباح يوم ١٣ من الشهر الحالي على عملية تم التخطيط لها تجمع في طياتها محصلة العمليتين السابقتين في عام ٢٠٢٤، حيث استخدمت الطائرات بدون طيار من داخل الأراضي الإيرانية، وبالإضافة إلى أفواج كثيفة من طائرات  F35 والتي وصلت إلى أكثر من ٢٠٠ طائرة مع أن إسرائيل لا تملك أكثر من ١٠٠ طائرة من  تلك الطائرات (فمن أين الباقي !!).

 واستهدفت الكثير من الأماكن للمنشآت النووية ومخازن الصواريخ الباليستية، وكذلك مساكن العلماء النوويين الإيرانيين والمنشآت العسكرية للحرس الثوري، والذي أدى إلى مقتل رئيس  الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس الأركان محمد باقري و٩ علماء نووي أهمهم مهدي طهرانجى ورضا زلفغاري وعبد الحميد مينوشهر. 

ولكن سرعان ما تحركت ايران هذه المره حيث كان لديها كل الطرق التي وصلت بها الي القبض علي عملاء الموساد، وكذلك المناطق التي استخدم فيها الدرون لضرب المنشآت وأيضا استعدت وبتركيز عالي لإطلاق الصواريخ الباليستية فرط الصوت، والتي حملت الكثير من الأطنان المتفجرة، والتي وصلت إلى أماكن أكثر حساسية داخل تل إبيب بل ووصلت إلى مبنى الموساد نفسه.

ويبدو أن الوتيرة الإيرانية للردع بدأت تتغير تدريجيا إلى الأصعب، حيث بدت خلال الثلاثة أيّام السابقة في التركيز على تحركات سرية لنقل ق ع حساسة تبدو أنها القنابل النووية التسعة التي صنعتها إلى خارج إيران.

 وقد يظهر من الوهلة الأولى أنها في مكان ما خارج الأراضي الإيرانية، وأنها خلال الفترة القادمة سوف تكون الردود الإيرانية باستخدام صواريخ باليستية أكثر  فتكا بالبنية التحية في مختلف المناطق العسكرية والأمنية والنفطية داخل الأراضي الإسرائيلية والكثير من التهديدات التي أرسلها خامئني بأن إسرائيل سوف تجني الكثير من الدمار بسبب هذا الهجوم على إيران. 

ومن خلال المتابعة لتصريحاتهم كلا الطرفين الإسرائيلي والإيراني أجد أن التركيز في ضرب العمق الإسرائيلي، وأن إيران بدأت في التأقلم على عمليات الردع، وكذلك الهجوم مما سوف يطيل زمن الحرب، والتي سوف تستهلك كل قدرات إسرائيل من العتاد والسلاح، بالإضافة إلى عدم قدرة الطيارين.

 وكذلك استهلاك كامل لجميع منصات الدفاع الجوي في كل الأراضي الإسرائيلية، والتي قد تبدو شبه مكشوفة في الأيام القليلة القادمة، والتي سوف تجبر أمريكا وبريطانيا على أمرين إما الدخول في الحرب أو الدعوة إلى وقف الحرب والتفاوض بقوة إيران واشتراطاتها دون النظر إلى التفاوض ما قبل الحرب أو الأمر الأخير وهو الغذاء الذي سوف يجعل طبول الحرب العالمية الثالثة آتية لا محالة إذا هاجمت أمريكا وبريطانيا على إيران مما سوف يجعل دول مثال باكستان والصين وروسيا تسعى إلى دعم كامل لإيران سواء بالمشاركة أو الدعم اللوجستي للسلاح وعندها قد تطول الحرب.. وإلى تكملة قادمة. 

طباعة شارك إيران واشنطن ترامب

مقالات مشابهة

  • د. جمال القليوبي يكتب: النووي خارج إيران.. وإسرائيل تستنجد بترامب
  • د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)
  • مستشار كوفي أنان: القضية الفلسطينية مؤشر واضح على انهيار النظام الدولي
  • رأي.. إردام أوزان يكتب: الشرق الأوسط في عصر الصراع المفتوح.. من سيرسم الخطوط؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: عصر "الكتاتيب"،"والتكايا!!"
  • ممثل الصحة العالمية في مصر: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها
  • بالأرقام.. ممثل منظمة الصحة العالمية: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها
  • إبراهيم شعبان يكتب: الحرب الإيرانية - الإسرائيلية.. الأسوأ لم يأتِ بعد
  • د.حماد عبدالله يكتب: السينما المصرية!!
  • الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن “المنسق الرئيسي بين إيران وحركة الفصائل الفلسطينية الذي اغتيل في طهران