الجزيرة:
2025-05-09@04:07:23 GMT

آلات بحجم النانو تعالج أمراضنا قريبا

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

آلات بحجم النانو تعالج أمراضنا قريبا

في مراجعة بحثية جديدة، توصل فريق دانماركي أميركي مشترك إلى أنه من حيث المبدأ لا يوجد عائق أمام إنتاج كائنات خلوية صناعية في المستقبل، تمتزج فيها صور من الحياة مع صور غير حية، في آلات صغيرة بحجم النانو.

ومستوى النانو صغير بشكل لا يمكن تصوره، فالنانومتر الواحد يساوي جزء من المليار من المتر، ولو كنت بطول واحد نانومتر مثلا ووقفت أمام خلية دم حمراء نائمة على الجنب، فإنها ستظهر لك كمبنى ضخم بعرض أكثر من 100 ألف متر، وارتفاع عشرات الطوابق.

هياكل نانوية

وبشكل خاص، تهتم المراجعة، التي نشرت في دورية "سِل ريبورتس فيزيكال ساينس"، بفحص حالة الأبحاث في نطاق "الهياكل النانوية الهجينة للببتيد والحمض النووي"، وهو مجال ناشئ عمره أقل من 10 سنوات.

وتتمثل أهداف هذا النطاق في إنشاء أشكال حياة صناعية يمكن استخدامها لتشخيص الأمراض وعلاجها، بل ويفترض الباحثون في هذا النطاق أنه يمكن تصميم عدو للفيروسات، فبعض الفيروسات المسببة للأمراض ليس لها عدو طبيعي، ويمكن تطوير شكل من أشكال الحياة الاصطناعية التي يمكن أن تصبح عدوا لها، ويعتقد الباحثون أن تلك التقنية ستكون متاحة خلال 10 سنوات.

وإلى جانب ذلك، يمكن استخدام هذه الآلات كروبوتات نانوية محملة بالأدوية أو العناصر التشخيصية وإرسالها إلى جسم المريض.

ويعد الحمض النووي والببتيدات (البروتينات الصغيرة) من أهم الجزيئات الحيوية في الطبيعة، ولذلك فهما أقوى أداتين جزيئيتين في مجموعة أدوات تكنولوجيا النانو اليوم.

يمكن استخدام الروبوتات النانوية لحمل الأدوية أو العناصر التشخيصية (شترستوك) برمجة حية

وقد نجح الباحثون في هذا النطاق بالفعل في ابتكار ما يسمى حاليا بالدوائر الجينية، وهي مزيج بين شيئين لم نكن لنتصور أنهما يمكن أن يجتمعا، الأول هو الجينات والببتيدات التي تمثل المكون الأساسي للحياة على كوكب الأرض، والثاني هو العمليات المنطقية على الحواسيب.

حيث تمكن باحثون مثل جيمس ج. كولينز، أستاذ الهندسة الطبية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومايكل إلويتز، الأستاذ بقسم علم الأحياء والهندسة البيولوجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، من إخضاع قطع من الجينات والبروتونات لعمليات منطقية قادمة من عالم الحوسبة.

وقد ساعدهم ذلك في هندسة الكائنات الحية (البكتيريا مثلا أو الفيروسات) لأغراض مفيدة، مثل بناء دواء جديد أو صناعة الوقود، أو اكتساب قدرة جديدة مثل استشعار شيء ما في البيئة، أو المعالجة الحيوية لتنظيف الملوثات من المياه والتربة والهواء.

وقبل حوالي عام، نجح هانبين ماو من جامعة كنت الأميركية، وتشينغوانغ لو من جامعة جنوبي الدانمارك (وهم أيضا من مؤلفي الدراسة الجديدة) في ربط هياكل الحمض النووي بهياكل ببتيدية، وبالتالي إنشاء جزيء هجين اصطناعي يجمع بين نقاط القوة في كلا الجانبين، الحمض النووي والببتيدات، فالأول سهل البرمجة، والثاني يمكنه تقديم وظائف كيميائية متعددة.

ووفقا للباحثين، فإنه يمكن استخدام هذا الجزيء لإنشاء بروتينات صناعية تكون أكثر استقرارا، وبالتالي أكثر موثوقية في العمل معها من البروتينات الطبيعية، ومن الممكن استخدامها لشرح سبب مرض ألزهايمر الذي تكون الببتيدات المختلة هي السبب فيه.

الآلات الجزيئية بحجم النانو باتت واقعا وليس مجرد فرضية بحثية (شترستوك) مستقبل مفتوح

وفي جامعة أكسفورد، نجح الباحثون في بناء آلة نانوية مصنوعة من الحمض النووي والببتيدات يمكنها الحفر عبر غشاء الخلية، وإنشاء قناة غشاء اصطناعية يمكن للجزيئات الصغيرة للأدوية أن تمر من خلالها، بحسب بيان صحفي من جامعة جنوب الدانمارك.

ويخلص الباحثون من الدراسة الجديدة إلى أن القيمة الإجمالية لكل هذه الجهود هي أنه يمكن استخدامها لتحسين قدرة المجتمع على تشخيص وعلاج المرضى. وبالنظر إلى المستقبل، فإن بناء خلايا صناعية من هذه اللبنات الأساسية يعد أمرا ممكنا.

وبشكل عام، فإن الآلات الجزيئية بحجم النانو باتت واقعا وليس مجرد فرضية بحثية، وقد منحت جائزة نوبل للكيمياء لعام 2016 إلى الفرنسي جان بيار سوفاج والبريطاني ج. فرايرز ستودارت والهولندي برنارد ل. فيرينخا لقدرتهم على بناء جزئيات يمكن التحكم بحركتها وتوجيهها للقيام بمهمة عندما تعطى قدرا من الطاقة.

وقد بدأت بالفعل الأعمال البحثية التي تهدف إلى استخدام تلك الآلات الجزيئية في تطوير أشياء مثل مركبات جديدة لعلاج المرض، وأجهزة استشعار وأنظمة لتخزين الطاقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: یمکن استخدام الحمض النووی

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده 22…مسارٌ حافل في تكوين شخصية ولي العهد بحجم رجل دولة

زنقة 20. الرباط / هيئة التحرير

أكمل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الخميس 8 ماي، عامه الثاني والعشرين.

فمنذ طفولته، كانت مشاركته في الأنشطة الرسمية متواصلة وإن بدت متحفظة، وكأن المؤسسة الملكية ربت فيه، بهدوء، الإحساس بثقل الزمن وبالاستمرارية الرصينة.

على عكس بعض الأسر الملكية عبر العالم، التي تُكثر من الظهور العلني لورثتها، اختار المغرب تكوين الأمير الشاب في كنف الهدوء، بعيداً عن الضجيج والبهرجة الإعلامية.

وُلد مولاي الحسن، الابن البكر للملك محمد السادس، يوم 8 ماي 2003 في الرباط. تلقى تعليمه في الكلية الملكية، ويتابع اليوم دراسته في مجال الحكامة والعلوم الاجتماعية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

يجمع تكوينه بين الدراسة الأكاديمية والتربية المؤسسية: الاستماع، تمثيل الوطن برزانة، وفهم دقيق لرموز البروتوكول. إنها مدرسة إعداد وريث لعرشٍ ضارب في عمق التاريخ، وحاملٍ لآمال متجددة.

خلال السنوات الأخيرة، بدأ ظهور ولي العهد الأمير مولاي الحسن يتزايد في المهام الرسمية: حضر قمماً دولية، استقبل رؤساء دول، وترأس مراسم رسمية.

وقد أثارت بعض إطلالاته تفاعلاً خاصاً بسبب إيماءة لافتة: رفضه تقبيل يده، وهو ما اعتبره كثيرون دلالة على وعيٍ جديد بالأعراف، لا على التمرد. إشارة سبقه إليها جده الملك محمد الخامس.

تعكس شخصيته نوعاً من التحول في النظرة إلى السلطة الملكية: تراجع عن المظاهر الفخمة، وتقدم نحو القرب والبساطة. ليس في الأمر قطيعة مع التقاليد، بل انسجام هادئ معها. حضوره يعكس طابعاً طبيعياً، مشبعاً بأثر تربية والده الملك محمد السادس، وبخبرة تُبنى بصمت في مدرسة المسؤولية الهادئة.

وفي سياق يتزايد فيه دور المغرب إقليمياً ودولياً، لا يمكن اعتبار إعداد ولي العهد مجرد واجب بروتوكولي. بل هو استثمار في الاستقرار، وتأهيل مدروس لوريث يتمتع ببصيرة، ووعي بالتحديات، وقدرة على التفاعل بلغة العصر، انطلاقاً من عمق التاريخ.

في سن الثانية والعشرين، يتحدث مولاي الحسن بحضوره المتزن، الصامت حيناً، المعبر كثيراً. يمثل وجهاً هادئاً لمؤسسة تتطور، وترافق تحولات المغرب بروح شابة ومتمسكة بالجذور. شبابه وعدٌ يتبلور بهدوء، بلا استعجال ولا ضجيج.

وتحل اليوم الخميس الذكرى الثانية والعشرون لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهي مناسبة سعيدة تحتفل بها كل مكونات الشعب المغربي، لتجديد آصرة التلاحم المكين بين العرش العلوي المجيد والشعب، وتعبر من خلالها عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها.

وتعد هذه الذكرى فرصة يحيي فيها الشعب المغربي الفرحة التي عاشها يوم 8 ماي 2003، اليوم الذي أشرقت فيه جنبات القصر الملكي العامر بميلاد ولي العهد، الذي اختار له صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اسم مولاي الحسن، ويستحضر من خلالها الاحتفالات البهيجة التي أعقبت الإعلان عن ميلاد سموه.

وتعد مشاركة الشعب المغربي الأسرة الملكية احتفالها بهذا الحدث السعيد، عربونا على أواصر التلاحم والترابط التي ظلت على الدوام تجمع العرش بالشعب، وتأكيدا على تعلق هذا الأخير بقائد الأمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، ضامن وحدة البلاد وتماسكها واستقرارها وتطورها ونموها.

وقد جاء إطلاق اسم مولاي الحسن على ولي العهد، تعبيرا عن قيم ومبادئ الوفاء لملكين عظيمين في تاريخ البلاد هما السلطان مولاي الحسن الأول وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وتجسيدا لاستمرارية العرش العلوي واستقرار البلاد وتماسكها عبر التاريخ.

وينطوي تخليد ذكرى ميلاد ولي العهد على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية، التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها، طيلة أزيد من ثلاثة قرون، على القيم والمبادئ، التي تأسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، التي يجسدها شعار المملكة “الله الوطن الملك”.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده 22…مسارٌ حافل في تكوين شخصية ولي العهد بحجم رجل دولة
  • لا يمكن للبشر البقاء على المريخ أكثر من 4 سنوات
  • الورش الإنتاجية لنظافة القاهرة: نقوم بإعادة تدوير المعدات القديمة وإصلاح الآلات
  • خلال دقيقتين فقط.. اختبار حركي ثوري يكشف التوحد بدقة 85%
  • مدفون في باطن تل.. العثور على مجوهرات وكنوز معدنية في باطن الأرض
  • طبيب كلى زار غزة: تتم إعادة استخدام المستهلكات الطبية التي من المفترض استعمالها مرة واحدة
  • تعالج الأنيميا والسكري.. عشبة غير متوقعة تمتلك فوائد مذهلة
  • مجوهرات وكنوز معدنية تخرج من باطن الأرض.. ايه الحكاية؟
  • بوتين: موسكو تحتل المرتبة الثانية بعد نيويورك بحجم الاقتصاد
  • «زيرو بكتيريا وتكنولوجيا متقدمة».. محافظ أسيوط يكشف عن إنجاز يعزز جودة الخدمات الصحية