مراقبة دقيقة ورصد متواصل لمنع تسرب “البق” بميناء طنجة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
يواصل مختلف المتدخلين في منظومة الرصد والمراقبة الصحية الحدودية بميناء طنجة المتوسط عمليات المراقبة الدقيقة للبواخر، لمنع انتشار وتسرب حشرة بق الفراش إلى التراب الوطني.
ويتم بشكل تلقائي مراقبة كافة البواخر القادمة من موانئ البلدان التي تعاني من انتشار استثنائي لحشرة بق الفراش، حيث تخضع السفن لعملية تفتيش دقيق في عرض ميناء طنجة المتوسط، قبل منحها ترخيص الرسو.
في هذا الإطار، أكد رئيس مصلحة المراقبة الصحية بميناء طنجة المتوسط، عبد الرحيم الراشدي، أنه في إطار جهود الوقاية من تفشي حشرة بق الفراش بالموانئ المغربية، وضعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تدابير لمراقبة السفن القادمة من موانئ البلدان التي تعاني من هذه الحشرة، مشددا على أن “عملية مراقبة السفن المعنية تتم خارج الموانئ المغربية”.
في هذا الإطار، أشار المسؤول، إلى أن السلطات الصحية بميناء طنجة المتوسط قامت اليوم الخميس بتفتيش إحدى السفن تنفيذا لهذه التدابير، مبرزا أن عملية التفتيش تنطلق بمراقبة الوثائق الصحية للباخرة، لاسيما شهادة التعقيم والقضاء على الحشرات، التي يتعين أن تحصل عليها الباخرة من الميناء الذي انطلقت منه، ثم تفتيش مصحة الباخرة والغرف المتواجدة بها وفق الضوابط الصحية المعمول بها . وأبرز أنه إذا كانت نتيجة عملية المراقبة سلبية، يسمح للباخرة بالرسو وتفريغ حمولتها ونزول المسافرين، بينما يتم بالمقابل، أي إذا كانت نتيجة التفتيش إيجابية، إخضاع الباخرة للحجر تماشيا مع المقتضيات الوطنية والدولية ذات الصلة.
وخلص الراشدي إلى أنه تمت لحد الساعة، وبكافة الموانئ المغربية، إجراء عمليات مراقبة ل 27 باخرة، 7 عمليات من بينها على مستوى ميناء طنجة المتوسط، موضحا أن “نتيجة كل هذه العمليات كانت سلبية”.
من جهته، أشار الرائد كمال لخماس، مدير قبطانية المركب المينائي طنجة المتوسط، أنه تبعا لمذكرة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، المتعلقة بالمراقبة الصحية الخاصة بانتشار حشرة البق، وضعت السلطة المينائية رهن إشارة البواخر المعنية بالتفتيش، زورقا خاص بنقل ضباط الصحة إلى نقطة الانتظار بعرض البحر، مما يتيح لهم القيام بعمليات المراقبة قبل السماح للبواخر بالرسو.
وتابع أن السلطة المينائية لطنجة المتوسط تؤكد، في هذا الإطار، انخراطها ومساهمتها في إنجاح جهود السلطات في الوقاية من انتشار حشرة البق، مذكرا أنه تم اعتماد إجراء تفتيش البواخر في عرض البحر وقبل الترخيص لرسوها بالميناء منذ السابع من أكتوبر الجاري.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلنت، في 4 أكتوبر الجاري، عن تأهب منظومة الرصد القائم على الأحداث للكشف المبكر عن أي حادث صحي غير عادي، مؤكدة أنها اتخذت كافة التدابير الملائمة للحد من خطر انتشار وتسرب حشرة بق الفراش إلى التراب الوطني، وذلك بالتنسيق مع كافة المتدخلين.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: حشرة بق الفراش طنجة المتوسط بمیناء طنجة
إقرأ أيضاً:
عبير قباني: “الصحة” حجر الزاوية في تنمية القرى
– الارتقاء بخدمات التعليم والصحة في المناطق الريفية يشجع «الهجرة العكسية» من المدن
– “نرعاك 360” نموذج للتحول الرقمي في الرعاية الصحية المنزلية حيث ساهم في التوسع بالخدمة من ٤ مراكز إلى ٢٧
أكدت الأستاذة عبير قباني، أن تنمية القرى والأرياف تمثل ركيزة أساسية في مسار التنمية الوطنية الشاملة، مشددة على أن الارتقاء بجودة الحياة يبدأ من تعزيز الصحة العامة وتوفير بيئة سليمة تليق بإنسانيّته
وقالت «قباني»، خلال مشاركتها في معرض إينا الدولي للقطاع غير الربحي إن الاهتمام بالصحة لا يقتصر على بناء المستشفيات أو توفير الأدوية، بل يشمل توفير نمط حياة صحي، لذلك يجب ان تتكامل جهود الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني مع البرامج الحكومية.
وأضافت: «حين نتحدث عن التنمية، فإننا لا نعني فقط البنية التحتية أو الاقتصاد، بل نعني الإنسان ذاته، في صحته وسلامته وكرامته، وهو أعظم من ينمى
وأشارت إلى أن القرى والأرياف، التي تمثل ذاكرة الوطن وروحه، كانت الأقل حظًا في الماضي، لكنها اليوم و في ظل التنمية التشريعية التي نعيشها تحظى بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، لتحقيق التوازن التنموي، والوصول بالعدالة الصحية و الرفاه المجتمعي .
وشددت على أن احتياجات السكان في المناطق الريفية تختلف بطبيعتها عن احتياجات سكان المدن، نتيجة لعوامل جغرافية وديموغرافية واقتصادية، موضحة أن نسبة كبار السن والأطفال في القرى مرتفعة، في حين تنخفض نسبة السكان في سن العمل بسبب الهجرة الداخلية نحو المدن، ولفتت إلى أن الوقت قد حان لإحداث «هجرة عكسية» عبر توفير خدمات متكافئة في التعليم والصحة، بما يعزز ارتباط السكان بجذورهم ومجتمعاتهم الأصلية.
وأكدت أن العمل على مشروعات ريادية تهدف إلى بناء مجتمعات آمنة صحيًا وبيئيًا يُعد من أولويات المؤسسة، إلى جانب نشر المعرفة والمهارات في مجال التوعية والتعزيز الصحي بما يتماشى مع القيم الإسلامية والمعايير العالمية، لتلبية الاحتياجات الصحية المتغيرة والمتنامية في المجتمع السعودي.
ودعت «قباني» إلى تبني نهج شامل ، يضع المواطن في قلب العملية التنموية . على أن يتسم بالمرونة ، مؤكدة أن القرى التي تحظى باهتمام مؤسسات المجتمع المدني تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاًالمجتمعكوادر سعودية تتحدث لغات الحجاج في مطار أبيدجان بـ “كوت ديفوار”
وأشارت في هذا الصدد إلى أن مفهوم الصحة يتجاوز الأبعاد البيولوجية، ليشمل صحة العلاقات الاجتماعية، والتنظيمات، والمؤسسات، والمجتمع بأكمله، في إطار فلسفة تؤمن بأن «الجميع للتنمية والتنمية للجميع»، انطلاقاً من أن الصحة تمثل «رأس الحربة»، أو «حجر الزاوية»، في أي عملية تنموية.
وعن أبرز الحلول المطروحة لتطوير الخدمات الصحية في المناطق الريفية، أوضحت «قباني» أن تقنيات «الصحة عن بُعد» تعد أحد الخيارات الذكية والفعالة لتجاوز التحديات الجغرافية، وتوفير الاستشارات الطبية المتخصصة لسكان القرى، دون الحاجة إلى السفر، وقالت: «نتحدث اليوم عن عيادات متنقلة رقمية، واستشارات مرئية، وتطبيقات للرعاية الوقائية، ومتابعة طبية للحالات المزمنة عن بُعد، إلى جانب خدمات الرعاية الصحية المنزلية، التي باتت ركيزة أساسية، حيث أن محورها الفرد، وخياراً اقتصادياً فاعلاً».
وأكدت أن هذه الأدوات، التي لم تكن متاحة قبل سنوات، أصبحت اليوم ضرورة ملحة، ومن أبرز مكاسب «جائحة كورونا»، التي فرضت تبني سياسة البدائل.
وأضافت: «هذه الحلول لا تُقرب الخدمة فقط، بل تُحسن الجودة، وتعزز الوقاية، وتمكّن الأفراد من الوصول إلى الرعاية المطلوبة “بكبسة زر»
و هو ما انتهجته مؤسستنا الخيرية منذ عام 2018 ، مشيرة إلى أن المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية طبقت ذلك فعلياً من خلال تطبيق «نرعاك 360»، التي يمثل نموذجاً للتحول الرقمي في خدمات الرعاية الصحية المنزلية. حيث ساهم في التوسع بالخدمة من ٤ مراكز إلى ٢٧ جميعها تابع لمؤسسات الدولة
واختتمت الأستاذة عبير قباني كلمتها بالتأكيد على أن المؤسسة، باعتبارها كياناً وطنياً رائداً في تطوير خدمات الرعاية الصحية المنزلية، تتحمل مسؤولية المساهمة الفعلية في تنمية القرى، من خلال تقديم مبادرات صحية مستدامة، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن الوطن لا يُبنى من المدن وحدها، بل من كل نخلة وجبل ووادٍ.