اليمن.. انتهاكات «الحوثي» تفاقم أزمات القطاع الطبي
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أحمد مراد (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةتسببت ممارسات جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية في تفاقم أزمات القطاعات اليمنية، ويأتي القطاع الطبي على رأس الجهات المتضررة بشدة، وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض في مناطق متفرقة من البلاد، وحذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر تفاقم الأزمة الصحية في اليمن بشكل كبير، جراء تراجع الخدمات الصحية المقدمة، وكشفت عن أن نصف المرافق الصحية تعمل جزئياً أو خارج الخدمة بسبب نقص العاملين والأموال والكهرباء والأدوية والمعدات.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن القطاع الطبي يعاني من تدهور مريع وإهمال كبير، إذ أدى الوضع الأمني إلى منع إيصال المساعدات للمراكز الطبية، لا سيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي في ظل ممارساتها العدائية التي تعيق عمل الفرق الطبية في تلك المناطق.
وكانت منظمة الصحة العالمية طالبت في فبراير الماضي، وقبل انعقاد مؤتمر للمانحين برئاسة الأمم المتحدة في جنيف، بجمع 392 مليون دولار لتجنب الانهيار المحتمل لقطاع الصحة في اليمن، وإيصال المساعدات الأساسية إلى نحو 13 مليون يمني خلال العام الجاري 2023.
وقال ابن لعسم في تصريح لـ «الاتحاد»: إن «الحوثيين يصرون على إغلاق الطرق الرئيسية، وخصوصاً في تعز، وهو ما يثقل كاهل ملايين اليمنيين، وخاصة الذين يريدون السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، إضافة إلى ممارسات عدائية تستهدف التضييق على شركات الأدوية وابتزاز أصحابها».
وفي مايو الماضي، اشتكى أصحاب شركات الأدوية من قيام جماعة الحوثي بمصادرة عشرات الأطنان من الأدوية، والادعاء بأنها أتلفتها بحجة أنها مهربة ومخالفة للمواصفات والمعايير، وهو ما نفاه أصحاب شركات الأدوية في صنعاء، ودفع العديد منهم إلى إغلاق شركاتهم والانتقال إلى المناطق المحررة، هرباً من الابتزاز الذي يمارسه الحوثيون ضدهم، والإتاوات الباهظة التي يتم فرضها عليهم.
وذكر المحلل السياسي اليمني أن الحوثيين ينتهجون سياسات قمعية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، ويمنحون حق الرعاية الصحية لأبناء جلدتهم ومن يتبنى أفكارهم الطائفية، بينما يعاني باقي الشعب في صمت وقلة حيلة، ولا تتوقف ممارساتهم في القطاع الطبي عند هذا الحد، بل إنهم يسعون إلى التربح من تجارة الأدوية المغشوشة والفاسدة.
واتهم تقرير صادر عن المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر جماعة الحوثي بالاتجار في الأدوية المغشوشة والمنتهية الصلاحية، وتوزيع أدوية فاسدة على المستشفيات، وكشف عن أسماء 71 قيادياً حوثياً يتاجرون في الأدوية المهربة والمغشوشة ومنتهية الصلاحية.
بدوره، أوضح المحلل السياسي اليمني، الدكتور حمزة الكمالي، أن جماعة الحوثي تمارس تدميراً ممنهجاً لمختلف المؤسسات، ومن بينها التعليم والصحة، وأصبح القطاع الطبي «هشاً» وخدماته معدومة تماماً عن ملايين اليمنيين، وتعمدوا الإضرار بالمستشفيات الحكومية، وتدمير أركانها وأقسامها، وسرقة أموالها، واستبدلوها بمراكز صحية خاصة بهم لا تقدم أي خدمات تذكر للمرضى من أبناء الشعب اليمني.
وحذر المحلل السياسي اليمني من خطورة تنامي أوجه الفساد الحوثي عبر تهريب الأدوية، أو الاتجار في الأنواع المغشوشة وتغيير تواريخ صلاحيتها، أو تقديم أدوية فاسدة للمرضى، مما تسبب في وفاة عدد كبير منهم، وخاصة من الأطفال.
ووصف الكمالي في تصريح لـ«الاتحاد» ممارسات الحوثيين بأنها عدائية ضد الشعب والقطاع الصحي وليست من قبيل الصدفة، وإنما في إطار مخطط سياسي مشبوه لوضع ملايين اليمنيين تحت ضغط شديد، حتى لا يمكنهم الاعتراض على سياسات الجماعة وطريقة إدارتها للمناطق الواقعة تحت سيطرتها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الحوثي جماعة الحوثی القطاع الطبی
إقرأ أيضاً:
انتهاكات متواصلة في الضفة.. هجوم للمستوطنين على بلدة بيتا شمالي الضفة
أصيب ثلاثة فلسطينيين، مساء الجمعة، برصاص مستوطنين إسرائيليين خلال اعتدائهم على بلدة بيتا جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها بنابلس "تعاملت مع 3 إصابات بالرصاص الحي، نتيجة اعتداء مستوطنين في بلدة بيتا جنوب نابلس".
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن الإصابات وقعت أثناء تصدي الأهالي لهجوم المستوطنين، مشيرة إلى أن إحدى الإصابات في الصدر، دون توضيح الوضع الصحي للحالتين الأخريين.
وأضافت أن مواجهات اندلعت عقب الهجوم الذي شنه المستوطنون بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جبل قماص، بين بلدتي بيتا وأوصرين جنوب نابلس.
وفجر الجمعة، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، سلسلة اقتحامات طالت عدد من البلدات والمدن الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر فلسطينية قولها إن الجيش اقتحم عددا كبيرا من مدن وبلدات الضفة الغربية، برفقة جرافات عسكرية وآليات مدرعة.
وأوضحت أن الجيش أغلق طرقات وفرض منع للتجوال، وداهم منازل وعاث فيها تخريبا واعتقل فلسطينيين.
وبينت أن الجيش حول منازل فلسطينية لثكنات عسكرية بعد أن طرد سكانها منها.
وتركزت الاقتحامات في محافظات شمال الضفة، بمدينة طوباس، وبلدات عصيرة وطلوزة والمساكن الشعبية بمحافظة نابلس، وبلدات قباطية وجبع ويثلون وعنزا وعرابة ومركة ويعبد بمحافظة جنين، وبلدات دير الغصون وعتيل وبلعا وعنبتا بمحافظة طولكرم.
ووسط الضفة الغربية، نفذ الجيش اقتحامات لبلدتي عبوين وعارورة شمال محافظة رام الله.
وأصيب شاب برصاص قوات الاحتلال، في بلدة الرام شمال القدس المحتلة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص تجاه شاب (42 عاما) قرب جدار الفصل العنصري المحاذي للبلدة، ما أدى لإصابته بالرصاص الحي في القدم.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها في رام الله تعاملت مع إصابة الشاب المذكور، ونقلته إلى المستشفى.
وجنوب الضفة الغربية، اقتحم جيش الاحتلال بلدتي حلحول وإذنا بمحافظة الخليل.
ويواصل الجيش عملياته العسكرية لليوم الثالث في مخيم بلاطة للاجئين شرقي نابلس، ولليوم الرابع في بلدتي جبع وميلثون جنوب جنين.
كما يواصل الجيش منذ 21 يناير/ كانون الثاني عملية عسكرية في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية، مما أدى لنزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني، وهدم مات المنازل وتدمير البنية التحتية واستشهاد وإصابة عشرات
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 980 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و500 أسير.